المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الذكرى الثالثة والثلاثون لعملية خطف الجنود الثمانية في لبنان عام 1982/حركة فتح 4-9-1982

ان بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان صدرت أوامر من قيادة حركة فتح بضرورة , أسر عدد من الجنود الاسرائيلين لمبادلتهم بأسرى فلسطينين فقامت المجموعة بإبلاغ القيادة عن وجود إحدى الدوريات المعادية التي اعتادت على المرور في وقت محدد من الشمال من بحمدون عبر واد كثيف الأشجار وشديد والوعورة إلي منطقة حمانا وهي قرية لبنانية تحت السيطرة السورية , وبسبب كثافة الأشجار ووعورة الطريق اعتادت الدورية السير على الإقدام بسبب عدم قدرة الآليات على الدخول إلا إلي نقطة قريبة معينة تم التوقف.
بدء العملية : في الحادية عشرة من صباح الرابع من أيلول الموافق السبت من عام 1982كما يرويها عيسى حجو (هو الآن من قيادة الشرطة في السلطة الفلسطينية في فلسطين 2015) قائد المجموعة الفدائية انطلقت مجموعاتنا من القاعدة السرية المتقدمة وكنا نرتدي بزات عسكري مثل البزات التي يلبسها عناصر حزب الكتائب (الحزب حينها كان مضاد لنا) ونحمل رشاشات من نوع كلاشينكوف آلماني (ألماني شرقي), وعندما اقتربنا من الهدف اتفقنا على عدم التحدث وان يتم التفاهم بيننا بالإشارات , وهناك المجنزرة الإسرائيلية قد أفرغت حمولتها بالكامل من ثمانية جنود مدججين بالأسلحة الفردية والذخائر والمون التي تكفيهم طوال اليوم , وبسبب حرارة الصيف ووعورة الطريق اخذ التعب من الجنود الإسرائيليين ما أن وصلوا إلي الكمين حتى استقلوا على الأرض وكلفوا ثلاثة منهم بالحراسة.
ساعة الصفر : وفي هذا الإثناء كانت مجموعتنا ترصدهم و تتعقبهم , في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض عليهم , وتم الاتفاق في الانقضاض عليهم على أن أكون أنا في المقدمة ثم يتبعني عنصر أخر بعد خمس دقائق ثم يتقدم العنصران الآخران بعد دقيقتين ومن اتجاهين مختلفين , وفي حالة تم الاشتباك يقوم العنصران الآخرين بإطلاق النار على الجميع , في ساعة الصفر تقدمت ودخلت إلي وسط الجنود الموقع الإسرائيلي ولكن لباسي وهيئتي وسلاحي لا يوحيان باني من الفدائيين بل باني من عناصر حزب الكتائب , فصافحت احد الجنود وتحدثت معه بالفرنسية التي أتقنتها في دراستي (درس بالجزائر) وركزت حديثي إلي احد الجنود وكأني اعرفه من مدة طويلة وكان جالسا على بندقيته من طراز جليل في حضنه , تم تقدمت من ذلك الجندي ووضعت قدمي على كعب بندقيته.
في هذه اللحظة التي وصل فيها زميلي إلي الموقع وطلبت من الجندي الوقوف واضعاَ بندقيتي في بطنه وسحبت الأقسام استعداداَ لإطلاق النار , فأصبت جنود الموقع بالذهول وحاول احدهم إطلاق النار ولكن احد زملائي تحدث له بالعبرية قائلا ” لانطلق النار إذا أردت أن تعود إلي أمك سالماَ ” فأيقن الجنود الإسرائيليين أنهم محاصرون , فأمرهم قائدهم بعدم المقاومة.
