المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“الجارديان”: “الجزيرة” تنهار رغم محاولات “حمد” لإنقاذها

وكالات – أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن إدارة قناة «الجزيرة» القطرية اتخذت قرارًا سريًا بتسريح نحو ألف من العاملين، بناء على دراسة أعدتها شركة أجنبية متخصصة، وأشارت فيها إلى أن القناة تنهار وتعاني من أزمة مالية طاحنة، ولم يعد لها تأثيرها السابق، وفقدت نحو 60٪ من مشاهديها، وقالت إن قرارات الاستغناء عن كثيرين سيتم تفعيلها عقب عيد الأضحى.

وذكرت الصحيفة أن المديرين التنفيذيين للقناة التقوا فى اجتماع على مدار يومين، وقرروا تخفيض عدد الموظفين، إلا أن موظفا تحدث عن القرار قائلا: «سيحدث إلا إذا حصل تدخل من جهات عليا»، وحاولت «الجارديان» التأكد من صحة المعلومات من إدارة القناة، لكنها لم تتلق ردًا رسميًا، إلا أن أحد المسئولين أكد لها أن «هناك أمرًا سيحدث قريبا».

وتعلق الصحيفة بأن تخفيض الوظائف فى قناة «الجزيرة» يعنى أن قطر مستعدة للاستثمار فى قنوات أخرى مثل قناة وصحيفة «العربى الجديد»، التى يديرها عزمى بشارة مستشار الأمير.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن «حمد بن خليفة آل ثاني» الأمير السابق، أثار أزمة بسبب إصراره على تمويل «الجزيرة» والإبقاء عليها رغم خسائرها المالية الضخمة التى تخطت نصف مليار دولار، خصوصا أن هناك عشرات العاملين الذين انضموا إليها خلال الأشهر الماضية، وجميعهم تابعون لتنظيم الإخوان المسلمين، فروا من مصر عقب ثورة 30 يونيو، وهناك عدد من الصحفيين ومن يطلقون على أنفسهم مفكرين يتقاضون أموالا شهريا دون عمل محدد فى القناة، وما يقومون به هو الظهور على شاشة القناة للتحريض ضد مصر والإساءة إليها.

واعتبر أعضاء مجلس الإدارة من الأسرة الحاكمة أن تعيين هؤلاء كان خطرا كبيرا، والسبب الرئيس فى تراجع القناة، لأنهم جعلوها قناة ناطقة بلسان الإخوان وفقدت المهنية والمصداقية أمام العالم، فضلا عن خسارتها نسبة هائلة من مشاهديها في مصر، نظرا للهجوم المستمر على ثورة 30 يونيو والوقوف إلى جانب تنظيم الإخوان.

وطالب أعضاء بمجلس الإدارة بضرورة طرد أعضاء الإخوان وقياداتها من القناة، نظرا لتقاضيهم أموالا طائلة دون وجه حق.

ولم يقتصر الفشل على قناة «الجزيرة» فى الشرق الأوسط فقط، بل امتد أيضا إلى قناة «الجزيرة» الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية، والتى وصلت خسائرها إلى نحو 600 مليون دولار، وأعلن عدد من الأمريكيين العاملين بها استقالتهم اعتراضا على سياسات القناة وإدارتها، ورفع بعضهم قضايا على قطر واتهموها بالتزوير والخداع والتضليل والضغط عليهم لتزييف الحقائق.

وتشير «الجارديان» إلى أن «الجزيرة» تحولت إلى قناة مثيرة للجدل والمصاعب، وبثت أشرطة تنظيم القاعدة، وخطابات أسامة بن لادن، وفى اتجاه آخر استضافت معلقين إسرائيليين، وتسببت فى مشكلات لها مع الحكومات المحلية التى اتهمت القناة بدعم الإسلاميين، وانتقد النظام المصرى تغطيتها للأحداث، واتهمها بدعم الإخوان المسلمين.

ويأتي تقرير «الجارديان» ليؤكد ما نشرته «البوابة» منذ أيام حول أزمة القناة الناطقة بلسان الإخوان والمدعومة بقوة من أمير قطر السابق ونجله تميم الأمير الحالي، والتي تصل ميزانيتها إلى مئة مليون دولار، وتعاني خسائر هائلة، لكن حمد بن خليفة تقدم لإنقاذها وضخ نصف مليار دولار أخرى فى ميزانيتها المتعثرة.

وأكدت مصادر خاصة، من داخل القناة، أن هناك حالة تذمر شديد بين العاملين، نظرا للطريقة المهينة للتعامل معهم وطردهم بصورة غير لائقة، وهناك بعض العاملين ممن سيجرى الاستغناء عنهم خاصة من الأجانب هددوا بمقاضاتها دوليا، واللجوء إلى محاكم دولية للحصول على حقوقهم.

وقالت المصادر إن إدارة القناة لا تجد سبيلا للخروج من الأزمة إلا من خلال تخفيض عدد موظفيها، والتركيز على قنوات جديدة تدعمها الحكومة القطرية، خصوصا أن الأسرة الحاكمة فى قطر تعاني مشكلات مالية كبيرة، بسبب تراجع أسعار النفط والغاز المصدر الوحيد للأموال فى قطر.

 

Exit mobile version