المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مراقبون: تفجيرات غزة لها علاقة بتحرك حماس السياسي والإقليمي

حملت التفجيرات الأخيرة في غزة، رسائل قوية إلى حركة حماس بالدرجة الأساسية، مفادها ان هناك من يستطيع قلب الطاولة في قطاع غزة الذي تمسك به الحركة بقوة، وفق ما قاله مراقبون فلسطينيون.

واستهدفت تفجيرات وقعت بغزة ستة سيارات تابعة إلى حركة حماس والجهاد الإسلامي، خط شعار بجانب تلك التفجيرات لدولة الإسلامية “داعش”. وتوعدت كل من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بملاحقة مرتكبي التفجيرات، فيما أصدرت السلفية الجهادية في القطاع بياناً أمس الاثنين، نفت فيه علاقتها بتلك التفجيرات واتهمت حماس بتدبيرها لتبرير حملة اعتقالات واسعة ضد عناصرها.

ويرى مراقبون، ان التفجيرات تنطوي على رسائل سياسية لا يمكن فصلها بهذا التوقيت الذي يتزامن فيه الحديث عن سعى حماس لتوقيع هدنة مع اسرائيل طويلة الامد، أو انتقالها من المحور الايراني إلى المحور السعودي.

واتهمت الجماعات السلفية حركة حماس بشن حملة اعتقالات كبيرة في صفوف عناصرها، معتبرةً أن التفجيرات التي استهدفت قادة في كتائب القسام وسرايا القدس “مفتعلة” لتبرير حملة الاعتقالات.

ووفق بيان للجماعات نشر عبر حسابات تابعة لها على موقع ” تويتر”، “إن سلطات حماس بدعم من القسام أقدمت على اقتحام ومداهمة منازل السلفيين الجهاديين وشنت حملة اعتقالات “تعسفية” بعد ساعات من “التفجيرات المفتعلة”.

وأضاف بيان السلفيين “إن هذه المؤامرة الحمساوية الجديدة قد حيكت خطوطها في الظلام سابقا، وأنه تم استغلالها كذريعة لتنفيذ مخططات حماس بالقضاء على المنهج السلفي الجهادي”.

وأشار إلى أن هناك معلومات مسبقة بوجود نية مبيتة لدى حماس لشن حملة اعتقالات واسعة ستبدأ بعد عيد الفطر بعد تدبير واستغلال الذريعة المتمثلة بـ “مسرحية التفجيرات” وإدخال لاعب جديد في “المؤامرة” يتمثل بحركة الجهاد الإسلامي المقربة من إيران لإضفاء مزيد من الشعبية على هذه الحملات الظالمة ولتفريق الدم السلفي بين الفصائل”.

وتوعد البيان بإطلاق الصواريخ على إسرائيل ردا على ما وصفها بـ “الجرائم والمؤامرات الحمساوية” المتواصلة ضد السلفيين.

ونشرت الأجهزة الأمنية صوراً لخمس عناصر متهمين بالانتماء إلى الدولة الإسلامية بغزة، قيل أنهم مطلوبين إليها ويقفون وراء التفجيرات التي استهدفت جيبات تتبع للمقاومة الفلسطينية، وعلقت صورهم على أبواب بعض المساجد في المدينة.

وقللت حركة حماس من أهمية التفجيرات التي استهدفت سيارات تابعة للمقاومة في غزة، متهمةً مخابرات الاحتلال بالوقوف وراء تلك التفجيرات.

القيادي في حركة حماس يحيى موسى قال “هذه أحداث معزولة خارج السياق المنطقي، وهي أحداث فردية ليست ذات بال، ولا يمكن التعويل عليها، مؤكداً ان امن قطاع غزة مستتب ولا تؤثر عليه هذه (المراهقة).

وأوضح في تصريح لـ “وكالة قدس نت للأنباء”، ان “الأجهزة الأمنية تسيطر سيطرة كاملة على الوضع، وان خيوط مثل هذه الجرائم من السهل جداً الكشف عنها وإيداع أصحابها إلى أجهزة القضاء”.

وحول ربط تلك التفجيرات بتحركات حماس السياسية والإقليمية، علق “لا أضع مثل هذه الأحداث في اطار أي سياقات لا إقليمي ولا دولي، ولكن هناك حالة تتأثر في المحيط ولسنا في جزيرة معزولة، ولذلك يمكن ان تقوم بعض الأعمال الفردية هنا أو هناك في هذا الإطار”.

المحلل والسياسي الفلسطيني طلال عوكل، قال ان التفجيرات حملت رسائل قوية، لكن الرسالة الأساسية أن تلك التفجيرات جاءت في الوقت الذي كان فيه وفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل في زيارة إلى السعودية، “واعتقد أنها رسالة إلى قيادة حماس التي بدت وأنها تنقل بندقيتها من الكتف الإيراني إلى الكتف السعودي، وهذه انتقاله ليست عادية ولها أبعادها.

