المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خطاب نتنياهو أمام الكونغرس يثير ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة

توالت ردود الفعل حول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الانتقادات اللاذعة من قبل الديمقراطيين، والإشادة الكبيرة من طرف الجمهوريين، واشتعلت وسائل الإعلام الأميركية بآراء وردود فعل أعضاء الكونغرس والمحللين السياسيين. كما عج موقع «تويتر» بملاحظات ومواقف رجال السياسة بخصوص ما قاله نتنياهو في خطابه وما ناله من تصفيق. كما قارن البعض بين طريقة نتنياهو وما لاقاه من اهتمام وحضور مكثف من أعضاء غرفتي الكونغرس، وبين خطاب الرئيس الأميركي في الخطاب السنوي، فيما بدا وكأنه تحد للرئيس ولشعبيته.
وفور انتهاء نتنياهو من خطابه قالت زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي إنها «شعرت بالحزن من خطاب نتنياهو، وكادت تبكي بسبب إهانته لذكاء الولايات المتحدة والتعالي والعجرفة التي تحدث بها نتنياهو حول التهديدات التي تشكلها إيران».
وأوضح النائب الديمقراطي جون لويس أن خطاب نتنياهو شكل إهانة لرئيس الولايات المتحدة، وقال إن الخطاب «إهانة لرئيس الولايات المتحدة وإلى القيادة الديمقراطية في الكونغرس»، في حين حاول النائب الديمقراطي جان شاكوسكي التشكيك في تقييم نتنياهو للمخاطر الأمنية، مشيرا إلى دعم نتنياهو للحرب في العراق منذ 10 سنوات، وقال في هذا الصدد «نتنياهو قال في خطابه أمام الكونغرس سنة 2002 إن إزالة صدام حسين ستخلف أصداء إيجابية هائلة على المنطقة، لكن كانت إيران هي الرابح الأكبر من حرب العراق».
من جهته، قال النائب الديمقراطي بيتر ولتش في تغريدة على «تويتر»: «لم يفعل شخص أكثر مما فعله نتنياهو لإلحاق الضرر بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية الحيوية والمهمة».
وفي المقابل، أشار النائب الديمقراطي إليوت أنجل، وهو أحد النواب الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، إلى أن كلمة نتنياهو كانت مقنعة، وعبرت عن «مخاوف مشروعة». وسعى أنجل للتهوين والتخفيف من الانقسام الحزبي بشأن خطاب نتنياهو وتوتر العلاقات بين البلدين، حيث قال إن «الرؤساء يأتون ويذهبون، وكذا أعضاء الكونغرس وأعضاء الكنيست. لكن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مستمرة، ويجب أن تعمل بطريقة تجمع الحزبين الجمهوري والديمقراطي».
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والذي شارك في مشروع قانون يعطي مجلس الشيوخ 60 يوما لمراجعة أي صفقة يتم التوصل إليها مع إيران، إنه «يعتقد أن خطاب نتنياهو بلور الكثير من الأفكار لأعضاء مجلس الشيوخ حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الكونغرس في تشكيل أو التصديق على اتفاق يتم التوصل إليه في المحادثات المتعددة الأطراف».
أما السيناتور الديمقراطية باربرا بوكسر فقد انتقدت ما سمته أنه «خطاب خال من المنطق»، وقالت في هذا الصدد «نتنياهو أشار إلى أنه لا يوجد أي طريق للثقة في إيران، وقدم رسالة بأنه لا يمكن أن تكون هناك صفقة مع إيران، لكنه يقول: لماذا لا تعملون من أجل صفقة أفضل». وأضافت متسائلة: «لا أعرف ما الذي يريد قوله، هل يجب العمل من أجل صفقة جيدة، أم ينبغي وقف كل المفاوضات، إذ ليس منطقيا انتقاد صفقة لم تتم بعد».
وتعد السيناتور باربرا بوكسر واحدة من أعضاء مجلس الشيوخ التي تتمتع بعلاقات واسعة وجيدة مع الجماعات الموالية لإسرائيل.
كانت عبارة نتنياهو «نحن أفضل حالا دون الصفقة» هي أكثر ما نالت إشادة عدد كبير من الجمهوريين، مثل رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، والسيناتور السابق جو ليبرمان، كما اتفق بعض الديمقراطيين مع نتنياهو بكون الصفقة التي تجريها القوى العالمية مع إيران بشأن برنامجها النووي هي صفقة سيئة، إذ قال النائب الديمقراطي براد شيرمان عن ولاية كاليفورنيا إنها «صفقة سيئة وقد تبين لنا لماذا هذه الصفقة هي سيئة، والبديل لصفقة سيئة أننا الآن في وضع سيء، لكن لم يعطنا (نتنياهو) خارطة طريق واضحة لصفقة جيدة».
وأبدى السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر استياءه من حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الكونغرس قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه يتفق مع نتنياهو حول خطر إيران نووية، وقال: «في حين لم يتم الكشف عن التفاصيل النهائية لصفقة إيران فإنه يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمنع إيران نووية، والتي ستكون كارثة على إسرائيل والشرق الأوسط، ويحتمل أن تكون ضارة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة».
لكن في المقابل أبدى عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية لعام 2016 دعمهم لنتنياهو، حيث قال جيب بوش إنه «ممتن لسماع رسالة نتنياهو القوية في الكونغرس، ولتوضيحه للمخاطر الني تشكلها إيران في حال تم تسليحها نوويا»، وشدد على ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني، فيما قال السيناتور الجمهوري تيد كروز مؤيدا «نحن فخورون بالوقوف إلى جانب رئيس الوزراء نتنياهو والوقوف مع إسرائيل ضد إيران نووية».

(الشرق الاوسط-5/3)

Exit mobile version