المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بدائل حماس كتب عمر حلمي الغول

في إطار مساعي حركة حماس المحمومة لتعطيل مسيرة المصالحة الوطنية، خرج العديد من قادتها، وأدلوا بإسطوانة واحدة وبشكل متواتر في الآونة الاخيرة، أن «الحركة ستفاجئ الجميع ببدائلها!» او بتعبير آخر «لسنا عاجزين، ولدينا ما نقوله، ونحن جاهزون لكل الخيارات!» مع العلم ان فرع جماعة الاخوان المسلمين، لم يتوقف يوما، وهو يؤصل لبدائله الانقلابية، وتعمل قيادته على قدم وساق، على توطيد خيار البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وتمزيق وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي التعددي الديمقراطي، وضرب هوية الشعب والمشروع الوطني برمته.
وما الموافقة على خيار المصالحة إلا لحظة تكتيكية في مسيرة الالتفاف على الشعب وقواه السياسية، أملتها التطورات الموضوعية المحيطة بالساحة الفلسطينية، خاصة ثورة الثلاثين من يونيو 2013 المصرية، وإصرار الشعب الفلسطيني على رفض خيار الانقلاب والامارة الحمساوية، والتفافه حول القيادة الشرعية وخيارها السياسي. غير ان حركة حماس والتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين وحلفائهم لم يستسلموا، ولم يسلموا بالواقع، ومازالوا يحرثون كل من موقعه وبشكل مشترك في التربة الفلسطينية لتحقيق مآربهم الخبيثة. وما يجري من اتصالات مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، ليس إلا عنواناً من عناوين وضع العصي في دواليب المصالحة، يترافق مع ذلك، تلميع حكومة نتنياهو لحركة حماس من خلال «التحريض» المفتعل عليها. أضف إلى ان الحروب الاسرائيلية الثلاث خلال السنوات الست الماضية، لم تكن خارج السيناريوهات المعدة لتلميع حركة الانقلاب الحمساوية، ولايصال الشعب إلى البحث عن اي «مخرج حتى لو كان الامارة» للخروج من دوامة الحصار الاسرائيلي.
قد يطرح اي مواطن سؤال بسيط، كيف يمكن ذلك، وسقط الآف الشهداء والجرحى، وتم تدمير عشرات آلاف البيوت والمؤسسات والبنى التحتية، وفي الوقت نفسه، وقع في صفوف الاسرائيليين عشرات القتلى؟! الجواب بسيط، الصهيونية كما يعلم المتابع لاستراتيجيتها الاستيطانية، قامت باغراق سفينة في البحر محملة بالمئات من المهاجرين الصهاينة عشية إقامة الدولة الاسرائيلية لاستدرار عطف العالم، كما قامت بتفجير العشرات من المقرات والمتاجر والكنس اليهودية في الدول العربية لترغم اليهود على الهجرة لاسرائيل، وغيرها من الاساليب الارهابية لتحقيق غاياتها الاستيطانية، وبالتالي لا يوجد لدى إسرائيل او جماعة الاخوان المسلمين غضاضة او مشكلة في موت آلاف لتحقيق هدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
وبالعودة للبدائل المتوقعة، التي تعدها حركة الانقلاب، ستكون، اولا الاعلان عن فشل حكومة التوافق الوطني؛ ثانيا تشكيل حكومة حمساوية وتطعيمها ببعض الشخصيات المحسوبة عليها، لتأخذ بعدا مقبولا في اوساط الشعب؛ ثالثا مواصلة سن القوانين حتى يتم التخلص نهائيا من النظام الاساسي؛ رابعا اعتماد كتلة التغيير والاصلاح كعنوان للسلطة التشريعية؛ خامسا إعلان الانفصال الكامل عن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير، واعتبار اسماعيل هنية بمثابة «الرئيس» لحين؛ سادسا سن نظام مالي مستقل عن سلطة النقد الفلسطينية، وإلزام البنوك العاملة في القطاع بالتقيد بنظم وقوانين حركة حماس؛ سابعا التوقيع على الهدنة طويلة الامد مع إسرائيل مقابل السماح لها ببناء المطار والميناء؛ ثامنا مطالبة الدول العربية والاسلامية والاجنبية بفتح ممثليات لها في قطاع غزة؛ تاسعا إصدار جوازات سفر خاصة بالامارة؛ عاشرا سن قانون اجتثاث حركة فتح والقوى الوطنية، او اللجوء لسيناريو آخر، يعتمد ساسة العبث بوحدة تلك القوى لتمزيقها وبما يسمح لعسكر الانقلاب التدخل في شؤونها الداخلية ومن ثم إصدار قرارات بحلها؛ عاشرا فصل النقابات والاتحادات الشعبية عن امتداداتها في الضفة والشتات…. إلخ من السياسيات الانقلابية لتأبيد الامارة.
هذا الافتراضات المتوقعة، تفرض على الكل الوطني خاصة قيادة منظمة التحرير الاستعداد الجدي لكل التحديات والسيناريوهات الحمساوية، حتى لا تفاجأ، وكي تكون جاهزة للدفاع عن وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي والهوية الوطنية والاهداف والمصالح العليا للشعب الفلسطيني.
oalghoul@gmail.com

Exit mobile version