المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حماس تصالح السلفيين وتخاصم الصابرين لتواجه داعش

وكالات – مدت حركة حماس يد المصالحة للتيارات السلفية في غزة، فلقيت القبول، ورحبت تلك التيارات بمعلومات عن توجه حماس لحظر حركة الصابرين الموالية لإيران.

تجليات جديدة تظهر على مشهد غزة بعد صدامات بين قوى الأمن التابعة لحماس وسلفيين جهاديين ينتمون لفكر تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

الحوار والقوة معا

يقول القيادي في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي في غزة إسماعيل الأشقر لموقع قناة “الحرة” إن داعش بالمفهوم التنظيمي “غير موجود في غزة، إنما هناك حالات فردية تتعاطف مع الفكر المتطرف”.
ويضيف أن حماس تتعامل مع هذا الملف بمستويين “الأول أمني وقانوني يتعلق بعدم السماح بالإضرار بالأمن الداخلي. والثاني هو الحوار الفكري والثقافي لإبعاد هؤلاء عن التطرف”.
ويعلق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية في حديث لموقع قناة “الحرة” أن حماس تسير وفق “استراتيجية الأنظمة العربية في التعامل مع خطر داعش عبر استثمار خلافه الفكري مع تنظيم القاعدة المتمثل بجبهة النصرة”.
أبو هنية يجد أن حركة حماس “عززت التصالح مع مجلس شورى المجاهدين في غزة الذي لا يتبع داعش بل هو قريب من جبهة النصرة ويضم جيش الإسلام وجيش الأمة والتوحيد والجهاد وجند أنصار الله”.
الحركات السلفية خرجت بتصريحات رحبت فيها بالتصالح مع حركة حماس، وأكدت على حرصها ألا يتضرر الأمن الداخلي في غزة حفاظا على المصلحة العامة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي في غزة عدنان أبو عامر في حديث لموقع قناة “الحرة” أن حركة حماس معنية بتهدئة بعض الجبهات المفتوحة عليها خاصة الداخلية منها والمتمثلة في الصدام مع السلفية.
لكن أبو هنية يستبعد أي مصالحة بين حماس وتنظيم داعش “لأن خطاب داعش عدائي تجاه حماس وقد حسم التنظيم موقفه من حماس ولن يتصالح معها”.
أما القيادي في حركة حماس يحيى موسى فينفي في حديثه لموقع قناة “الحرة” وجود داعش في غزة، ويقول “هناك حالات فردية نتعامل معها بالقانون وبالحوار، وفي بعض الأحيان نستخدم الحل الأمني للحفاظ على السلم والأمن المجتمعي”.

حركة الصابرين.. حل أم تحجيم؟

نشرت وسائل إعلام فلسطينية أنباء نسبتها لـ”مصادر موثوقة” في حركة حماس تقول إن حماس أصدرت أمرا بحظر حركة الصابرين القريبة من إيران، ما أثار ردود فعل إيجابية من طرف السلفيين.
حركة الصابرين وفي بيان رسمي على موقعها على الإنترنت نفت تلقيها أي قرار من حماس التي تدير القطاع يقضي بحلها، وأشارت في البيان إلى أن “حماس لن تقدم على الخطوة لأنه لا يحق لأي فصيل فلسطيني أن يحظر الآخر”.
القيادي في حماس إسماعيل الأشقر لم ينف أو يؤكد قرار حل حركة الصابرين، لكنه قال إن غزة “تخلو من الفكر الشيعي ونحن أهل سنة ونتبع الوسطية وليس هناك قبول لأي فكر يخالف ذلك وهذه ثقافة المجتمع في غزة”.
أما القيادي في حماس يحيى موسى فقد أشار إلى أنه “إذا برزت أي مظاهر تطرف سواء سلفية أو شيعية فإن حماس لن تتوانى عن منعها وحظر نشاطها” في إشارة إلى حركة الصابرين.
وفي ذلك يقول أبو عامر “تواصلت مع الجهات الأمنية في حماس وأكدوا لي أنه لا يوجد إلى الآن أي قرار رسمي بحظر الحركة وما يحدث هو تحجيم لدور الحركة الميداني”.
لكن أبو عامر يؤكد على وجود تيار داخل حماس يطالب بحظر الحركة لأنها “تنشر الفكر الشيعي” وهذا يتزامن مع البرود في العلاقة بين حماس وايران.
أبو هنية يعتبر أن الصراع مع داعش يقوم على الهوية والطائفية وحماس تريد بموقفها من حركة الصابرين إزالة التهمة عن نفسها بأنها قريبة من التيار الشيعي الذي يصطدم مع داعش.
ويعتقد أبو هنية أن “إيران ستتفهم موقف حماس فيما لو أعلنت حظر حركة الصابرين خشية أي تبعات طائفية، فإيران وحماس على علاقة تتصف بالبراغماتية ويتحسس كل طرف مصالحه”.

تخوفات حماس

يعتقد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن غالبية العناصر المتطرفة التي ظهرت في غزة هي أساسا “عناصر سابقة في حركة حماس وخاصة في جناحها العسكري”.
أبو هنية يقول إن هؤلاء “خرجوا من حماس لخلافات شخصية أو عقائدية فكرية وأرادوا أن ينتقموا من هذه الحركة”.
ويتوافق أبو عامر مع ما طرحه أبو هنية بأن معظم عناصر الجماعات الجهادية كانوا في “عباءة حماس وقد اختلفوا مع توجهاتها ولم يكونوا في مناصب مهمة، لذا لم تؤخذ تهديداتهم على محمل الجد”.
أبو عامر أكد أن “العناصر المتطرفة لا تعمل داخل تنظيم عنقودي يرتبط مع شبكة تنظيم الدولة الإسلامية، بل هم مجرد متعاطفين”.
لكن أبو هنية يشير إلى خوف حماس كما هو لدى الكثير من الدول العربية من تنامي قوة تنظيم داعش خاصة جماعة أنصار بيت المقدس “التي تحتوي على مكون فلسطيني بين عناصرها”.
وعليه تخشى حماس من ارتفاع وتيرة التعاطف في غزة مع أنصار بين المقدس وتسرب مقاتليها للانضمام إلى تلك الجماعة، كما يقول أبو هنية.
لكن القيادي في حماس إسماعيل الأشقر يؤكد أنه “ليس هناك مشكلة بين حماس والفصائل أو التيارات الدينية الأخرى إنما مع من يحملون الفكر المنحرف وهم قلة ولا يشكلون خطرا على حركة حماس”.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي من غزة عدنان أبو عامر إن “بعض الأطراف المتصارعة في المنطقة تريد أن تكون غزة الساحة الخلفية لصراعاتها الطائفية”.
ويعتقد أبو عامر أن “غزة منطقة صغيرة وهي أقل بكثير من أن تحمل صراعات مذهبية وطائفية”.

Exit mobile version