المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بارازان: جورج بوش الابن أوصى القيادة الأمريكية بكسب ود الإخوان

الشاطر: التقينا السيناتور ماكين وكيري لكنهم ما زالوا في مرحلة اكتشاف ولا يثقون كثيرا بنا

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود

ويواصل الكتاب: لكن على ما يبدو، بدأ الأمريكان يشعرون بالخجل من موقفهم المستمر منذ أيام الحرب الباردة، والقائم على دعم الأنظمة الديكتاتورية باسم الحفاظ على المصالح الأمريكية، كما أنهم شعروا بحاجتهم لدعم الديمقراطية التى ينص عليها دستورهم ولكن فى الدول الأخرى، خاصة بين الشعوب العربية التى اكتوت بسياسات الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش الابن». وبدا بالنسبة للأمريكان أنه لا بد من التعامل مع الإخوان، سواء أعجبهم الأمر أم لم يعجبهم، ما داموا هم الذين وصلوا للحكم بانتخابات ديمقراطية فى يونيو ٢٠١٢. تلك هى على الأقل، وجهة النظر التى يروج لها خيرت الشاطر، قال لى خلال حواره معى: «لم يتصل بنا الأمريكان إلا بعد أن رأوا نتائج الانتخابات البرلمانية، بعد أن شاهدوا فوزنا بـ٤٧٫٢٪ من مقاعد البرلمان، التقينا بممثلين للسفارة الأمريكية فى القاهرة، وجاءت شخصيات على أعلى مستوى من الولايات المتحدة لزيارتنا، التقينا بالسيناتور الجمهورى «جون ماكين» و«جون كيرى»، وخمسة أعضاء آخرين من الكونجرس، أعتقد أنهم ما زالوا فى مرحلة الاستكشاف، ومن الواضح أنهم لا يثقون كثيراً بنا، على الرغم من أننا أوضحنا تماماً أننا ننوى احترام كل الاتفاقيات التى وقعتها الدولة المصرية من قبل. نحن نريد دولة حقوق، ونحن ندرك تماماً أنه من غير الممكن إلغاء كل شىء بعد سقوط النظام السابق، أياً ما كانت وجهة نظرنا حول «مبارك» أو اتفاقيات تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، أو اتفاقيات كامب ديفيد. هذا أمر طبيعى، سيكون من غير الممكن مثلاً، التفكير فى أن الرئيس الفرنسى المقبل سوف يقوم بإلغاء الاتفاقيات التى وقعتها بلاده تحت حكم الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، مثلاً. أليس كذلك؟ لو حدث ذلك فلن تخاطر أى دولة بالتوقيع على أى اتفاقيات جديدة معنا خوفاً من أن ترى إلغاءها مع أول تغير قادم.

ويواصل المؤلف: قال خيرت الشاطر قوله هذا، ثم غاص فى مقعده الجلدى الوثير وراء مكتبه فى مقر شركته الرئيسى، والواقع أننى فى تلك اللحظة التى رأيته فيها منتفخاً بغروره وخيلائه، واثقاً من سلطته وتأثيره، لم يخطر ببالى قط أنه بعد عام واحد من لقائنا، سيجتاح المتظاهرون الغاضبون بيته مطالبين بإسقاط «مرسى» ودستوره وإخوانه. لم أجرؤ على التفكير بأن ذلك الرجل الذى كان يريد تقديم نفسه فى أفضل صورة، باعتباره رجل السياسة البراجماتية، العملى والمسئول، كان يقود بلاده إلى الهاوية، قبل أن يتم وقفه عند حده وإلقاء القبض عليه كأى متشرد من الشوارع، وإلقاؤه فى السجن بعدها فى الأيام الأولى لشهر يوليو ٢٠١٣».

الوطن المصرية

Exit mobile version