المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لماذا اختارت حماس المحور السعودي على حساب علاقاتها مع ايران؟

في خطوة فاجأت جميع المراقبين اعلنت حماس وقوفها الى جانب قوى التحالف الذي تقوده السعودية فيما عرف بعاصفة الحزم وأعلنت وقوفها الى جانب الشرعية السياسية في اليمن والى جانب خيار الشعب اليمني، وهذا يعني بداية ابتعادها عن المحور الإيراني وبداية ابتعادها عن “محور المقاومة” .
كيف ستوفق حماس بين قديمها وجديدها بين التخلي عن “محور المقاومة” الذي كانت تعتبره الاستراتيجية الرئيسية التي تدير من خلاله المعركة مع كافة الاطراف في المنطقة وتستخدمه لبناء علاقاتها حتى مع الفصائل الفلسطينية وبين حسم موقفها لصالح المحور السني بقيادة السعودية.
إن تخلي حماس عن “المقاومة” سوف يفقدها كثيرا من اوراقها في ادارة معركتها على”الساحة الفلسطينية” والتي استخدمتها كثيرا في مقارنة مواقفها “المقاومة” مع مواقف القيادة الفلسطينية “المهادنة” وكانت تتهم القيادة بأنها تنازلت عن فلسطين في حين بقيت هي تقود المقاومة نحو تحرير كل فلسطين، وبذلك استخدمت حماس “المقاومة” لتحقيق مكاسب سياسية.
تحولات حماس بين المحاور الرئيسية في المنطقة ليست جديدة فهي تنطلق في علاقاتها وتحالفاتها مع هذا المحور أو ذاك ليس من منطلق موقف هذا المحور من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بل ينطلق من مواقف حزبية وسياسية وماذا يمكن ان تحققه حماس من مكاسب سياسية مع هذا المحور او ذاك.
وما بين هذا وذاك وقفت حماس تتحسس موقفها واختارت الوقوف الى جانب المحور السعودي، والتماهي التام مع الرغبة والمصلحة التي يمكن ان تعطيها دورا جديدا في المنطقة بحيث تصبح ركنا اساسيا وتقترب من المجموعة العربية ومن التحالف السني بشكل يساعدها في فك عزلتها العربية والدولية وتنأى عن اي ضرر سياسي يمكن ان يلحق بها، وهو ما نتج عنه تباعد حماس عن محور “المقاومة” تلبية لاغراءات سلطوية تآزر حماس وتجعلها حركة مشروعة ومقبولة لدى الامريكيين وتحويل مقاومتها الى سلطة بديلة “للسلطة الفلسطينية” في وظيفتها وبنكهة اسلامية.
كما ان حماس تريد ان تخرج من الوحل السياسي المصري الذي غرقت حماس فيه وتريد ان تستغل وجودها في هذا المحور لمحو اثار هذا الوحل وتعول على السعودية لإصلاح علاقتها مع مصر بسبب العلاقة الاستراتيجية التي تربط مصر بالسعودية.
واذا نجحت حماس في الافلات من الوحل المصري فإنها تكون قد حققت معظم اهدافها لتبدأ المناورة من جديد في مخططاتها الرامية لاستكمال انقلابها على القيادة الفلسطينية بطابع سياسي، من خلال اتصالاتها مع الاسرائيليين واستعدادها لتوقيع اتفاق معها يساهم في تكريس نفوذها وزيادة قبضتها على القطاع وينتهي بإقامة امارة اسلامية في غزة تحكمها حماس وبذلك تكون حماس قد حققت كافة اهدافها التي انطلقت من أجلها بتصفية القضية الفلسطينية.

مركز الإعلام

Exit mobile version