المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أعيدوا الاموال لألمانيا كتب عمر حلمي الغول

فكرة جديرة بالاثارة، طرحها الصديق احمد دواد، ونحن نناقش جنون وهرطقة بنيامين نتنياهو بإلقاء “المسؤولية” على كاهل الحاج امين الحسيني عن المحرقة النازية ضد اليهود في المانيا. لأنها لا تقتصر على مجرد تبرئة هتلر والمانيا النازية الخطيرة من المحرقة، بل لها تداعيات على دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، تحمل تبعاتها، ودفع إستحقاقها، كونها تأتِ من رأس الحكم في إسرائيل.

تبرئة نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل لادولف هتلر، القائد النازي الالماني من محرقة ملايين اليهود في اربعينيات القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية، و”تحميل” الحاج امين الحسيني، القائد الفلسطيني “المسؤولية” بإقناعه “بتنفيذ المحرقة” اثناء لقائه الزعيم الالماني عام 1941، تفرض على حكومة إسرائيل إعادة كل الاموال، التي حصلت عليها من الحكومات الالمانية المتعاقبة منذ قيام دولة النكبة في العام 1948 حتى الان، تلك الاموال، التي بنت الاقتصاد الاسرائيلي، وعلى إسرائيل، ان توقف إبتزازها للشعب والمؤسسات الرسمية الالمانية، وتعيد صياغة التاريخ من جديد؟! لاسيما وان الحركة الصهيونية، التي قامت وأقامت دولتها الكولونيالية على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني، إستنادا لرواية تتناقض مع ابسط حقائق التاريخ والوقائع الدامغة لفلسطين التاريخية، وهويتها الوطنية والقومية. فأين هي الغرابة، ان يقوم احد احفاد قادة الصهيونية العالمية، بقلب الحقائق رأسا على عقب بعد اربعة وسبعين عاما على المحرقة النازية لليهود؟

رغم ان المانيا ممثلة بشخص ميركل، القائدة الالمانية الحاكمة، وحكومتها، اكدت مجددا وامام رئيس وزراء إسرائيل المخبول، ان المسؤولية الاساسية عن المحرقة تنحصر في المانيا وقيادتها النازية آنذاك، خاصة وان زيارة الحاج امين الحسيني لالمانيا، جاءت وباعتراف من عايشوا المحرقة من اليهود، بعد حرق هتلر مئات الالاف من اليهود الالمان. إلآ ان من حقها، ان تقول لنتنياهو وحكومته العنصرية، آن لك ولعموم قادة إسرائيل والحركة الصهيونية بالكف عن ابتزازنا، وعليكم إعادة اموالنا، التي تقدر بمئات المليارات من الدورلاات الاميركية. وايضا على شعوب وحكومات اوروبا إستثمار ذلك الحقد العنصري الاهوج ضد القائد الوطني الفلسطيني وعلى عموم الشعب العربي الفلسطيني، لتتبرأ من اية إستحقاقات مالية او سياسية او امنية، ألزمت نفسها تجاه دولة إسرائيل المارقة، والخارجة على القانون.

نتنياهو ومن لف لفه من قادة إسرائيل العنصريين الفاشيين، قلبوا سحرهم العنصري ضد الفلسطينيين على رؤوسهم. لانهم سقطوا في شر حقدهم وكراهيتهم المستعرة ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وكون اللعبة الخطرة والمارقة، التي لجأ لها زعيم الليكود الحاكم، كشفت إفلاسهم وفقر حال روايتهم المزورة والرخيصة، التي تصدى لها الاسرائيليون اليهود وحلفاؤها في الولايات المتحدة الاميركية وكندا واوروبا قبل الفلسطينيين والعرب وانصار السلام في العالم.

اضف إلى ان حاكم الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل، من خلال جنونه العنصري، وتحريضه على إعادة إغتيال شهداء الحركة الوطنية التاريخيين والاساءة لسجلهم الوطني المشرف امثال الحاج امين الحسيني والقادة الاحياء وأبرزهم الرئيس محمود عباس والاجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني، إنما هو دعا الفلسطينيين مجددا للدفاع عن قياداتهم جميعا ودون إستثناء، والاحتفاء بهم، وإحياء ذكراهم، والتمسك أكثر فاكثر بحقوقهم الوطنية، والدفاع عن هويتهم الفلسطينية العربية، والدفاع عن اهدافهم الوطنية بكل ما ملكت ايديهم عبر المقاومة الشعبية السلمية المتلازمة مع النضال السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والتربوي الثقافي والاعلامي حتى إقامة الدولة الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194، وكنس الاحتلال الاسرائيلي ومستعمريه ومستعمراته الجرثومية، القائمة على ارض الدولة الفلسطينية المحتلة عام 67.

Exit mobile version