المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الإرهاب اليهودي؟ كتب يحيى رباح

يعود الفضل كله من اوله الى آخره، للطفل الرضيع ذي الوجه الملائكي علي سعد الدوابشة، ومن قبله للفتى الذي يشبه ظبي الجبال العالية محمد ابو خضير، في عودة مصطلح الإرهاب اليهودي الى التداول اليومي، حتى نتنياهو ويعلون وريفلين وديسكن وغيرهم من قيادة الدولة الإسرائيلية، اضطروا الى إعادة استخدام المصطلح الحقيقي الذي اختفى نهائيا وراء السواتر النازية قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية، حين تحول الإرهاب اليهودي الى ضحية يهودية، وقبل اليهود أو معظمهم الصفقة، فاراحوا ضمير الأوروبيين على حساب الشعب الفلسطيني وهذا هو جوهر القضية الفلسطينية.

نحن في فلسطين ضحايا هذا الإرهاب اليهودي قبل النكبة التي وقعت عام 1948، منذ وجود أول مستوطنة يهودية في ارض فلسطين على يد الحركة الصهيونية وجد هذا الفعل الشائن الذي هو الإرهاب اليهودي، ثم جاءت مذبحة دير ياسين لتكون الشاهد والشهيد، واعقبتها مجزرة كفر قاسم عام 1956 ضد الفلسطينيين داخل ما بات يعرف بإسرائيل نفسها، وقبل ذلك وبعده كان شارون على رأس الوحدة الخاصة (101) الذي اصبح أشهر جنرالات إسرائيل يدرب جنود وحدته قبل التخرج على ذبح الأبرياء العزل في قطاع غزة، في المحطة ووادي غزة ومركز بوليس خان يونس ومرضى السل في مستشفى الأمراض الصدرية شرق مخيم البريج آنذاك، وصولا الى حرب عام 1956 التي كان يذبح فيها الشبان في خان يونس أمام ذويهم يصفونهم أمام جدران البيوت وأكواخ المخيمات ويطلقون عليهم النار، ويمنعون الآباء المفجوعين والأمهات النائحات من دفن الأبناء القتلى امعانا في الإذلال والقهر.

شكرا لك يا وجه الملاك علي الدوابشة، شكرا لك يا وجه الغزال البري محمد ابو خضير، شكرا لمساجد القرى الصغيرة المحروقة، ولأشجار الزيتون مقطوعة الأعناق، لاطارات السيارات الممزقة، ولأكثر من احد عشر الف حادث إرهابي استيطاني والحبل على الجرار، وعودة مصطلح الإرهاب اليهودي إلى التداول، فقد انتشرت فضيحة في الأرض اسمها الجيش الإسرائيلي الأخلاقي! والمجتمع الإسرائيلي الديمقراطي حيث يتم قتل الفلسطينيين في التصويت بالكنيست! والتحقيق الإسرائيلي الداخلي الذي يثبت كل مرة أن القتيل الفلسطيني على خطأ وأن القاتل اليهودي على حق، ويجب شكره وترقيته وتشجيعة بصرف مكافأة له ليفعلها في المرة القادمة.

نعم الإرهاب اليهودي، فهل ينتج الإستيطان سوى بشاعة الإرهاب اليهودي؟ وهل ينتج الاحتلال سوى فوضى الإرهاب اليهودي؟ وهل نحن على ابواب مرحلة جديدة ينادى على الفاعلين بأسمائهم الحقيقية؟ لعل الأمة تصحو، لعلها تعترف بفضل علي الدوابشة ومحمد أبو خضير عليها، في الأسواق منذ سنوات لا ينادون إلا على بضاعة الإرهاب العربي والإسلامي على الأقل أصبح لدينا الآن ارهاب معترف به علنا اسمه الإرهاب اليهودي.

YHYA_RABAHPRESS@YAHOO.COM

Exit mobile version