الرئيسيةمختاراتمقالاتكيف تأسست حماس و أسست للإنقسام الفلسطيني ؟؟ (1/2) كتب علاء أبوالنادي

كيف تأسست حماس و أسست للإنقسام الفلسطيني ؟؟ (1/2) كتب علاء أبوالنادي

الجزء الأول : نشاط الإخوان في فلسطين قبل تأسيس “حماس” “حماس” فرع جماعة الإخوان في فلسطين , هذا الفرع الذي إستمد تشجيعه بعد هزيمة (1967) حيث رأى فيها فشلا ذريعا للقومية و الإشتراكية العلمانيتين , ممثل هذا الفرع كان الشيخ “أحمد ياسين” , من مواليد(1938) في قرية “الجورة” القريبة من المجدل الساحلية (اليوم عسقلان) , كان عمره (3) سنوات حين توفي والده , فأصبح يسمى “بأحمد سعدية” نسبة إلى والدته “سعدية الهبيل” , في عام (1952) أصيب بالشلل أثناء مصارعته مع صديقه “عبدالله الخطيب” لكنه إختلق قصة الإصابة أثناء لعب الرياضة تلافيا للمشاكل بين العائلات, أصبح واعظا بعد تعرضه للحادث الذي أقعده بالإضافة إلى الفقر الذي حرمه من إكمال دراسته الجامعية . إعتبر أحمد ياسين خسارة الجيش المصري في حرب (67) عقابا له على إعدام “سيد قطب” , كما إعتبر فرع الإخوان في فلسطين أن لمقاومة (إسرائيل) شروط لا بد من توفرها بالأول ,

و هي , الدعوة إلى الإلتزام الصارم بتطبيق تعاليم الإسلام و شعائره , و التقوى و التنشئة الأسرية السليمة , و التعليم الذي لا تفسده القيم الغربية , و الوعي الإسلامي . كان مفهوم “الإنعزال الشعوري” هو أساس عملهم لفترات طويلة من تاريخهم , و “الإنعزال الشعوري” عندهم هو الذي يؤمن للمسلم الصالح العيش في مجتمع الجاهلية , و مبررهم للإبتعاد عن مقاومة الإحتلال عسكريا و سياسيا , لكن البعض منهم كان تواقا للعمل ضد الإحتلال , فإنضم بعضا منهم ربما العشرات لصفوف “فتح” (1968 – 1970) أبرزهم “عبدالله عزام” ,

كما حاول (إسلاميون) في الضفة الغربية من الغير منتمين إلى أي تنظيم تأسيس مقاومة مسلحة , مثل الخطيب “يعقوب قرش” و الخطيب “محمد أبو طير” بالتعاون مع “فتح” في السبعينات , بالإضافة إلى أن “فتح” كانت تحظى بتعاطف مسؤولين كبار في المؤسسات الإسلامية مثل الشيخ “عكرمة صبري” و الشيخ “سعدالدين العلمي” . تحاشت جماعة الإخوان العمل العسكري تماما في العقدين الأولين بعد هزيمة (67) , فنشطت في مجال “الجمعيات الإسلامية” بهدف تشجيع الإلتزام بشعائر الإسلام , و عملت على توسيع قاعدتها الشعبية من خلال إنشاء مدارس دينية , و مكتبات إسلامية , و مراكز تدريب مهني للشباب , و أندية رياضية , و التي عادة ما تكون ملحقة بالمساجد .

“المجمع الإسلامي” في غزة كان أهم الجمعيات الإسلامية , بدأ نشاطه عام (1973) , هذا التوقيت كان ذا مغزى لأنه إرتبط بقمع الصهاينة لحركة المقاومة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية “م ت ف” , و إعتقال الآلاف من نشطائها عامي (1971 و 1972) , الأمر الذي ترك فراغا “للنبت الشيطاني من العملاء و القوادين و تجار الحشيش” الذين حاربهم (الإسلاميون) بكل عزم , كما ساعد جماعة الإخوان وجود هيئات عامة مسجلة قانونيا على منافسة المؤسسات الإسلامية الرسمية التي تسيطر عليها (إسرائيل) كالأوقاف التي تسيطر على (10%) من الموجودات الثابتة في غزة , و المحاكم الدينية ,

