المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

منتجون بصمت كتب محمود ابو الهيجاء

الفريق الوطني لبناء قاعدة البيانات، هو فريق تشكل بمرسوم رئاسي، عام الفين واحد عشر، بهدف بناء وتجميع قاعدة بيانات وطنية متكاملة، حول دوائر ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسسات السلطة الوطنية، لأغراض الشفافية والحكم الرشيد، عبر المتابعة والارشفة والتدقيق والمراجعة القانونية والفنية لكل انشطة تلك المؤسسات وما يصدر عنها. هذا الفريق المكون من تخصصات قانونية وادارية وفنية، ومنذ اربع سنوات يعمل بصمت وبعيدا عن الاضواء الاعلامية وغيرها، وبعيدا عن المظهريات الدعائية، كان يجمع ليبحث ويدرس ويدقق ويراجع، كل ما كانت حكومة الانقلاب الحمساوية تصدره من قرارات “وقوانين” في جريدة “وقائع رسمية” خاصة بها ما يؤكد غاياتها الانقسامية لتكريس قطاع غزة دويلة قائمة بحد ذاتها ..!! ما جمعه هذا الفريق من نصوص وبيانات ووثائق وارقام، قدمه بالامس دون تعليق يذكر لوسائل الاعلام الخاصة في ندوة دعت اليها نقابة الصحفيين وحضرها المستشار السياسي للرئيس ابو مازن، نمر حماد الذي قدم اجابات وافية وعميقة عن اسئلة مختارة طرحها الصحفيون الحاضرون للندوة في ختامها. ما قدمه الفريق اثار ذهول الصحفيين والاعلاميين الذين حضروا هذه الندوة، وبعضهم تساءل بعتب لماذا لم تنشر هذه البيانات قبل هذا اليوم ليطلع عليها الرأي العام، والواقع ان صمت الفريق طوال السنوات الاربع الماضية كان صمتا مهنيا الى حد كبير، وصمتا وطنيا ان صح التعبير لأن “المصالحة” كانت لا تزال تبشر بخير(..!!) ولأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي عدم التشويش على مجريات حواراتها التي انتجت ما انتجت من اتفاق وتفاهمات، ظلت مع الاسف الشديد دون ترجمات عملية وجادة، ودائما من قبل حركة حماس. اما لماذا اعلنت هذه البيانات اليوم، فلأن الوضع السياسي الراهن لم يعد يحتمل دبلوماسية الصمت والتغاضي، بعد ان باتت مكشوفة تماما اتصالات حماس مع اسرائيل سواء عبر وسطاء او دون ذلك، عبر الدردشات التي كشف عنها احمد يوسف، والاهم بعد ان بات واضحا ان حركة حماس بمرجعيتها الاخوانية، لا تريد المصالحة على النحو الذي ينهي الانقسام، خاصة ان بعض قراراتها الانقسامية قد صدرت بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني. على اية حال ان تأتي هذه البيانات متأخرة بعض الشيء خير من ألا تأتي ابدا، والمهم ان تنشر وسائل الاعلام جميعها، الخاصة والرسمية، هذا الجهد الكبير الذي قام به الفريق الوطني لبناء قاعدة البيانات، انها معلومات غاية في الاهمية والخطورة معا والمسؤولية الوطنية والاخلاقية والصحفية تفرض الكشف عنها للرأي العام الفلسطيني، لكي يرى حجم الخراب الذي تحاوله حماس على كل صعيد فيما يتعلق بالمصالح الوطنية العليا لشعبنا وقضيته المقدسة، وكأمثلة فقط لا غير، بتنا نعرف الان من قوانين حماس وقراراتها، ان الشهيد مثلا هو فقط من استشهد داخل فلسطين، اما خارجها فما من شهيد حتى خليل الوزير ابو جهاد ..!! اما فيما يتعلق بالتربية والتعليم فان قرارات حماس وقوانينها بهذا بالشأن جميعها لا تحمل اسم فلسطين، وثمة استيلاء على اراضي الدولة تحت مسميات لا مسوغ قانوني لها، وفي شؤون الادارة والموظفين، لحفظة القرآن الكريم وحدهم الترقيات حتى في الشرطة وسواها من ادارات ومؤسسات، وعلى غير المسلمين إن وجدوا في الوظيفة العامة البقاء على درجاتهم الى يوم الدين ..!! هذه هي قرارات الحزب وقوانينه لا اكثر ولا اقل ومن اجل السلطة والامارة فحسب التي تتفاهم اليوم مع اسرائيل على هدنة تحت مسمى التهدئة، والمخفي على ما يبدو اخطر . شكرا للفريق الوطني لبناء قاعدة البيانات، لقد بنيتم واحسنتم البناء.

Exit mobile version