المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 18 آذار 2015

صحف

نتائج غير نهائية للانتخابات الاسرائيلية:

الليكود 29/30، المعسكر الصهيوني 24، القائمة المشتركة 14

يستدل من نتائج الانتخابات غير النهائية التي اعلنتها قنوات التلفزيون ومواقع الانترنت، بعد فرز نسبة 99.90% من الأصوات الاعتيادية، (لا يشمل اصوات الجنود ونزلاء المستشفيات والمعاقين)، ان حزب الليكود انتصر في هذه الانتخابات بفارق خمسة او ستة مقاعد عن حزب المعسكر الصهيوني، حيث يتراوح عدد مقاعده بين 29- 30 مقعدا، مقابل 24 للمعسكر الصهيوني. وتعتبر هذه النتائج بمثابة انتصار تاريخي لبنيامين نتنياهو، الذي كان يصارع الى ما قبل ثلاثة أيام من اجل سد الفجوة بينه وبين المعسكر الصهيوني الذي تغلب عليه حسب اخر الاستطلاعات التي نشرت يوم الجمعة بفارق اربعة مقاعد. وتمكن نتنياهو خلال الايام الثلاث الأخيرة من سد الفجوة بل والتقدم على المعسكر الصهيوني على حساب تراجع قوة المعسكر اليميني، الذي فقد عددا كبيرا من المقاعد لصالح الليكود.

ويبرز في هذه الانتخابات الانتصار الكبير الذي حققته القائمة المشتركة التي تبين صباح اليوم انها حققت حتى الآن 14 مقعدا، خلافا لتوقعات العينة الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزة مساء امس، والتي تكهنت لها بـ12 -13 مقعدا. ويعتبر هذا الانتصار كبيرا بشكل خاص في ضوء انهيار حزب افيغدور ليبرمان “إسرائيل بيتنا” الذي بادر الى رفع نسبة الحسم بهدف منع الاحزاب العربية من دخول الكنيست، فجاء الرد عليه بتحقيق التحالف التاريخي بين هذه الاحزاب وتحقيق هذا الانتصار الذي يضمن، ايضا، ولأول مرة انتقال التمثيل العربي في الكنيست الاسرائيلي الى موقع متقدم، حيث ستكون القوة الثالثة في الكنيست، ويمكن لها ان تترأس لاول مرة في تاريخ الكنيست، ايضا، المعارضة البرلمانية في حال وافق حزب المعسكر الصهيوني على الانضمام الى حكومة وحدة قومية برئاسة نتنياهو، حسب ما يدعو اليه رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، تحت شعار تحقيق الاستقرار السياسي.

اما حزب يوجد مستقبل، فقد انهار من 19 مقعدا في الكنيست السابقة الى 11 مقعدا، ويليه حزب “كلنا” برئاسة موشيه كحلون، الذي يخوض الانتخابات لأول مرة كحزب مستقل، بعد انسحابه من حزب الليكود. وحصل كحلون على 10 مقاعد. كما انهار حزب البيت اليهودي، بقيادة نفتالي بينت، الذي حقق 8 مقاعد، مقابل 12 مقعدا في الكنيست السابقة. ثم يهدوت توراة مع 7 مقاعد، وشاس مع 7 مقاعد، ثم إسرائيل بيتنا مع 6 مقاعد. اما ميرتس فحصلت على 4 مقاعد فقط، فيما لم يتجاوز حزب “ياحد” برئاسة ايلي يشاي، نسبة الحسم.

وتم حتى ساعة نشر هذه المعطيات، صباح اليوم الاربعاء، فرز 10.109 صندوق من اصل 10119 صندوق اقتراع.

وقال موقع “واللا” ان رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، اعلنت صباح اليوم، قرارها الاستقالة من رئاسة ميرتس عقب ظهور هذه النتائج. وقالت: “اذا اتضح في نهاية فرز الأصوات ان ميرتس حصلت على اربعة مقاعد فقط، فسأستقيل من الكنيست لصالح تمار زاندبرغ، وسأبقى رئيسة لحركة ميرتس حتى يتم انتخاب مؤسسات الحزب.”

العينات التلفزيونية

يشار الى ان هذه النتائج تختلف في بعضها عن نتائج العينات الانتخابية التي بثتها قنوات التلفزيون الثلاثة اثر اغلاق صناديق الاقتراع عند العاشرة من مساء امس.

وقد أسفرت نتائج هذه العينات عن تفوق طفيف لحزب الليكود على المعسكر الصهيوني، حيث منحته القناة الثانية 28 مقعدا مقابل 27 للمعسكر الصهيوني، فيما منحته القناة الأولى 27 مقعدا مقابل 26 لمنافسه. اما نتائج القناة العاشرة فأشارت الى تعادل الحزبين – 27 مقعدا لكل منهما. وتعتبر هذه النتائج بمثابة انتصار لنتنياهو الذي قفز من 20 – 22 مقعدا، حسب اخر الاستطلاعات، الى 27-28 حسب نتائج العينة التلفزيونية.

يشار الى ان الليكود واسرائيل بيتنا فازا معا في انتخابات 2013 بـ 31 مقعدا، وبعد الانشقاق بينهما بقي الليكود مع 18 مقعدا في الكنيست السابقة. اما في المعسكر الصهيوني فقد حقق حزب العمل في الانتخابات السابقة 15 مقعدا، وحقق شريكه حزب الحركة 9 مقاعد، ما يعني ان الحزبين رفعا نسبة تمثيلهما بثلاثة مقاعد، حسب العينة التلفزيونية، لكنه كما اوردنا حسب النتائج الحقيقية فان هذين الحزبين سيحافظان على قوتهما السابقة اذا لم يطرأ أي تغيير بعد الانتهاء من فرز بقية الاصوات.

