المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الملف الأسود لجماعة الإخوان

“ليس لنا علاقة بالجماعات التكفيرية أو الإرهابية، نحن جماعة ترفع شعار السلمية”، هذا هو رد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، في جميع البيانات وأحاديثها الصحفية أو الإعلامية التي يتم إصدارها من قبل قيادات الجماعة منذ تأسيس الجماعة على سيد حسن البنا، وحتى الآن، ولكن إذا بحثنا في تاريخ الجماعة نرى أنها الجماعة التي أسست العنف والإرهاب في مصر.
بدأ تاريخ جماعة الإخوان بشيء من الغموض حيث تأسست على يد حسن البنا، ولم يعلن عن الأسباب الخفية وراء تأسيسها، ولكنه أعلن أنها جماعة دعوية وإصلاحية على غير الحقيقة، وعكس ما كان يظهر في الكتب التي تصدر عنه، ولم يبدُ تاريخ الجماعة في بدايته واضح على حقيقته إلا بعد وصول سيد قطب إلى قيادة الجماعة، ومنذ سنوات قليلة ازدادت حقيقة الجماعة في استخدام العنف ضد الشعب المصري من ناحيه، وظهور بعض القيادات المنشقين بحقائق ومستندات تكشف تورط الجماعة في تصدير الإرهاب في العالم أجمع.

سيد قطب وتأسيسه للعنف

قبل أن يصبح سيد قطب الأب الروحي لحركة الإخوان، كانت له روايتان، الأولى تقول بأنه كان شيوعيا، والتقى بحسن البنا وتأثر به ودخل في الجماعة، وسلك المسلك المتشدد، وحظي بقبول كثير من رفاقه في الحركة، وهذه الرواية ليست غريبة عن كثير من الشيوعيين المتشددين الذين ألفوا كتبا كثيرة عن الماركسية اللينينية.
أما الرواية الثانية عنه فتقول بأنه كان ليبراليا، زار الولايات المتحدة وتأثر بالفكر الليبرالي ثم رجع إلى بلده مصر وقرأ دراسات القاضي المدني وعضو مكتب الإرشاد للإخوان عبد القادر عودة، وكان من أولى المتشددين في مصر، ومن خلال تأثر سيد قطب به تحول إلى التنظيم الدعوي لجماعة الإخوان، ثم دخل السجن، مما جعله يحمل حقدا على العلمانيين، فجاء بأفكار سياسية متشددة، ووجد الإسلام طريقا لتمرير هذه الأفكار، فدعى إلى تسييس الإسلام، وتحويل الدعوة الذي كان بعيدا عن الحزبيـة والتحزب الديني إلى حزب سياسي ديني.
ذهب سيد قطب أبعد من ذلك حين أصبح مرشدا للإخوان، وجاء بفكرة “الحاكمية”، وضرورة أن تتحقق ذلك من خلال سيطرة حزب سياسي ذات توجه ديني إسلامي ولو عن طريق القوة والإغتيالات، وخطط لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبذلك أصبح تنظيم الإخوان المتحزب ممنوعا في مصر، وأعدم سيد قطب، واعتقل عشرات العناصر التابعة للإخوان، واعتبر تنظيما معاديا للأمن والنظام.
من خلال مراجعتنا لتفكير سيد قطب في الحاكمية، يمكننا أن يتخلص ذلك في عدد من الكتب التي أصدرها، أبرزها “خصائص التصور الإسلامي، في ظلال القران”، دحض أفكار سيد قطب في التكفير وممارسة العنف من وجهة نظر إسلامية، والدليل على أن “قطب” كان من مؤسس العنف، الرد الذي قام به المرشد العام للجماعة وقتها بكتاب ” نحن دعاة ولسنا قضاة”.

أيمن الظواهري

كان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الإرهابي بعد أسامة بن لادن، وبمقتل الأخير أصبح زعيما للتنظيم، ولد أيمن الظواهري في عام 1951 في حي المعادي الذي تقيم فيه العائلات الغنية والعريقة بالقاهرة، ووالده هو الدكتور محمد الظواهري من أشهر أطباء مصر والعرب، وجده لوالده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر، وجده لوالدته هو عبد الوهاب عزام أحد أهم رجال الأدب والنفوذ بمصر في مرحلة ما قبل ثورة 1952، وأخوه عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة العربية، وخاله سالم عزام أمين المجلس الإسلامي الأوروبي، وخاله الآخر محفوظ عزام محامي سيد قطب.
نشأ الظواهري في بيئة ملتزمة دينيا، وكان حريصا منذ طفولته على أداء الصلاة في المسجد وحضور الدروس وحلقات العلم مثل محاضرات المستشار مصطفى كامل وصفي نائب رئيس مجلس الدولة وأحد أهم العلماء، وتأثر ببعض المشايخ وعلماء وقيادات جماعة الإخوان منهم سيد قطب، وشكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة، وذلك لصلة القربة بينه وبين محفوظ عزام محامي سيد قطب، ومحمود عزام أحد مؤسسي جماعة التكفير والهجرة.

أسامة بن لادن

وفي مفاجأة كانت غير متوقعة، اعترف أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أن أسامة بن لادن كان عضوًا في جماعة الإخوان، وأن التنظيم هو الذي أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفياتي في مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر.
وبثت هذا الفيديو مؤسسة السحاب التابعة لتنظيم القاعدة، ويظهر الظواهري وهو يروي أسرار لقاء خاص جرى في بيشاور وجمع بين أسامة بن لادن ومصطفى مشهور مرشد جماعة الإخوان الإرهابية.

أبو بكر البغدادي

ولم يكن تنظيم القاعدة الإرهابي، هو من يحكمه قيادات تابعة لجماعة الإخوان، ولكن كان التنظيم الأشهر في السنوات الماضية وهو “داعش”، كان قائده وزعيمه إخواني وهذا من خلال اعترافات الدكتور يوسف القرضاوي رئيس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، كان شابا من شباب جماعة الإخوان.
وكشف القرضاوي في شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت، عن وجود شباب من قطر ضمن تنظيم داعش الإرهابي، كانوا أعضاء سابقين بجماعة الإخوان، وذكر أن البغدادي كان ميالا للقيادة الأمر الذي جعله يترك الإخوان ويلتحق بالتنظيم المتشدد.
ورغم أنه تظاهر في أكثر من مناسبة برفض أسلوب التنظيم المتشدد في ممارسة العنف، إلا أن القرضاوي بحث للمنتمين إليه عن أعذار، زاعما أنهم يلتحقون به هروبا مما اسماه جور الحكام وفساد الأوضاع.

منفذو أحداث 11 سبتمبر وعلاقتهم بالإخوان

وبعد مرور أكثر من 15 عاما، ظهر تنظيم القاعدة الإرهابي عبر صحيفة “المسيري” التابعة له عن القصة الحقيقية وغير المروية عن تخطيط وتنفيذ أحداث 11 سبتمبر 2001، بتفجير برج التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الصحفية في العدد الصادر لها أمس، أن أحد مخططي العملية كان له علاقة بجماعة الإخوان، قائله: “خالد الشيخ منفذ أحداث 11 سبتمبر كانت بدايته في الكويت أقام مسرحية مع الإخوان المسلمين، وكانت هنا بداية تخطيطاته وتفكيره في كيفية إسقاط اثنى عشر طائرة أمريكية في أجل وفي وقت واحد، هذه أول مجموعة ابتدأت العمل ضد الغرب”.

Exit mobile version