المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

تفاصيل مروعة لحرق الطفل “دوابشة”

في جريمة جديدة تُضاف لسجل جرائم المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، من قتل ونهب وحرق وتدمير، كانت عائلة الطفل الشهيد علي دوابشة، من سكان قرية دوما بمحافظة نابلس، هي الضحية التالية لجرائم المستوطنين التي تمت بمساندة وغطاء من جيش الاحتلال.

تفاصيل وروايات مروعة نقلها “الخليج أونلاين” على لسان نصر دوابشة (38 عاماً)، عم الطفل علي دوابشة الذي راح، فجر أمس، ضحية حقد مجموعة من المستوطنين المتطرفين لم تعرف له حدود بعد.

تفاصيل مروعة

ويروي نصر تفاصيل الحادثة بالقول: “في تمام الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة، تمكن 4 مستوطنين على الأقل، يلبسون لثاماً أسود، من دخول قرية دوما بمحافظة نابلس، والسير بصورة متخفية بين عدد كبير من منازل القرية”.

ويضيف: “بحسب شهود وسكان من القرية فإن المستوطنين الأربعة اقتربوا من أحد المنازل، وهو منزل شقيقي، الموجود ضمن عدة منازل على أطرف القرية، وقام أحدهم بكسر نافذة المنزل وإلقاء أكثر من 3 زجاجات حارقة داخل المنزل المذكور”.

ويوضح أن “الغرفة التي ألقيت فيها الزجاجات الحارقة كانت- للأسف- غرفة الشهيد الطفل علي، وباقي أفراد العائلة الأم والزوجة والطفل الآخر كانوا في غرفة بجانب غرفة النوم التي كان فيها الشهيد علي”.

ويكمل نصر رواية الجريمة التي هزت العالم بأسره لفظاعتها: “بعد دقائق معدودة اشتعلت النيران داخل المنزل، وكانت شديدة جداً، وأنا أسكن بالقرب من منزل أخي المستهدف، وعند سماعي لبعض الاستغاثات التي أطلقتها زوجة أخي من داخل المنزل المشتعل، توجهنا بصورة فورية إليه”.

ويضيف عم الشهيد الطفل علي: “فور نزولنا للشارع، وقبل التوجه بلحظات إلى المنزل، رأيت عدداً من المواطنين يقومون بملاحقة المستوطنين الأربعة الذين حرقوا المنزل، إلا أنني فضلت إنقاذ من بالمنزل على اللحاق بهم؛ لكوني لم أعلم في البداية حقيقة الموقف بأكمله”.

أحرق حياً

ويتابع نصر دوابشة شهادته: “فور وصولي لمنزل شقيقي رأيت النيران تأكل كل ما بالمنزل، وشاهدت بعض الناس يحاولون إطفاء الحريق بالماء أو البطانيات، وبعد ذلك بلحظات دخلنا أنا ومجموعة من المواطنين للمنزل، وشاهدت أخي ملقى على الأرض ومصاباً بحالة اختناق وحرق شديدة جداً، بعد محاولته الدخول لغرفة النوم وإنقاذ طفله”.

ويضيف: “بعد إخراجنا لوالد الشهيد، أخرجتْ مجموعة أخرى من المواطنين والدته وأخاه الأكبر، وكانا مصابين بجراح خطيرة نتيجة الحروق الكبيرة التي طالت جسدهما”.

ويتابع: “من شدة النيران التي كانت داخل المنزل، وخاصة داخل غرفة النوم، لم نتمكن من دخول الغرفة لإنقاذ الطفل علي، وبعد ما يقارب الـ30 دقيقة وصلت إحدى سيارات الإسعاف وقامت بإخماد الحريق، وفور دخولنا الغرفة رأينا الطفل علياً محروقاً وجثته متفحمة بالكامل”.

وبعد سرد أركان الجريمة البشعة التي هزت العالم، ودلت على تطرف المستوطنين، حمّل عم الشهيد الطفل الاحتلال الإسرائيلي وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن الحادثة الأليمة التي جرت فجر الجمعة.

ودعا دوابشة إلى تقديم قتله الطفل علي إلى المحاكمة العاجلة، وعدم التغطية عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً “أن الإجرام الإسرائيلي لا يتوقف، وهنا تكرار لجريمة حرق الطفل أبو خضير قبل عام بالقدس”.

وأثار قتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقاً على يد مستوطنين متطرفين أشعلوا النار في منزل عائلته بالضفة الغربية، موجة واسعة من الاستنكار عربياً ودولياً.

وشيعت جماهير غفيرة من مواطني نابلس، بعد صلاة الجمعة، جثمان الشهيد الطفل علي دوابشة. وعلى ضوء الجريمة أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن السلطة الفلسطينية ستتوجه يوم السبت إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديم ملف استشهاد الرضيع علي دوابشة، في حين زار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عائلة الرضيع دوابشة التي ترقد في حالة خطرة بمستشفى إسرائيلي.

Exit mobile version