المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إسرائيل.. لماذا كل هذا الانحدار نحو الإرهاب؟ كتب يحيى رباح

ثمة سؤال يحير جميع المحللين والمتابعين للسلوك السياسي الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، لماذا كل هذا الانحدار الاستفزازي والتوحش الإرهابي في سلوك الجيش الإسرائيلي وأجهزة الامن وتصريحات النخب السياسية الإسرائيلية خاصة هذه الأيام، التي يضيق فيها المجتمع الدولي بممارسات إسرائيل، وتوشك هذه الدولة على الملاحقة أمام منصات القضاء الدولي، وتتراكم الإشارات من أطراف متعددة في العالم بأن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز كل الحدود، فترد إسرائيل على كل ذلك بتصعيد الإرهاب وعمليات القتل العشوائي ضد الفلسطينيين، وتصعيد جنون الاستيطان، والمبالغة في قمع المسيرات السلمية، ومضاعفة حجم الهجمات في القدس، وهدم البيوت الى درجة التهديد بهدم قرية بكاملها فيها أكثر من ستين بيتا ومدرسة ومؤسسات اهلية أخرى كما هو الحال في قرية سوسيا في جنوب الخليل! ولماذا ترد إسرائيل حكومة وجيشا واجهزة أمنية وقطعان مستوطنين بالمزيد من الاستفزاز على كل إشارة ترد اليها من المجتمع الدولي؟

إنها مسألة محيرة بالفعل، أن تتراجع إسرائيل من مستوى دولة مسؤولة تفي بالتزاماتها إلى مستوى العصابات المكونة لها في الأساس، معلنة عبر هذا السلوك أن اسرائيل عاجزة تماما ورافضة تماما ان تكون جزءا من هذه المنطقة.

هناك شيء من السباق مع الزمن في هذا السلوك الإسرائيلي، ومع غياب شريك سلام إسرائيلي حقيقي، فإن الحبل متروك على الغارب للأكثر تطرفا، كما أن اسرائيل تسابق الزمن لكي تستثمر الاختلالات في وضع المنطقة قبل أن تعود هذذه المنطقة للإمساك بزمام الأمور، وتستغل الخلل في الوضع الفلسطيني الذي تتشبث به حماس بواسطة الانقسام وما يجرها اليه هذا الانقسام من الوقوع المتعمد في مؤامرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وقبول حماس بنوع من الإذعان أن تكون هي الخنجر المغروس في القلب الفلسطيني، مراهنة على مكافأة إسرائيلية لقاء هذا الدور.

وثمة من يرى أن إسرائيل تريد ما هو ابعد من ذلك، أن يؤدي هذا الاستفزاز الإرهابي الى تفجير مجمل الحالة الفلسطينية لكي تتوارى إسرائيل من جديد وراء أي تصعيد فلسطيني، فتعود وتحمل القتيل عبء المسؤولية! بل إن إسرائيل تريد من أميركا – كما هو واضح – أن تأخذ من الطرف الفلسطيني كل التعويض عن عجزها عن منع الاتفاق الإيراني مع السياسة الدولية الذي رعته وأدارته حليفتها الولايات المتحدة.

من الواضح أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب، وان التهديدات ستكون كبيرة، وأن إسرائيل ستمد مخالبها الإرهابية في كل اتجاه، حتى في اتجاه السلم الاجتماعي فنحن نرى انتشارا واسعا لمستوى الجريمة في قطاع غزة الذي تنكره حماس وتهدد الصحفيين الذين يتابعونه بالقتل كما حدث مع الصحفي أحمد سعيد، وكما نلاحظ في الشجارات العائلية التي انتشرت كظاهرة في الضفة حيث الاجهزة الأمنية تقف لها بالمرصاد، وإسرائيل تريد إغراقنا في وحل الفوضى الأمر الذي يتطلب الوعي الوطني والصلابة الوطنية.

Exit mobile version