المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مواقف حماس ومفارقاتها العجيبة كتب مركز الإعلام

هكذا اعتدنا على مواقف حماس المتناقضة وكأنها خطط مرسومة يتم اخراجها حسب متطلبات المرحلة وبتقاسم وظيفي وادوار معينة. في الوقت الذي تؤكد فيه كافة المصادر الاوروبية والعربية بوجود اتصالات “مباشرة” بين حماس وإسرائيل بهدف التوصل الى اتفاق اتضحت معالمه منذ فترة ويقوم على اعتراف اسرائيل بدولة لحماس في غزة وتوفر الحماية لها مقابل ان تقوم حماس بحماية الحدود الجنوبية لإسرائيل وتمنع تساقط الصواريخ عليها. نعم في هذا الوقت الذي يدور فيه الحديث عن اتفاق يخرج علينا احد قادة حماس “عبد الكريم الجعبير” بتصريح يحمل عبارات مبهمة وهو ” ان تحرير فلسطين بات اقرب من اي وقت مضى بفضل جهود المقاومة الفلسطينية”. ومن يقرأ بين السطور ما يحدث في جانب حماس حتما سوف يتبادر الى ذهنه السؤال التالي حول العلاقة ما بين هذان الطرحين المتناقضين في فترة زمنية واحدة .. ان اقامة علاقة بين حماس وإسرائيل سيكون له تبعاته السياسية وعلى حماس ان تلتزم بها وان مٍسالة تحرير فلسطين واقترابها تتناقض كليا مع التزام حماس بأمن اسرائيل وحماية حدودها الجنوبية.
المشكلة الاساسية التي تعاني حماس منها هو عدم قدرتها على التعاطي مع المسائل السياسية وخاصة المستجدات منها وهي تحمل مواقف تقليدية غير قابلة للتطور والتحول ولذلك نجدها وعند كل مأزق تقع فيه تلجأ الى خيار المقاومة كي يساعدها في الخروج من هذا المأزق تحت مسميات ان المقاومة مقدسة او مستهدفة وهذا الاصطلاح الاخير بان المقاومة نضجت لعملية التحرير التي اقتربت!
ان الخلط والتناقض الذي يميز مقاومة حماس وقدراتها يشير الى الايمان بالفكرة القائلة بان حماس لا تمتلك رؤية استراتيجية لتحرير فلسطين وان “مسلمة” المقاومة التي تحاول حماس ان تتخذها نموذجا هو من اجل ان تلعب دورا سياسيا فقط وان اعلامها يقوم بتضخيم الحدث ويثير الوهم الخطير والقائل بان حماس بوسعها تحرير فلسطين.
ان هدف التحرير مشروط بمحددات عربية وإسلامية وإقليمية ودولية، وهناك حدثان مهمان تركا تداعياتهما على القضية الفلسطينية تمثل الحدث الاول في الحرب التي شنتها اسرائيل على الثورة الفلسطينية عام 1982 حيث كشفت هذه الحرب بوضوح ان الاطراف العربية اسقطت فعليا الخيار العسكري ضد اسرائيل وإنهاء حالة الحرب معها وجاء الحدث الاخر في العقد الاخير من القرن الماضي وهو حرب الخليج الثانية وبما احدثته من تغيرات ادت الى انقلاب خطير اصاب موازين القوى الاقليمية وادى الى انهيار الامن القومي العربي وإخضاع المنطقة العربية للسيطرة الامريكية المباشرة وصب هذا الاختلال في موازين القوى لصالح اسرائيل.
ومن الحكمة ايضا احتساب امكانيات اسرائيل وقدراتها العسكرية والدعم السياسي والعسكري التي تتلقاه وعلى حماس ادراك حقيقة اخرى وهي ان الاوضاع على الصعيدين الدولي والعربي لا تسمح بطرح الشعارات وان هذه الاوضاع لا تعترف بشرعية “المقاومة” لدحر الاحتلال.
ازاء هذه المعطيات هل بقي لحماس ما تتبجح به وتعلن اقتراب تحرير فلسطين ام هو افلاس من نوع اخر حيث لم يبقى في جعبة حماس ما يمكن اخراجه من مسائل سياسية فوجدت نفسها تتاجر بالمقاومة وتسوق جمل من الاكاذيب امام شعبنا الذي مل هذه الاسطوانة القديمة الجديدة.

Exit mobile version