المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حماس والسلطة الفلسطينية: الشرخ يتسع

(المضمون: بينما لا تزال مردوعة من اسرائيل في غزة، تبنت حماس المسؤولية عن العمليات في المناطق وفي القدس. وتعد هذه محاولة لنقل المواجهة مع اسرائيل الى مناطق السلطة الفلسطينية، المس بشخصية حكمها وتصفيتها، تماما مثلما حصل في غزة في 2007).
يقول المثل العربي: “اضرب النذل بالنذل فلا يقوم أي نذل”. في نهاية الاسبوع الماضي أجرت السلطة الفلسطينية سلسلة اعتقالات حبس فيها وحقق مع اكثر من مئة نشيط لحماس في المناطق، بمن فيهم محرري الحركة من السجون في اسرائيل. وقد وقعت هذه الحملة في موعد قريب من عمل سابق نفذته المخابرات الاسرائيلية في مدينة نابلس قبل بضعة ايام من ذلك، في اعقاب سلسلة العمليات التي نفذت ضد اسرائيليين.
في اثناء عمل أجهزة الامن الفلسطينية تم الاعتقال والتحقيق مع عشرات نشطاء حماس آخرين واكتشفت شبكة تنظيمية متفرعة، فيها جهاز اقليمي مراتبي متطور لتنفيذ العمليات والمؤامرات الرامية الى المس باسرائيل و “على الطريق” السيطرة على الضفة الغربية.
وحسب مصادر اسرائيلية، تم توجيه هذه الشبكة الكبرى من قيادة ثنائية في تركيا وفي قطر، توجه وتمول موجة الارهاب ضد حكومة مصر وكذا منظمات الارهاب الاسلامية في سوريا وفي العراق. وحسب مسؤول كبير في أجهزة الامن الفلسطينية، عدنان الضميري فقد اعتزمت شبكة الارهاب لحماس المس بالسلطة الفلسطينية واستخدام الشبكات الواسعة التي اقامتها لتوريطها في مواجهة هدامة وعديمة الجدوى حيال اسرائيل.
“لن نوافق على أن تقلب حماس لنا الحياة العادية التي نعيشها، رغم قيود الاحتلال، الى حياة جحيم ودمار سبق أن جلبتها على رأس سكان قطاع غزة”، علل الضميري.
وردا على اعتقال نشطاء حماس في المناطق “أستدعي” مسؤولو فتح في غزة، بمن فيهم احمد زغرب وعبدالرؤوف برابخ للتحقيق في مكاتب حماس. وهاجم الناطق بلسان المنظمة، مشير المصري، السلطة الفلسطينية بدعوى أن اجهزتها الامنية تشكل مرة اخرى اداة في يد “العدو الصهيوني”. كما أن عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، شجب حملة الاعتقالات المكثفة التي اجرتها اجهزة الامن الفلسطينية بين نشطاء الحركة. وعلى حد قوله، فان حملة الاعتقال هذه جاءت كاستجابة لاتهامات اسرائيل بان حماس تقف خلف أعمال المقاومة في الضفة الغربية وفي مدينة القدس وعليه فان “هذه طعنة سكين في ظهر شعبنا في شهر رمضان، وخدمة للاحتلال”.
وبينما لا تزال مردوعة من اسرائيل في غزة، تبنت حماس المسؤولية عن العمليات في المناطق وفي القدس. وتعد هذه محاولة لنقل المواجهة مع اسرائيل الى مناطق السلطة الفلسطينية، المس بشخصية حكمها وتصفيتها، تماما مثلما حصل في غزة في 2007. وموجة الاعتقالات الاخيرة التي نفذتها السلطة الفلسطينية بحق نشطاء حماس في المناطق افشلت استعدادا متجددا لانقلاب ضد السلطة، تماما مثلما خطط كبار مسؤولي حماس تنفيذه حين اقاموا مع السلطة الفلسطينية عشية الجرف الصامد “حكومة الوفاق الوطني” واختطفوا وقتلوا الفتيان الثلاثة.
تدرس السلطة الفلسطينية ايضا دروس الجرف الصامد، وهذه هي الدروس التي خلقت نقاط التوافق المحتمة بين اسرائيل واجهزة الامن في السلطة الفلسطينية بالنسبة للحاجة الى تصفية ارهاب حماس. ابو مازن ورجاله لا يتجرأون على دخول القطاع خوفا على حياتهم. ولما كان ليس هناك (وبالتأكيد في المدى المنظور لن يكون) للسلطة الفلسطينية أي تأثير في غزة، يعمل الان ابو مازن، في ظل استياء “شركائه” من حماس، على تشكيل حكومة جديدة. واتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس حماس علنا بمساعدة داعش في القتال ضد مصر في سيناء.

اسرائيل اليوم– د. روبين باركو:6/7

Exit mobile version