المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

قضاة ووزراء وإعلاميون على قوائم الاغتيال

عند البعض أسهل طريقة للتخلص من خصمك، طلقة واحدة كفيلة بذلك ولأن المعروف أن السياسة لعبة قذرة وكل الأسلحة فيها مباحة، رغم أن الكثير من الناس يمارسونها على أكمل وجه إلا أن العموم أكد أن كل الأسلحة فيها مباحة؛ حيث أخذت السياسة والسلطة منحنى غريبًا منذ فترة طويلة تصل لحد القتل بأي طريقة السم، والرصاص والتفجيرات وغيرها من طرق أباحها فاعلوها حتى يصلوا إلى هدف غالبًا لا يصلون إليه، فتعددت طرق الاغتيال والسبب واحد فكان آخر تلك الاغتيالات هي حادثة اغتيال النائب العام، ولكن لازالت قوائم مرتكبي تلك الجرائم مليئة بأسماء دماء آخرين، فأصبح الأمر لدى المنتظرين على قائمة الاغتيالات، الدور على مَن؟

هشام بركات
كان آخر تلك الاغتيالات، في 29 يونيو 2015 وقبل ساعات من بدء احتفالات ثورة 30 يونيو، استشهد النائب العام المستشار هشام بركات عن عمر يناهز 65 عامًا، متأثرًا بإصابته وهو أول نائب عام في تاريخ مصر يتم اغتياله، بعد أن تم استهدف موكبه أثناء خروجه من منزله في حي مصر الجديدة.

فرج فودة
جاء هذا بعد توقف الاغتيالات رغم أنه حدثت عدة محاولات، لكنها لم تصب الهدف، لكن كان آخرها منذ 23 عامًا، وهى اغتيال الدكتور فرج فودة على يد عناصر من الجماعة الإسلامية، وقبل وفاته بخمسة أيام وبالتحديد في 4 يونيو 1992 أصدر علماء الأزهر فتوى بتكفيره؛ حيث قام مسلحان منتميان للجماعة الإسلامية يستقلان دراجة نارية بإطلاق الرصاص عليه أمام الجمعية المصرية للتنوير التي أسسها، وأثناء محاكمة القاتل محمد عبدربه: لماذا اغتلت فرج فودة؟، رد قائلًا: لأنه كافر، فلما سُئل من أي من كتبه عرفت أنه كافر؟، وإذا به يجيب أنا لم يقرأ كتبه فهو لا يقرأ ولا يكتب.

محمد أنور السادات
وكانت حادثة الاغتيال الأبرز والأشهر في تاريخ مصر، هي اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، خلال الاحتفال بالنصر على إسرائيل، فعندما كان يجلس يشاهد العروض العسكرية في المنصة في مدينة نصر، قام أعضاء الجماعة الإسلامية باغتياله أثناء العرض العسكرى، حيث قاد محمد عبدالسلام فرج وخالد الإسلامبولي مجموعة من العسكريين الذين كانوا ضمن العروض العسكرية وأطلقت النار في اتجاه المنصة، فاستشهد السادات وعدد من الضباط في الحادث، وكان من ضمن مَن قاموا بالاغتيال حسين عباس المتسبب الأول في قنص السادات بطلقة في الرقبة، وعبود الزمر وعبد الحميد عبد السلام وعطا طايل، وفي التحقيقات أكد أن مبرر عمليتهم جاء بسبب معاهدة السلام وحملة الاعتقالات الواسعة التي شملت معظم قيادات المنظمات الإسلامية وغيرهم حتى وصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلًا مبررين سبب الاغتيال.

الشيخ الذهبى
أما عن الشيخ محمد حسين الذهبي، يعد أول مَن تصدى لأفكار جماعات التكفير والهجرة فكريًا، لذا اعتبرته الجماعات الإسلامية مسئولاً عن «تلفيق» صورة سلبية عنهم، فقد أصدر الذهبى وقت أن كان وزيرًا للأوقاف كتيبًا صغيرًا عام 1975 ناقش فيه فكر جماعة المسلمين، التي عرفت وقتها في الصحف المصرية باسم «أهل الكهف» أو «جماعة الهجرة»، ووصفهم بأنهم «خوارج». لذا فقد تم اختطافه واغتياله عام 1977 وبعد القبض على قاتليه، عثر على جثته ممددة على السرير في جلباب أبيض في إحدى الشقق الخاصة بالجماعة بعد إطلاق النار عليه في عينه اليسرى، وأثناء محاكمة قاتليه قال شكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة: «إن الشيخ الذهبي خرج عن الدين ووجب قتله بعد اختطافه».

