المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بدء توتر العلاقات بين حماس ومصر… واعتقال الصيفي البداية

في تطور غريب، وفي طريق معاكس كل التقارير والتصريحات الإعلامية، التي تحدثت عن تطور العلاقة بين حركة “حماس” والسلطات المصرية وأن الانفراجة اقترب موعدها، فاجئ الأمن المصري داخل مطار القاهرة الدولي، أمس باعتقال القيادي في حركة “حماس” حسن الصيفي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في غزة.

اعتقال الصيفي من قبل قوات الأمن المصرية، فتح باب التساؤلات واسعاً، حول عملية الاعتقال والرسالة التي أرادت مصر إرسالها لحركة “حماس”، كون المعتقل يعد من أبرز قيادات الحركة في قطاع غزة، وما مصير وفد حركة “حماس” الذي كان ينوي مغادرة القطاع خلال أيام فتح معبر رفح من الأسبوع الجاري.

وقال مصادر أمنية مصري،:”إن السلطات احتجزت حسن الصيفي وكيل وزارة الأوقاف بقطاع غزة لدى وصوله إلى مطار القاهرة قادما من السعودية في طريق عودته إلى القطاع، مضيفاً أن: ” الصيفي احتجز بسبب مشاكل في إجراءات الموافقة الأمنية الخاصة بدخوله البلاد”.

ويأتي ذلك بعد يوم من إعادة السلطات المصرية فتح المعبر للسماح بالتنقل في الاتجاهين الفلسطيني والمصري، وفتحت مصر المعبر آخر مرة في يونيو حزيران.

توتر العلاقات..

أكرم عطا الله، المحلل السياسي، أكد أن اعتقال قوات الأمن المصري للقيادي في حركة “حماس” حسن الصيفي، رسالة إلى حركة “حماس”، مفادها أن العلاقات لم تتحسن بعد.

وقال عطا الله، لمراسل PNN: ” عملية اعتقال القيادي الصيفي من قبل قوات الامن المصرية، تدلل بأن العلاقة بين حركة “حماس” والجانب المصري ما زالت يشوبها نوع من التوتر، ولم تتحسن بالصورة الإيجابية الكبيرة التي كان يتحدث بها قادة حركة “حماس” مؤخراً”.

وأضاف:” العلاقات بين حماس ومصر تشهد حالة إضراب خلال المرحلة الأخيرة، وهو ما يمثل باعتقال الصيفي وكذلك عدم خروج وفد حركة “حماس” من القطاع عبر معبر رفح البري حتى اللحظة، والذي كان مقرراً أن يغادر غزة بالأمس”.

ولفت المحلل السياسي، إلى أن حركة “حماس” ستحاول جاهدة ومن خلال اتصالاتها وتحركاتها الداخلية والخارجية، من أجل معاجلة وحل أزمة اعتقال الصيفي للإفراج عنه بأسرع وقت، حتى لا يبقى الملف عقبة في طريق تحسن العلاقات بين الجانبين.

وتوقع عطا الله، ومن خلال اتصالات والوساطة العربية التي ستلجأ لها حركة “حماس” ومن السعودية، أن تنجح في الضغط على الجانب المصري، والإفراج عن القيادي الصيفي بأسرع وقت، وأن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه بعد رفع حركة “حماس” من قائمة الإرهاب الدولي في مصر.

وتوترت العلاقة بين مصر وحركة حماس منذ عزل أول رئيس مدني منتخب في مصر محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013، أعقبها في مارس/ آذار العام الجاري، حكم قضائي بوقف نشاط الحركة داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ على مقارها داخل البلاد، وذلك قبل أن تلتقي قيادات بالحركة (ضمن وفد من منظمة التحرير الفلسطينية على رأسها فتح) مع أجهزة السلطات المصرية الحالية على طاولة واحدة، من أجل التهدئة في غزة.

واستمر بعد ذلك سفر قيادات حركة حماس إلى مصر، وسط سيل من التصريحات الإيجابية لقادة الحركة وناطقيها حول العلاقة الجيدة مع مصر،وأصدرت محكمة “الأمور المستعجلة” المصرية، في السادس من يونيو/حزيران الماضي، قراراً يقضي بإلغاء اعتبارها “منظمة إرهابية”.

ملفات شائكة ..

بدوره، أكد هاني حبيب المحلل السياسي، أن العلاقات بين حركة “حماس” ليست بصورة إيجابية كافية، كما يتحدث عنها قادة حركة “حماس” في السابق، وأن العلاقة يشوبها نوع من التوتر الان.

وقال حبيب، لمراسل PNN، هناك ما زالت عقبات كبيرة تعترض طريق العلاقة الكاملة بين حركة “حماس” ومصر، وما جرى من اعتقال القيادي في حركة حماس الصيفي في مطار القاهرة بالأمس، يدلل أن العلاقة لم تصل لمرحلة النضج بعد.

ورأى المحلل السياسي، أن في اعتقال الصيفي رسالتان، أولهما لحركة “حماس” وأن العلاقة معها ما زالت متوترة، والرسالة الأخرى تدلل وجود صراع مستمر بين الأجهزة الأمنية والسياسية في جمهورية مصر العربية، وان عملية اعتقال الصيفي كشفت ذلك.

وأوضح أن حركة “حماس” ستحاول حل الأزمة بصورة سريعة وبعيدة عن الإعلام، كونها لا تريد أي توتر في العلاقات مع مصر وخاصة في المرحلة الحالية، مؤكداً أن الأمر سينتهي خلال فترة قصيرة وبناء على تحركات كبيرة ستجريها “حماس”.

وقال:” حماس لن تذهب بهذا الملف إلى لغة التصعيد، بل تلجأ إلى طريق احتواء الملف بشكل كامل، حتى لا يؤثر على العلاقات التي تريدها قوية ومتينة خلال الفترة المقبلة”.

وتتهم دوائر حكومية مصرية ووسائل إعلام كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس بالوقوف وراء الخلل الأمني في سيناء، ودعم الجماعات المتطرفة هناك بالسلاح، وهو ما تنفيه الحركة التي تؤكد دوماً دعمها للاستقرار في مصر.

نادر الصفدي – بي ان ان

Exit mobile version