المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

القتل من أجل القتل

شادي جرارعة – أعاد تسجيل صوتي نشر، مساء اليوم الاثنين، لشاهد عيان تواجد في نفس المكان والتوقيت الذي أعلن فيه عن استشهاد الشاب محمد بسام أبو عمشة التأكيد على إعدامات الاحتلال المتكررة وفق نفس السيناريو.
وقال الشاهد الذي كان في طريقه من رام الله إلى نابلس إن جنديين إسرائيليين خرجا من الكوخ الحديدي الذي يتحصنان داخله، وهرولا بسرعة صوب الجانب الآخر من الحاجز وسمع دوي إطلاق نار.
وقتل أبو عمشة على حاجز زعترة في المكان ذاته الذي قتل فيه أكثر من شاب فلسطيني على مدى الأشهر الماضية.
وأضاف الشاهد، كما فهم من التسجيل الذي نشر في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الشهيد أبو عمشه كان’ممددا على الأرض فيما كان ثلاثة جنود فوقه.. كان جاهزا ‘فارق الحياة’، تم إعدامه بشكل مباشر بدون إنذار’.
وتابع شاهد العيان الذي رفض الإفصاح عن اسمه في مقطع التسجيل المنشور ‘لم تظهر أي إصابات في الجنود’.
لن تكون عملية قتل الشاب بسام أبو عمشه بدم بارد على حاجز زعترة الأخيرة… مثلما لم تكن عمليات مشابهة نفذها جنود الاحتلال خلال الأشهر الماضية ضد المتنقلين بين نابلس ورام الله.
وفي هذا المقطع من الشارع الذي أقيم عليه حاجز عسكري قبل عقد ونصف من الزمن، يتحدث شهود العيان دائما عن خطر محدق بالمارة، بسبب إطلاق النار المباشر صوبهم من الجنود الإسرائيليين هناك.
وأبو عمشة الذي يعمل في قطاع التعمير، قتل بعدة رصاصات أطلقها صوبه جندي إسرائيلي، وهذه العملية تشبه تماما عمليات قتل كثيرة حدثت في المكان ذاته، وفي كل مرة يدعي قادة جيش الاحتلال أن ذلك حصل ردا على محاولة طعن فلسطيني لجندي إسرائيلي.
لكن إجراءات الاحتلال التي تؤدي إلى موت الفلسطينيين بهذه السرعة وبنفس الطريقة، تبدأ غالبا من بداية الشارع الذي يبدأ من بداية بلدة حوارة.
طابور طويل من السيارات وأزمة خانقه على شارع لا يتجاوز عرضه 8 أمتار، مضايقات من قبل جنود الاحتلال المنتشرين على طول الطريق وأخرى من المستوطنين على المفارق الملتقية مع الشارع وآخرين متواجدين داخل سيارتهم.. إغلاقات متكررة وسيارات عسكرية منتشرة وجنود في كل مكان.
أطفال يركضون على طول الشارع ينظرون إلى الجنود المنتشرين على طول الطريق، جنود يمسكون طفلا يلهون به من أجل استفزاز أهالي البلدة، كما يقول سكان من حوارة.
كل هذا وأكثر يشاهد أثناء المرور من مدينة نابلس باتجاه رام الله أو العكس.
فشارع وضع في بدايته حاجز وفي نهايته حاجز سيكون بلا منازع شارع الموت الأول في فلسطين.
وفي إحصائيات غير نهائية وردت في تقرير الارتباط العسكري منذ الأول من شهر تشرين الأول حتى الثاني عشر من شهر أيار، أشارت إلى أن هناك ما يقارب 30 حاجزا طيارا احتجزت المواطنين وفتشت مركباتهم ودققت في هوياتهم.
وذكرت الإحصائيات أنه خلال ثلاث السنوات السابقة، استشهد على شارع حواره 8 مواطنين، سبعة منهم بالأعيرة النارية فيما تعرض طفل للدهس من قبل مستوطن، ناهيك عن الإصابات المتعددة جراء الاعتداءات المستمرة على الشارع.
وبحسب الإحصائيات لنفس التاريخ، هناك 7 حالات احتجاز لمواطنين وحالتان من اعتداءات المستوطنين و7 حالات اعتقال، و52 حالة تشديد وإغلاق للحاجز في وجه المارة وحركة المركبات.
وقال عواد نجم من بلدية حواره ‘الانتهاكات هنا في حوارة يومية وتختلف أشكالها وطرقها، فهناك الدهس المتعمد وحوادث السير والحواجز الطيارة من قبل جنود الاحتلال، وإلقاء النفايات من قبل المستوطنين من داخل سياراتهم على المواطنين المتواجدين على الشارع’.
وأضاف أن الأمور تصل بالمستوطنين إلى إطلاق النار على المشاة كما حصل مع شابين قتلا أثناء مسيرة سلمية في البلدة العام الماضي.
وتابع ‘لم يقتصر الأمر على إطلاق النار وحسب بل هناك مستوطنون يتعمدون دهس المواطنين والذي راح ضحيته الطفل قسام الواوي’.
من جهته، قال كمال عودة وهو صاحب محل كروميكا على شارع حوارة، إن الأزمة كانت قبل عام فقط تقتصر على يوم الخميس عند عودة الموظفين من أماكن عملهم في المحافظات، أما الآن فالأزمة على مدار الساعة بسبب الحواجز التي يقيمها الجيش على طول هذا الشارع.
وأضاف: ‘أتعرض يوميا للمضايقة من قبل قوات الاحتلال من إغلاق باب محلي بسيارتهم العسكرية، كما يأتون إلي ويضعون سيارتهم على باب المحل لمدة لا تقل عن الساعتين يعملون على إغلاق الشارع في وقوت الأزمة والوقوف على مفترق الطريق لفترات طويلة’.

Exit mobile version