و أدت لجان الإخوان دورا مهما من خلال لجان الزكاة و الإصلاح , و تباهى “المجمع الإسلامي” في نهاية السبعينات بأن لديه (2000) عضو . كانت قيادة الإخوان تقليدية بتركيزها على رجال الدين و التجار , برامجها و مؤسساتها يديرها أصحاب مهنة حرة يعملون لحسابهم , و أصغر سنا , من هؤلاء الصيدلي “إبراهيم اليازوري” و الأطباء “عبدالعزيز الرنتيسي” و “محمود الزهار” و “محمد صيام” , إستفادت الجماعة من المنح الدراسية الكثيرة التي قدمتها الجامعات المصرية و السعودية خصوصا “الأزهر” و “أم القرى” بعد (67) , كما إستفادت من توسع التعليم الجامعي في الأرض المحتلة من خلال تأسيس “الجامعة الإسلامية” في غزة عام (1978) ,

و كلية للفقه و الشريعة في جامعة النجاح و كليتين إسلاميتين في الخليل و القدس عام (1980) , إستفاد من هذه الفرص التعليمية طلاب من الفئات الشعبية ذات الدخل المحدود , الذين أعطاهم التعليم الجامعي أملا جديدا في الإرتقاء الإجتماعي و الإنجاز الإقتصادي , و بلغ العدد النهائي للمسجلين في الجامعة الإسلامية في غزة وحدها (5000) طالب , لكن الظروف الإقتصادية الصعبة فرضت عليهم حياة أخرى حيث أجبرت الكثيرين من الخريجين (خصوصا في غزة) على الإنضمام إلى عشرات الآلاف من الموظفين المياومين في (إسرائيل) , فقاد إحباط هؤلاء الشباب و طموحاتهم للتوجه إلى (الإسلام السياسي) خصوصا في أوساط صغار الموظفين في المدن و اللاجئين و القرويين المقيمين بالمدن أيضا , و أصبحت هذه الفئة تشكل نسبة كبيرة من عضوية جماعة الإخوان . مع نهاية السبعينات أظهرت الجماعة تحديا إنتخابيا ل “م ت ف” في إتحادات الطلبة , تعزز هذا الصعود سنة (1979) نتيجة سماح (إسرائيل) للمجمع الإسلامي بالعمل المرخص بدافع البحث عن بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية ,

ففي (6/1/1980) مثلا سيرت جماعة الإخوان مظاهرات ضد “م ت ف” في الجامعة الإسلامية بغزة , و في (7/1/1980) خرجت المظاهرات من الجامعة لمهاجمة بيت “د. حيدر عبد الشافي” و مقر الهلال الأحمر الفلسطيني , و من ثم خرجت مظاهرات في الضفة الغربية دعما لمظاهرات غزة , و في (4/6/1983) هاجم أنصار الإخوان شباب فصائل “م ت ف” بالسلاح الأبيض فجرح (200) طالب و إمتدت الأحداث إلى جامعة “بير زيت” , و في أواخر عام (1981) شهدت جامعة النجاح مظاهر عنف بين أنصار الإخوان من جهة و أنصار “م ت ف” من جهة ثانية , و في (9/1/1982) جرح أكثر من (25) أثناء صدامات ألقى فيها شباب الإخوان بالدكتور “محمد حسن صوالحة” القريب من “م ت ف” من الطابق الثالث ,

و في (5/3/1985) تجددت المواجهات فإعتدى عناصر الإخوان على (35) عنصر و مؤيد ل “م ت ف” في الجامعة الإسلامية , و في (9/3/1985) تم الإعتداء على الدكتور “أسعد الصفطاوي” أحد رموز و قادة حركة “فتح” بالسيف و أصيب بوجهه , و الشواهد الأخرى على إستهداف جماعة الإخوان لمنظمة التحرير و أنصارها بدلا من الصهاينة كثيرة و موثقة في أكثر من ذاكرة و مكان و مرجع . كانت عضوية مجلس إدارة المجمع مطابقة عمليا لمجلس إدارة الفرع المحلي للإخوان , حيث ترأس المجمع نفسه أحمد ياسين , إبراهيم اليازوري, عبد العزيز الرنتيسي, عبد الفتاح دخان , محمد شمعة , صلاح شحادة , عيسى النشار , و أكد المجمع الآن على مسؤوليته الرسمية عن عدد من المؤسسات المتنوعة بما فيها الجامعة الإسلامية التي تأسست قبل عام واحد بدعم من “م ت ف” و تحويل من صندوق دعم الصمود .

