الرئيسيةأخبارعربية ودوليةهل يكون الرد على عملية القنيطرة حرب استنزاف في مزارع شبعا والجولان؟!

هل يكون الرد على عملية القنيطرة حرب استنزاف في مزارع شبعا والجولان؟!

ترقُّبٌ لأسلوب رد “حزب الله” واختيار التوقيت و”بنك الأهداف”

كتب هيثم زعيتر

فتح العدوان الصهيوني الذي شنّته مروحيات العدو على مجموعة من عناصر «حزب الله» في بلدة القنيطرة في الجولان السوري، كافة الاحتمالات على مصراعيها، خاصة أنّ هذا العدوان هو الأوّل الذي تقوم به قوّات الاحتلال الإسرائيلي ضد مجموعة لـ «حزب الله» على مقربة من الجولان السوري المحتل، وتحديداً في بلدة القنيطرة…
– ماذا يعني هذا العدوان؟
– ما هي ظروف توقيته؟
– ما هي الرسائل التي أراد العدو توجيهها عبره؟ وإلى مَنْ، هل إلى «حزب الله»؟ أم أيضاً إلى سوريا وإيران؟
– لماذا اختار العدو شنَّ عدوانه على مجموعة «حزب الله» في بلدة القنيطرة السورية، ولم ينفِّذ عدوانه على الأراضي اللبنانية؟
– كيف سيكون رد «حزب الله» على استشهاد 6 من عناصره؟ وهل سيكون سريعاً أم إنّه سيأخذ وقتاً؟
– واستطراداً: هل سيكون الرد من خلال الجبهة السورية؟ أم من خلال الجبهة الجنوبية اللبنانية؟ أم في أماكن أخرى ضد مصالح إسرائيلية؟
– هل بتنا على مشارف فتح جبهة الجولان من خلال «حزب الله» وإعلان المقاومة السورية بدعم من الجيش السوري؟
– هل سيكون هناك فتحٌ للجبهات اللبنانية والسورية والفلسطينية من قطاع غزّة، وتحرّك الضفة الغربية والقدس وأبناء فلسطين في أراضي الـ 48، للمؤازرة في وجه مواصلة العدو الإسرائيلي لعدوانه ومجازره؟
– هل هي حرب واسعة؟ أم استنزاف متقطِّع ويبقى الرد محصوراً؟ وماذا سيكون رد الفعل الإسرائيلي على رد «حزب الله» إذا ما قرّر الرد؟
– هل سنشهد حرباً داخل مناطق الجليل بدخول المقاومة إليها؟
– ماذا سيكون موقف قوّات الطوارئ الدولية «اليونيفل» في جنوب لبنان و«الأندوف» في الجولان السوري؟
أسئلة عديدة يُنتظر الإجابة عنها، منها ما سيكون الرد عليه سريعاً، وبعضها سيتأخّر الرد عليه في ظل التطوّرات السياسية، وفي طليعتها استحقاق انتخابات الكنيست الإسرائيلي (17 آذار المقبل)، ومدى علاقة ذلك بالعدوان الإسرائيلي، الذي تزامن مع أوّل مهمة يقوم بالإشراف عليها قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء أفيف كوخافي، الآتي من رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية…
«لـواء صيدا والجنوب» يُلقي الضوء على واقع العدوان والتطوّرات السياسية لذلك…

ترك العدوان الإسرائيلي على القنيطرة واستهدافه لمجموعة من «حزب الله» جُملة من التساؤلات حول التوقيت والمكان…
التوقيت
{ فالتوقيت يأتي في ظل:
– المأزق الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي في ظل فشل سياسة حكومة اليمين المتطرّف بقيادة بنيامين نتنياهو، في تحقيق أي اختراق بشأن المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، وبعد إقالة نتنياهو لوزيرَيْ العدل تسيبي ليفني والمالية يائير لبيد (2 كانون الأول 2014)، وحل الكنيست نفسه (8 منه) والتوجّه إلى انتخابات مُبكِرة (17 آذار 2015).
– تحقيق الفلسطينيين لسلسلة من الخطوات الهامة، وفي مقدّمتها طرح المشروع الفلسطيني – العربي في «مجلس الأمن الدولي»، الذي حظي بتصويت 8 أصوات من بين الأصوات الـ 15 (30 كانون الأول 2014)، وإنْ لم يُكتب له النجاح لاتخاذ المجلس قراراً بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أراضي الدولة الفلسطينية، فإنّ إمكانية طرحه مجدّداً ومراراً وتكراراً هي ما سيتم في الفترة المقبلة.
– توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على 20 معاهدة وميثاق بينها «اتفاق روما» للانضمام إلى «المحكمة الجنائية الدولية» (31 كانون الأول 2014)، وتقديم طلب العضوية إلى الأمين العام لـ «الأمم المتحدة» بان كي مون، الذي أعلن الموافقة على انضمام فلسطين إلى عضوية «المحكمة الجنائية الدولية» (6 كانون الثاني 2015)، وأكثر من ذلك قبول شكوى فلسطينية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي. توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، واتخاذ إجراءات بحق الكيان الإسرائيلي، كما توالي الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو لدفع العائدات التي تجبيها سلطات الاحتلال لصالح السلطة الفلسطينية.
في ضوء ذلك، فإنّ نتنياهو وبعد الغارة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية (8 كانون الأول 2014) وجريمة الاغتيال المتعمد لرئيس «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» لوزير الفلسطيني زياد أبو عين خلال قيادته لمسيرة سلمية لزرع نصوب وشتول الزيتون في مستعمرة ترمسعيا (10 كانون الأول 2014)، يبدو أنّ ذلك لم يحقّق له المكتسبات الكافية لكسب أصوات الناخبين اليهود في الانتخابات المقبلة.
انطلاقاً من ذلك كان لا بد من توجيه ضربة قوية، فكان العدوان على مجموعة لـ «حزب الله» في القنيطرة.
وإنْ كان الأمن القومي الإسرائيلي يضغط بغض النظر عن الانتخابات أو الاستحقاقات الأخرى، لكن نتنياهو دون شك سيوظِّف ذلك لمصلحته.
المكان
{ وفي المكان:
– في منطقة القنيطرة المحاذية للجولان السوري المحتل، حيث تكوّن بنك معلومات لدى استخبارات العدو الصهيوني بأنّ «حزب الله» يجهِّز تلك الجبهة لتكون حصناً يُضاف إلى جنوبي لبنان، انطلاقاً من خصوصية الجبهة السورية، التي تتواجد في جزء من المنطقة المحرّرة وحدات من الجيش الحر، فضلاً عن الجيش النظامي، حيث من المتاح لـ «حزب الله» التحرّك في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش النظامي، وإمكانية تشكيل المقاومة السورية، انطلاقاً من تلك المنطقة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
– إنّ قوّات «الأندوف» باتت بحكم الميتة، وليس لوجودها أي تأثير بعكس قوّات الطوارئ الدولية «اليونيفل» المعزّزة في جنوبي لبنان، وفقاً للقرار الدولي 1701 بعد وقف العدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006 .
المدلولات والبصمات
ويبقى الأهم في ذلك، أنّ هذه العملية بمدلولاتها لها بصمة أراد قائد المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء أفيف كوخافي (أحد أبرز أوائل كبار رجال الاستخبارات في الشرق الأوسط) تركها بعد تسلّمه قيادتها، آتياً من رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهو يعرف ما لدى «حزب الله» من قدرات، وهو الذي كان يتولّى متابعة ملف الحزب والملف اللبناني، لذلك يعلم تمام المعرفة معنى أنْ يتمكّن «حزب الله» من ترسيخ موطئ قدم له على جبهة الجولان السورية، حيث تصبح صواريخ «حزب الله» لا تصل إلى شمال فلسطين المحتلة فحسب، بل إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأيضاً يعرف اللواء كوخافي تمام المعرفة بأنّ المرحلة المقبلة ستكون كيفية إنهاء الوضع سياسياً في سوريا، بعدما خرج الكثيرون بقناعة عدم إمكانية سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
هذه المعطيات، ومع اختيار المغربي – اليهودي الجنرال غادي ايزنكوت رئيساً لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الحادي والعشرين (خلفاً للجنرال بيني غانتس)، الذي كان أيضاً قد شغل قيادة لواء المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو متخصّص في الشأن اللبناني منذ أنْ عُيِّنَ قائد سرية في اللواء غولاني في أحد مواقع مزارع شبعا في العام 1978، وصولاً إلى قائد كتيبة ونائب لقائد «لواء غولاني» قبل أنْ يتسلّم قيادة المنطقة الشمالية، لذلك خبر الواقع اللبناني، بل تعمّق به حيث تخصّص في الشؤون اللبنانية، وحاز شهادة ماجستير عن دراسة أكاديمية تناول فيها أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله لجهة أدائه وخطابه مع تحليل لشخصيته.
هذا ما يؤكد أنّ التركيز الإسرائيلي هو على الجبهة الشمالية وتحديداً مع «حزب الله»، لذلك فإنّ عوامل عدّة كانت وراء العدوان الإسرائيلي على مجموعة «حزب الله» في القنيطرة، لأنّ قادة الاحتلال مع ايزنكوت – كوخافي، بات واضحاً أنّ الحرب مع «حزب الله» هي حرب قائمة على الاستخبارات، وصولاً إلى أنّ اعتبار الإسرائيليين لجبهة الجنوب اللبناني والجولان السوري جبهة واحدة في ساحتين، إذا ما كانتا موحّدتين في مواجهة العدو مع الجبهة الجنوبية للأراضي الفلسطينية المحتلة – أي قطاع غزّة، فهذا يعني أنّ الاحتلال الإسرائيلي في مأزق.
رد المقاومة
أما التساؤلات حول ردود المقاومة على هذا العدوان في القنيطرة، فإنّ جملة من المعطيات تؤكد أنّه سيكون هناك رد، ولكن ماذا عن التوقيت والظروف والمكان هو ما تكثر التكهنات بشأنه؟!
فهذه العملية هي الأولى بعد المواقف التي أدلى بها أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله قبل أيام عن جهوزية المقاومة، وتعاظم قدراتها العسكرية على الرغم من انشغالها في ساحات وميادين أخرى، وتحذيره من أنّ المعركة المقبلة لن تكون على الأراضي اللبنانية بل سيتم نقل المعركة ميدايناً بالدخول إلى الجليل وما بعد الجليل، ليس بالصواريخ، بل بدخول المقاومين إلى هناك.
كلام أمين عام «حزب الله» الذي يأخذه المسؤولون الإسرائيليون على محمل الجد، أرادوا اختبار ردّه ومعرفة ماذا يخبّئ الحزب، علماً بأنّ مَنْ يتابع ردود الفعل لدى الحزب، يرى أنّ البعض منها قد يتأخّر، وهو ما جرى بعد اغتيال القيادي البارز في الحزب عماد مغنية (12 شباط 2008)، حيث لم تنجح أكثر من محاولة لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين انتقاماً لمغنية، بعدما كان الكادر بالحزب محمد شوربة المسؤول في «الوحدة 910» يزوّد «الموساد» الإسرائيلي بمعلومات عن العمليات التي ينوي الحزب شنّها ضد أهداف إسرائيلية، ما أدّى إلى افشالها قبل أنْ يعلن الحزب بداية شهر كانون الأول 2014 عن توقيف شوربة بتهمة التعامل مع العدو.
