المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عيد الاستقلال

دونما أدنى شك فإن ذكرى إعلان الاستقلال هذا العام، تأتي ومسيرة الاستقلال تخطو مع هبة القدس، خطواتها الاخيرة الواثقة نحو مستقبلها الأكيد، مستقبل الحرية والخلاص من الاحتلال، مستقبل فلسطين الدولة الحرة المستقلة، بعاصمتها القدس العربية الفلسطينية.

وفي رحاب الذكرى وكما في كل عام، بل وكما في كل يوم، ننحني إجلالا لأرواح شهداء شعبنا، الذين جعلوا من وثيقة الاستقلال، بعد انتفاضة عظيمة، إعلانا ممكنا، وبرنامج عمل واقعيا، بمسيرة نضالية، لا تعرف التراجع ولا التردد، ولا تقبل المساومة، وها هي اليوم بعد سبعة وعشرين عاما على إعلانها، اكثر ثباتا في مسيرتها، وأصلب إرادة، وأوضح إصرارا على تحقيق أهدافها العادلة وغايتها النبيلة في دحر الظلم والعدوان والاحتلال والعنصرية، من اجل عيش حر وكريم، وسلام عادل.

في رحاب الذكرى، ورحابها على امتداد العام في حياتنا الوطنية، تتوهج قلوبنا اعتزازا بجراح الفخر على صدور أبناء شعبنا، وبصلابة روح المقاومة والصمود عند أسرانا الابطال، وتتوهج ايمانا وثقة، بسلامة قرارنا الوطني المستقل، وواقعية مشروعنا التحرري، وهو يضع في كل يوم مدماكا بعد الآخر، في بناية الدولة المستقلة، لا نعني الوزارات والمؤسسات التي اقمنا، والتي كما أعلن الرئيس ابو مازن يوم امس الاول، انها قريبا في القدس العاصمة، وإنما نعني ايضا منازل الوعي والثقافة والروح الفلسطينية، التي أصبحت أرحب إدراكا، وأوسع معرفة خلاقة، بضرورة الاستقلال، كضرورة حياة وحرية، وهذا ما يؤكده جيل اليوم من اطفالنا وشبابنا البواسل، وفتياتنا الماجدات، في دروب المقاومة الشعبية السلمية، التي أشعلت جذوتها هبة القدس المباركة.

لهؤلاء الابطال جميعا نرفع تحيات الفخر والاعتزاز، وهم يعمرون قلوبنا بالايمان ان استقلالنا قادم بفجره البهي لا محالة، وان ذكرى الاستقلال لم تعد ذكرى، وانما هي اليوم عيدنا الوطني الاول أولا.

وفي هذا العيد نجدد العهد والوعد والقسم، لشهيدنا الخالد ياسر عرفات الذي اعلن بزهو الانتفاضة المجيدة وصوتها، وثيقة الاستقلال اننا على ذات الدرب ماضون ولذات الحرية قادمون.

وانه لعهد ووعد وقسم، لكل شهداء شعبنا ولكل جرحانا واسرانا البواسل، اننا سنظل كذلك حتى يوم الفجر العظيم فجر الحرية والاستقلال.

عيد الاستقلال، عيد فلسطين، عيد هباتها المقدسة، عيد حراكها الشعبي المتنامي والمتواصل، عيد مستقبلها واضحا بدولتها الحرة، عيد خلاصها الذي لا بد ان يكون، فكل عام وأنتم بخير الاستقلال شعبا شجاعا، وقيادة صلبة وامينة.

Exit mobile version