المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

في نقد عمر(2/4) (الحركة الوطنية)! كتب بكر ابو بكر

إن كان النقد في الحركة الوطنية مقبولا ، بل و يُحث عليه في اللقاءات الداخلية بمعنى أن هذه التنظيمات تضع في جدول أعمال اجتماعاتها التنظيمية بند (النقد والنقد الذاتي) ما كان ممارسا لتنظيف الذات أولا بنقدها وتبيان أخطائها، قبل البحث في عورات الآخرين ، لكن هذا الأمر قد ضعُف في كثير من التنظيمات الى الدرجة التي علا فيها صوت النقد منتقلاً من النقد الصامت (الداخلي) الى النقد الصاخب (خارج الأطر) و الى الدرجة التي تناسى فيها الشخص الناقد ذاته ووجّه كل سهامه للآخر أو للمحيط أوللظروف، وما هذا أبدا هو غاية فكرة النقد و النقد الذاتي.

إن الضرر من إهمال الاجتماعات المثمرة أو الفعالة في التنظيمات السياسية تحديدا يأتي من عدم عقدها، وان عُقدت فيأتي الضرر من عدم دوريتها، ما يُفقِد الكادر وحدة الخطاب ووحدة الموقف وتعميق روح الانتماء و الالتزام ويحرمهم مساحة التواصل الحر، و الحوار و القرار بل ويحرمهم مساحة تنظيف الذات أولا بالنقد الذاتي أمام الملأ، فالبداية دوما من عندي قبل أن أشير بأصبعي للآخر بنقد فما بالك باتهام!

وفي المقابل يكون الآخر تحت العين ومتأهبا بمحبة لتقبل النقد وفق حكمة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الذي كان يردد (رحم الله امرأ اهدى إليّ عيوبي) وقيل بصيغة (إن أحب الناس اليّ من أهدى إليّ عيوبي)، لا كما قال أحد الخلفاء الأمويين حين صعد المنبر: (من قال برأسه كذا قلنا بسيفنا وكذا) مهددا كل من يعارضه من اليوم الأول وهو الشخص ذاته مَن أعتبر تذاكر (أي تدارس) سيرة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مفسدة للرعية! وهذه من تلك، و لنا العبرة لمن يعتبر حيث قيل لبعض العلماء وقد اعتزل الناس وكان منطويا عنهم لم امتنعت عن المخالطة فقال : وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي؟

يقول لينين:“موقف الحزب السياسي تجاه أخطائه يمثل واحداً من المقاييس الأكثر دقة في تقييم جدية وإخلاص هذا الحزب، وكذا أمانته في التزاماته تجاه طبقته. التعرف بصراحة على الخطأ، التأكد من الأسباب التي أدت إليه، تأمين طريق تصحيحه – تلك هي السمات المميزة للحزب الجاد، والتي هي كيف يمارس دوره ويؤدي واجباته، وكيف يجب عليه تثقيف وتدريب طبقته، ومن ثم الجماهير”.

مارست حركة فتح النقد والنقد الذاتي في مؤتمراتها وفي اجتماعاتها، وكثيرا ما أبدى قادتها رأيا مغايرا في لقاءاتهم الداخلية حتى أن كل من القياديين خالد الحسن (أبو السعيد) وصلاح خلف (أبو إياد) كمثال كانا وغيرهما يمثلان خطان مختلفان كما كان ماجد أبوشرار، ولم يعني ذلك نقضا للالتزام الداخلي والانضباط في آلية توازن الوطني مع الحركي وفي إطار واضح من الحرص لا التدمير.

في نقد عمر بن الخطاب !(1/4) الهدهد

Exit mobile version