المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

تذكر دائما أن أفكارك لك، لكن أقوالك لغيرك كتب د.حنا عيسى

(( قبل أن تتحاور ، حلل كلامك الى عنصرين أساسيين:المقدمة المنطقية والنتيجة))
إن الحوار هو منهج الحياة فهو سلوك نمارسه بطريقة تلقائية وباستمرار لتحقيق التوازن بيننا وبين المحيط , وهو الأسلوب الامثل لتنظيم هذه الطاقة وممارسة هذا السلوك بطريقة واعية ومدربة وفق قواعد تحقق الفرص العادلة لكل طرف في التعبير عن رأيه وإقناع الآخر بوجهة نظره في جو من الاحترام والتفاعل الإنساني .. فالحوار هو تنادي وتجاوب بين طرفين أو أكثر لبحث قضية أو موقف أو مصلحة فيطرح كل طرف ما يراه ويقتنع به ويراجع الطرف الآخر في منطقه وفكره حتى الوصول إلى رؤية مشتركة أو توافق يراعي مصلحة الجميع.

مفهوم الحوار :
مفهوم الحوار لغة: الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور والتجاوب.

وفي الاصطلاح :
* الحوار هو : نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.
* الحوار هو : أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب ، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف ، فيتبادلان النقاش حول أمر معين ، وقد يصلان إلى نتيجة وقد لا يقنع أحدهما الآخر ولكن السامع يأخذ العبرة ويكوّن لنفسه موقفاً * الحوار هو : محادثة بين شخصين أو فريقين ، حول موضوع محدد ، لكل منهما وجهة نظر خاصة به ، هدفها الوصول إلى الحقيقة ، أو إلى أكبر قدر ممكن من تطابق وجهات النظر ، بعيداً عن الخصومة أوالتعصب ، بطريق يعتمد على العلم والعقل ، مع استعداد كلا الطرفين لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يد الطرف الآخر.

* الحوار هو : حديث بين طرفين أو أكثر حول قضية معينة ، الهدف منها الوصول إلى الحقيقة ، بعيداً عن الخصومة والتعصب بل بطريقة علمية إقناعية ، ولا يشترط فيها الحصول على نتائج فورية * = الحوار هو : أدب تجاذب الحديث بشكل عام).

* الحوار هو : تبادل الآراء بين طرفين بأسلوب علمي وصولاً إلى الحقيقة …

غاية الحوار:
الغاية من الحوار إقامةُ الحجة، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي. فهو تعاون من الُمتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، وَثمَّة غايات وأهداف فرعية أو هِّدة لهذا الغاية منها:
– إيجاد حلٍّ وسط يرضي الأطراف.
– التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى.
– البحث والتنقيب، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة.

أهمية الحوار :
– كسر الحاجز النفسي بين متقابلين أو متناقضين.
-اكتشاف الآخر وفهم أفكاره ودوافعه.
-إثراء الأفكار والانطباعات
-توضيح المواقف.
-تجنب تأزم العلاقة أو المواجهة.
-الوصول إلى نقاط الاتفاق.

قواعد الحوار
-تحديد الهدف من الحوار.
-اعتماد قواعد العقل والمنطق.
-الاتفاق على المسلمات والبديهيات.
-عدم التناقض في الكلام أو المواقف.

فالحوار هو جدلية الحياة ولغة يومية نمارسها تلقائيا فنحن نتحاور مع أنفسنا مع القريبين منا مع الآخرين مع الكل من تتقاطع بيننا وبينهم خطوط الحياة وقد تتطور بيننا وبينهم المصالح أو التناقضات.

أنواع الحوار
-التعارف واكتشاف الآخر.
-البحث والاستطلاع.
-الحوار من اجل الوصول إلى هدف.
-التفاوض على حل.

من أشكال الحوار:
حوار فكري , حوار ديني , سياسي , علمي … الخ

أصول الحوار:
•سلوك الطرق العلمية والتزامها، ومن هذه الطرق:
1- تقديم الأدلة الُمثبِتة أو المرجِّحة للدعوى.
2- صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة.

•سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض؛ فالمتناقض ساقط بداهة.
•ألا يكون الدليل هو عين الدعوى؛
•الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة.
•التجرُّد، وقصد الحق، والبعد عن التعصب، والالتزام بآداب الحوار.
إن إتباع الحق، والسعي للوصول إليه، والحرص على الالتزام؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء، أو هوى الجمهور، أو الأتْباع.. والعاقل فضلاً عن المسلم الصادق طالبٌ حقٍّ، باحثٌ عن الحقيقة، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ.

•أهلية المحاور:
إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه،
كما أن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً.

•قطعية النتائج ونسبيَّتها
من المهم في هذا الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم سبحانه وتعالى.
وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب “.

شروط الحوار
يؤكد المهتمون بأدبيات التربية بأن الحوار من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر لما له من أثر في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال، كما ان الحوار من الأنشطة التي تحرر الإنسان من الانغلاق والانعزالية وتفتح له قنوات للتواصل يكتسب من خلالها المزيد من المعرفة والوعي، كما انه طريقة للتفكير الجماعي والنقد الفكري الذي يؤدي إلى توليد الأفكار والبعد عن الجمود ويكتسب الحوار أهميته من كونه وسيلة للتآلف والتعاون وبديلاً عن سوء الفهم والتقوقع والتعسف.

آداب الحوار:
1- التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحدي والإفحام.
2- الالتزام بوقت محدد في الكلام.
3- حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة.
4- تقدير الخصم واحترامه.
5- حصر المناظرات في مكان محدود.
6- الإخلاص.

كما يجب مراعة الامور التالية اثناء الحوار:
-الموضوعية.
-عدم التعصب.
-الروح الرياضية.
-عدم الانفعال.
-الإنصاف.
-الاستقلالية.
– سرعة البديهة.

وأخيراً نستنتج مما ذكر أعلاه أن الحكمة الصينية تقول : «من آداب الحوار: فكر كثيراً واستنتج طويلا،، وتحدث قليلا ،، ولا تهمل ما تسمعه، بل ادخره فمن المؤكد أنك ستحتاجه في المستقبل.

د.حنا عيسى – استاذ القانون الدولي

Exit mobile version