المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مغالطات “أسامه حمدان”

” إلغاء أوسلو يكمن في إطلاق مشروع مقاومة وطني حقيقي يعيد الاحتلال في مواجهة المقاومة الذي ظن أنه ارتاح منها ” .

تلك الكلمات جاءت في مقابلة للسيد أسامه حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس و عضو مكتبها السياسي وذلك يوم ١٩-٩-٢٠١٥ على شاشة قناة القدس التابعه لحركة حماس الخارج .

إن السيد أسامه حمدان يُعتبر من صقور حماس و مثله الزهار و البرديل و مشير المصري و بدران و موسى و غيرهم كثيرون ، و لكنه يختلف عنهم في أن له وحهاً أكثر دبلوماسيةً و أدباً ، و لذلك فإن تصريحه يستحق النقاش ، و ليس على شاكلة أؤلئك الموتورين و الحاقدين و الشتّامين .

أسأل السيد أسامه حمدان ، علماً بأنني من المعارضين لإتفاق أوسلو و أطالب بإلغائه :

– هل تعارض حركة حماس فعلاً اتفاق اوسلو و تعمل على إلغائه بينما واقع حالها يشي بغير ذلك الذي تُصرِّح به ؟!

– هل من لا يعترف بأوسلو و يعمل على إلغائه يقوم بالمشاركة في انتخابات المؤسسات المنبثقه عن ذلك الاتفاق مثل المجلس التشريعي ؟!
ألا تعي حماس أن المجلس التشريعي هو أحد الأبناء الشرعيين لاتفاق اوسلو الذي أُبرٍم بين إسرائيل و منظمة التحرير ؟!

– كيف ستتصرف حماس – طالما أقرّت بالمشاركة فيها – في حالة فوزها بالانتخابات التشريعيه و الرئاسية ؟!
كيف سيتم التعامل مع تنقلات هذه القيادات المُنتَخَبَه مع سلطة الاحتلال ؟ و كيف سيتم التنسيق لعبور و خروج المواطنين و الحالات المرضية و الانسانية ، و تحصيل الضرائب و الاموال ؟!

– كيف ستمارس حماس الكفاح المسلَّح و بالذات في الضفة الغربية و قادتها أعضاء يجتمعون في المجلس التشريعي المعروف عنوانه و مقرّاته و اوقات اجتماعاته ؟!
– كيف سيلتحق وزراء ( الكفاح المسلَح و المقاومه) بدوام وزاراتهم و كل وزارة يعرف الاحتلال موقعها و أماكن مكاتب أؤلئك الوزراء و أوقات دوامهم و أماكن سُكناهُم و الطريق التي يسلكونها في مجيئهم و مغادرتهم لأماكن عملهم و منازلهم ؟!

– كيف يُمكن إقناعنا بأن حماس ضد أوسلو و تفاهماته بينما تسعى لاستنساخه في قطاع غزة؟

ألا تلاحق حماس المقاومين الذين لا يُقرّون بهدنتها مع العدو الصهيوني و تلاحقهم و تعتقلهم و تُعرضهم للتعذيب ، أي بعنى أنها تريد إحتكار قرار المواجهة و شكلها و قرار المهادنة و شكله ؟

– هل تستطيع حماس أن تُنكر انها تحاول الوصول الى اتفاق شبيه بإتفاق اوسلو بينها و بين اسرائيل بعد ثلاثة حروب خاضتها لنجدها الآن تتفاوض للوصول الى وضعٍ في غزة أقل بقليل مما كان عليه الحال قبل انقلابها في غزة و سيطرتها عليه بالحديد و النار ؟!
و من المسؤول بعد العدو الصهيوني غير حركة حماس عن عشرات آلاف الشهداء و الأسرى و الجرحى و الدمار الذي لحق بغزة نتيجة تلك الحروب العبثية ؟!

– إننا نسأل السيد أسامه حمدان : كيف يمكن إطلاق مشروع مقاومة وطني حقيقي كما تقول بينما ترفض حماس الانخراط في اي اطار وحدوي قلسطيني علماً بأن هذا الاطار قائم و يتمتع بالشرعية الوطنية و الدولية و هو منظمة التحرير الفلسطينية ؟! .

إننا نرى إصراراً من حركة حماس على إعادة تفصيل منظمة التحرير على مقاسها و مقاس برنامجها ، أي بعبادات أخرى الانقلاب على كل منظمة التحرير قيادةً و برنامجاً و أُطراً بل و تاريخاً ؟!

لو كنتم ايها السيد اسامه حمدان صادقين في بناء و تمتين جبهة وطنية لما فرضتم سلطة الامر الواقع بالانقلاب على غزة و انتم تتمتعون بأغلبية المجلس التشريعي و تُشكِّلون حكومة السلطة ، أي بعبارات أخرى لم تحتملوا وجود رئيس للسلطة من خارج حماس علماً بأنه مُنتَخب ، و كان انتخاب شعبه له على اساس برنامجٍ سياسي ونهج واضح لم يخدع شعبه به ؟!

و لو كنتم ايها السيد أسامه حمدان صادقين في وحدة وطنية لما رفضتم دخول منظمة التحرير قبل أوسلو بسنوات طويلةٍ جداً ، بل و يوم كانت فتح و بقية الفصائل الوطنية تُعلِّم كل حركات التحرر في العالم معنى الثورة و الجهاد و المقاومه ؟

إنك ايها السيد أسامه حمدان و رفاقك ممن ساهموا في نشوء و تشكيل حماس لم تحتملوا ان تبقوا اعضاء في الاتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الكويت و شكّلتم الرابطة الاسلامية لطلبة فلسطين كبديل و منافس مما يٍدلِّل على عدم جديتكم تجاه الوحدة الوطنية الفلسطينية و يؤكد على ان الاولوية لدى حركة حماس هي لبرنامج الاخوان المسلمين بصفتها الذراع الفلسطيني لها و ليس هنالك اولوية او ايمان صادق ببناء جبهة مقاومة فلسطينية .

كتب ابراهيم خرّوب

Exit mobile version