المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

زمن الضم: كفى للاحتلال .. هناك إمكانية لإلحاق المناطق «ج» مع إعطاء حق الاقتراع لسكانها

المضمون:( ينتقد الكاتب حكومة نتنياهو بعد 100 يوم من تشكيلها،ويتساءل باستنكار الى اين هذه الحكومة ستذهب بالمجتمع الاسرائيلي وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية)

مئة يوم الرحمة لحكومة نتنياهو الرابعة انقضت. وأوبرا انتصار الانتخابات تبددت، وبقينا مع مرارة في الحلق. فهذا ليس آب وحده، الحار واللزج الذي يبعث فينا الافكار الثقيلة ـ بل أعمق وأكثر ايلاما من ذلك بكثير. إلى اين، هذا هو السؤال الذي يتراكض عندي في الرأس. إلى أي افق تسير بنا حكومة اسرائيل. هل هذا السؤال الصغير يسأل على الاطلاق، أم ربما في القدس ينشغلون باطفاء الحرائق فقط؟
ان الانجرار وراء املاءات الواقع يجد تعبيره في التفاصيل الصغيرة لحياتنا، ولكنها اصبحت نوعا من المرض العضال في السلوك السياسي لحكومات اليمين. لقد جربت حكومات اليسار كل شيء، ولم تخشى حتى من اجراء التجارب على بني البشر. حكومة رابين ـ بيرس جلبت علينا اوسلو، اقامت السلطة الفلسطينية وأدخلت اسرائيل في دائرة دموية لا نهاية لها.
باراك، أولمرت ولفني وافقوا على أن يتنازلوا تقريبا عن كل شيء كي ينهوا النزاع، ولكن لا توجد دولة فلسطينية. شارون بادر إلى انسحاب من طرف واحد من غزة، وجلب علينا حماستان وأدخلنا في دوامة الصواريخ والانفاق والحروب.
لقد أثبتت بالونات التجارب التي أطلقها اليسار بانه حتى لو أقامت اسرائيل لنفسها جزيرة اصطناعية في قلب البحر المتوسط، سيواصل الفلسطينيون المطالبة بحق العودة إلى هناك ايضا. والرد على الادعاء بانه لا يوجد شريك للمسيرة السياسية في الطرف الاخر كان ان علينا أن نتخذ خطوة من جانب واحد، في صالحنا ـ والويل لتلك المصلحة. بالون تجربة فك الارتباط، الذي اطلق إلى الهواء في ظل سحق حقوق انسان سكان غوش قطيف، تفجر لنا في الوجه.
في اليمين وحده يخافون التجارب، يخافون المبادرة. في أساس الفكر اليميني يختبىء تفكير يتجذر عميقا، وكأن ابقاء الوضع كما هو يحسن للاستيطان ـ وهذا خطأ جسيم. فالايام التي كان يمكن فيها توسيع الاستيطان، تحت رعاية المؤقت وعصا زمبيش، انقضت. والدليل هو التجميد شبه المطلق للاستيطان في يهودا والسامرة بعد انتصار اليمين في الانتخابات.
بلدة اخرى، كرفان آخر، تثبيت آخر للحقائق على الارض لا بد هام، ولكن المعركة الشاملة يجب أن تكون على تغيير الاتجاه. اما ابقاء الوضع المؤقت، والذي تقرر فيه اسرائيل الا تقرر، فيقوض حقها الاخلاقي في الاحتفاظ بيهودا والسامرة. فلا يمكن الاحتفاظ إلى الابد بالناس بلا حقوق. محظور الانتظار إلى أن تشعل الانتفاضة البلاد وتصبح اسرائيل منبوذة في العالم. كفى للانتظار، وكفى للاحتلال. نعم، نعم، كفى للاحتلال. هذه العبارة هي الحل الذي يجب أن يقوده اليمين.
في يهودا والسامرة يعيش 400 الف مواطن اسرائيلي تحت حكم عسكري. منذ 40 سنة وقادة المنطقة في الجيش الاسرائيلي هم الذين يقررون عنهم في مسائل مدنية مثل جودة البيئة، الاراضي واذون البناء. إلى جانب المواطنين الاسرائيليين يعيش تحت حكم عسكري في المناطق ج نحو 100 الف فلسطيني آخر. الباقون يعيشون تحت السلطة الفلسطينية، التي تدير حياتهم المدنية.
لحكومة نتنياهو، إلى جانب تأييد ليبرمان من المعارضة، توجد امكانية لقيادة خطوة لانهاء الاحتلال من خلال ضم مناطق ج ومنح حق الاقتراع للاقلية الفلسطينية التي تعيش في هذه المناطق. هذه الخطوة محقة اخلاقيا وفي نفس الوقت ستؤشر للفلسطينيين بان لتسويف الزمن العنيد من طرفهم يوجد ثمن.
لقد حان الوقت لمبادرة سياسية من اليمين. اليمين ايضا يحق له أن يطلق بالونات الاختبار. الاحتمال في ان تمس بحياة الناس اقل بكثير من بالونات الاختبار التي اطلقها اليسار.

بقلم:يفعت ايرلخ،عن يديعوت

Exit mobile version