الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتشعارات وهاجة يرفعها الإرهابيـون لتحويل الشباب قنابل موقـوتة

شعارات وهاجة يرفعها الإرهابيـون لتحويل الشباب قنابل موقـوتة

لا يزال عود الإرهاب يشتد وقاعدته تتوسع وشعاراته المضللة تتطور تحت مظلة الإسلام، وتمتد لتغرق المسلمين وتنظمهم صفوفاً في ركاب تنفيذ أهداف مشبوهة مستترة تحت رايات براقة وشعارات وهاجة تأسر العين بالمظهر، وتحجب الفؤاد وتخدر العقل.

وتتوحد البيئة الحاضنة للإرهاب في ظل الواقع الصعب للعرب والمسلمين وتراجع مكانتهم العالمية وسقوطهم في وحل الفقر والبطالة والفساد، مع أساليب الجماعات الإرهابية وطرائقهم الذكية المخابراتية المجبولة بقشور إسلامية تغلف الكفر بداخلهم، ما يسهل عليهم خداع الناس وتحويلهم إلى قنابل موقوتة يفجرونها في المكان والوقت المحددين.

وفي توصيف الخبير العسكري واصف عريقات لـ«البيان»، حول واقع المشهد الإرهابي اليوم الذي يهدد المنطقة العربية والإسلامية والجاليات المسلمة في كل أنحاء العالم، يرى أنّ الإرهاب تشكل من تحالف أفكار وجماعات تجمعها رغبة في الانتقام باستخدام العنف والعمل العسكري والميداني، موجهة من مصادر سياسية حاقدة تعمل تحت شعارات دينية يصعب معارضتها مثل شعار الدولة الإسلامية التي تجعل الإنسان يتناقض مع ذاته ويتساءل هل أقف ضد الإسلام.

ويضيف عريقات، أنّه «من الصعب إقناع الناس برفض هذه الجماعات في ظل بريق الشعارات، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد العربية والإسلامية الاجتماعية والاقتصادية وعلى كل الصعد الأخرى».

ضحايا الإحباط فريسة

ومن جهته، يوضح الكاتب زاهر ّ أبوحسين لـ«البيان» أنّ الأوضاع داخل المجتمعات العربية تنعكس على الشباب العربي عامة وتسقطهم ضحايا للإحباط، «لذا تكون خياراتهم محدودة فإمّا الهجرة وإما الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة، خصوصاً وأن الظروف السياسية التي تعيشها البلدان العربية والتدخل الغربي الفج في هذه الدول يخلق نقمة من قبل الشباب على دول الغربية وسياساتها ولا يجدون بديلاً لهم على الساحة السياسية غير الجماعات المتطرفة».

ويضيف أبوحسين، أنّ «استخدام الخطاب الديني من الجماعات المتطرفة يتناغم مع العاطفة الدينية لدى الشباب، ما يشجع على للانخراط في صفوف هذه الجماعات».

استغلال العقيدة

من جانبه، يشدد المحلل السياسي سمير عباهرة في حديثه إلى «البيان»، على أن الفكر يشكل أحد الركائز الأساسية في عملية التحول، مضيفاً أنّ «الفكر يصنع المبرر للإنسان بسلوك طريق العنف وحب السيطرة، كما أن الدوافع السياسية المغلفة بإطار ديني تفرض نفسها. فمن خلال العقيدة يتم شحن الكثير من الشبان تحت إطار أن الإسلام يتهدده الخطر ويجب الدفاع عنه».

تحالف مخططات مشبوهة

عن سر التحول السلوكي الذي يقلب الإنسان رأساً على عقب ويخرطه في هذه الجماعات، يقول واصف عريقات: «هذا التحالف بين الأفراد الذين أصبحوا الآن جماعات وبين سياسات دول وأنظمة حكم لديها مخططات مشبوهة لإغراق دول واختراق سيادتها تحافظ على التمويه على هذه الأهداف مستخدمة الشعارات الإسلامية الوهاجة التي تتوازى مع النزعة الدينية للمسلمين الذين لا يمكن لهم قراءة هذه الأهداف الحقيقية، وبالتالي من الصعب أن يرفضوا هذه الجماعات حين تتصل بهم وتتواصل معهم».

ويشير إلى أنّ مهمة هذه الجماعات في إسقاط المزيد من المسلمين «في براثن التطرف والإرهاب تصبح أسهل كلما تطورت وتوسعت بحيث يتوجه إليها المتطوعون أفواجاً دون عناء الاتصال الفردي وإنما يكفي ما يصنعونه لهم من صيت بنشاط إعلامي مكثف وانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تمكنهم من غسيل الأدمغة شيئاً فشيئاً حتى يوقعون فرائسهم في شباك التطرف.

المصدر: جريدة البيان الاماراتية – عبدالله ريان

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا