المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“بيت المقدس” حركة اخوانية.. بشهادة “حماس”! كتب حسن عصفور

في مقابلة قد تبدو “مفاجأة” اعلامية، فتحت قناة “الجزيرة” القطرية، الناطق الرسمي الأهم للجماعة الإخوانية، مساحة خاصة لجنرال اسرائيلي اسمه “يوآف مردخاي” ليتهم حركة حماس بأنها تساعد تنظيم “بيت المقدس” تدريبا وتنظيما ومأوى، متبرعا بتقديم بعض أسماء من قال انها تلعب دورا في ذلك..

مقابلة مردخاي يوم الخميس، (2 يوليو)، سيكون لها دلالات لن تمر مرور الكرام، رغم ان ذات القناة فتحت بوابتها لناطق حمساوي لينفي، ولكن نفي لا قيمة له في عالم السياسة..

قيمة المقابلة التي منحتها “الجزيرة” للجنرال الاسرائيلي، أنها تأتي بعد أنباء عن تحسن ممكن في العلاقات بين مصر وحماس في قطاع غزة، وأن الحركة قد تلعب دورا هاما في مساعدة مصر ضد “الارهاب” في سيناء..

فجاء الرد سريعا وعمليا ليس لمصر بل لحماس في غزة..بأن اللعب من وراء ظهر الجماعة “وقيادتها المركزية في تركيا وقطر”، لن يمر مرور الكرام، فكانت دولة الكيان جسرهم لكشف مستورا ما كان له أن يكون لولا الخوف من “علاقة محرمة” بينمصر وحماس ، وعليها ان تبقى غير مشروعة، لجهة بقاء غزة بابا خلفيا لدعم الجماعة الارهابية، أو ابقاء معبر رفح مغلقا كي يكون سلاحا سياسيا يستخدم من قبل تحالف الشيطان الارهابي باسم ” البعد الانساني” ضد مصر، ونافذة شرعية للمضي في المشروع الثلاثي التركي القطري الاسرائيلي، ومباركة امريكية لفصل القطاع في كيان خاص، قد تفتح لها مساحات لو تمكن “التحالف غير المشروع” من اسقاط مصر لتصبح سيناء عمقا جديدا للدولة الفلسطينية بديلا، في صفقة تاريخية لا يخفى ملامحها لا قديما ولا حديثا..

ومن هنا تبدأ حكاية “الارهاب الإخواني” ضد مصر بمختلف مسمياته من “أنصار بيت المقدس” الى “العقاب الثوري”..

مع اليوم الأول لاسقاط شعب مصر وجيشها لحكم “الجماعة الإخوانية”، أعلن عدد من قيادات الجماعة، وابرزهم محمد البلتاجي أن “العمل العسكري” سيتوقف في اللحظة والتو عدما يطلق سراح مرسي ويعود الى القصر..

وقبل اسقاط مرسي وحكم الجماعة عقد مؤتمر حاشد لمناصرة الارهاب العام ضد الدولة السورية، فيما بدأت تنشط حركة التدريب العسكري في سيناء بالتعاون مع قوى إخوانية مسلحة من غير أهل المحروسة، ولذا لم تتأخر الجماعة، بمساعدة “صديق إخواني” بشن “عمليات عسكرية” ضد الجيش المصري، مترافقة مع عمليات ارهابية ضد المؤسسات المصرية في مدن مختلفة، لم ترتبط بإسم واحد..

ربط تصريحات الإخواني محمد البلتاجي في اليوم التالي لاسقاط حكم الجماعة، وانطلاق العمل العسكري مباشرة بالتوازي معها، بدأت رحلة ما سمي بـ”أنصار بيت المقدس”، وكان اختيار الإسم بذاته “دلالة رمزية” لتبدو الحركة وكأنها “حركة جهادية” ضد المحتل الاسرائيلي، وانها اشارة مبكرة لتحالف مع قوى “غير مصرية”، وبعد مدة زمنية، ومع بروز ظاهرة “داعش”، حاولت قيادة الجماعة الإخوانية القيام بمناورة سياسية – تنظيمية، أولا بتغيير الاسم من “انصار بيت المقدس” الى “الدولة الاسلامية – ولاية سيناء”، مع “تفريخ” منظمات داخل مدن مصرية باسماء مختلفة لخلق حالة تشويش متعمدة..

ولأن وسائل اعلام الجماعة الإخوانية في قطر وتركيا ولندن، واعلامييهم وفروعهم التابعة تحاول أن تضع مسافة بين ارهاب سيناء والجماعة، وتلصقه بـ”داعش”، وأنها حركة “غير إخوانية” بالمسمى، الا أن الحقيقة السياسية تقول غير ذلك تماما، وكل المؤشرات تؤكد ان “انصار بيت المقدس” ليس سوى الفرع المسلح للجماعة الإخوانية، ويدها لممارسة الارهاب ضد مصر الجيش والمؤسسات في سيناء..

وهنا سنتوقف عند بعض الملاحظات التي قد تساعد في القاء الضوء على تلك المسالة :

*بداية، وحتى الآن، لم يعلن “الخليفة ابو بكرالبغدادي” قبوله لـ”مبايعة” التنظيم السيناوي، ولو فعل لقام بتسمية “واليا” باسم من الأسماء التي يحب أن يطلقها على جماعته لـ”ولاية سيناء”..