وفي هذه اللحظة وصل زميلنا الثالث , فأدرك الجنود أنهم محاصرون ولا يستطيعون القيام بشي , فطلبت من صديقي الذي يتقن العبرية أن يقول له أننا فدائيين ولا نرغب بقتلهم أو إيذائهم إلا إذا حاولوا المقاومة , وان الموقع محاصر من جميع النواحي , فصعق الجنود , فاستسلم الجنود جميعاَ فأمرنهم بالنزول إلي المدرج الثاني داخل الموقع فقد كنا نعرف أن عدد الجنود في الموقع 8 ولكننا لم نجد إلا 5 , وفي هذه اللحظة دخل جندي من بين الأشجار فأمره زميلي بالعبرية برمي سلاحه وإلا لن يرجع إلي أمه سالماَ.
فرأى زملائه الجنود فقام برمي السلاح ورفع اليدين ثم تبعه الجنديين الأخريين , تم الأمر في فترة 5-7 دقائق , وكان الأمر بالنسبة إلي الدورية العسكرية الإسرائيلية مفاجأة , ومع إن عملية الأسر انتهت إلا انه لم ينته إلي مجموعة الفدائيين , في كيفية نقل الأسرى من منطقة يوجد فيها الحواجز والمواقع العسكرية لتنظيمات مختلفة , وما اثر القلق لقائد المجموعة الفدائية ..؟
ما العمل ثمانية جنود إسرائيليين لدى 4 فدائيين , وهكذا بدأت عملية الإخلاء الصعبة والشاقة حيث عمل قائد المجموعة إلي إعادة الأسلحة إلي الجنود الثمانية وكلفوا بحملها بعد ان جرت عملية تبديل مخازن الذخيرة في كلا سلاح فلا يحمل الجندي أي ذخيرة من نوع نفس السلاح الذي يحمله حتى لا يشكلوا خطورة , وفي طريق العودة أصيب احد الجنود الإسرائيليين برصاصة بكتفه إثناء تعثر احد الفدائية فانطلقت رصاصة من بندقية الفدائي باتجاه الجندي الإسرائيلي , وحيث لا يحدث لبس في أثناء توجهنا للقاعدة العسكرية , قمت بالتوجه لوحدي في البداية للقاعدة وأبلغتهم إن عملية الأسر نجحت.
وفي سبيل التغلب على نقل الأسرى إلي منطقة البقاع وعلى مشكلة الحواجز والمواقع المنتشرة في المنطقة تم الاتفاق مع موقع الجبهة الشعبية – القيادة العامة _جماعة أحمد جبريل المناهضة لنا والمتآمرة دوما مع نظام الأسد الدموي) للمساهمة في عملية نقل الأسرى , حيت تتمتع سيارات الجبهة الشعبية بحرية اكبر للحركة على الحواجز والمواقع المنتشرة على الطريق.
وتم تقسم الأسرى إلي مجموعتين , المجموعة الأولى تضم أسيرين في سيارة تابعة للجبهة الشعبية-(جماعة جبريل) وتسير في المقدمة وتضم المجموعة الثانية ستة اسري في سيارة تابعة لفتح وتسير
في المؤخرة وبهذا الأسلوب تم اجتياز الحواجز والمواقع على الطريق إلي مقر القيادة في البقاع ولكن الجبهة الشعبية – القيادة العامة (جماعة أحمد جبريل الموالية للنظام السوري) أصرت على الاحتفاظ بالأسيرين.
وعند وصول الفدائية إلي المقر في البقاع عمت الفرحة وتم تسليم الأسرى الجنود إلي الأخ محمود العالول , وتم إبلاغ القيادة في دمشق بعملية الأسر , وما أن اكتشف الإسرائيليون فقدان جنودهم حتى بدأت عمليات البحث بالطائرات والمجنزرات والجنود.
وبعد ذلك أعلنت (إسرائيل) فقدان 8 جنود محذرة من المساس بهم , إما على الصعيد الداخلي ل(اسرائيل) فقد اعتبرت إحدى الانتكاسات التي مرت بالعدو.

نقطة واول السطر

Exit mobile version