المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أضواء على الصحف الاسرائيلية 6-7 أيار 2016

صحف

تقرير المراقب حول الجرف الصامد اخطر من تقرير فينوغراد حول حرب لبنان الثانية

تواصل النقاش وتبادل التصريحات الهجومية في نهاية الأسبوع، حول فحوى مسودة التقرير السري الذي اعده مراقب الدولة حول سلوك المجلس الوزاري المصغر، خاصة رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الأمن يعلون، ورئيس الأركان بيني غانتس، خلال حرب “الجرف الصامد” في غزة، حيث يعتقد مراقب الدولة أن نتنياهو أخفى معلومات عن الوزراء. وبعد تسريب بعض تفاصيل التقرير الى وسائل الاعلام، وصفه بعض الذين قرأوه بأنه اخطر من تقرير فينوغراد حول حرب لبنان الثانية.

وتكتب صحيفة “هآرتس” ان مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعت (يوم الجمعة)، انه “تم تسريب وتشويه النتائج التي توصل اليها تقرير مراقب الدولة بشأن عملية “الجرف الصامت”، من قبل أطراف معنية”. ووفقا لهذه المصادر، فان من قام بالتسريب هم “سياسيون غير مسؤولين كانوا أعضاء في المجلس الوزاري المصغر، والذين يعرفون الحقيقة لكنهم يفضلون تشويهها، لأغراض الهجوم السياسي “.

وقد غير ديوان نتنياهو، يوم الجمعة، خطه الدفاعي الاعلامي في كل ما يتعلق بمسودة التقرير. فبعد الهجوم الشخصي وشديد اللهجة ضد رجال المراقب، يوم الخميس، والادعاء بأن التقرير “غير جدي”، وتحركه دوافع الملاحقة السياسية، ادعى المقربون من نتنياهو (الجمعة) انه تم تسريب التقرير من قبل الخصوم السياسيين لنتنياهو وان القاضي المتقاعد يوسيف شبيرا، مراقب الدولة، اثنى على سلوك نتنياهو في موضوع تهديد الأنفاق.

وكان وزير الخارجية، خلال فترة الجرف الصامد، النائب افيغدور ليبرمان، قد عقب على تقرير المراقب متهما القيادة السياسية بأنها تتهرب من المسؤولية. وقال المقربون من نتنياهو انه لا يوجد أي تشابه بين ما نشر في وسائل الاعلام وما يتضمنه التقرير. ووفقا لهم فان “المسودة ستتغير بالتأكيد في التقرير النهائي بعد تسلم الرد عليها”. وأضاف المقربون من نتنياهو ان مراقب الدولة يشير في مسودة التقرير الى كون نتنياهو اعتبر تهديد الانفاق بمثابة تهديد مركزي قبل فترة طويلة من العملية العسكرية، ووجه كل الجهاز من اجل العمل لاحباط التهديد.

وقال ليبرمان: “ان تعقيب نتنياهو يدل اكثر من التقرير نفسه على ان القيادة الحالية لإسرائيل، بقيادة نتنياهو ويعلون، تتهرب من المسؤولية. هذه قيادة لا تستطيع اتخاذ القرارات المطلوبة ولا تستطيع ضمان امن مواطني اسرائيل”.

وعقب مراقب الدولة على الهجوم الذي تعرض له من قبل نتنياهو ويعلون، بعد كشف مضمون المسودة، داعيا رئيس الحكومة ووزير الأمن وكل الجهات المعنية “الى التركيز على مسودة التقرير وتقديم تعقيبهم عليها”. واكد شبيرا ان كل العمل الذي قام به مكتبه في موضوع الجرف الصامد، تم حسب المعايير المتشددة وعلى أساس حقائق مدروسة وأدلة راسخة. ودعا رئيس الحكومة والمستشار القانوني للحكومة الى فحص كيف تم تسريب مسودة التقرير التي كان يفترض ان تكون “بالغة السرية”.

“يوم الغفران 2”

في هذا الصدد تكتب “يديعوت احرونوت” ان جهات رفيعة قرأت مسودة التقرير وصفت ما تضمنه بحرب “يوم الغفران 2″، وقالت ان “الامور لا يمكن ان تبقى خفية عن اعين الجمهور. المقصود هنا مسألة حياة او موت، بكل ما تعنيه الكلمة. المسألة ليست حق الجمهور بالمعرفة وانما حق الجمهور بالحياة. وكما منع اريئيل شارون من شغل منصب وزير الأمن بعد حرب لبنان، لا يمكن لبيبي وبوغي (نتنياهو ويعلون) ادارة حرب بعد الجرف الصامد”.

وقد حدث توتر بين رئيس الحكومة ووزير الأمن من جهة، ومراقب الدولة، من جهة اخرى على خلفية تقديم مسودة التقرير المتعلق بطرق اتخاذ القرارات خلال العملية والاخفاقات في الاستعداد ومعالجة تهديد الأنفاق. وينوي المراقب نشر التقرير البالغ الخطورة، الذي يتضمن انتقادات لسلوك رئيس الحكومة ووزير الامن ورئيس الاركان في حينه بيني غانتس.

وادعى المراقب في تقريره البالغ السرية ان رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الامن يعلون لم يطلعوا المجلس الوزاري المصغر على تحذيرات الشاباك بشأن المواجهة العسكرية المحتملة مع حماس في شهر تموز، وان الوزراء علموا بذلك خلال الحرب فقط. كما يدعي التقرير ان نتنياهو ويعلون لم يناقشا خطر الانفاق مع المجلس الوزاري المصغر، قبل الحرب نفسها، باستثناء نقاش واحد جرى في آذار 2014.

وتشير مسودة التقرير، أيضا، الى اخطاء المجلس الوزاري المصغر فيما يتعلق بسير القتال، الامر الذي جعل الحرب تمتد لـ51 يوما. كما تم انتقاد رئيس الاركان، بيني غانتس، بشكل شديد، بادعاء عدم وجود صلة بين التقييمات التي عرضها امام المجلس الوزاري المصغر وبين ما حدث على الأرض. فمثلا بعد اكتشاف النفق في كرم ابو سالم، قدر رئيس الأركان بأن حماس لا تنوي وغير مستعدة لهجمات اخرى عبر الأنفاق. ولكنه في الشهر التالي وقعت اربع اصابات نجمت عن هجمات تم شنها عبر اربعة انفاق.

كما يشير المراقب الى عدم الاستعداد وعدم اعداد مخططات عسكرية كافية لمواجهة تهديد الانفاق الهجومية في حال وقوع مواجهة. اضف الى ذلك ان نتنياهو ويعلون وغانتس اداروا لوحدهم غالبية خطوات الحرب واقصوا اعضاء المجلس الوزاري عما يحدث وتستروا على جزء كبير من التفاصيل. ويتطرق المراقب الى مواجهات خطيرة وقعت بين اعضاء المجلس الوزاري المصغر ومسألة التسريبات من جلسات المجلس الوزاري اثناء الحرب.

ويدعي مراقب الدولة ايضا، ان بعض اعضاء المجلس الوزاري المصغر افتقدوا الى الخبرة المهنية المطلوبة للتعامل مع القضايا الامنية. وزير الخارجية في حينه، افيغدور ليبرمان، الذي تم انتقاده لتغيبه عن جلسات المجلس الوزاري المصغر في حينه، ادعى على مسمع رجال المراقب بأن المقصود “منتدى للتنفيس”. كما ان رئيس الحكومة نتنياهو قال ان “بعض اعضاء المجلس الوزاري المصغر لا يفهمون مهامهم”.

وقالت جهات قرأت مسودة التقرير انه اشد خطورة من تقرير لجنة فينوغراد الذي حلل اخفاقات حرب لبنان الثانية، واعتبروا التقرير “قنبلة سياسية موقوتة ستعرض عملية الجرف الصامد كفشل خطير وتكشف بأنه لم يتم استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.

العليا ترفض فتح تحقيق جنائي في تسريب مخططات حربية خلال الجرف الصامد

في سياق متصل، تكتب “يسرائيل هيوم” ان المحكمة العليا رفضت (يوم الخميس) الالتماس الذي طالب بأمر المستشار القانوني للحكومة بفتح تحقيق جنائي لمعرفة من المسؤول عن تسريب تفاصيل المداولات السرية التي اجراها المجلس الوزاري الامني خلال عملية الجرف الصامد. وقدمت الالتماس الحركة من اجل جودة الحكم، والنائب ايتان كابل.

ويذكر انه تم في حينه تسريب استعراض محوسب تناول تحليلا لسيناريو احتلال قطاع غزة وابعاده، للقناة الثانية بعد فترة قصيرة جدا من انتهاء العملية العسكرية.

الشرطة تشتبه بخرق الأوامر خلال قتل الشقيقين مرام وابراهيم طه على حاجز قلنديا

كتبت “هآرتس” ان الشرطة تحقق في شبهات اطلاق النار بشكل غير قانوني على الأخوين مرام صالح ابو اسماعيل (23 عاما) وشقيقها ابراهيم طه (16 عاما)، على حاجز قلنديا. واصدرت قاضية محكمة الصلح في القدس، جويا سكيفا شبيرا، مساء الخميس، امرا يمنع نشر تفاصيل التحقيق واسماء المشبوهين. وكتبت في قرارها ان الامر مطلوب من اجل ضمان سلامة التحقيق ومنع المس بأمن الجمهور”.

وكان قسم الشرطة المحقق مع افراد الشرطة (ماحش) قد اعلن يوم الاحد الماضي، بأنه يستدل من التحقيق الأولي بأن اطلاق النيران القاتلة على مرام وابراهيم تم من قبل الحراس المدنيين العاملين على الحاجز وليس من قبل قوات الشرطة، ولذلك قررت عدم فتح تحقيق ضد افراد الشرطة المرابطين هناك.

وترفض الشرطة كشف الشريط الذي يوثق لإطلاق النار على القتيلين بادعاء انه يشكل مادة تحقيق. وادعت الشرطة ان مرام وشقيقها ابراهيم اثارا اشتباه شرطة حرس الحدود ولم يصغيان الى مطالبتهما لهما بالابتعاد، وان مرام استلت سكينا والقت به باتجاه قوة الشرطة، فقام احد افراد الشرطة بإطلاق النار في الهواء، وعندها تم اطلاق النار عليهما. لكن شهود عيان فلسطينيين افادوا ان مرام وابراهيم لم يشكلا أي خطر وكانا على مسافة بعيدة من الشرطة ولم يفهما صرخات افرادها التي كانت بالعبرية.

جولان يوضح خطابه المثير للجدل بعد استياء نتنياهو

كتبت صحيفة “هآرتس” ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اعرب امام وزير الامن موشيه يعلون، عن استيائه من تصريحات نائب رئيس الأركان الجنرال يئير جولان، الذي اشار في خطاب ليلة ذكرى الكارثة، الى أنه يشخص في اسرائيل اليوم مظاهر مشابهة لما حدث في المانيا في سنوات الثلاثينيات، عشية الكارثة.

وقالت مصادر في ديوان نتنياهو ان رئيس الحكومة طلب من يعلون بأن يقوم الجنرال جولان بنشر توضيح لتصريحاته، وبالفعل تم نشر مثل هذا التوضيح بعد عدة ساعات. ووفقا لديوان نتنياهو فان “رئيس الحكومة يقدر نائب رئيس الأركان لكنه يعتقد بأنه اخطأ في تصريحاته وجيد انه قام بتصحيحها”.

لكنه خلافا لنتنياهو قام يعلون بدعم نائب رئيس الأركان. وبعد قيام جولان بنشر التوضيح كتب يعلون على حسابه في “تويتر” بأنه تم تشويه تصريحات جولان من قبل جهات تهاجم الجيش. واضاف: “لدي كامل الثقة بنائب رئيس الأركان، الجنرال يئير جولان، المحارب والقائد صاحب القيم والحقوق”.

واضاف يعلون ان “الهجوم على جولان والتحمس ضده بسبب تفسير مشوه، وبشكل متعمد، لتصريحاته هي محاولة اخرى في الحملة المقلقة للمس بالجيش وضباطه سياسيا. ويل لنا اذا سمحنا بحدوث ذلك. وظيفة كل قائد في الجيش، وبالتأكيد الضابط الرفيع، لا يتلخص في قيادة الجنود للحرب فقط، وانما يحتم عليه توجيه الطريق والقيم بمساعدة البوصلة والضمير”.

اسرائيل تعلن عن اكتشاف نفق آخر يمتد من غزة الى اراضيها

تكتب الصحف الاسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي عثر، يوم الخميس، وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، على نفق اخر يمتد من قطاع غزة الى إسرائيل على حدود القطاع. وتشير “هآرتس” في تقريرها حول هذا الموضوع ان قوات الجيش عملت طوال الاسابيع الأخيرة في منطقة الحزام الأمني داخل القطاع، حيث تم اكتشاف النفق الذي يتراوح عمقه بين 26و28 مترا. ولا يعرف الجيش بعد ما هو طول ومسار النفق، باستثناء كونه يبدأ في قطاع غزة وينتهي في الجهة الجنوبية من غلاف غزة. ويبعد النفق الجديد عدة كيلومترات عن النفق الذي تم اكتشافه قبل ثلاثة أسابيع ومسافة قليلة عن بلدات اسرائيلية.

وفي اعقاب كشف النفق تم اطلاق خمس قذائف هاون باتجاه قوات الجيش في جنوب القطاع. ولم تقع اصابات. وقامت دبابات الجيش بالرد على مصادر النيران. وفي ساعات بعد الظهر قصفت الطائرات الاسرائيلية اربعة اهداف في جنوب القطاع. وجاء في بيان الجيش الاسرائيلي بأنه تمت مهاجمة اهداف تشكل قواعد ارهاب لحماس. وقالت مصادر فلسطينية في القطاع ان القصف اسفر عن قتل زينة العمور (53 عاما)، في حي الفاخوري الى الشرق من خان يونس. كما اصيب شخص بجراح متوسطة في المنطقة ذاتها، واصيب اخران بالقرب من خان يونس جراء الشظايا.

وقال ضابط في الجيش الاسرائيلي ان الانفاق تشكل “خرقا جوفيا لسيادة اسرائيل. ودور الجيش هو منع هذا الخرق. نحن لا نعرف ما اذا تم حفر النفق قبل الجرف الصامد او بعده، لكن حالته جيدة وجاهز للاستخدام”.

ووصل وزير الامن الى مقر كتيبة غزة واجرى تقييما للأوضاع في اعقاب الاحداث الأخيرة. ورافقه رئيس الاركان غادي ايزنكوت وقائد المنطقة الجنوبية الجنرال ايال زمير، ومنسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، ورئيس قسم العمليات الجنرال نيتسان الون وعدد من الضباط. وخلال الزيارة قال يعلون: “حماس تحاول خلال اليومين الأخيرين التخريب على عمل الجيش على طول الحدود، والذي تم خلاله اكتشاف نفق آخر، هذا هجوم يخرق سيادتنا ويدخل الى أراضينا”.

وأضاف يعلون: “لن تردعنا هذه التهديدات وسنواصل العمل ضد خرق سيادتنا، حتى نعثر على اخر الانفاق. وبما ان حماس اطلقت النار فقد قمنا بالرد وسنواصل الرد على كل استفزاز كهذا من قبل حماس، كي لا يحدث التصعيد ولا تواصل حماس اطلاق النار”. وقال الجنرال مردخاي، ان “الجيش سيواصل العمل ضد نشاط حماس الذي يخرق السيادة الاسرائيلية بواسطة بناء الانفاق داخل حدودنا”.

الى ذلك قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى ابو مرزوق، ان قطر تعمل على تحقيق الهدوء في قطاع غزة. ووفقا له فان محمد العمادي، مندوب قطر لترميم القطاع، يساعد على تهدئة الاوضاع ومنع “العدوان الاسرائيلي الجديد”. وقالت مصادر في حماس “ان التدخل القطري بالغ الاهمية لكننا نعتمد ايضا على الجانب المصري كونه الراعي الرئيسي للهدنة التي تم التوصل اليها بعد الجرف الصامد”. وقال المسؤول في حماس غزة، خليل الحية انه تم التوصل الى اتفاق تهدئة بمساعدة مصر وقطر والامم المتحدة. واتهم اسرائيل بالمسؤولية عن العنف بسبب عدوانها على غزة.

وقالت كتائب عز الدين القسام ان “اسرائيل تحاول تسويق انتصارات وانجازات واهية”. وكتبت على حسابها في تويتر ان “كشف النفق الجديد هو اكذوبة إسرائيلية، لان المقصود نفق تم اكتشافه خلال حرب 2014 وهو النفق الذي استخدم لتنفيذ اول عملية وراء خطوط العدو”.

“عطوة قدم معلومات كثيرة حول مشروع الانفاق”

في السياق ذاته، وفي خبر منفرد، تكتب “هآرتس” ان جهاز الشاباك الإسرائيلي اعلن بعد ظهر (الخميس) بأن ناشط حماس، محمود عطوة، الذي تم اعتقاله في الشهر الماضي، سلم معلومات كثيرة بخصوص حفر الانفاق في قطاع غزة. وكان الجيش قد اعتقل الناشط بعد اجتيازه للسياج الحدودي وفي حوزته سكينين. وحسب لائحة الاتهام التي تم تقديمها ضده فقد شارك في حفر الانفاق وزرع عبوات والقيام بدوريات على امتداد السياج الحدودي.

وقال الشاباك ان عطوة قدم معلومات حول طرق حفر الانفاق ومراكز الحفر وفوهات الانفاق التي كان يفترض ان تستخدمها قوة النخبة الخاصة في حماس المدربة على المحاربة في اسرائيل. ويشتبه الشاباك بأن الناشط كان ينوي قتل جنود او مدنيين بواسطة السكاكين داخل الأراضي الاسرائيلية.

وتتهم النيابة عطوة بالاتصال بعميل اجنبي، والعضوية في تنظيم غير قانوني والتآمر لتنفيذ جريمة والمشاركة في تدريب عسكري ممنوع، ومخالفات اسلحة وتسلل مسلح وحيازة سكاكين. وطلبت النيابة تمديد اعتقاله حتى انتهاء الاجراءات ضده.

وحسب اسرائيل فان تسلل الغزيين الى اسرائيل يتزايد منذ الجرف الصامد، وان مئات الغزيين فعلوا ذلك. لكن هؤلاء يقومون عادة باجتياز الحدود بدون سلاح فيتم التحقيق معهم واعادتهم الى القطاع او محاكمتهم بتهمة التسلل، خلافا لقضية عطوة.

ووفقا للائحة الاتهام فقد تم تجنيد عطوة في حماس في 2006 وشارك في تدريبات عسكرية شملت الاسلحة وصواريخ “ار بي جي”. وخلال نشاطه في حماس كان يقوم بدوريات مسلحة على امتداد الحدود من اجل التحذير من هجمات الجيش الاسرائيلي. وبين 2007 و2010 شارك في حفر الانفاق ووافق على تخزين عبوات ناسفة واحزمة ناسفة وصواريخ “ار بي جي” ودراجة نارية تابعة لحماس.

ريفلين ينتقد استضافة الليكود لشخصيات يمينية متطرفة من الخارج

تكتب صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، انتقد مساء الخميس، حزب الليكود الاسرائيلي لقيامه باستقبال زعيم الحزب اليميني المتطرف في النمسا، هاينتس كريستيان شتراخة، في الشهر الماضي. وقال ريفلين: “احيانا اشعر بالصدمة ازاء ما يبدو كدوس لكرامتنا القومية، في ضوء التواصل المستهجن مع الاصوات المنكرة في اليمين المتطرف في بعض اجزاء اوروبا”.

وشجب ريفلين خلال خطابه في مراسم اختتام احياء ذكرى الكارثة، في كيبوتس لوحمي هغيتؤوت، محاولات رجال اليمين الاسرائيلي التقرب من نشطاء اليمين المتطرف في اوروبا. وقال: “قبل عدة اسابيع حل ضيفا على البلاد كريستيان شتراخة، قائد الحزب النمساوي الذي يسمى نفسه بكل صفاقة حزب الحرية. انه لم يصل الى هنا لزيارة مجاملة او سياحة وانما بدعوة رسمية من ممثلين في العالم السياسي الاسرائيلي، وللأسف لم يكن الوحيد”.

وأضاف ريفلين: “هناك جهات مختلفة تحاول عقد تحالفات وعلاقات مع احزاب ومجموعات تكره الأجانب ولاسامية تدعم ظاهرا دولة اسرائيل. عيلنا نحن ابناء الجيل القريب من الكارثة، ان نكون واضحين: لن تبرر أي مصلحة في العالم هذا التحالف المخجل مع مجموعات وجهات لا تعترف بمسؤوليتها عن جرائم الكارثة، وتكرس عملها لإخفائها، وتسعى في رؤيتها الى ارتكابها من جديد ضد كل غريب، لاجئ، او مهاجر يتجرأ حسب رأيها على “تدنيس” مجال عيشها.

ولخص ريفلين قائلا: “القادة السياسيين وقادة الامة الذين يدعمون مفاهيم العنصرية، والنازية الجديدة واللاسامية، لم ولن يكونوا من الضيوف المرغوب فيهم في إسرائيل”.

اسرائيل تقرر اعادة جثث الشهداء المقدسيين

كتبت “هآرتس” و”يسرائيل هيوم” ان اسرائيل ابلغت المحكمة العليا (الخميس) بانها ستعيد جثث الشبان الفلسطينيين من القدس الشرقية الى عائلاتهم. وجاء ذلك في اعقاب الالتماس الذي قدمه مركز الضمير ومركز عدالة باسم تسع عائلات.

وحسب “هآرتس” فقد قال ممثل الشرطة خلال النقاش ان إسرائيل لا تنوي تأخير اعادة الجثث وهي تجري مفاوضات مع العائلات من اجل اعادة الجثث بشكل مكثف وتدريجي. واشارت الشرطة الى ان اعادة الجثث يتعلق بكيفية تشييع الجثامين وبموافقة العائلات على شروط الشرطة.

وحسب الشرطة فان هدف الشروط هو ضمان عدم تحول الدفن الى “حملة لتمجيد اسماء واعمال القتل التي قام بها هؤلاء، بشكل يمكن ان يؤدي الى تقليد اعمالهم”. وتطالب الشرطة بالالتزام بالمواعيد التي تحددها للدفن ومكان الدفن وعدد المشاركين والتزام العائلة بعدم القاء خطابات تحريض.

ورحب محامو العائلات بالقرار وقالوا انهم يعتقدون بأنه سيكون لهذا القرار تأثير على سلوك الدولة بشأن اعادة بقية الجثث المحتجزة في اسرائيل. مع ذلك، اكدوا الحاجة الى اعادة الجثث قبل بدء شهر رمضان وطلبوا من المحكمة اصدار امر احترازي ضد الدولة يضمن جدولا زمنيا لإعادة الجثث.

وقال ممثل الدولة انها تنوي اعادة الجثث في القريب، لكنه رفض الالتزام بجدول زمني، مدعيا ان من شأن ذلك تصعيب عمل الشاباك. كما قال القاضي الياكيم روبنشطاين انه لا حاجة الى جدول زمني لأنه يوجد اتفاق بين الجانبين على اعادة الجثث، والامر يتوقف على موعد تنفيذ ذلك.

لكن “يسرائيل هيوم” تكتب ان اعادة الجثث ستبدأ في الأسبوع القادم.

اسرائيل تحتسب موتاها في الحروب منذ 1860!

تكتب “يسرائيل هيوم” انه يستدل من معطيات نشرتها وزارة الأمن الاسرائيلية بان عدد “شهداء معارك اسرائيل” منذ عام 1860 وحتى عشية يوم ذكرى الجنود، هذا الاسبوع، بلغ 23,447 قتيلا. وازداد عدد قتلى الجيش بين العام الماضي والحالي 68 قتيلا، و59 معاقا توفوا جراء اعاقتهم واعتبروا “شهداء” في الجيش.

وحسب المعطيات يبلغ عدد العائلات الثكلى في إسرائيل اليوم 16.307 عائلات، والأرامل 4917 والايتام 1948.

يشار الى ان اسرائيل تحيي ذكرى الجنود القتلى في اليوم الذي يسبق احتفالها بالاستقلال. ويصادف يوم الذكرى هذه السنة في 11 ايار ويوم الاستقلال في 12 أيار (حسب التقويم العبري).

