المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

غزة: ازدياد حالات الانتحار يثير قلق ذوي الخريجين المتعطلين

لم يخف الكثير من ذوي الخريجين والشبان العاطلين عن العمل مخاوفهم من إقدام أبنائهم على الانتحار بعد تعدد حالات الانتحار في قطاع غزة في الآونة الأخيرة، والتي وصلت في أقل من أسبوع إلى أكثر من أربع حالات.
ويعزو هؤلاء مخاوفهم إلى وقوع عمليات الانتحار بمجملها في صفوف الشباب في ظل الوضع الاقتصادي والمهني السيئ.
وفي هذا الإطار، قال سامي علوان والد لثلاثة خريجين عاطلين من العمل: إنه كان يشعر منذ فترة بأن العديد من الشباب سيقدمون على الانتحار بسبب ما يشاهدونه من واقع نفسي سيئ يتعرض له أبناؤهم وغيرهم من المتعطلين عن العمل.
واعترف بأن سماعه أخبار الانتحار يصيبه بالذعر بشكل كبير، ولكنه يفزعه أكثر عندما يسمع أبناؤه عن هذه الظاهرة.
وقال علوان في منتصف الأربعينيات من عمره: إنه شعر بقلق بالغ عندما أصغى أحد أبنائه بشكل مبالغ فيه لخبر انتحار شاب من خان يونس، تناقلته إحدى الإذاعات المحلية.
وأضاف بقلق: من يضمن عدم إقدام أحد أبنائي على الانتحار في ظل فشلهم بعد مرور أشهر وسنوات على تخرجهم من الجامعات وعدم حصولهم على أي عمل.
ويشاركه الرأي المواطن يوسف مطاوع من جباليا، وهو أب لخريجين متعطلين، ويعتبر أن خيار الانتحار يبقى وارداً لدى الشباب إذا وصلوا لمرحلة اليأس والتقدم بالسن دون أن يكونوا قادرين على صناعة مستقبلهم.
وأضاف مطاوع: إنه قرر عدم الضغط على ابنيه وتركهم يبحثون عن عمل دون التدخل في شؤونهم بعد تعدد حالات الانتحار مؤخراً، معترفاً بأنه ضغط عليهم كثيراً من أجل العمل وعدم الاستسلام للبطالة ولكن الآن الأمر اختلف خشية على حياتهم.
وبالرغم من توفير سبل الراحة لهم خلال الأيام الماضية إلا أن مطاوع لا يزال يخشى أن تؤثر عليهم هذه الأوضاع وازدياد معدلات الانتحار، وآخرها إقدام أحد الشبان من محافظة خان يونس على إحراق نفسه في الشارع، ما أدى إلى إصابته بحروق بالغة.
فيما شرع المواطن صبحي درويش وله أربعة أبناء بتثقيف أبنائه بخطورة ظاهرة الانتحار من ناحية دينية وعدم جوازها.
وأضاف درويش: إنه لا شيء يمكن أن يثني الشاب اليائس عن هذه الظاهرة إلا التعريف بخطورتها وعدم جوازها من ناحية دينية.
وتابع: لا شيء يمكن أن يمنع الشاب المقتنع بالانتحار إلا توفير متطلباته وإذا لم تتوفر فلا يبقى إلا تثقيفه دينياً، داعياً خطباء المساجد ووسائل الإعلام إلى التركيز على هذا الجانب للقضاء على حوادث الانتحار الأخيرة.
وتنوعت أساليب الانتحار في القطاع ما بين الشنق والحرق ومحاولة إلقاء النفس من مكان مرتفع.
من جانبه، قال الصحافي حكمت أبو زكري: إن ظاهرة الانتحار خطيرة جداً، والجميع يدرك أن الدين ينهى عنها، ولكن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وانسداد الأفق لدى قطاع واسع من الشباب وتحديداً في قطاع غزة يدفعهم للتفكير في كثير من الحلول لإنهاء فصول المعاناة التي يعانون منها.
ودعا في الوقت ذاته الجهات المعنية من حكومة وفصائل ومؤسسات رسمية إلى التفكير بشكل جدي لإنهاء أو على الأقل التخفيف من حدة المشاكل التي تواجه الشباب سواء فيما يتعلق بمشكلة البطالة والحقوق الوظيفية وغيرها قبل فوات الأوان.
وتوقع أبو زكري أن تتفاقم هذه الظاهرة الخطيرة إذا ما استمر تجاهل واقع الشباب وإذا ما استمرت معاناتهم.
ويرى أن مخاوف الأهالي مبررة بسبب حدة وقسوة المعاناة التي يلاحظونها بل ويعيشوها مع أبنائهم المتعطلين عن العمل أو الخريجين أو حتى الأطفال.

” صحيفة الايام الفلسطينية”

Exit mobile version