وأضاف عوكل في حديث لـ “وكالة قدس نت للأنباء”، “العلاقة مع إيران كانت تتأسس على رؤية المقاومة (محور الممانعة)، انتقلت الآن إلى توطيد العلاقة مع السعودية والتضحية بالعلاقة مع ايران رغم ان حماس لم ترغب في ان تصل إلى ذلك وتحاول ان تقيم توازن في العلاقات لكنه هذا غير ممكن”.

وقال “التركيز على السعودية ينطلي على مؤشرات سياسية لن تناسب الكثيرين، بما في ذلك أطراف داخلية في حركة حماس نفسها، والمقصود (كتائب القسام) جناحها العسكري بالدرجة الأساسية، والذي ما زال يحظي بدعم إيراني وصادق جدا بتمسكه بمنهج المقاومة”.

وتابع “التفجيرات تشير إلى ان قطاع غزة يقف على أعتاب دائرة عنف داخلية، وعنوان ذلك “داعش”، موضحا “سنجد عناصر كثيرة تقوم بأعمال داخل القطاع وتقول داعش، ويبدو ان الاسم سيكون معتمداً عملياً للتغطية على أي اعمال ومن يقف ورائها”.

وتابع مفصلاً “التفجيرات مؤشراً على ان القطاع مقبل على مرحلة صعبة، ربما نشهد فيها الكثير من الأعمال والمصادمات التي تخل بالأمن وتذهب بنا إلى حالة من الفوضى”.

وحول استهداف الجهاد الإسلامي في تلك التفجيرات، اعتبر ان استهداف الجهاد كان امراً ثانوياً والرسالة ليست موجهة بالدرجة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي، “مع العلم ان “داعش” كفرت وأخرجت الكل عن دائرة الشرعية، لكن ربما حملت التفجيرات رسالة على ما يعتقده المنفذون تواطؤ مع المنهج العام لحركة حماس والذهاب إلى توقيع هدنة مع إسرائيل.

وقال “هذا اعتراض على كل الذين يفكروا في التنمية مقابل الأمن، علماً ان حركة الجهاد كان لها تصريحات معارضة لموضوع الهدنة الطويلة مع إسرائيل، لكن بالنهاية ستساير الوضع”.

وأكد عوكل، ان العلاج يكمن في الحماية الوطنية والتوافق في الإطار الوطني، مضيفاً “ربما يحقق حزب ما بعض المكاسب والانجازات المؤقتة، ولكن سوف يخسر كثيراً بالنهاية إذا بقى يعمل على حسابات ذاتية، والسبيل الوحيد الذي يساعد في محاصرة الظاهرة، تكاتف القوى الوطنية واستعادة المصالحة الوطنية”.

بدوره الكاتب السياسي هاني حبيب، يرى انه “طالما ان التحقيقات لم تنتهي بعد من الغير المنطقي إسناد هذه “العمليات” إلى جهة ما على الرغم من انه يقال ان داعش تقف ورائها، ولكن هناك تشكيك بذلك وان من يقف ورائها جهات أخرى”.

وأضاف في حديث لـ “وكالة قدس نت للأنباء”، “في كل الأحوال هذه التفجيرات تحمل رسالة إلى حركة حماس تحديداً، واستهداف سيارتين تابعتين إلى الجهاد كان لإخفاء الجهة الفعلية أكثر من ان يكون عملاً مقصوداً.

وأوضح، “الرسالة تقول ان هناك قوى قادرة على قلب الطاولة سواء في الوضع الداخلي في القطاع، أو فيما تحاول حركة حماس السعي به بإجادة مناخ وطريق لقيام دولتها بغزة بالتعاون مع إسرائيل وفق ما يقال بموضوع التهدئة”، مضيفا “هناك قوى قادرة على إحباط تلك التطلعات، واعتقد هي رسالة أكثر من ان تكون غير ذلك”.

وتطرق حبيب، إلى التصريح الصادر عن السلفية الجهادية الذي يتوعد فيه حماس بحال لم تفرج عن عناصرها ستقوم بضرب صورايخ على إسرائيل، موضحاً “هذا يعني ان هناك شكل من أشكال المقاومة، ولكن يستهدف الوضع الداخلي الفلسطيني أكثر مما يستهدف العدو الصهيوني”.

وشهدت الفترة الأخيرة توتراً كبيراً بين حماس والسلفية الجهادية في قطاع غزة، جرى على اثر ذلك ملاحقات لأنصار السلفية ومقتل احد عناصرها بغزة، فيما وقعت تفجيرات محدودة خلال العام الماضي استهدفت موقع للقسام ومصارف بنكية قيل ان “داعش” من قامت بها.

وقال حبيب ان العنف موجود في قطاع غزة بشكل أو بآخر بين الوقت وآخر، واذا لم يجابه بموقف وطني فلسطيني عام، اعتقد ان ذلك سوف يستمر، وعلاج ذلك يتطلب الوصول إلى مصالحة حقيقية والاستغناء عن المصلح الحزبية.

وكالة قدس نت للأنباء

Exit mobile version