محمود فهمى النقراشى
فى 28 ديسمبر 1948 أطلق الرصاص على النقراشي باشا رئيس الوزراء بعد أن تولى منصبه في ديسمبر 1946، عند وصوله إلى مبنى وزارة الداخلية وبينت التحقيقات فيما بعد أن عبدالمجيد حسن طالب بالسنة الثالثة بكلية الطب البيطرى وعضو بجماعة الإخوان المسلمين، الذي قال إن فكرة القتل ظهرت بعدما أصدر النقراشى باشا بصفته حاكمًا عسكريًا في 8 ديسمبر عام 1948 أمرًا عسكريًا بحل جماعة الإخوان المسلمين، كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة من الجماعة.

أحمد الخازندار
وفي مارس من نفس العام 1948 بعد أن خرج القاضي أحمد بك الخازندار، من منزله بشارع رياض بحلوان فوجئ بشخصين عضوين بجماعة الإخوان هما حسن عبدالحافظ، ومحمود زينهم يطلقان عليه رصاصًا فتوفي في الحال فيما حاول الجناة الهرب سريعًا لكن سكان حى حلوان تجمعوا عقب سماع أصوات الطلقات، وطاردوا المجرمين حتى ألقوا القبض عليهما. وكان وقتها ينظر «الخازندار» في قضية معروفة باسم «تفجيرات سينما مترو»، واتهم فيها عددًا من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وأثبتت التحقيقات فيما بعد أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان «السكرتير الخاص» للمرشد العام للجماعة حسن البنا.

أحمد ماهر باشا
اغتيل أحمد ماهر باشا بعد توليه منصب رئيس الوزراء بـ 39 يومًا فقط، حيث تولى رئاسة الحكومة في 15 يناير 1945 لثاني مرة وفي يوم اغتياله اقتحم محمود العيسوى، البهو الفرعونى بمبنى البرلمان وأطلق النار على أحمد ماهر الذي توفي متأثرًا بجراحه. وجاء في التحقيقات، أن سبب اغتياله، إعلانه التأييد للحلفاء، وإعلان الحرب على «المحور» والعيسوي كان ينتمي إلى الحزب الوطني وقيل إنه كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين. الدور على مَن؟ ولكن كل تلك الأسماء لم يكن الأمر معلنًا لها في ذلك الوقت، لكن في تلك الأيام وتحديدًا عقب الفوضى التي شهدتها البلاد، وصل الأمر للاختيار علنًا عن من سيتم اغتياله المرة القادمة، فلقد كانت في فترات ماضية، يعلم الجميع أن بعض الإعلاميين والسياسيين وغيرهم مستهدفون، فضلًا عن قوائم الاغتيالات التي كانت تعثر عليها الشرطة مع بعض الذي تم القبض عليهم، والأكثر غرابة هو استطلاع رأي أقامه أحمد المغير، الناشط الإخواني والمعروف بـ«رجل خيرت الشاطر»، على مَن سيتم استهدافه المرة القادمة، قائلًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «استطلاع رأي أرجو نشره والمشاركة فيه بكثافة، مَن تظنه يستحق المفخخة القادمة؟». وكانت الأسماء التي رجحها البعض، هي الإعلامي أحمد موسى، ووزير العدل المستشار أحمد الزند، والمستشار ناجي شحاتة، رئيس الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات الجيزة، وآخرون. وامتلأت القوائم بالقضاة والجيش والشرطة، فضلًا عن الإعلاميين.

ناجي شحاتة: أنا رقم 1 على قائمة الاغتيالات لدى الجماعات الإرهابية
فكان أول الموجودين على قوائم الاغتيالات ولقبوه بـ«قاضي الإعدامات»، بسبب إصداره عددًا كبيرًا من أحكام الإعدام في الفترة الأخيرة، وأكثر المحكوم عليهم ينتمون لجماعة الإخوان، هو المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة الجنايات، وهو أحد القضاة المستهدفين، من قبل الجماعات الإرهابية، وأشار «شحاتة» إلى أنه رقم 1 على قائمة الاغتيالات لدى الإرهابيين، مؤكدًا أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله. هو قاضٍ أحال عددًا من قيادات الإخوان مرتين للمفتي، وحكم على محمد بديع ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وباسم عودة، بالسجن 25 سنة، وأصدر أحكامًا ما بين البراءة والسجن المشدد على متهمي صحفيي الجزيرة المعروفة إعلاميًا بـ«خلية الماريوت»، وأصدر حكمًا بحبس أحمد دومة 3 سنوات، يحاكم 51 قياديًا إخوانيًا باتهامات تتعلق باعتصام رابعة العدوية، قاضى الدائرة “5” إرهاب.

