ان احداث الطقس والمناخ المتطرفة التي تشمل درجات الحرارة المرتفعة جدا والمنخفضة جدا وموجات الحرارة والبرودة وطول فترتها والتي تعد احد مظاهر تغير المناخ في فلسطين والعالم هي المسؤول الأهم والاكثر احتمالاً عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والتي واجهتها فلسطين والمنطقة خلال الايام الماضية، وذلك وفق دراسات علمية اصدرها علماء المناخ اكدت على مدى تأثير غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية على الطقس.
وتعد منطقة شرق المتوسط ومنها فلسطين الاكثر تاثرا بالتغيرات المناخية وذلك حسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في التقرير الخامس الذي اكتمل اصداره في العام 2014 م والذي يصدر كل سبعة سنوات مرة واحدة ويلخص نتيجة ما صدر من ابحاث علمية حول تغير المناخ على مستوى العالم ويقدم توصيات لصناع القرار حول التعامل مع التغير المناخي وأثره على القطاعات المختلفة.
واعلنت منظمة الامم المتحدة العالمية للارصاد الجوية عن تسجيل مستويات قياسية جديدة في جميع أنحاء المعمورة في يونيو حزيران الماضي، بعد أن اجتاحت موجات الحر جنوب آسيا وأوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة ادت الى وفاة مئات السكان في الهند وباكستان في الشهر الماضي، مشيرة بان النصف الاول من هذا العام كان متوسط درجة الحرارة العالمية على سطح الأرض والمحيطات الأكثر سخونة لمثل هذه الفترة منذ بدء توثيق درجات الحرارة في العالم منذ العام 1880 م حيث سجل ارتفاعها بمقدار0.85ْ درجة مئوية عن معدل درجة الحرارة في القرن الماضي.
وتتوقع الدراسات التي تغطي فلسطين وما حولها بان من مظاهر تغير المناخ في فلسطين التي من المتوقع حدوثها هو نقص في كميات الامطار 10 % من الان حتى 2020 و 20 % حتى العام 2050 م واذ يتوقع علماء المناخ حسب بعض السيناريوهات بان يجف نهر الاردن بالكامل مع نهاية القرن الحالي وذلك حسب الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع تغير المناخ والتي اعدتها سلطة جودة البيئة في العام 2010م .
ووفق استراتيجية التكيف مع تغير المناخ في فلسطين من المتوقع زيادة في درجات الحرارة مع نهاية القرن الحالي والتي تترواح وفق الاستراتيجية 2.2 درجة مئوية الى 5.1 درجة مئويه وذلك حسب السيناريوهات والفرضيات المستخدمة .
ومن اهم الجهود الوطنية في مجال التغير المناخي اعداد الاستراتيجية الوطنية لتكيف تغير المناخ وتشكيل لجنة وطنية لتغير المناخ تجري حاليا العمل على اعداد التقرير الوطني الاول حول تغير المناخ في فلسطين والذي يشمل خطة عمل تفصيلية للتكيف مع الظاهرة وكذلك حصر الانبعاثات لغازات الدفئية في فلسطين، بالاضافة الى اهم التحديات التي تواجهها فلسطين في التعامل مع التغير المناخي وأثره على القطاعات المختلفة.
ويشار بانه تم اعداد برنامج وطني لرفع القدرات في مجال تغير المناخ والذي شمل عدد من المؤسسات الحكومية ويمتد على مدى خمس سنوات بهدف رفع القدرات الوطنية الفلسطينية في القطاعات المختلفة مع التغير المناخي بكفاءة بالاضافة الى ادماج موضوع التغير المناخي في سياسات وخطط التنمية الوطنية ، وكذلك دعم عدد من الجمعيات البيئية الاهلية الناشطة في مجال البيئة وتغير المناخ وذلك من خلال برنامج المنح الصغيرة وبالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي.
ويذكر ان الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغير المناخي ومشروع ادماج البيئة في تغير المناخ في فلسطين تم تمويلها من خلال برنامج الامم المتحدة الانمائي وبدعم من الحكومة البلجكية وبعض الدول المانحة.