المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رفضته الجامعة “طالب” في 2007 والآن أصبح “مستشاراً” لها

د. احمد غزاونة قصة نجاح مشرقة في السويد

محمد مسالمة _عقيدة الاصرار والتحدي والارادة التي يمتلكها لم تخيّب أمله في تحقيق ما يسعى له ، رغم انه لم يتجاوز الثلاثين من العمر، فالصّد وحتى الفشل لا يعني نهاية الطريق ولا انتهاء فرص المحاولة، لا سيما وأن الدوافع الداخلية تخلق من الانسان المثابر ماكينة للنجاح، فربما تمكين نفسه بعد ان رفضته الجامعة في عام 2007 كطالب، ان يصنع من نفسه قوة ليكون في ذات يوم مستشاراً لها.

الدكتور احمد غزاونه فلسطيني مقدسي مقيم في السويد، وهو محاضر جامعي في الادارة والتسويق والابتكار التعاوني، وأسس مجموعة من الشركات الناشئة، اضافة الى انه معد ومقدم ورشات عمل في مجاله الاكاديمي… هكذا يعرف على نفسه في صفتحه على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، حيث يقوم بنشر مذكراته اليومية وقصص حياته في السويد.

الجامعة ترفض طلبه في 2007

بدأ في عام 2007 يرسل طلبات كثيرة للجامعات في الدول الاسكندنافيه ومنها السويد، من أجل ان يكمل دراسته الاكاديمية العليا، واحدة من هذه الجامعات “هالمستاد” رفضته، وبحسب اعتقاده انه لم يكن مؤهلاً للالتحاق ببرنامجهم الاكاديمي فتم رفض طلبه.

ويقول الدكتور غزاونة انه وفي منتصف عام 2015 وصلته دعوة رسمية من نفس الجامعة للعمل فيها كمستشار لتطوير برنامجهم الاكاديمي والبحثي في مجال انظمة المعلومات وادارة الابداع.
سؤال يتبادر في الذهن، ما الذي حصل مع احمد بين عام 2007 وحتى عام 2015 ليصبح مستوفياً كفاءة تعديل المنهاج الاكاديمي للجامعة، وليس قبوله فحسب.

وقال في حديث لـ”الحياة الجديدة” انه انهى درجة البكالوريوس في الجامعة العربية الامريكية في مجال تكنولوجيا المعلومات في 2006، وعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات لمدة 14 شهر في فلسطين، ولكن رغبته في اكمال دراسته العليا كان توجهه الى الدول الاسكندنافيه، من خلال مواقع الجامعات وفحص المتطلبات الخاصة بها.

وبعدها انهى دراسة الماجستير لوند في السويد في مجال انظمة المعلومات، وترتيبها من افضل 100 جامعة في العالم. ودرجة الدكتوراة في جامعة “يونشودنج” في السويد ايضا في ذات المجال. وتابع: “في سنة 2007، اخترت طريق الدراسات العليا، وبدأت جهودي بعد ما قررت الذهاب الى السويد، بارسال طلبات اعداد كبيرة، رفضت طلبي جامعة “هامستاد” والرفض كان بسيط انه انا لم استوفي شروط الانضمام لها كطالب من نواحي الخبرات العملية والمواد التي اخدتها في البكالوريوس”، ولكن جائني قبول في جامعات اخرى.

حصل على عرض لوظيفة “محاضر”

وأشار الى ان علاقته مع الجامعة التي رفضته بدأت خلال مشواره في الدكتوراة، “عملت معهم من خلال مشروع، اضافة الى انجاز 10% من بحثي في الدكتوراة في نفس الجامعة بمبادرة شخصية، ومساعدة من البروفيسور المشرف على رسالتي”.

واضاف احمد انه بعدما انهى الدكتوارة بقي يعمل في الجامعة التي تخرج منها “يونشودنج”، وفي ذات الوقت واصل البحث عن فرصة اخرى يحقق من خلالها طموحاته ونجاحاته، ويقول: “بحثت عن اماكن عمل اخرى، وقدمت لعدّة جامعات، وحصلت على عرض لعمل في الدنمارك، ولكن قبل الذهاب للجامعة، وصلتني دعوة من الجامعة التي رفضتني عام 2007 وهي جامعة “هالمستاد” لأقدم محاضرة لطلبة الدكتوارة في تحديد اهدافهم واختيار ابحاثهم، وبعد نهاية المحاضرة على شرف غذاء عرضت الجامعة ان اعمل فيها محاضر ولكني رفضت بسبب قبولي في جامعة الدنمارك”. وتابع: “استمرت الجامعة على توصل معي خلال عام في عرض الفرصة، ولكنني كنت ارفض بسبب حب عملي في الدنمارك، ولكنها طرحت عرضاً اخر وهو تعييني مستشاراً اكاديمياً لها مع بقائي في جامعة الدنمارك”.

قبل مغادرته القدس الى السويد، اسس احمد شركة خاصة به لتكنولوجيا المعلومات، وقال لديه رغبة وحب الادارة وانشاء الشركات، وبالاحرى ابتكار الافكار التي يمكن تطويرها الى ان تصل الى خدمة او سلعه تابع للمستهلكين، وهذا كان دافعاً قوياً لديه في السويد لتأسيس 5 شركات هو وزملاءه.

كيف يعرّف النجاح وما هي نصيحته ؟!

ربما يختلف معنى النجاح عند احمد عن الكثيرين، فهو يرى ان النجاح يحدد بتحقيق الهدف في مرحلة معينة، ويقصد بذلك ان يحدد الشخص هدفه ويسعى بكل قدراته لتحقيقه، وبتراكم الاهداف وتحقيقها يتجلى معنى “النجاح”. ويقول ان النجاح هو عبارة عن خطوات بطيئة ومتتابعة تؤدي الى تحقيق الذات، وكل خطوة في الطريق هي جزء من النجاح الكلي.

يعتبر احمد حالة نجاح، اما تعيينه مسشاراً اكاديمياً فهي حلقة تثير مشاعر الاعجاب والتقدير والاحترام له ولقدرته على البناء وتطوير ذاته، فهو يملك ايماناً كاملاً بقدراته وتكلل ذلك في عبوره الى محطته الحالية.

Exit mobile version