المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المفاوضات السرية بين «حماس» و«إسرائيل» تفاصيل وأسماء

كما حصل في مرات سابقة وتدخلت الاستخبارات الألمانية في مفاوضات سرية بين «إسرائيل» وحركة المقاومة الإسلامية حماس، في ملف شاليط، تعود ألمانيا إلى حقل الوساطة ولكن بهدف أكبر وأشمل هذه المرة، وإن كان بحجة الأسيرين «الإسرائيليين» عند حركة حماس وجثة جندي إسرائيلي ثالث، هذا الكلام قاله لنا حرفياً مصدر فرنسي على معرفة كاملة بالملف.

المصدر الفرنسي قال إن حماس و«إسرائيل» تتفاوضان حالياً لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بينهما بوساطة ألمانية وبمساعٍ تركية وقطرية ودعمهما. ويقول المصدر إن مدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي يتولى هذا الملف مباشرة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في الدوحة، فيما يتولى مدير عام الاستخبارات التركية التواصل مع الجانبين «الإسرائيلي» والألماني في هذا الموضوع. ويضيف المصدر إن رئيس الاستخبارات التركية زار فلسطين المحتلة والتقى مسؤولين «إسرائيليين» الشهر الماضي كما زار أيضا قطاع غزة للغرض نفسه.

ويشير المصدر الفرنسي إلى أن هناك ضغوطاً قطرية وتركية على حركة حماس لإبرام اتفاق أمني طويل الأمد مع «إسرائيل» بحجة وصول «داعش» إلى غزة، وحاجة الحركة إلى هدنة مع «إسرائيل» لمواجهة الخطر القادم. ويضيف إن مسؤول الاستخبارات في السلطة الفلسطينية خالد فرج طلب من الفرنسيين المساعدة في الحصول على معلومات حول مسار هذا التفاوض بين حماس و«إسرائيل».

المصدر نفسه قال في معرض حديثه إن القطريين والأتراك يشكون بدور لمحمد دحلان ومصر في وصول تنظيم الدولة الإسلامية داعش إلى غزة. ويضيف المصدر الفرنسي إن مشكلة حماس تكمن في أن أكثر الذين بايعوا دولة البغدادي في غزة هم من المنشقين عن حركة حماس ومن الذين تربوا في حجرها وحضنها، ويريد الأتراك والقطريون الاحتفاظ بسلطة حماس في غزة لاستخدامها ورقة ضغط في صراعهم مع النظام المصري وليس من أجل القضية الفلسطينية، وهذا ما يفسر سعي الدوحة وأنقرة إلى إقرار هدنة طويلة الأمد بين «إسرائيل» وحماس.

خالد مشعل المقيم في الدوحة يؤيد بقوة هذه الهدنة بينما تكمن العقبة الأساس في كتائب عز الدين القسام التي تحافظ على علاقة جيدة ومتينة مع إيران عبر بعض قادتها الميدانيين، ويبدو أن موقف رئيس الحكومة الفلسطينية السابق إسماعيل هنية أقرب إلى موقف مشعل بينما يميل محمود الزهار إلى كتائب القسام في هذا الموضوع. وهذا يعود إلى التنافس الموجود بين الرجلين منذ سنوات وفي ملفات عدة.

هل لزيارة مشعل الأخيرة للرياض علاقة بهذا الموضوع؟ كلا، ليس مباشرة يجيب المصدر الفرنسي، لكن موقف الرياض بعد وصول سلمان بن عبد العزيز أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين، خصوصاً بعد رفض السيسي إرسال قوات برية لمحاربة الحوثيين في اليمن، يقول المصدر، مضيفاً إن مشعل ليس المسؤول الوحيد في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي زار الرياض مؤخراً بل هناك من هو أهم منه، أعني بذلك عبد المجيد الزنداني المرشد الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن الذي زار الرياض بعد غياب. زيارة مشعل للرياض تأتي في سياق إعادة العلاقات بين السعودية وجماعة الإخوان المسلمين العالمية التي يعتبر مشعل من أقطابها المنادين بموقف سني متشدد من إيران، يختم المصدر الفرنسي كلامه.
جريدة البناء
باريس نضال حمادة

Exit mobile version