*ولم نقرأ يوما اي رسالة أو توجيه او إشارة في أي رسالة اعلامية من “الخليفة البغدادي” الى “والي ولاية سيناء” غير المعلوم خلافا لكل “ولايات داعش”، رغم مرور أكثر من عامين على بدء “الجهاد المقدس” في سيناء..

*قبل ايام معدودة فقط، اعلنت مجموعة “داعشية” من “ولاية حلب”، وعبر رسالة وشريط فيديو، بأنها ستبدأ معركة اسقاط حكم “حماس” وقرب فتح قطاع غزة بعد الخلاص من “طواغيت حماس”، وتلك رسالة داعشية مكتملة الآركان، بل أنه مرسليها معلومين للعامة من أبناء القطاع، وأمن حماس والقسام يعرفهم حق المعرفة كونهم كانوا من بين صفوفهم..

المفاجأة، التي تجاهلها اعلام الإخوان العام بكل ألوانه وأشكاله، أن تلك الرسالة “الجهادية الداعشية لطواغيت حماس”، لم تشر اطلاقا، لا من قريب او بعيد لتلك “الولاية السيناوية”، ولو أن “ولاية سيناء – انصار بيت المقدس” كانت جزءا من “داعش العامة”، لما خلت رسالة التهديد من اي شارة لها، بل والطلب منها الاستعداد لخوض معركة “فتح القطاع” و”تحريره”..

*وإفتراضا، ان “الرسالة الداعشية لـ”طواغيت حماس” سقط منها سهوا توجيه “التحية” للاشقاء الداعشيين في “ولاية سيناء”، والطلب منهم الاستعداد للفتح القريب، باعتبار أن حماس باتت “عدوا واضحا” لتنظيم “داعش”، اليس للحركة مصلحة في القضاء على أحد “قواعد داعش الخطيرة جدا” في سيناء، وهي العمق العملي للقطاع.. فلماذا لم تعلن حماس الحرب السياسية على “الارهاب الداعشي” في سيناء، وخاصة بعد رسالة الوعيد والتهديد لها..

*أليس مفارقة، أن تصمت “حماس” صمتا مطلقا على كل النشاطات “الارهابية للجماعة الداعشية” في سيناء، وإن كان لها “ذريعة عدم إدانة اغتيال النائب العام المصري كونه “شأن داخلي”، فلما الصمت على ما هو لم يعد “شأنا مصريا داخليا”..خاصة بعد “فيديو والي حلب الغزي” لاسقاطها، فما بعد الرسالة كان يجب أن يكون مختلفا، وتعلن صراحة وقوفها مع مصر ضد “الخطر الارهابي الداعشي المشترك”..

ومع أن مسؤول ملف الاتصال بمصر القيادي البارز في حركة حماس د.موسى ابو مرزوق، وبعد مرور يومين على العمليات الإرهابية، أعلن ادانته لتلك العمليات ليس بكونها “غرهابا” بل من باب انها تضر بأمن غزة، وتمثل ضررا على فتح معبر رفح، إدانة يمكن وصفها أنها من أرق درجات الادانة..دون أن يعتبر ما يحدث هو حرب على مصر وقطاع غزة في آن، علما بأنه اشار لرسالة والي حلب دون التطرق للمفترض أنها “ولاية داعشية شقيقة” في سيناء..

*ولنتجاهل عدم إدانة اي فرع اخواني لإرهاب “بيت المقدس” في سيناء، فإن اعلامها بكل التصنيفات المتوفرة يكشف، أن الجماعة وتحالفها الاعلامي، مع الحدث السيناوي ويرونه “فرصة ذهبية” لهزيمة مصر الجيش والدولة، بل أن بعض من كتابها وصحفييها المنتمين او المستفيدين ينتظرون اعلان “سيناء كيانا مستقلا” يمكن ربطه لا حقا بقطاع غزة..لاستكمال “الجهاد” حتى اسقاط مصر كاملة!

باختصار، فتنظيم “بيت المقدس” ليس سوى حركة إخوانية تجد لها الدعم والسند، من كل من له صلة بالجماعة الاخوانية الارهابية، وتلعب قطر وتركيا الدور الرئيسي في التسليح والتمويل..

أليس غريبا ان يكون في داخل مدن مصر أعمال ونشاطات “عسكرية مختلفة” دون ربطها بـ”ولاية سيناء”، فهل هي “حركات مسلحة نبت شيطاني”، أم هي وجه آخر لارهاب تقوده ذات القيادة التي ذهبت “احلامها” أدراج الرياح”!

اسرائيل ستجد في موقف حماس مما يحدث في سيناء وسلبيتها من عمليات الارهاب ضد مصر، فرصة ذهبية لن تتركها تهرب، كي تضع حركة حماس تحت “دائرة التورط العام”، ليس حبا في مصر بل تركيعا لها تحت أقدام البحث عن حل لأزمة قد تأخذ أبعادا مختلفة..تصل في نهايتها الى قبول “الحل الاسرائيلي لأزمة قطاع غزة” برعاية تركية قطرية ومباركة اخوانية..

المؤامرة لم يعد بها ركن غير ملعوم..لمن يبحث معرفة لكي يجد حلا..وغيره يكون شريكا كاملا فيها، مهما كانت “النوايا” و”الذرائع”..وبعض حماس عليه أن يحذر إن كان ليس متورطا بأبعاد المؤامرة!

Exit mobile version