المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: احاديث التهدئة … دافع جديد لتحقيق المصالحة

لم يعد الحديث عن تهدئة طويلة الأمد بين غزة واسرائيل مجرد كلام أو تقارير صحفية عابرة وانما هو كلام مسؤولين وتصريحات قياديين من الجهات المعنية في الجانب الفلسطيني. الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي في غزة داود شهاب يؤكد ان وسطاء التهدئة لم يقدموا سوى افكار ورؤى شفوية وليست مكتوبة، وقال ان وسطاء كثيرين زاروا غزة وعقدوا سلسلة لقاءات مع قادة حركة حماس الذين اطلعوا حركة الجهاد خلال لقاء عام لبحث القضايا المختلفة، على آخر ما تم بحثه في ملف التهدئة.
وليد العوض القيادي في حزب الشعب كشف بعض التفاصيل التي تتمثل بموافقة اسرائيل على اقامة ميناء بحري عائم على بعد ٣ كيلو متر عن غزة ويرتبط بشكل مباشر مع الجانب التركي من جزيرة قبرص، وفتح معبري كرم ابو سالم وايرز، مع التأكيد على ان اسرائيل رفضت اقامة مطار رفضاً مطلقاً وأصرت على حقها في التفتيش على المعابر ولكل المواد، والاهم من كل هذا ان العوض يؤكد ان هذه الاتصالات تتم بعيداً عن السلطة تماماً.
وتشارك اطراف عربية واقليمية ودولية في هذا المساعي، ويقود التحرك في هذه المرحلة طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني وممثل اللجنة الرباعية السابق، الذي التقى قيادات الصف الاول من حماس في قطر، كما تقوم تركيا بدور في هذه الاتصالات ولا سيما ان الميناء المقترح يرتبط مباشرة بالجانب التركي من قبرص.
بالتأكيد ان اسرائيل ليست معنية بتقدم قطاع غزة ولا رفاهية أو حياة أبنائه وهي التي دمرت وخربت عشرات آلاف المنازل وشردت مئات آلاف من ابنائه، وهي معنية بالتهدئة والاشراف على تنفيذها وبنودها، لكي تحقق هدفين أساسيين: الاول هو ضمان امن واستقرار المناطق الجنوبية المهددة من غزة، والثاني هو تعزيز الانقسام وتدعيم أسسه بالعمل على فصل القطاع نهائياً عن الضفة لكي تبتلعها يومياً كما يحدث ونرى باستمرار ولكي تقضي على حلم الدولة الفلسطينية، خاصة وان هذه الاتصالات تجري بعيداً كلياً عن السلطة الوطنية بالضفة.
الا ان اسماعيل رضوان القيادي في «حماس» يؤكد ان الحركة لا يمكن ان تشارك في أي اتفاق يعزز فصل غزة عن الضفة وهو موقف ايجابي لا بد من الالتزام به في وجه المخططات الاسرائىلية. والاهم من هذا الكلام هو ان احاديث التهدئة هذه ومساعي الوسطاء لتحقيقها، تشكل دافعاً جديداً نحو تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وتجاوز كل المعيقات أمام ذلك وأولى الخطوات في هذا الاتجاه هو وضع السلطة الوطنية بكل تفاصيل هذه المساعي أولاً بأول، وهو ما يأمله كل انسان فلسطيني.

Exit mobile version