المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لماذا لجأ «داعش» لـ«خلافة بوك»؟

التنظيم يتحكم بحوالى 90 ألف حساب تجنيد على “تويتر”

نجحت الاحترازات الأمنية، التي تفرضها شركات مواقع التواصل الاجتماعي، في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من تلك البرامج، أدوات لها في نشر رسائلها ومخططاتها، وذلك بعد ايقاف عدد من المواقع على الانترنت عن العمل، كان أبرزها موقع “خلافة بوك”، وتعليق حسابه على موقع “تويتر”.

وعرضت الصفحة موقع “خلافة بوك”، الذي جاء مشابها للموقع العالمي “فيس بوك”، خريطة للعالم مزودة بشعار تنظيم “داعش”، والتي صممها برنامج “سوشيال كيت”، حيث يسمح لمستخدميه بتصميم مواقع للتواصل الاجتماعي بأنفسهم، وتضمنت اللغات التي يوفرها المنبر الجديد الاسبانية والبرتغالية والهولندية والتركية والاندونيسية، إلى جانب العربية والانجليزية، فيما تجاهل الموقع اللغة الفرنسية، ولم يوفر الموقع مساحة لمستخدميه لمشاركة الصور أو المقاطع المرئية بعد.

ونوهت رسالة على صفحة الموقع الرئيسة، مفادها أن “خلافة بوك” علق عمله مؤقتا “حفاظا على بيانات المشتركين وسلامتهم،”، وقالت الرسالة “نكرر مرة أخرى ان موقع خلافة بوك مستقل غير تابع لتنظيم داعش، وكان الهدف من انشاء الموقع ان نوضح للعالم اننا لسنا حملة سلاح نعيش في الكهوف كما يتخيل الجميع”.

من جانبها، أفادت صحيفة “الاندبندت” البريطانية، بعد دراسة الصفحة مضمونا وتقنيا، بأن “هاويا” تقنيا في مدينة الموصل بالعراق صممها، ولكن جرى اطلاق الموقع من مصر، وذلك بعد التحري عن إعدادات الصفحة.

وتضيف “الاندبندت” أن الهدف من “خلافة بوك” هو السماح للتنظيم وأنصاره بالتواصل، في مواجهة للحظر الذي يواجهونه من الشبكات الاجتماعية مثل “فيس بوك” و”تويتر”.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» مستشار اعلام اجتماعي – فضل عدم ذكر اسمه – أن لجوء ما يدعى “داعش” لصفحة خاصة به، لأجل نقل التواصل لمنصة آمنة، وبعيدة عن رصد العالم لها، مشيراً إلى أنه حتى لو تمكنت الحكومات من إغلاق “خلافة بوك” فقد يختارون إبقاءها، في حال وجدوا ثغرة أو وسيلة لرصد تحركات المتطرفين من خلال ذلك. واضاف “أن تويتر منصة عامة، وأداة سهلة لخلق تواصل فيروسي لداعش، الذين يعملون على مساعدتهم في نشر رسائلهم”.

وتفيد “الانبندنت” بانه “على الرغم من تعطيل الشبكة بعد وقت قصير من انطلاقها، إلا أن العديد من الأشخاص يعتقدون أنه سيكون من الصعب على الحكومة الاميركية وغيرها من الحكومات إغلاقها إذا عادت مجددًا إلى العمل”.

وذكر موقع “سايت” الأميركي، ان أنصار التنظيمات الإرهابية على الانترنت، يتساءلون في ندوة عبر الانترنت، عما اذا كانت مواقع مثل “خلافة بوك”، يمكن أن تكون محل ثقة، أو ما اذا كان بامكان أعداء التنظيم الكثيرين استخدامها لجمع معلومات.

من جانبها، أكدت وسائل اعلامية دولية، أن هناك شروطاً صعبة في إمكانية الانتساب لـ”خلافة بوك”، وتشمل منع تحميل صور المستخدم الشخصية، ومنع إرسال ومشاركة أي معلومات شخصية لمن يتواصل المستخدم معه من خلال الموقع أو حتى لإدارته، وعلى المستخدمين أن يبلغوا إدارة الصفحة بأي إساءات لفظية يتعرضون لها، ومطلوب منهم التزام الهدوء والصبر عن النقاش مع مناهضي “داعش”.

ويعتمد متطرفوا “داعش” بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي للتنسيق والاتصال، كما يستخدمها التنظيم أيضا لنشر مقاطع مرئية بشعة المنظر، مثل قطع رؤوس أبرياء جرى اختطافهم والمساومة عليهم مع حكوماتهم، وكذلك أعمال عنف أخرى ضد “أعدائه”؛ حيث يفيد تقرير “بروكينغز أكاديميكس” الذي نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الأسبوع الماضي، بأن “داعش” يتحكم بحوالى 90 ألف حساب للتجنيد على “تويتر”، وذلك بعدما حلل التقرير أكثر من 50 ألف حساب مشبوه على الشبكة وجمع معلومات متفرقة من أكثر من 1.9 مليون حساب ناشط.

من جانبه، قال أحد معدي التقرير، التقني جي ام بيرغر لـ”دايلي ميل”، إنه على الحكومات ووسائل التواصل الاجتماعي التعاون لإخماد الحرب الدعائية للتجنيد التي يهيمن عليها عناصر “داعش”.

من جهة أخرى، قالت شركة “تويتر” إن شركتها وجهات أخرى لإنفاذ القانون بالولايات المتحدة، تحقق في تهديدات مزعومة من أنصار تنظيم “داعش” على الانترنت ضد موظفي الشركة، جاء هذا في الوقت الذي تعمل فيه شركتا “تويتر” و”فيسبوك” على اغلاق الحسابات التي تنشر رسالة تنظيم “داعش”.

وفي وقت سابق، أفاد المكتب الإعلامي لشرطة العاصمة لندن (اسكوتلانديارد)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بأنه في السنوات الـ4 الأخيرة، استطاعت وحدة الرصد هذه إزالة أكثر من 45 ألف مادة إلكترونية عن الإرهاب. وفي الآونة الأخيرة، ترصد الوحدة نحو 1100 مادة تخرق قانون الإرهاب البريطاني (من عام 2006) أسبوعيا، و80% منها عن سوريا والعراق، ومتداولة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، مثل (يوتيوب) و(فيسبوك) و(تويتر)». وتعمل شرطة لندن والوحدة المختصة على حذف مقاطع فيديو للقتل والتعذيب والمداهمات والعمليات الانتحارية، بالتنسيق مع الشركات المستضيفة للمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

لندن: رنيم حنوش – جريدة “الشرق الاوسط”

Exit mobile version