المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الظاظا يفسر الماء بعد الجهد بالماء .. والقادم انفصال ناعم كتب حسن سليم

يعلم الكثير منا قصة المثل القائل: «وفسر الماء بعد الجهد بالماء»، وهو المثل ذاته الذي ينطبق على الجهد الذي بذله نائب اسماعيل هنية في حكومة حماس السابقة، زياد الظاظا، بنفيه لوجود أي مفاوضات او دردشات بين حماس واسرائيل، كان قد تحدث عنها مستشار هنية السابق واحد قيادات حماس د.احمد يوسف، ليبرر الظاظا ويقول ان ما يجري فقط أحاديث ليس أكثر. بل ويزيد الظاظا الطين بلة، عندما يقول اننا لن نتعاطى مع أية مفاوضات ان لم تكن من جهة دولية او اقليمية قوية، دون أن يفصح لنا بأي صفة سيتفاوض وعلى ماذا, فحماس ليست في الحكومة، ومن هو مخول بالتفاوض والعلاقات الدولية هو الرئيس وفقا للقانون والعرف.
تصريحات الظاظا تأتي في سياق الحديث عن مسعى حماس بالانفصال الناعم بقطاع غزة عن الضفة والقدس، بما يؤمن لها ممر الدخول والخروج من غزة، دون رقيب ولا حسيب للتواصل مع العالم، وتأمين تدفق الأموال لمواجهة الأزمة المالية التي تعيشها في ظل التغيرات التي شهدتها مصر وتقييد حركتها بعد اغلاق الانفاق، ولتمويل مشروعها الانفصالي بعد ان استنفدت كل أدوات الاستقواء على مدخرات وأموال المسجونين قسرا في قطاع غزة، ما دفعها للمطالبة بتأمين ممر بحري لقطاع غزة، وهو الأسهل لحركتها دون تقييد ومراقبة عما يدخل ويخرج من الاقليم الذي تسيطر عليه، وبذلك يكون قد تحقق الانفصال التام.
وسبق للظاظا التصريح «أن حماس قد انتهت من وضع كافة البدائل لحل أزمات القطاع المختلفة» في ظل ما ادعاه من تنصل حكومة الوفاق الوطني من مسؤولياتها، مشيرا الى أن الاعلان عن هذه البدائل بات قريبا، وسبق وان تم تداول ملامح تلك البدائل وأبرزها التهدئة لعدة سنوات تصل لخمس عشرة سنة، في مقابل رفع تدريجي للحصار، وانشاء رصيف عائم يعمل كميناء، والبقية تأتي.
وسبق أيضا التصريح على لسان د.احمد يوسف أن حركة حماس تنتظر تشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل حتى يمكن للمباحثات أن تتقدم وأن تكون أكثر جدية، الامر الذي يؤكد صحة ما يجري من مفاوضات او دردشات حميمية، وان الانتظار فقط للاعلان في الوقت المناسب، الذي لن تخجل فيه حماس حينها من المصارحة، وتتوقف فيه عن التلاعب بالكلمات والتفسير لها، من مفاوضات ودردشات وأحاديث، « فكلها ماء»، «وكل الطرق تؤدي الى روما».
ان التصريحات التي تطلقها قيادات حماس بين الحين والاخر، ليست بالونات اختبار، فالشارع لا يهمها، بقدر ما هي تهيئة لواقع تسعى لفرضه، وحينما يتحقق لن ينفع السلطة ومن يرفعون شعار الدولة البكاء على اطلال المشروع الوطني، لأن الأوان يكون قد فات، والمشروع يكون قد مات.

Exit mobile version