المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

‘الهبة الجماهيرية’.. استمرار لنضال شعبنا ضد الاحتلال

أسيل الأخرس

لا يزال هناك تباين كبير بين مختلف شرائح المجتمع في تسمية ما يجري في الأرض الفلسطينية منذ أوائل شهر تشرين الأول الماضي، ويذهب البعض الى تسميتها ‘بالهبة الشعبية’ في حين يرى آخرون أنها ‘انتفاضة’ جديدة او امتداد لانتفاضة الاقصى التي لم تنته.

28 عاما مرت على انطلاق الانتفاضة الأولى أو ما أطلق عليها ‘انتفاضة الحجارة’ عام 1987، مرورا بانتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى الهبة الاخيرة منذ بداية تشرين الاول الماضي، خاض خلالها أبناء شعبنا كافة اشكال النضال الوطني، وتعرضوا إلى شتى انواع العدوان والقتل من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وطوروا فيها أشكال المقاومة.

التباين في تصنيف الهبة الشعبية، تزامن مع الاصرار على عدم ربطها بالسكين فقط كوسيلة مقاومة مشروعة، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويرى الخبير في القانون الدولي حنا عيسى، أن أبناء شعبنا خلال الهبة الجماهيرية الحالية استخدموا أشكال المقاومة المختلفة استنادا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3236 للعام 1974 الذي اجاز استخدام الشعب الفلسطيني كافة أشكال المقاومة، لاستعادة حقوقه المشروعة، وأن أي عمل نضالي داخل الأراضي المحتلة عام 1967، يعتبر حقا مكفولا بقرار من الأمم المتحدة.

وأضاف، أن الهبة الحالية هي استمرار لحالة النضال الفلسطيني المتواصل، ومن حق شعبنا الدفاع عن أرضه بكافة الوسائل، معتبرا أنها جزء من انتفاضة الأقصى عام 2000 والتي لم تنته.

وقال عيسى: ‘في انتفاضة الحجارة، كان الحجر الوسيلة الوحيدة لأبناء شعبنا للدفاع عن حقهم، والمطالبة بحريتهم ورفض الاحتلال الإسرائيلي، وامتدت هذه الانتفاضة الى كافة مناطق ومحافظات فلسطين’.

وأوضح، أن انتفاضة الاقصى في عام 2000 والتي بدأت بعد دخول رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أرئيل شارون إلى المسجد الاقصى، والتي ستشهد فيها أكثر من 4412 شهيدا، لم تحقق نتائج على الارض، ما يدلل على أنها لم تنته.

وشدد عيسى على أن الهبة الجماهيرية الشعبية الحالية سواء كانت استمرار لانتفاضة الأقصى أو هبة جديدة، فهي دلالة على استمرارية النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الاسرائيلي.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، ‘لا يمكن الفصل بين كافة أشكال المقاومة، وكل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين’، مشيرا إلى أن مواصلة العمل المقاوم بكافة أشكاله هو السبيل الامثل لإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية.

وأضاف أبو يوسف، أن العمل الوطني متواصل، ومن حق شعبنا تطوير وسائله للدفاع عن أرضه، مشيرا إلى أن الهبة جاءت كأمر حتمي نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه والتي أبرزها احراق الطفل محمد أبو خضير في القدس، مرورا بإحراق عائلة الدوابشة في دوما بنابلس، وقتل اكثر من 38 شهيدا خلال الاشهر القليلة قبل بدء الهبة، إضافة الى اعتداءات المستوطنين المتواصلة خلال السنوات الأخيرة.

ولفت إلى أن شعبنا وخلال نضاله قدم تضحيات جسام، معتبرا أن الهبة ساهمت في إعادة القضية الفلسطينية مجددا إلى صدارة الأحداث الدولية.

وأوضح أبو يوسف أن احتجاز جثامين الشهداء، وهدم المنازل، واغلاق المحافظات، واعتقال 2500 شاب وطفل خلال الفترة الماضية، وسياسة التطهير العرقي في القدس ضمن الحرب الشاملة على شعبنا، يزيد الفلسطيني تمسكا بأرضه وحقه واصراره على ثوابته، وأن تضحياته لن تذهب هدرا.

ويصادف اليوم الذكرى الـ28 لانطلاق انتفاضة الحجارة في العام 1987 التي انطلقت بعد استشهاد 5 من العمال في قطاع غزة.

Exit mobile version