الرئيسيةمختاراتمقالاتالإخوان وواشنطن.. مرة أخرى كتب عماد الدين حسين

الإخوان وواشنطن.. مرة أخرى كتب عماد الدين حسين

ما هى الطريقة التى تلعب بها جماعة الإخوان هذه الأيام؟
هل هى تلعب بالدين أم بالسياسة أم بالمبادئ أم بالعنف والإرهاب أم أنها سياسة انتهازية محضة لتسعى لتحقيق أهدافها بغض النظر عن الوسيلة؟!.
منذ يوم 10 فبراير 2011 والعلاقات بين الجماعة والولايات المتحدة «سمن على عسل»، كل الدبلوماسيين الأمريكيين فى القاهرة وكل كبار المسئولين الأمريكيين الذين زاروا القاهرة بعد الثورة ــ وربما قبلها ــ كانوا على صلة قوية بالجماعة، وكانوا يترددون على مكتب الإرشاد فى المقطم.
لا يمكن لوم الأمريكيين، لأنهم وقتها كانوا يرون صعود الجماعة الصاروخى نحو السلطة، وكانوا يرون غالبية كل قوى المجتمع ــ من أول المجلس العسكرى وحتى أصغر حزب أو مسئول سياسيى ــ تخطب ود الجماعة.
وهناك تقديرات بأن «مشورة أو نصيحة» أمريكية هى التى دفعت أو عجلت بالقرار الإخوانى الكارثى أى تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية فى انتخابات 2012 رغم تعهد الجماعة بعدم تقديم مرشح.
الوقائع تقول إن العلاقة ظلت حميمة بين الطرفين وزادت رسوخًا بتوسط «مصر الإخوانية» بين فرعها الإخوانى فى غزة وبين إسرائيل الصهيونية عقب العدوان الإسرائيلى على غزة فى 20 نوفمبر 2012.
ولمن نسى فإنه بعد هذه الوساطة تلقت جماعة الإخوان إشادات أمريكية وصهوينية لافتة.
ثار غالبية الشعب ضد الإخوان وأطاح بهم وبمحمد مرسى، وكانت واشنطن أكثر الأطراف مع قطر وتركيا تصلبا فى رفض نتائج 30 يونيه 2013، وفعلت كل ما فى وسعها لعدم إبعاد الإخوان عن المشهد العام.
والوقائع أيضا ــ لمن نسى ــ تقول إن رفض غالبية المجتمع المصرى لهذا المطلب الأمريكى ترتب عليه تجميد المساعدات الأمريكية منذ هذا الوقت وحتى الآن وكذلك تجميد معظم المساعدات العسكرية.
ومنذ اعتصام رابعة العدوية ورهان بعض دراويش الإخوان على تدخل أمريكى يعيدهم للحكم مرة أخرى وحتى سبتمبر 2014، لم يذكر الإخوان «رسميا» أمريكا بأى كلمة سوء.
فى سبتمبر 2014 أدركت واشنطن أن فرص عودة الإخوان للسلطة تلاشت تقريبا، ولأنها تبحث عن مصالحها فقط، فقد اضطرت إلى التقارب مع السيسى، واضطر أوباما إلى استقباله فى نيويورك فى 25 من الشهر نفسه فى نيويورك، وقبل أسابيع أفرجت عن عشر طائرات أباتشى، لكنها ظلت تعلق المساعدات السنوية التى لم تتوقف منذ تدشينها عام 1979 عقب توقيع السادات للاتفاقية مع إسرائيل.
عندما حدث هذا التقارب انقلب الإخوان على أمريكا، ونعتوها بكل الصفات القبيحة، بل واتهموا النظام المصرى بأنه صنيعة أمريكية صهيونية.
الآن ذهب الإخوان مرة أخرى إلى الكونجرس والبيت الأبيض ووزارة الخارجية فى رحلة شملت 12 ولاية وتقول تقارير إنهم قالوا هناك إنهم الأقدر على تحقيق وخدمة المصالح الأمريكية.
لا أعرف طبيعة العلاقة الأمريكية مع الإخوان، والطبيعى أن كل طرف يريد تحقيق أهدافه، أمريكا تعتقد أن تيار الإسلام السياسى ــ الذى تراه معتدلا ــ سيحل كل مشكلات التطرف، وقد يساعدها فى التصدى لإيران ولروسيا لاحقا، فى حين ترى إسرائيل أن صعوده يقود إلى صراع بين الإسلاميين من جهة والقوميين والليبراليين من جهة أو صراع سنى شيعى، ما يؤدى إلى تفتيت المنطقة وليس إسقاط جيوشها فقط.
قبل جولة الوفد الإخوانى الأخيرة فى واشنطن قالت الجماعة وأنصارها ما لم يقله مالك فى الخمر، واتهمت الحكومة المصرية بأنها عميلة وتابعة وذليلة للاستعمار الأمريكى الصهيونى.
الآن هل من حقنا أن نسأل الإخوان عن وجههم الأصلى وحقيقة موقفهم من واشنطن: هل هو الليبرالى المنفتح الذى قاله أعضاء الوفد فى أروقة واشنطن أم الأصولى المتطرف الذى يزايد على الجبهة السلفية، هل هو وجه سلمى كما تدعى أم عنيف كما جاء على موقعها الإلكترونى أم أنه كل هذا الوجوه المتداخلة؟!.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا