المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

نريد تعريفا دقيقا لمصطلح “المقاوم” كتب مركز الإعلام

اثارت حماس في وسائل اعلامها ومن خلال تصريحات قياداتها موضوعا يتعلق بالاعتقال السياسي وقيام اجهزة الامن الفلسطينية باعتقال “المقاومين” وهنا وقعت حماس في خطأ وفي خلط الاوراق ويجب ان تكون مواقفهم ومطالبهم واضحة ومحددة حيث ان كثرة التصريحات وتناقضها لا يمكن ان تفي بالغرض وتعمل على تحقيقه. حماس عندما فشلت في تركيزها على ان هذه الاعتقالات تأخذ ابعادا سياسية لجأت الى اسلوب اخر بنعت معتقليها بـــ “المقاومين” وان اعتقالهم يعني ضربا للمقاومة حسب فهم حماس وقيادتها.
احمد بحر القيادي في حماس يقول :” نطالب قيادة فتح وعلى رأسهم السيد محمود عباس أن يكفوا عن ملاحقة المقاومين وان يكفون على الاعتقالات المشينة وان يوقفوا التنسيق الأمني العبثي الذي هو خدمه للكيان الصهيوني”.
هنا يقف المرء امام معضلة تسببت حماس بها فهي لديها تفسيرات خاصة بها وتعريفات لمفهوم ” المقاوم والمقاومة” بما يخدم اجندتها حتى البديهيات والنظريات حاولت حماس تقسيمها وتصنيفها وتغيير مفاهيمها لصالحها. تصريح بحر اعتراف صريح بان المعتقلين هم “مقاومين” وجاء هذا التصريح للعب على الوتر العاطفي للشعب الفلسطيني رغم ان ألاعيبهم كلها باتت مكشوفة ،لكن ما هي تداعيات تصريحات بحر .. غدا سيتم اعتقالهم من قبل اسرائيل عند الافراج عنهم وعندها ستوجه حماس اتهاماتها للسلطة بان هناك تنسيقا مع اسرائيل بهذا الشأن لكن حماس ربما تتناسى تصريحات بحر وهو من اقر واعترف بأن هؤلاء “مقاومين” وان السلطة تعتقلهم لهذا السبب من اجل ضرب “المقاومة”.
موضوع اخر يجعلنا نقف عند تصريحات احمد بحر ، وهل يمكن تجزئة المقاومة وتقديم تعريفات متعددة ومتنوعة وفي بقعة جغرافية صغيرة وأمام “عدو” واحد.
هل مفهوم المقاومة يختلف في غزة عنه في الضفة؟ أم هو أعف وأطهر؟ لماذا يلاحق “المقاوم” في غزة ويعتقل ويعذب وربما يصار الى تصفيته، رغم ان حماس تقر وتعترف بانها تتبنى نهج المقاومة وليس من حقها ان تنكرها على الاخرين وتمنعهم من اعتمادها استراتيجية لهم.
لماذا تريد حماس مقاومة تنطلق من الضفة الغربية ولا تريدها ان تنطلق من غزة التي تسيطر عليها؟ لماذا تسمح لنفسها منع “المقاومة” من اجل حفظ الامن والاستقرار في البلد وتنكر على السلطة حفظ امنها واستقرارها باعتقال المتطاولين على القانون والساعين لخلق حالة من الفوضى؟
لا نريد مقاومة تنطلق من الضفة الغربية فالقيادة الفلسطينية اعترفت بإسرائيل وتطالب بدولة فلسطينية بحدود 1967 وتعتمد اسلوب المقاومة الشعبية والسياسية،ثم ان القيادة الفلسطينية هي من تقرر الاستراتيجية المتبعة في صراعها مع اسرائيل وفيما اذا كانت بحاجة للعودة الى الكفاح المسلح. اما حماس التي لا زالت تصر “إعلامياً” على تحرير الوطن وإقامة دولة من البحر الى النهر فلماذا لا تطلق العنان للمقاومة ان تستمر وتحقق هذه الاهداف بغض النظر عن الهوية الحزبية والسياسية والقومية لهذه المقاومة؟
حماس باتت مطالبة بتقديم تفسير حول الفروقات بين “مقاوم” في غزة وآخراً في الضفة ونرى ما هي المعايير والفروقات التي يخضع لها هذا “المقاوم” هنا وهناك.
ان مشروع حماس ليس مشروع مقاومة بل مشروع انقسام وانفصال وضرب الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني. وتبقى مقاومة حماس مقاومة “ميكافيلية” والغاية تبرر الوسيلة. احمد بحر من كشف “مقاوميهم” لاسرائيل وغدا عندما تلاحقهم اسرائيل فان التهم سوف تنهال على السلطة الفلسطينية.

Exit mobile version