بعد رفض “م ت ف” إتفاقية (كامب ديفيد 1979) وفرت الجامعة الإسلامية بديلا عن الجامعات المصرية لطلاب القطاع , كما وفرت (150) وظيفة إدارية و عمالية و غيرها , عدا عن توظيف الخريجين , بالإضافة لتوظيف عدد آخر في الكليات الإسلامية و غيرها من المؤسسات العامة في الضفة الغربية مثل مستشفى المقاصد بالقدس الشريف , الأمر الذي عزز القاعدة الإجتماعية للإخوان . إمتدت الحركة في الأعوام اللاحقة ليصبح لها حضور في النقابات المهنية للأطباء و المهندسين و المحامين و المحاسبين بسبب توفر التمويل للجماعة من مشيخات الخليج الغنية بالنفط , من مصادر حكومية و لجان زكاة على حد سواء , الأمر الذي أدى إلى زيادة رفع درجة الإستقلالية عن منظمة التحرير “م ت ف” .

تخرج في الجامعة الإسلامية و غيرها من الكليات العدد المطلوب من الخطباء إضافة إلى عدد من موظفي إدارة الأوقاف و المحاكم الشرعية و غيرها من الهيئات الإسلامية . و أكدت الجماعة إفتراقها عن “م ت ف” من خلال مشاركتها في المؤتمر الذي عقده الأردن لمناقشة خطة التنمية التي وصفها للأراضي المحتلة , و بإنضمامها إلى لجان التنمية الأردنية في الضفة الغربية , في (تشرين ثاني / 1986) . في البداية رضيت سلطات الإحتلال (الإسرائيلية) بأن تترك التحدي (الإسلامي) لمنظمة التحرير يكبر فغضت الطرف عن الهجمات التي شنها (متشددون إسلاميون) على أنصار “م ت ف” في بداية الثمانينات (كالتي ذكرناها سابقا) ,

و أحجمت جماعة الإخوان عن المشاركة بالإحتجاجات المدنية ضد الإحتلال مدعية أن هذه الإحتجاجات تؤدي إلى تنفيس غضب الشعب , لكن قواعد الإخوان التنظيمية بدأت بزيادة جرعة التشكيك يوما بعد يوم بسياسات الجماعة . فأسس أحمد ياسين سرا عام (82 أو 83) “المجاهدون الفلسطينيون” كذراع عسكري للجماعة , فأعتقلته سلطات الإحتلال في عام (1984) بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة , الحدث الذي لم يترك إنطباعا جيدا لدى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” التي كانت على قناعة بأن (الإسلاميين) يخططون في الحقيقة لحملة تخريب ضد “م ت ف” لا ضد (إسرائيل) .

لم تتغير سياسات الجماعة بعد إطلاق سراح أحمد ياسين بصفقة تبادل للأسرى عام (1985) , لكنه أسس ذراعا أمنيا للجماعة تحت مسمى “منظمة الجهاد و الدعوة” (مجد) , ترأس (مجد) يحي السنوار و خالد الهندي , و تخصص الجهاز بمعاقبة المخبرين و مروجي المخدرات و غيرهم من المنحرفين , و في تنظيم الإتصالات , و إصدار المطبوعات , و وصلت الهجمات على محلات بيع الخمور و النساء المرتادات للبحر (الغير محتشمات) إلى حد الهجوم بحمض “الأسيد” و الطعن و إلقاء القنابل الحارقة , و بقي الأمر على ما هو عليه حتى إنطلاق إنتفاضة الحجارة (1987) .

يتبع في الجزء الثاني .. إعتمادا على : الكفاح المسلح و البحث عن الدولة (يزيد صايغ) , حماس من الداخل (زكي شهاب) , حماس من الداخل (مهيب النواتي) .

علاء أبو النادي فلسطيني في الشتات
alaaabualnadi97@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا