المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الأدب الفلسطيني وعمقه التاريخي كتبت تمارا حداد

فلسطين لم تكن كيانا جغرافيا ومكانيا فقط بل كانت مصدر الهام لكثير من الأدباء والشعراء الفلسطينيين نتيجة الأحداث المأساوية والهزات العنيفة التي ضربت فلسطين والتي دفعت الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني أن ينسجوا من أحداثه روايات وقصص وقصائد كانت تأخذ الطابع الوطني كردة فعل ثقافية نحو أحداث مفصلية هددت فلسطين في حاضرها ومستقبلها وعلى رأس الأحداث المشروع الصهيوني الذي يأخذ بالنمو على أعين الفلسطينيين.فالأدب الفلسطيني تطور على أربع مراحل من بداية نهضة الأدب الفلسطيني حتى 1948 والمرحلة الثانية كانت من 1948 إلى 1967 أما المرحلة الثالثة ابتدأت من 1967 إلى 1987 واستمرت إلى انتفاضة الأقصى لتصل المرحلة الرابعة.تأثر الأدب الفلسطيني بعدة عوامل اجتماعية وسياسية وبالأخص تأثره بنكبة فلسطين 1948 نتيجة التهجير القسري وتنكيل العدو وذبح الشعب الفلسطيني واستيلاء على بيوتهم وكان له اثر واضح على أدباء فلسطين ليشكل وعيا جديدا بضرورة إعادة النظر في الأشياء وعدم التعامل معها كمسلمات.فكان الطابع الأساسي للأدب الفلسطيني هو أدب المقاومة نتيجة معاناة الشعب الفلسطيني من احتلال واغتراب واسر وقسوة العيش فالذي ولد في الشتات ولد ومعه مفتاح بيته المسلوب وخيمته في العراء, فعبر الأدباء عن هذا الأدب عن إيمان راسخ للدفاع عن قضية وطنهم بأسلوب شعر ورواية وقصة وخاطرة من اجل الحصول على الحقوق المغتصبة فحرارة أحداث فلسطين أنتجت المبدعين ليعبروا عن شجونهم وشجون أوطانهم.ناهيك عن أدب اللجوء والعودة لم يتوانى هذا الأدب عن شرح أبعاد المعاناة فكان الهدف هو استنهاض الهمم الفلسطينية والعربية والعمل على كسب تعاطف العالم وتأييده وتحريض الجميع ضد الأعمال الوحشية .ما يميز أدب العودة هو امتزاجه بالألم والأمل في معادلة أن الفلسطيني سيظل يعاني من محاولة موازنة أحداثه حتى يتحقق العودة فالذي يميز الأدب الفلسطيني هو ارتباطه المكاني والتصوير في الذاكرة بسبب تاريخ فلسطين المليء بماسي متوالية.من أروع الأدب الفلسطيني هو أدب السجون فهو أدب إنساني ولد في عتمة وظلام الأقبية والزنازين وخلف القضبان الحديدية وخرج من رحم الوجع اليومي والقهر الذاتي والمعبر عن حرارة التعذيب وآلام التنكيل وهموم الأسير وتوقه لنور الحرية وخيوط الشمس وأدب السجون يولد حياة جديدة للأسير نتيجة معرفته لأشياء قيمة بمزيد من الوعي والبصيرة فلم يكن السجن قتل للهوايات بل العكس كان لإنتاج إبداع مقاوم.أما النوع الآخر من الأدب الفلسطيني هو أدب المنفى فالكثير من المهجرين استلهموا من تهجيرهم أدبا وشعرا وروايات وأبجديات للتعبير عن حالة الضياع والقلق واليأس فالمنفى هو حالة انقسام داخلي حيث يبدي الفلسطيني عدم انصهاره في مجتمعه الجديد ويعاني من سوء التكيف وفقدان الأمل فيظل ينزف نتيجة منفييه من موطنه الأصلي.فالذي يميز هذا الأدب هو الحنين إلى الوطن وذكر مآثر الوطن والبكاء على فراق الأحبة وما يميزه هو زيادة التحامه بوطنه.فالأدب يحفظ ذاكرة الأمة وسلاح ضد السياسة الإسرائيلية ورسالة للجميع بأنه سيحل محل كبارنا الذين يرحلون وربما ترحل ولكن كلماتنا لا تزال تقاوم!!!

Exit mobile version