وحسب نتائج العينة التلفزيونية فقد حصلت القائمة المشتركة على 13 مقعدا، حسب القناتين الثانية والعاشرة، بينما منحتها القناة الاولى 12 مقعدا. وهذا يعني زيادة مقعد او مقعدين عن مجموع مقاعد الاحزاب المركبة للقائمة في الكنيست السابقة. وفاز حزب يوجد مستقبل في كل القنوات بـ 11 مقعدا. وحظي موشيه كحلون بـ 10 مقاعد حسب القناتين الثانية والعاشرة، وبـ9 مقاعد حسب القناة الأولى. وفقد البيت اليهودي حسب كل العينات التلفزيونية اربعة مقاعد، حيث حصل على 8 مقاعد وفق العينات الثلاث. وفقدت شاس، ايضا 4 مقاعد، حيث انخفضت من 11 الى 7. وكما يبدو فان الاربعة المتبقية اخذها معه المنشق عن الحزب ايلي يشاي، الذي فشل باجتياز نسبة الحسم. واما يهدوت هتوراة فحافظت على قوتها، 7 مقاعد، حسب القناة العاشرة، فيما انخفضت الى 6 مقاعد، حسب القناتين الثانية والاولى. واما ميرتس فحصلت على خمسة مقاعد في العينات الثلاث، ما يعني خسارتها لمقعد مقارنة بالكنيست السابقة، لكن هذه النتيجة تغيرت كما اوردنا سابقا. ومني حزب ليبرمان بخسارة كبيرة حيث حصل على خمسة مقاعد، حسب العينات، مقابل 13 في الكنيست السابقة (لكن القناة العاشرة منحته لاحقا مقعدا اضافيا). ويبدو ان نسبة التصويت ارتفعت بشكل ملموس مقارنة بالانتخابات السابقة، ورغم ان النسبة النهائية لم تعلن حتى ساعة اغلاق الصحيفة، الا انه يسود التكهن بوصولها الى 71.8% مقابل 67.8% في انتخابات 2013.

نتنياهو يعلن انتصاره “رغم كل المصاعب”

واضافت “هآرتس” ان نتنياهو اعلن في خطاب القاه الليلة الماضية انتصار الليكود وانتصار المعسكر القومي برئاسة الليكود، رغم كل العقبات. ويشار الى ان مقر الليكود في “غاني هتعروخاة” كان خاليا من قادة الحزب لدى اعلان نتائج العينة التلفزيونية بسبب الخوف الذي ساد الحزب من الهزيمة، لكنه بعد اعلان نتائج العينات التلفزيونية والتي اشارت الى ازدياد قوة الليكود بحوالي 30% بل وتغلبه على المعسكر الصهيوني هرع قادة الحزب الى المقر للاحتفال بالانتصار.

وفور ظهور النتائج اجرى نتنياهو اتصالات هاتفية مع قادة الاحزاب اليمينية ودعاها للانضمام الى حكومة برئاسته. كما اتصل بكحلون ودعاه للعودة الى صفوف الليكود. ورغم تصريحات نتنياهو بأنه لن يشكل حكومة وحدة قومية، الا ان مصادر في الحزب واصلت الحديث عن امكانية تشكيل حكومة كهذه، حتى بعد اعلان نتائج العينات التلفزيونية.

يشار الى ان نتنياهو سيواجه منذ صباح اليوم صراعا داخل حزبه حول الحقائب الوزارية، حيث لن يتمكن، كما يبدو، من المس بالوزراء الحاليين، بينما يدين، في المقابل، لعدد من النواب الذين وعدهم بمناصب وزارية خلال الحملة الانتخابية، ومن بين هؤلاء زئيف الكين وياريف ليفين وغيلا جملئيل وميري ريغف، حسب ما قاله مصدر في الليكود.

وكان نتنياهو قد عاد وحرض على المواطنين العرب ظهر امس، عندما علم بارتفاع نسبة التصويت لديهم، حيث خرج الى وسائل الاعلام وقال ان المواطنين العرب يهرعون الى صناديق الاقتراع، وان الجمعيات اليسارية تنقلهم بالباصات الى صناديق الاقتراع. وادعى ان اليمين يواجه الخطر ولذلك عليه الخروج للتصويت. وقد قوبل تصريح نتنياهو هذا بانتقاد شديد، فعاد بعد عدة ساعات الى القول انه يريد التوضيح بأنه لا يرى أي شائبة في تصويت المواطنين اليهود والعرب معا، كما يشاؤون. لكن المرفوض هو الاموال الكثيرة التي وصلت من الجمعيات والحكومات الاجنبية والتي تحثهم (العرب) على الخروج الكبير للتصويت.

وخلافا لنتنياهو رحبت غيلا جملئيل بازدياد نسبة التصويت لدى العرب، وقالت ان “هذا يمنحهم شعورا بالانتماء والرغبة بالتغيير، وسيجعل الاحزاب الاخرى تستوعب انه يجب الاهتمام اكثر بهذا الجمهور ووضع معالجة قضايا العرب في المقدمة”.

ارتباك في المعسكر الصهيوني

ومع صدور نتائج العينات التلفزيونية سادت حالة من الارتباك في المعسكر الصهيوني، وخمدت الاصوات التي كانت تهتف بكلمة “انقلاب” قبل ظهور نتائج العينة الانتخابية، خاصة عندما اشارت القناة الثانية الى تقدم الليكود على المعسكر الصهيوني بمقعد واحد. وصدر عن المعسكر الصهيوني بيان بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية قال فيه “ان احتفال نتنياهو وبينت سابقا لأوانه، فمعسكر اليمين تحطم وهرتسوغ بدأ باجراء اتصالات لتشكيل حكومة واسعة بدون بيبي وبينت. وقد اجرى هرتسوغ اتصالات مع كل رؤساء القوائم المحتمل انضمامها الى ائتلاف حكومي برئاسته، وبدأت طواقم المفاوضات العمل”.

يشار الى انه قبل نشر نتائج العينات، كان التفاؤل كبيرا في مقر المعسكر الصهيوني، لكنه كان يشوبه التخوف. ومع نشر النتائج بدأت التكهنات بشأن امكانية نجاح هرتسوغ بتشكيل حكومة، او التوجه الى حكومة وحدة قومية. وقال العديد من المخضرمين في الحزب ان المسألة الرئيسية التي تواجه هرتسوغ الان هي هل سيفضل حكومة يمينية مظلمة وعنصرية بقيادة نتنياهو او يتجه نحو حكومة وحدة قومية.

