المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خشية الانفجار.. إسرائيل تبحث عن مخارج لإطفاء بركان غزة

قبل وصول مؤشر ساعة انفجار قطاع غزة لنقطة الصفر، بدأت إسرائيل في البحث عن حلول “عملية” لتنفيس الضغط، تُساعدها في تفادي نيران انفجار القطاع، الذي ما زال يتعرض لحصار مشدد منذ عشر سنوات، وباتت مرحلة المواجهة أقرب من أي وقت مضى.
التقارير”الاقتصادية والأمنية” التي تصل أجهزة المخابرات الإسرائيلية حول قطاع غزة، الذي يقف على “صفيح ساخن” بحسب آخر تلك التقارير، أثارت تخوفات حكومة بنيامين نتنياهو، من قرب موعد الانفجار، فبدأ الاحتلال بالكشف عن تسهيلات جديدة ستُقدم لغزة تبدأ بفتح المعابر وتخفيف الحصار، وقد تنتهي بإنشاء “ميناء بحري”.
وعلى موازاة ذلك، تتحرك تركيا جاهدةً لإيجاد حلول واتفاق مع إسرائيل للتخفيف من حصار غزة، فيعقد اليوم الأربعاء، في سويسرا لقاء هام بين تركيا وإسرائيل لبحث ملفين، أولهما وجود حماس في الأراضي التركية، والآخر البحث عن اتفاق يسمح للسفن التركية بدخول غزة عن طريق البحر.

خطوات قبل الانفجار
يقول أحمد يوسف، القيادي البارز في حركة “حماس”: إن “حكومة الاحتلال باتت معنية الآن بتحريك كل الملفات المتعلقة بقطاع غزة، وتساعد في تخفيف الحصار المفروض على سكان القطاع بخطوات عملية على الأرض خوفاً من القادم”.
ويضيف يوسف، لمراسل “الخليج أونلاين”: إن “الأوضاع المعيشية والاقتصادية في غزة، بعد 10 سنوات من الحصار الاقتصادي والأمني باتت خطيرة للغاية، وتهدد بانفجار وشيك وقوي في وجهة الجميع، وسيكون على إسرائيل صعوبة كبيرة في السيطرة عليه أو إخماده”.
ويوضح القيادي في “حماس” أن “إسرائيل هي من يُعطل التوصل لأي تفاهمات عملية على الأرض مع حركة “حماس” وباقي الفصائل في قطاع غزة”، مشيراً إلى أن “كل وسائل الضغط التي تمارسها إسرائيل لن تجدي نفعاً، وستبقى المقاومة متمسكة بكل شروطها لتوقيع أي اتفاق “تهدئة” أو رفع الحصار عن القطاع وفتح معابره، وإنشاء ميناء بحري”.
ويؤكد يوسف، أن “كل الحديث عبر الإعلام والغرف الأمنية المغلقة عن خطوات تنفيسية من قبل إسرائيل، دون خطوات عملية على الأرض يشعر بها ما يقارب 2 مليون محاصر بغزة، ستكون بلا فائدة ما لم تترجم على أرض الواقع، تبدأ برفع الحصار وفتح المعابر وإنشاء الميناء البحري”.
ويضيف: “متمسكون بكل مطالبنا ولن نتنازل عنها، والكرة الآن باتت في الملعب الإسرائيلي”، كاشفاً عن تحركات دولية كبيرة تجري من أجل “حلحلة” ملفات غزة المجمدة، التي تركز على رفع الحصار مقابل أي اتفاق مع إسرائيل.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأربعاء، إنه تجدد خلال الأسابيع الأخيرة النقاش على المستويين السياسي والعسكري لبلورة الموقف الإسرائيلي من مسألة احتمال إقامة ميناء في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن “تجدد النقاش يعود إلى الظروف الاقتصادية الآخذة بالتردي في القطاع، والرغبة في إيجاد حلول بنيوية طويلة الأمد من شأنها أن تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وتقليص المخاطر من تفجر مواجهة عسكرية مع حركة حماس مجدداً”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “مسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي يدعمون مبدئياً إقامة ميناء للقطاع؛ أملاً منهم في أن يتم اشتراط ذلك بتعهد حمساوي بوقف مطول لإطلاق النار، إلا أن فرص هذه الخطة ليست بكبيرة إزاء معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون لها”.

تنفيس الغضب
ومن جانبه يرى حاتم أبو زايدة، المختص بالشأن الإسرائيلي، أن “إسرائيل تفكر جدياً الآن، بتنفيذ خطوات تُساهم في تأجيل المواجهة مع حركة “حماس” وفصائل المقاومة في قطاع غزة، على الأقل لخمس سنوات مقبلة”.
ويؤكد أبو زايدة لمراسل “الخليج أونلاين” أن “إسرائيل تعلم تماماً أن وقت المواجهة مع غزة اقترب بشكل كبير، وفي حال لم تبدأ بتنفيذ خطوات عملية وسريعة، للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على القطاع، فسيكون لذلك مخاطر كبيرة للغاية”.
ويضيف: “الأوضاع في قطاع غزة تتجه نحو الانفجار في وجه إسرائيل، والحرب التي تخشاها ولا تعلم النتائج التي ستحصدها منها، في ظل تخوفها الكبير من الأنفاق وتطور قدرة المقاومة التي باتت تشكل رُعباً وميزان قوة لصالح الفلسطينيين”.
ويوضح المختص بالشأن الإسرائيلي أن “الاحتلال بدأ من خلال تنسيق مع أطراف دولية وخارجية لتأجيل المواجهة مع غزة، والبدء بخطوات تمنع أو تؤجل على الأقل المواجهة العسكرية”، لافتاً إلى أن “إسرائيل غير معنية بفتح جبهة جديدة مع غزة، وستعمل على إغلاق تلك الجبهات بكل الطرق المتوفرة”.
وذكر أبو زايدة أن “تركيا كذلك تبذل جهوداً كبيرة من أجل تخفيف الحصار عن القطاع، من خلال إدخال البضائع والمواد الغذائية اللازمة عبر المعابر، وإجراء المشاورات مع الاحتلال للسماح لسفنها بالرسو في ميناء غزة، كجزء من المباحثات المشتركة بين الجانبين”.
وقال: “تركيا ستنجح في التخفيف من الحصار على غزة، وهي تملك ورقة قوية في ذلك، ولكن قد تكون هناك عقبات مثل مصر، قد تعيق تلك الجهود أو تعطلها بسبب الخلافات الكبيرة القائمة بين أنقرة والقاهرة، على قطاع غزة والسيطرة عليه”.
وفي السياق ذاته، كشف مسؤول إسرائيلي كبير عن أنه سيجري، اليوم الأربعاء، في سويسرا لقاء إسرائيلي تركي لمناقشة مسألتين عالقتين، الأولى هي الطلب التركي للحصول على حرية الوصول إلى قطاع غزة، بما في ذلك مباشرة عن طريق البحر للسفن التركية، التي تبدو إسرائيل غير مستعدة لمنحه؛ أولاً بسبب رغبتها في إبقاء الحصار البحري على قطاع غزة، وكذلك بسبب معارضة مصر أي تدخل تركي في القطاع.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي هرتصي هليفي قد حذر من انهيار قطاع غزة اقتصادياً، ومن الأثمان التي ستدفعها “إسرائيل” لقاء ذلك.
وقال هليفي خلال ظهوره أثناء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الثلاثاء: إن “القطاع سيتحول قريباً إلى مكان يستحيل العيش فيه”، مشيراً إلى أن حماس غير معنية بالمواجهة حالياً.
وأضاف في تصريح هو الأول من نوعه: “الوضع الإنساني بالقطاع يسير نحو الانهيار وتداعياته ستصل إسرائيل مباشرة”، مستنداً لتقرير الأمم المتحدة الأخير، الذي حذر من تحول غزة لمكان يستحيل العيش فيه مع حلول عام 2020، وذلك في حال لم يحدث تغير جوهري بالحصار المفروض عليه.

المصدر الخليج أون لاين

Exit mobile version