لكن هل سيطول رد الحزب على استشهاد مجموعة منهم، وهم: الشهيد القائد محمد أحمد عيسى «أبو عيسى» (مواليد 1972 – عربصاليم)، الشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي «السيد عباس» (مواليد 1979 – الغازية)، الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن «كاظم» (مواليد 1985 – عين قانا)، الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي «دانيال» (مواليد – الخيام 1988)، الشهيد المجاهد علي حسن إبراهيم «ايهاب» (مواليد – يحمر الشقيف 1993) وجهاد إبن الشهيد عماد مغنية (مواليد 1989 – طيردبا)، وهو ما ينتظره المراقبون.
والسؤال: أين سيكون رد «حزب الله» في الجولان السوري المحتل، خاصة أنّه لدى تفجير العدو الإسرائيلي جهاز تنصت في منطقة النبي ساري في بلدة عدلون – قضاء صيدا، وأدّى إلى استشهاد الخبير العسكري في «حزب الله» حسين علي حيدر وجرح آخر (5 أيلول 2014)، كان رد الحزب بعملية تفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية مؤلّلة في مزارع شبعا، ما أسفر عن جرح جنديين إسرائيليين (7 تشرين الأول 2014).
ولذلك، فإنّ خصوصية مزارع شبعا والجولان بأنهما لا يزالان محتلين، ويمكن أنْ يشهدا حرب استنزاف متقطّع، وفتح جبهة هناك وليس فتح الجبهة الجنوبية، لأنّ الاحتلال الإسرائيلي ليس بوارد مغامرة كبيرة، إذ ليست لديه الجهوزية للقيام بحرب شاملة تُفتح فيها جبهات: جنوبي لبنان والجولان السوري وقطاع غزّة، وإنْ كان تقرير «لجنة فينوغراد» الإسرائيلي خلص في ما أصدره في كانون الثاني 2008 عن عدوان تموز 2006 «الاستعداد للحرب المقبلة» دون أنْ يحدّد موعدها ومكانها، وإنْ كان العدوان على قطاع غزّة في نهاية 2008 وفي 2012 وفي 2014 هي بروفات، لكنها ليست الحرب التي يقوم الاحتلال بمناورات تحاكي واقعها، ومنها حرب داخل مدن وبلدات شبيهة بالبلدات الجنوبية، حيث تعدّدت المناورات التي قام بها الاحتلال استعداداً لذلك.
قادة الاحتلال يعشقون المغامرات
إذا كان قادة الاحتلال يعشقون المغامرات، فإنّ الواقع الآن مغاير للسابق في ظل المآزق التي يعيشها قادة الاحتلال، وفي ظل استمرار الخروقات الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة ضد لبنان وليس آخرها اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على مركز الحدب التابع للجيش اللبناني في منطقة عيتا الشعب بإلقاء قنبلتين مسيّلتين للدموع بالقرب منه، ما أدى إلى إصابة 3 جنود لبنانيين بضيق التنفس.
في المقابل، فإنّ المقاومة في جهوزية تامة بانتظار تعليمات القيادة لتنفيذ الرد، الذي يخضع لتقييم قيادة «حزب الله» في المكان والتوقيت وفقاً لظروف متعدّدة.
وفي غضون ذلك، فإنّ قوّات الاحتلال الإسرائيلي وُضِعَتْ في حالة تأهّب، حيث تجنّبت دورياتها سلوك الطرقات المتاخمة للسياج الحدودي في منطقة مزارع شبعا تحسّباً لأي هجوم يقوم به «حزب الله»، حيث تم التركيز على التحليق المكثّف للطيران المروحي الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع من نوع «M.K» بدون طيار في سماء مزارع شبعا والجولان وفي سماء العرقوب.
كما كثّف الجيش اللبناني وقوّات «اليونيفل» الدوريات على كافة المحاور خاصة في القطاع الشرقي وتحديداً المنطقة القريبة من الخط التقني في المنطقة العازلة ما بين الغجر والعباسية.
ساحة الجنوب مجدّداً في دائرة الضوء، وصولاً إلى جبهة الجولان، امتداداً حتى قطاع غزّة الذي ما زال يلملم آثار العدوان الصهيوني عليه صيف العام 2014، دون أنْ تصل المساعدات الموعودة لإعادة إعمار القطاع.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا