المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مرضى سرطان تحت رحمة “المنع”

بلال غيث كسواني

تعيش عضو مجلس بلدي رام الله نادية حبش، حالة قلق دائم، لعدم تمكنها من متابعة علاجها من مرض السرطان بالشكل المطلوب، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يمنعها من الدخول إلى أراضي عام 1948، أو السفر للخارج من أجل استكمال علاجها.

وقالت حبش: “بعد أن منّ الله عليّ بالشفاء من سرطان الثدي، إلا أنني ما زلت بحاجة إلى متابعة مستمرة لحالتي كي لا يعود المرض مرة أخرى، لا قدر الله، لكن منعي من الدخول إلى أراضي عام 1948، والسفر للخارج، يشكل عائقا امام استكمال علاجي، ما يجعلني اعيش بحالة قلق دائم”.

وأضافت: “لست الوحيدة التي تعاني جراء هذه المشكلة، فهناك العشرات من أبناء شعبنا المرضى بالسرطان وتستدعي حالاتهم العلاج خارج فلسطين، يعانون بسبب منعهم من السفر، ما يتطلب تضافر جهود الجميع لإنشاء مركز متخصص، يوفر العلاج والمتابعة حتى تحقيق الشفاء التام”.

وأعربت حبش عن ارتياحها لمبادرة الرئيس محمود عباس بإنشاء مستشفى خالد الحسن لعلاج السرطان في فلسطين، وقالت: “شعبنا بحاجة ماسة لهذا المستشفى، الذي سينقذ حياة الكثيرين ممن تستدعي حالتهم السفر إلى الخارج للعلاج، او لعدم توفر الامكانيات الطبية لعلاجهم في مستشفيات الوطن”.

وأضافت: احتاج لإجراء صور وفحوصات خاصة بمرضي، لكنها غير متوفرة بمستشفيات الضفة، ولا يسمح الاحتلال بدخولي إلى القدس أو السفر للأردن لإجرائها، ولا أعلم ماذا أفعل، وكيف سأتابع المرض وتطوراته دون إجراء تلك الفحوصات، أتمنى ألا يعيش الكثيرون من أبناء شعبنا المعاناة ذاتها.

المواطنة أم غسان، هي الأخرى تجرعت المرارة والحسرة بعد وفاة نجلها البكر غسان عباس الريماوي ( 27 عاما)، جراء عدم توفر العلاج اللازم له بعد إصابته بمرض السرطان.

وقالت: كان نجلي بحاجة إلى عملية زرع نخاع جراء إصابته بمرض سرطان الدم، ولعدم قدرة مستشفيات الضفة على توفير هذه الخدمة الطبية، حوّل للعلاج في الخارج، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعته من السفر، كونه كان أسيرا في سجون الاحتلال.

وأشارت إلى أن نجلها أصيب بالسرطان أثناء سجنه، وعولج لمدة خمس سنوات في الضفة الغربية، إلا أنه توفي قبل شهرين، بعد أن فشلت كل محاولات إدخاله إلى إسرائيل والقدس للعلاج.

وقالت: بات من الضروري إنشاء مستشفى توفر العلاج لمرضى السرطان داخل فلسطين، ما يخفف من معاناتهم ويخلصهم من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، ويوفر أثمان التحويلات الطبية الباهظة التي تصرف على علاج السرطان سنويا.

وكان الرئيس عباس، أعلن أمس الجمعة، إطلاق حملة “وردة أمل لشعب الأمل”، بالتبرع لمستشفى خالد الحسن للسرطان في رام الله، بمبلغ مليون دولار، بهدف توفير العلاج لمرضى السرطان من أبناء شعبنا داخل الوطن وتجنيبهم التعرض لمضايقات الاحتلال، والتقليل من التكاليف الباهظة لعلاج المرض في الخارج.

وقال جواد البيطار من مركز نظم المعلومات في وزارة الصحة، إن الوزارة تسجل 82 حالة إصابة بالسرطان لكل 100 ألف نسمة في الضفة سنويا، و77 حالة لكل 100 ألف نسمة في قطاع غزة.

وأضاف أن مرض السرطان يأتي في المرتبة الثانية كمسبب للوفاة في فلسطين بعد أمراض القلب، مشيرا إلى أنه في عام 2014، توفي 1589 مريضا بالسرطان في الضفة والقطاع، 954 في الضفة، و635 في قطاع غزة، ويشكل الذكور النسبة الأعلى من الوفيات بالسرطان، حيث توفي في العام المذكور 53.6%، بينما توفي من الإناث 46.4%..

وعزا البيطار سبب ارتفاع المرض في الضفة مقارنة بقطاع غزة، إلى نمط الحياة المتبع، وانتشار الوجبات السريعة، والاجهزة الحديثة التي قللت من حركة الإنسان، ولم يغفل دور الاحتلال لها من خلال إلقاء النفايات السامة في الأرض الفلسطينية.

وطبقا لإحصائية تحويلات النصف الأول من عام 2015، بين البيطار أنه 34% من التحويلات التي صدرت عن الوزارة كانت لمرضى السرطان، حيث تم تحويل 10420 حالة إلى المستشفيات الأردنية والمصرية، ومستشفيي المطلع والمقاصد في القدس، ومختلف المستشفيات الخاصة في الضفة.

وخلال النصف الأول من العام المنصرم، بلغت قيمة التحويلات الطبية لمختلف الأمراض أكثر من 245 مليون شيقل، و393 مليون شيقل في الفترة ذاتها من عام 2014.

وأشار إلى أن 86.6% من المرضى يتم تحويلهم إلى المؤسسات الصحية داخل فلسطين، منها 44.5% لمستشفيات المطلع والمقاصد شرق القدس، و13.4% خارج فلسطين.

Exit mobile version