كحلون سيرجح الكفة

واعلن رئيس حزب “كلنا” موشيه كحلون، انه سيقرر بشأن الشخص الذي سيوصي بتكليفه مهمة تشكيل الحكومة، بعد ظهور النتائج الرسمية للانتخابات. وقد ابلغ كحلون ذلك لنتنياهو وهرتسوغ خلال محادثتين هاتفيتين اجرياها معه. ومن المنتظر ان يكون كحلون اكثر شخصية يتم مغازلتها خلال الايام القادمة، حيث يعتبر الكفة التي سترجح القرار بشأن هوية رئيس الحكومة القادمة. وفور ظهور النتائج الاولية للعينات التلفزيونية منع كحلون اعضاء قائمته من الإدلاء بتصريحات صحفية، وقال انه وحده الذي سيفعل ذلك.

يوجد مستقبل تحتفل رغم الخسارة

في مقر حزب “يوجد مستقبل” حاولوا الليلة الماضية، بث اجواء من الفرح رغم الخسارة التي مني بها الحزب مقارنة بالانتخابات السابقة. مع ذلك لوحظ تأخر رئيس الحزب يئير لبيد في الوصول الى المقر لإلقاء خطاب الا في وقت متأخر. وكان الحزب يتحدث خلال الحملة الانتخابية عن تكرار النتائج المفاجئة التي حققها في الانتخابات السابقة، وكما يبدو فقد آمن بذلك، لأن الاستطلاعات الداخلية تحدثت عن 14 الى 17 مقعدا. مع ذلك كان هناك من اعتبر النتائج مرضية وبمثابة انجاز خاصة وان الاستطلاعات منحته في بداية الحملة الانتخابية سبعة مقاعد فقط.

المشتركة، فرح يمتزج بالحزن

واستقبلت القائمة المشتركة نتائج العينات التلفزيونية بفرح يشوبه الحزن. فمن جهة توقعت القائمة الحصول على 15 مقعدا، بينما حصلت على 13. ولكن من جهة اخرى اعتبرت هذا التمثيل يعزز قوة العرب في الكنيست ويطرح قوة سياسية كبيرة. وتأمل القائمة ان تتحسن قوتها مع الانتهاء من فرز كافة اصوات الناخبين، خاصة وان نسبة كبيرة من المصوتين وصلت الى صناديق الاقتراع قبل ساعة من اغلاقها، وبعد اغلاق صناديق العينات التلفزيونية.

واعتبر رئيس القائمة ايمن عودة ان القائمة تشكل قصة نجاح، وحسب تقديراته فان اكثر من 65% من المواطنين العرب صوتوا لها. وقال ان الانتخابات شكلت استفتاء شعبيا ايجابيا بالنسبة للقائمة واستمراريتها. كما رأى النائب جمال زحالقة في النتائج انجازا منح الشرعية للقائمة من قبل غالبية الجمهور العربي.

وقال العضو الثامن في القائمة، دوف حنين، ان النتائج يمكن ان تتحسن لصالح هرتسوغ، ودعاه الى رفض الانضمام الى حكومة وحدة قومية. اما النائب احمد الطيبي فاعرب عن خيبة امله من النتائج العامة للتصويت في إسرائيل وقال ان الجمهور لا يزال يميل الى اليمين. واوضح ان القائمة ستقرر خلال الأيام القريبة بشأن التوصية بمرشح لرئاسة الحكومة. واعلنوا في القائمة اتنهم سيبذلون كل جهد من اجل منع عودة نتنياهو الى السلطة، خاصة بعد تطرفه في تصريحاته ضد العرب.

وقالوا في القائمة ان نسبة التصويت في ساعات الصباح كانت عالية في الوسط العربي، لكنها تراجعت في ساعات الظهر. واتهموا نتنياهو بالمسؤولية عن ذلك، اذ انه صرح بأن العرب يهرعون الى صناديق الاقتراع، ما ادى الى انخفاض نسبة التصويت لدى العرب. وتوجه النائب دوف حنين الى رئيس لجنة الانتخابات امس مطالبا بازالة تصريحات نتنياهو من مواقع الانترنت، وقال ان رئيس الحكومة الذي يدير حملة ضد تصويت المواطنين من ابناء اقلية قومية، يجتاز الخط الاحمر للتحريض والعنصرية. ويشار الى ان نسبة التصويت عادت وارتفعت في الوسط العربي في ساعات المساء، خاصة بعد التوجه الى الناخبين عبر مكبرات الصوت والرسائل النصية ودعوتهم للخروج والتصويت.

ميرتس على حافة الحسم

النتائج التي اظهرها فرز غالبية صناديق الاقتراع صباح اليوم اشارت الى انخفاض قوة ميرتس بمقعدين، وانه من المحتمل ان لا تجتاز نسبة الحسم في حال ارتفاع قوة اليمين بعد الانتهاء من فرز كافة الاصوات. لكن العينة التلفزيونية منحت ميرتس، امس، خمسة مقاعد. واعربت الحركة عن رضاها بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية، وقالت انها بدأت عمليا العمل لمنع تشكيل حكومة وحدة قومية. وقد دعا الحزب رسميا رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ الى عدم الانضمام الى حكومة كهذه. وقالت ميرتس انها لن تسمح لأصواتها بالجلوس في حكومة وحدة قومية. “لقد كنا لسنوات طويلة في المعارضة، وهذا ليس طموحا لكنه ليس مهجر”، قالت رئيسة الحزب زهافا غلؤون، في مقر الحزب الانتخابي، مساء امس. واضافت: “نحن نمثل اليسار الاسرائيلي ويجب ان يكون يسار في إسرائيل”. كما دعت غلؤون رئيس حزب كلنا، موشيه كحلون، للانضمام الى ائتلاف برئاسة هرتسوغ، والمساهمة في تحقيق انقلاب. وكررت غلؤون تصريحاتها السابقة بشأن رفضها الجلوس في حكومة واحدة مع ليبرمان، وقالت انه لا يستحق العضوية في الحكومة. وفي المقابل اعلنت انها لم ترفض ابدا الجلوس مع المتدينين في حكومة واحدة.

انهيار حزب ليبرمان

بعد ان تكهنت الاستطلاعات بسقوط حزب اسرائيل بيتنا، وحصوله في العينات التلفزيونية على خمسة مقاعد، قال رئيس الحزب، افيغدور ليبرمان، مساء امس، انه يعتبر النتيجة انتصارا على خلفية محاولة الكثير من القوى القضاء عليه، ملمحا بذلك الى التحقيقات التي تم فتحها ضد نشطاء كبار في حزبه عشية الانتخابات. وقال: “لم يكن أي حزب آخر سينجح في هذه المعركة”.

واضاف: “لقد كانت معركة سياسية، واجهنا خلالها محاولة للقضاء المركز على حزب سياسي بأكمله، وواجهنا قوى كبيرة، والكثير من الجهات، وحتى وسائل الاعلام التي تآمرت للقضاء على الحزب، لكنها فشلت”. يشار الى ان ليبرمان سار على طريق نتنياهو في الهجوم على المواطنين العرب، امس، وكتب على صفحتيه في الفيسبوك وتويتر، ان “نتنياهو يعرف بأنه اذا توجه العرب بكميات كبيرة الى صناديق الاقتراع فان ليبرمان وحده يستطيع ايقافهم”.

وانهيار حزب بينت

كما مني حزب البيت اليهودي بضربة قوية في الانتخابات، بعد تحطم قوته وانخفاضها الى ثمانية مقاعد فقط. ولوحظ الشعور بالدهشة في الحزب مع اعلان نتائج العينات التلفزيونية مساء امس، وكان المشهد بائسا رغم ان البعض حاولوا الغناء واظهار الفرح. وفي خطاب قصير القاه امام نشطاء حزبه، قال رئيس الحزب نفتالي بينت “ان الشعب الابدي لا يخاف من الطريق الطويل ولا نحن نخاف او نحني رؤوسنا. سألوني ان كنت خائب الامل من الجمهور القومي المتدين، لكنني اقول العكس، انا افاخر بالصهيونية الدينية، وانا فخور بأن هذا الجمهور هو جمهور ايديولوجي حقيقي”. وقال ان المعسكر القومي انتصر، وهذا هو المعسكر الذي يحب ناخبوه ارض اسرائيل، ولن يوافقوا ابدا على قيام دولة فلسطينية”. يشار الى ان نتنياهو اتصل ببينت فور اعلان نتائج العينات التلفزيونية واتفقا على بدء مفاوضات فورا لتشكيل حكومة.

فرح في شاس رغم خسارته لاربعة مقاعد

بدأ حزب شاس، احتفالاته بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية باظهار الفرح ازاء فشل ايلي يشاي باجتياز نسبة الحسم، حسب العينات. وكتبت “هآرتس” ان فرح شاس بحسارة يشاي فاق فرحها بما حظي به الحزب من مقاعد. وقال بيني الباز، مغني الحزب، في كلمته امام نشطاء الحزب انه يسعد بهذا النجاح اكثر مما كان سيفرح بـ17 مقعدا، واخذ يردد “لقد انتهى مفعوله” في اشارة الى يشاي الذي انشق عن الحزب. لكن الأصفار التي لازمت اسم يشاي في العينات التلفزيونية الثلاثة لم تطمئن رئيس حزب شاس ارييه درعي، الذي سيواصل قضم اظافره حتى ظهور النتائج النهائية كي يتأكد من سقوط يشاي.

وفيما تلقى انصار يشاي نتائج العينات بخيبة امل كبيرة الا ان يشاي طمأنهم بأن النتائج ستتغير. ولم تتغير الاجواء في مقر الحزب الا بعد اشارة القناة الاولى لاحقا، الى احتمال تجاوز حزب يشاي لنسبة الحسم، ما يعني حصوله على اربعة مقاعد. لكن النتائج الحقيقة اوضحت غير ذلك صباح اليوم.

وفي الحزب الديني الثالث، يهدوت هتوراة، يتخوفون من خسارة مقعد مع بدء ظهور النتائج الصحيحة للتصويت. واعرب قادة الحزب عن املهم بأن يحافظوا على النتيجة التي اظهرتها العينات التلفزيونية.

سيناريوهات عدة لتشكيل الحكومة

وكتبت “يديعوت احرونوت” ان اليمين احتفل بعد نشر نتائج العينات التلفزيونية امس، بانتصار احزاب المعسكر القومي. لكنه تبقى على الطاولة مهمة تركيب الائتلاف.

واضافت: صحيح ان الاتصالات بدأت بعد دقائق معدودة من نشر نتائج العينات التلفزيونية، لكن الطريق لا تزال طويلة نحو تشكيل الحكومة. لقد بدأت الاتصالات الاولية، لكن قائمة المواد التي ستخبز منها هذه الكعكة لم تستكمل بعد؟ فالنتائج النهائية التي ستنشر بعد غد فقط، يمكنها ان تكون مختلفة، ويمكن لمقعد واحد او مقعدين ان يستبدل النتائج في الاحزاب. ويجب ان نضيف الى ذلك اتفاقيات فائض الاصوات التي يمكنها ان تغير الميزان السياسي، بل حتى امكانية ان ينجح حزب ياحد باجتياز نسبة الحسم.

مع ذلك فانه يبدو حتى الان ان فرص وقوف رئيس الليكود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة تفوق فرص رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ. الا ان المفتاح لذلك يتواجد لدى كحلون والمقاعد العشرة التي سيحضرها معه كتعويذة.

اكثر الامكانيات الواردة هي تشكيل حكومة يمين ضيقة تضم 64 نائبا، وتشمل الليكود (28) – حسب استطلاع القناة الثانية – وكلنا (10)، والبيت اليهودي (8) وشاس (7) ويهدوت هتوراة (6)، واسرائيل بيتنا (5). والمقصود هنا حكومة يعتبر كل اعضائها بمثابة “شركاء طبيعيين”، لكن رجل الليكود السابق موشيه كحلون، اعلن خلال محادثات مغلقة، انه ليس معنيا بحكومة يمين ضيقة، بل اعلن امس انه سيوصي بمن يمضي على الطريق الاجتماعي، الامر الذي يلمح ظاهريا الى ان تشكيل حكومة يمين ضيقة هو ليس الامر الذي يفضله بالضرورة.

وجاء الاثبات الاولي على القيود التي ستواجه نتنياهو في تشكيل حكومة كهذه، في الاتصالات التي بدأت من خلف الكواليس بين ليبرمان وكحلون، نحو تحالف ممكن، يشبه “تحالف الاخوة” الذي عقده لبيد وبينت بعد الانتخابات السابقة. ويمكن لتحالف كهذا يضم 15 نائبا، وتنسيق مواقف بينهما ان يجعلهما القوة التي تقرر ما اذا كان نتنياهو سيشكل حكومة رابعة، او تمنعه من ذلك. وقال مسؤول في حزب “كلنا” امس، ان “كحلون لن يدخل الحكومة بكل ثمن، وبالتأكيد ليس بدون التزام خطي بكل الشروط التي يريدها”.

ويمكن لليبرمان ان يستغل هذا التحالف للمطالبة لنفسه بحقيبة الامن، رغم قوته الضئيلة. من جهته يرغب كحلون بتسلم حقيبة المالية وكامل الصلاحية عن دائرة اراضي اسرائيل، لأن من شأن ذلك مساعدته على اجراء اصلاحات في مجال الإسكان. ومن جهة اخرى يمكن لكحلون ان يتحالف مع نتنياهو في خطوة يمكنها ان تمهد لسيطرته على قيادة الليكود مستقبلا.

ويمكن لنتنياهو تشكيل حكومة واسعة اكثر من خلال ضم لبيد اليها الذي حصل على 11 مقعدا، لكنه سيتحتم عليه تحقيق المصالحة بين لبيد والمتدينين. واذا قرر كحلون ان الفجوات بينه وبين نتنياهو كبيرة فانه يمكنه الانضمام الى هرتسوغ وتشكيل حكومة مركز – يسار تضم 66 نائبا، وتشمل المعسكر الصهيوني (27)، يوجد مستقبل (11)، كلنا (10)، شاس (7)، يهدوت هتوراة (6)، وميرتس (5).

ويمكن لهذا الائتلاف ان يحظى بدعم العرب من الخارج (13)، ولكنه سيكون عليه المصالحة بين لبيد والمتدينين ايضا. وهناك امكانية ثالثة وهي ان يستغل كحلون تحالفه مع ليبرمان لفرض تشكيل حكومة وحدة تضم 77 نائبا، تتركب من الليكود والمعسكر الصهيوني وكلنا وشاس واسرائيل بيتنا.

ما هي القضايا التي ستواجه الحكومة القادمة

صحيفة “يسرائيل هيوم” تطرح ما تعتبره القضايا الرئيسية التي ستواجه الحكومة القادمة برئاسة نتنياهو، كما يبدو. وربما ليس مستهجنا ان هذه الصحيفة التي تعتبر لسان حال نتنياهو واليمين، طرحت ذات القضايا التي يتحدث عنها نتنياهو، وتجاهلت القضية الفلسطينية ومستقبل المفاوضات، خاصة وان نتنياهو اعلن عشية الانتخابات وفي غمز واضح لليمين انه يتنصل من خطاب بار ايلان وحل الدولتين، بل اعلن رسميا انه في حال فوزه لن تقوم دولة فلسطينية.

وحسب الصحيفة فان هذه القضايا ستشمل صد الاتفاق السيء بين القوى العظمى وايران، وحل ازمة السكن، وتمرير ميزانية الدولة. وتضيف: صحيح ان الطريق لا تزال طويلة حتى يتم تركيب الائتلاف الحكومي واداء النواب لليمين في الكنيست الجديدة، لكن المسائل الصعبة ستتراكم على طاولة الحكومة. وبالاضافة الى مسائل الامن الجاري، ستكون هناك مسائل لن تمنح رئيس الحكومة القادمة 100 يوم من النعيم.

اكثر هذه المسائل الملحة، كما يبدو، ستكون مسألة الاتفاق الذي يجري العمل عليه بين القوى العظمى وايران. ويتابع مستشار الامن القومي لرئيس الحكومة، يوسي كوهين، تقدم المحادثات بين الجانبين في سويسرا. وهناك اتفاق بين نتنياهو وهرتسوغ على وجود خطر ملموس من جهة ايران النووية، لكنهما يختلفان حول طريقة معالجة الموضوع.

ومن المواضيع الاخرى التي سيتحتم العمل عليها بعد تشكيل الحكومة، مسالة العلاقات بين القدس وواشنطن على ضوء الخلافات حول سبل معالجة التهديد الايراني. وهناك ايضا قضية ميزانية الدولة، التي تشمل ميزانية الامن. ففي اعقاب حل الكنيست لم تتم المصادقة على ميزانية العام الجاري، كما ان هناك حاجة الى الحسم في مسألة الميزانية متعددة السنوات للجهاز الامني، والتي تتولى فحصها لجنة خاصة. وفي هذه المسألة من الواضح ان ميزانية الامن ستضطر الى ايلاء اهتمام للعجز الذي نجم في اعقاب عملية الجرف الصامد من جهة، ومخططات الحكومة المقبلة لتخصيص ميزانيات للقضايا الاجتماعية، كالجهاز الصحي والرفاه.

كما ستضطر الحكومة الى ايجاد حل لمشكلة الاسكان التي اثيرت بشكل ساخن خلال المعركة الانتخابية، وكذلك مسألة غلاء المعيشة والحاجة الى فرض ضرائب جديدة.

مراقب الدولة يدعو الى انتهاج طريقة التصويت الالكتروني

كتبت “يسرائيل هيوم” ان مراقب الدولة القاضي المتقاعد يوسيف شبيرا، دعا الى تفعيل نظام الانتخابات الالكتروني في اسرائيل، الامر الذي سيسمح للمواطنين بالتصويت من كل مكان. وجاءت دعوة شبيرا هذه خلال جولة قام بها امس في العديد من صناديق الاقتراع ولجان الانتخابات اللوائية ولجنة الانتخابات المركزية. وقال شبيرا انه يمكن من خلال طريقة التصويت الالكتروني المتبعة في العديد من دول العالم رفع نسبة التصويت التي ستعكس بالتالي رغبات الجمهور، كما ستسمح بارسال صناديق متجولة الى مختلف انحاء البلاد لتسهيل استغلال المسنين ونزلاء المستشفيات لحقهم في التصويت.

مقالات

مسؤولية كحلون

تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها ان انتخابات الكنيست العشرين انتهت، حسب العينات التلفزيونية، بانتصار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي سيحافظ على كرسيه كما يبدو، بعد نجاح الجهود الكبيرة التي بذلها في الايام الأخيرة لنقل مصوتين من اليمين المتطرف الى الليكود. ومنيت قوائم نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان وايلي يشاي بضربة في صناديق الاقتراع، بعد نجاح نتنياهو باقناع الكثير من مؤيديهم بأن الليكود لا يقل قومية وعنصرية عن البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا وياحد.

ان قائمة المعسكر الصهيوني التي كانت متقدمة في الاستطلاعات طوال الحملة الانتخابية، فشلت بهزم الليكود، واثبتت القائمة المشتركة قوة الوحدة ونجحت بزيادة نسبة التصويت لدى العرب، وتمثيلهم في الكنيست. ونجحت ميرتس بالحفاظ على قوتها في ظل التخوف من عدم اجتيازها لنسبة الحسم. وفقد يئير لبيد، كما كان متوقعا، حوالي ثلث قوته رغم ادارته لحملة انتخابية ناجحة. ولكن على الرغم من الانجاز المثير لنتنياهو الا ان معسكر اليمين والمتدينين فقد الغالبية البرلمانية التي تمتع بها في الكنيست السابقة، ولن يتمكن الليكود من تركيب حكومة مع اليمين المتطرف والمتدينين فقط، ويحتاج الى دعم قائمة “كلنا” في سبيل تشكيل ائتلاف.

هذه النتيجة تضع رئيس “كلنا” موشيه كحلون في مكانة خاصة، بصفته الشخص الذي سيحدد صورة الحكومة القادمة. كحلون يتحمل الآن مسؤولية ثقيلة، احباط تشكيل حكومة يمين متطرف، تسبب ضررا لا يمكن قياسه للمكانة الدولية لإسرائيل، وللنظام الديموقراطي وللعلاقة بين الغالبية اليهودية والاقلية العربية. وستفتقد هذه الحكومة الى الكوابح القليلة، التي ابطأت قليلا مشروع الاستيطان في الضفة الغربية وخففت من حدة القوانين المعادية للديموقراطية في الحكومة السابقة.

لقد صرح كحلون بأن حزبه هو “الليكود الحقيقي”. وبرنامجه السياسي يعرض مرونة اكثر من موقف نتنياهو الذي اعلن عشية الانتخابات بأنه لن يتخلى عن أي شبر. على كحلون الامتناع عن الوقوع في اغواء العروض الكبيرة التي سيطرحها نتنياهو عليه في الايام القريبة. مصير الدولة اهم بكثير، وعلى كحلون دعم هرتسوغ لرئاسة الحكومة، او الفرض على قادة الليكود والمعسكر الصهيوني توحيد القوى بروح دعوة رئيس الدولة الذي يتخوف من نتائج تشكيل حكومة يمينية متطرفة، وتشكيل حكومة وحدة تنقذ الديموقراطية الإسرائيلية.

عندما يذهب كحلون الى الرئيس

يكتب عقيبا الدار في “هآرتس”، ان بنيامين نتنياهو لا يهدر وقته الثمين على كتابة برنامج يطرح الرؤية التي لا يملكها. وليس جديدا انه لا يولي أي احترام للكلمة المكتوبة، بما في ذلك الاتفاقيات الدولية، كاتفاق واي وخارطة الطريق. وليست لديه أي مشكلة بالنظر مباشرة الى الكاميرا والادعاء دون ان يرمش له جفن، بأن “كاديما” هي التي قررت خطة الانفصال عن غزة (وليس حكومة الليكود التي كان احد قادتها الكبار).

على مدار سنوات ضلل رئيس الحكومة العالم من خلال عرض كاذب لخطابات الدولتين في بار ايلان، والأمم المتحدة وخطاب 2011 امام الكونغرس، بينما شجع في المقابل البناء في المستوطنات، خاصة المعزولة، بشكل يخرب على تطبيق حل الدولتين. لقد ازال ضغط الانتخابات القناع عن وجهه. وفي لقاء مع موقع NRG ادعى ان “كل من يريد اقامة دولة فلسطينية اليوم، انما يسلم مناطق ستستخدم للهجمات الاسلامية المتطرفة ضد اسرائيل”. وحسب اقواله فان اليسار، الذي يتجاهل هذا الخطر “يدفن رأيه في الرمل”. وحسب رواية نتنياهو فان هذا اليسار الذي يبدي استعداده لاقامة دولة فلسطينية ومنح اراض للاسلام المتطرف، يشمل المعسكر الصهيوني وميرتس ويوجد مستقبل، وطبعا “العرب”. وهو لن يضم هذه النعام باي شكل من الاشكال الى حكومته.

ولكن ماذا مع “كلنا” الحزب الذي اعد نتنياهو لرئيسه موشيه كحلون، حقيبة المالية؟ هذا الحزب الذي سيكون من الصعب بدونه تشكيل حكومة؟ هل هو، ايضا، مثل الليكود و”الشركاء الطبيعيين” ليس مستعدا للسماح للفلسطينيين باقامة دولة لهم؟ لصالح ذلك الذي لا يكتب برامج، وكما يبدو لا يكلف نفسه الاطلاع على برامج الآخرين، ها هي عدة اقتباسات من برنامج “كلنا”: “على الحكومة الاسرائيلية الحفاظ على انجازاتها الدبلوماسية السابقة امام الامريكيين، والعمل بصورة فاعلة بهدف خلق الاجماع الامريكي، وفي اعقابه الاوروبي، على تبني رسالة بوش – شارون”.

في هذه الرسالة الهامة التي بعث بها الرئيس جورج بوش الى شارون في نيسان 2004، في اعقاب خطة الانسحاب من غزة، والتي تبناها الكونغرس ومجلس الشيوخ، جاء ان “الولايات المتحدة تدعم اقامة دولة فلسطينية تكون قابلة للوجود وذات تواصل اقليمي وسيادة واستقلال، كي يتمكن الشعب الفلسطيني من بناء مستقبله بما يتفق مع الرؤية التي حددتها في حزيران 2002، والطريق التي ترسمها خارطة الطريق” (التي تشمل التجميد المطلق للاستيطان، واخلاء البؤر وانهاء الاحتلال). لقد اشار بوش الى ان الاتفاق الدائم يجب ان يأخذ في الاعتبار الواقع الديموغرافي الذي تولد في المناطق (الكتل الاستيطانية) لكنه اكد ان الترتيبات التي ستعكس الواقع يجب ان يتم الاتفاق عليها من قبل الجانبين.

كما أشار الى ان الحل العادل والواقعي لمسألة اللاجئين الفلسطينيين “من خلال اقامة دولة فلسطينية وتوطين اللاجئين فيها” يجب ان يتم بالاتفاق بين الجانبين. البرنامج الانتخابي هو ليس توصية، بل رؤيا مطروحة بين الحزب والناخب – خاصة عندما يجري الحديث عن مصالح استراتيجية للدولة، كما جاء في برنامج كلنا.

ان تنصل نتنياهو الواضح من حل الدولتين يضع امام كحلون، د. مايكل اورن والجنرال احتياط يوآب غلانط، امكانية واحدة: توصية الرئيس رؤوبين ريفلين بتكليف يتسحاق هرتسوغ بتشكيل الحكومة القادمة وانقاذ اسرائيل من تصفيتها كدولة ديموقراطية، يهودية، وعضو في اسرة الشعوب.

الانقلاب الذي لم يتم

يكتب اري شبيط، في “هآرتس” ان الفرصة كانت قائمة هذه المرة فعلا. كما ساد الأمل. فبنيامين نتنياهو كان ضعيفا، والليكود كان متفككا، واليمين وصل الى ضائقة حقيقية، وسمح البديل المتمثل بالمعسكر الصهيوني بتغيير وجه إسرائيل واعادتها الى ذاتها والى صورتها. ولكن هذا الامر يتطلب قيادة، ويتطلب مسؤولية، ورأيا موزونا. وهذا الامر كان يتطلب وجود جمهور متنور يعمل في يوم الانتخابات بشكل جدي وناضج.

الإسرائيليون الذين يسعون الى السلام ويريدون تقسيم البلاد واقامة ديموقراطية جوهرية كان يتحتم عليهم الاتحاد والعمل كجسم واحد من اجل تحرير الجهاز الرسمي من سيطرة المستوطنين والمتطرفين والساخرين. ولكن القبيلة المعروفة باسم “القبيلة البيضاء” هي القبيلة السياسية الأكثر تخلفا في إسرائيل. انها تمضي المرة تلو الاخرى وراء المسيح الدجال وترتكب الأخطاء التي لا يمكن السيطرة عليها.

هذا ما حدث امس (الثلاثاء) ايضا. ان قرار مئات الآلاف التصويت لحزب يوجد مستقبل، مزق الكتلة المعتدلة وأعطى السلطة مرة اخرى لليكود واليمين وغوش ايمونيم. تماما كما جلب يائير لبيد في -2013 نفتالي بينت الى السلطة، هكذا اعاد في عام 2015 الحكومة الى أيدي بنيامين نتنياهو.

في سبيل استبدال بنيامين نتنياهو كان هرتسوغ يحتاج الى فارق اربعة مقاعد عن نتنياهو، ولذلك فان كل مقعد حصل عليه لبيد، كان بمثابة مقعد مباشر لنتنياهو. ولكن الكثيرين من أثرياء هرتسليا والكثير من الشباب في غبعتايم رفضوا فهم المبادئ الأولى. لقد أثبتوا مرة أخرى أنه من ناحية سياسية، يعتبر من يقبلون شاشات التلفزيون حمقى اكثر من الذين يقبلون الحرز. إصرارهم على تفضيل لبيد على الانقلاب هو الذي سيقود الى تركيب حكومة قومية – متعصبة – دينية متزمتة، ستقودنا نحو حافة الهاوية.

لا يمكن ان لا نقول هذا الصباح كلمة طيبة عن نتنياهو. لقد واجه هذه المرة الحصار بشكل مطلق. وهذه المرة حاصرته قوى كبيرة. قبل اسبوع كان في حالة يأس، ورغم ذلك فقد نجح رجل الحملات الاعلامية الممتاز بتحقيق عمل سحري سياسي خلاب، منحة دورة اخرى في رئاسة الحكومة. لكنه بالنسبة لإسرائيل يمكن لهذه الدورة الرابعة ان تكون زائدة. الضغط الدولي على الابواب، الانتفاضة الثالثة ليست بعيدة. بيبي انتصر امس، لكن اسرائيل منيت بهزيمة قاصمة.

فجر يوم قديم

تكتب سيما كدمون، في “يديعوت احرونوت” ان من تأمل الاستيقاظ على فجر يوم جديد، سيستيقظ على فجر يوم امس. دولة اسرائيل تحصل هذا الصباح على نتنياهو زائد زائد. علينا ان لا نرتبك: هذا ليس انتصارا لليكود، انه انتصار لرجل واحد، ربما افضل رجل للحملات الاعلامية في كل العصور، والذي نجح خلال ثلاثة ايام بتحويل الكفة السلبية لحزبه الى انتصار جامح. لقد فعل ذلك من خلال استخدام الاكاذيب وتوجيه الاتهامات الكاذبة الى منافسيه، ومن خلال مهاجمة وسائل الاعلام وتأجيج الغرائز.

على طريق هذا الانتصار لجأ الى كل الاساليب، ومن بين ذلك احراق كل الجسور مع الرئيس اوباما، الدخول في مواجهة مع كل قطاع ممكن، بما في ذلك اطلاق تصريحات تعتبر عارا ازاء الجمهور العربي، امس، والتنصل من وعوده الانتخابية السابقة بشأن حل الدولتين. كل الإطراء على ما حققه هرتسوغ من انجاز كبير، لا يمكنه شطب الحقيقة البسيطة، كما تظهر الآن، وهي ان إسرائيل حصلت على نتنياهو لاربع سنوات اخرى.

اذا كان الشعور بحدوث انقلاب قد ساد حتى صباح امس، او سادت اجواء التغيير، فقد اتضح في الليل ان ما كان هو ما سيكون. إسرائيل تدخل الى عهد آخر لعائلة نتنياهو في البيت القائم في شارع بلفور، مع كل ما يعنيه ذلك. لقد نجحت حملة انقذوني التي اطلقها نتنياهو خلال الايام الاخيرة بتفريغ المقاعد من بينت ويشاي وحولت الليكود الى الحزب الاكبر.

لقد استجاب جمهور الليكود للدعوة وعاد الى البيت. تسع سنوات من عدم العمل والعزلة الدولية وعدم الرضا عن انجازات الحكومة، والتقارير الخطيرة لمراقب الدولة ، ومشاعر تغرب الجمهور الاسرائيلي، لم تكف لكي يقول الجمهور: حتى هنا.

لكن انجاز نتنياهو لا يستطيع شطب ما تبين امس من العينات التلفزيونية، وهو ان شعب اسرائيل يواجه الانقسام. بالنسبة لنصف الشعب كانت نتائج الامس بمثابة تلقي قبضة في البطن. لقد تطرف نتنياهو في مواقفه خلال الاسابيع الاخيرة، وامس الاول فقط، تراجع عن التزاماته القديمة بشأن حل الدولتين، وفي حملته الانتخابية السلبية التي ادارها في الأيام الأخيرة ضد العالم كله، نجح باقصاء مجموعات كاملة من الجمهور. لكن هذا كله لا يغير حقيقة ان المفتاح يتواجد اليوم في ايدي نتنياهو. مع كل الرغبات الطيبة للرئيس، فان من سيدير الامور الان سيكون نتنياهو. واذا فعل ما وعد بعمله، فانه سيقيم اولا حكومته الضيقة مع شركائه الطبيعيين، الليكود، بينت والمتدينين، ما يشكل حوالي 48 نائبا. بعدهم سيحاول ضم “كلنا”. لكن كحلون قال انه لن ينضم الى حكومة ضيقة مع اليمين والمتدينين. ومن يمكنه مساعدته على الانضمام هو ليبرمان. فرئيس اسرائيل بيتنا ليبرمان يعتبر كنزا لنتنياهو، يفوق بكثير قوته الانتخابية، الامر الذي يعني ان رئيس الحكومة سيعطيه الكثير كي يدخل الى الائتلاف. هل ذكرنا حقيبة الامن؟

يمكن لانضمام ليبرمان الى الحكومة ان يفتح الطريق امام كحلون الذي سيضطر الى التغلب على الدم السيء الذي يجري بينه وبين رئيس حكومته. كحلون يعرف اكثر من الجميع ما يعنيه وجود وزير مالية ناجح تحت قيادة نتنياهو. واذا لم يعرف فليسأل لبيد. هل سيقتنع ان الامر سيكون مختلفا هذه المرة؟ هل سيصدق بأن نتنياهو سيمنحه الدعم؟ يصعب التصديق، خاصة بعد ما فعله به نتنياهو في الأيام الأخيرة. كحلون ليس شخصا ينسى بسرعة، او يصفح. قراره سيكون حاسما بالنسبة لتركيب الائتلاف. وهناك امكانية تشكيل حكومة وحدة. اذا تطرقنا الى تصريحات نتنياهو قبل الانتخابات فان هذا لن يحدث، ولكن منذ متى نحن نتطرق الى تصريحاته؟

يصعب رؤية هرتسوغ يوافق على الانضمام الى حكومة وحدة بدون اتفاقية تناوب. وسيحتاج الى اكثر من ذلك كي يقنع اعضاء حزبه بالانضمام الى ائتلاف برئاسة نتنياهو، سيضم بينت ايضا. وهناك امكانية اخرى، شبه خيالية، وهي تشكيل حكومة برئاسة هرتسوغ. يمكن لهذا ان يتم اذا قرر كحلون وليبرمان عدم المضي مع نتنياهو رغم كل شيء.

انتصار الاستقطاب

يكتب حانوخ داوم، في “يديعوت احرونوت” انه في السطر الاخير تحولت هذه الانتخابات في مرحلة متقدمة الى استفتاء عام على بنيامين نتنياهو، وفي هذا الاستفتاء انتصر نتنياهو. لقد صوت اليمين من اجله، واعلن انه حتى اذا كانت لديه انتقادات لسلوك نتنياهو في قضايا كثيرة، فانه يرى فيه الزعيم الذي يجب ان يقود المعسكر القومي.

يجب قول شيء آخر: لقد تجند اليمين لصالح رئيس الحكومة، ردا على التجند غير المسبوق ضده في احدى اصعب المعارك الانتخابية التي جرت هنا. لقد ايقظ الهجوم على نتنياهو اليمين من غفوته، واثبت الجمهور الاسرائيلي انه ليس من السهل بيعه قصة اسرائيل كدولة من دول العالم الثالث ينهار فيها كل شيء.

وماذا الآن؟ في الفترة الأخيرة تحدث الكثير من المحللين عن ان تفوق هرتسوغ في عدد المقاعد على نتنياهو، سيوفر له دفعة اولية نفسية في الصراع على تشكيل الحكومة. ولكنه لا يملك هذا التفوق. كما تحدثوا عن ان من حصل على فرصة لتشكيل الحكومة فانه لن يتركها تضيع من يده. هل يعتقد احد الآن، ان مهمة تشكيل الحكومة ستلقى على هرتسوغ؟ انا لا اعرف احدا كهذا.

مع ذلك، لن يكون من السهل على نتنياهو، ايضا، تركيب ائتلاف. ولكن بما ان هرتسوغ لا يملك أي فرصة عملية لعمل ذلك، فان الخيار يبقى لديه. المأزق صعب: صحيح ان نتائج الانتخابات منحته انجازا كبيرا، خاصة على ضوء الهجوم الذي تعرض له، لكن اليمين تقلص، ويمكن لحكومة وحدة ان تكون البديل المغري، وربما الشافي. ليس من المؤكد ان هذا الشعب يريد، بعد معركة انتخابات ممزقة كهذه، حكومة ضيقة ومتضادة.

Exit mobile version