وزير العدل المستشار أحمد الزند الزند:
اسمي ضمن قائمة اغتيالات الجماعات الإرهابية ولا أخشى الشهادة لأنها شرف عظيم قال مصدر قضائي، إن وزير العدل المستشار أحمد الزند أكد لعدد من القضاة عقب اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، أن الإرهاب يستهدف حياة جميع رجال العدالة وأنه شخصيًا ضمن قائمة الاغتيالات التي روجت لها الجماعات الإرهابية في الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لا يخاف الموت لأنه سينال الشهادة في سبيل الله، وأنه رغم التهديدات فإنه سيظل يحارب الإرهاب وكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن. وبالفعل تعرض «الزند» في الشهور الماضية لمحاولتي اغتيال، الأولى كانت باستهداف جماعات إرهابية لنادي القضاة النهري ومحاولة تفجير إحدى قاعاته التي تواجد بها، والثانية كانت بوضع مجهولين لقنبلة أمام منزله وأخرى في سيارته. المستشار أحمد الزند، وزير العدل، اشتهر خلال عام 2012 الماضى باسم «أسد القضاة والعدو الأول للإخوان»، وذلك بسبب مواقفه الرافضة لحكم جماعة الإخوان خاصة في التصدي لمحاولاتهم، بإقصاء ما يقرب من 3 آلاف قاض وقت توليهم حكم البلاد، من خلال تمريرهم لقانون السلطة القضائية وتخفيض سن القضاة والتي وقف حينها وقال إن الجهاز القضائي يقف ضد اقتراح الإخوان لعزل عدد كبير من القضاة المستقلين.

المستشار شعبان بيومى
يحتل المستشار «شعبان بيومي» رئيس محكمة جنايات القاهرة، مرتبة متقدمة في قوائم الاغتيال فهو الذي أصدر حكمًا بإعدام الرئيس المعزول «محمد مرسي» في قضية اقتحام السجون، كذلك هو مَن أصدر حكمًا بالتحفظ على أموال المرشد السابق «محمد بديع».

أحمد موسي
كان لعدد كبير من الاعلاميين نصيب من تلك القوائم ولكن أبرزهم الإعلامي أحمد موسى والذي علق على الأنباء التي انتشرت على بعض مواقع الإنترنت عن التخطيط لاغتياله أمام منزله، مهاجمًا جماعة الإخوان المسلمين ومتحديًا أن يقترب أحد من عناصر الإخوان من منزله. وقال «موسى»: «محمد بديع مرشدهم طلع على الإعلام وقت حكم الجماعة وهدد الإعلام، وأنا حينها قولت ممكن يقتلوني ولكن رقبتي برقبتك يا بديع، والدكر والجدع فيكم يروح عند بيتي». وأضاف أحمد موسى: «ربنا حامينا، ومش أحمد موسى، أنا رجل من الصعيد وعارف عائلتي ووزنها، وعائلتي في كل مكان، ومش هتكلم كتير، روحوا في ستين داهية أنتم مجموعة من الخونة المجرمين».

عمرو أديب
اشتهر بمعاداته لجماعة الإخوان على برنامجه «القاهرة اليوم» بل إن الأمر تطاول أحيانًا، لذا يكون دائمًا أحد أول الإعلاميين المطلوب استهدافهم.

الدكتور ياسر برهامى
وبحسب مصادر أعدت قوائم الاغتيالات الأجنحة العسكرية والمسلحة لدى جماعة الإخوان الإرهابية ضمت 27 من هؤلاء القيادات بهدف الاعتداء عليهم وإرهابهم ومنعهم من مواصلة الهجوم على الجماعة وإصدار الفتاوى الشرعية ضد ممارساتهم الإرهابية، وجاءت التهديدات الإخوانية لدعاة السلفية، بحسب مركز «المزماة» الإماراتي، في مقدمتهم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية أحد أبرز الوجوه السياسية المرشحة للاغتيال، وذلك لما أصدره من فتوى تقضى بأن الإبلاغ عن القائمين بأعمال العنف والتخريب والإرهاب للأفراد والحكومة واجب شرعى على كل مواطن. ولاقى برهامي هجومًا كبيرًا من التيار الإسلامي بسبب مساندته لعزل محمد مرسي، وكذلك بسبب تحريمه الاعتداء على الشرطة في حين أنه من وجهة نظرهم لم يقدم اللوم على مَن قتل شباب الإسلاميين.

المصريون

Exit mobile version