(ملاحظة المترجم – اسرائيل تحتسب عدد القتلى منذ بداية الصهيونية في عام 1860، وليس منذ بداية اقامة الدولة. وفي 2011 كتب المحلل امنون لورد من صحيفة “مصدر اول” ساخرا من هذا التضخيم، انه قام بفحص الارقام منذ عام 1947 فوجدها تقل بكثير عما ذكر في حينه، فقد احصى بين 6000 و7000 قتيل حتى عام 2011، بينما اعلن في حينه ان عدد القتلى في معارك إسرائيل بلغ 22,867. وكتب انه تبين له بأن اسرائيل تضيف الى الارقام حتى الجنود الذين يموتون جراء حادث طرق نتيجة احتساء الخمرة او الجنود الذين يقتلون صديقاتهم وينتحرون).

مقالات وتقارير

المنسق الأمني تحت الرادار العام

يكتب عاموس هرئيل، في “هآرتس” ان رئيس جهاز الامن العام (الشاباك) يورام كوهين سينهي يوم الاحد المقبل، 34 سنة من الخدمة في الجهاز، شغل خلال السنوات الخمس الاخيرة منها منصب رئيس الجهاز. بالمقارنة مع فترة رؤساء الجهاز الاربعة الذين سبقوه – كرمي جيلون وعامي ايالون وابي ديختر ويوفال ديسكين- كانت فترة كوهين قليلة الاحداث الدرامية نسبيا. صحيح انه سيكون من السذاجة في الظروف الحالية توقع الهدوء الكامل والمتواصل على الحدود او على الحلبة الفلسطينية، ولكن في مقاييس الزمن والمكان، وحتى على خلفية الاشهر العاصفة الأخيرة في المناطق، كانت هذه السنوات مستقرة جدا. وهذا مؤكد اكثر بالمقارنة مع الاضطرابات الواقعة وراء الحدود، على مسافة سفر ساعتين او ثلاث من مركز البلاد.

وقد تميزت فترة كوهين أيضا بحضور إعلامي قليل. فمنذ ايالون، اصبحت أسماء قادة الشاباك تكشف في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينما في أوائل التسعينيات، زمن يعقوب بيري، كانت الصحف تحتاج الى اظهار البراعة والتعقيد في عناوينها، في سبيل الاشارة غير المباشرة الى اسماء قادة الجهاز، ومنها مثلا “عمل الشاباك حقق الثمار” (كلمة ثمار معناها باللغة العبرية “بري”، وهي تذكر باسم بيري رئيس الشاباك في حينه – المترجم). وبشكل تدريجي فتحت أبواب الجهاز امام الصحفيين فقط. بل ان ديختر وديسكن القيا خطابات هنا وهناك، قبل نهاية ولايتهم. اما كوهين فقد فضل الحفاظ على ظهور أقل بروزا ومن المتوقع ان يواصل خليفته، نداف ارجمان، هذا الاتجاه.

مع ذلك، يوجد للشاباك دور بارز في غالبية القضايا الامنية التي اشغلت الدولة خلال هذه السنوات. في بداية ولاية كوهين كانت هناك صفقة الاسير جلعاد شليط، والتي منحها كوهين الختم المطاطي. وخلال سنته الأخيرة في الجهاز، تمكن اللواء اليهودي من كشف المسؤولين عن قتل ابناء عائلة دوابشة في قرية دوما، فيما بذلت الوحدات الاخرى الجهود لصد موجة ارهاب الافراد، التي تميز الانتفاضة الحالية منذ اندلاعها في تشرين الاول الماضي.

ديسكين، رئيس الشاباك السابق، عارض التنازلات التي طولبت بها اسرائيل في المفاوضات من اجل اطلاق سراح شليط في ايام حكومة ايهود اولمرت، ثم نتنياهو كرئيس للحكومة. ولكن في صيف 2011، بعد عدة اشهر من تعيين كوهين، اندلع الاحتجاج الاجتماعي، الذي كان نتنياهو يحتاج في نهايته الى عرض انجاز عام. وفي تلك الفترة تبلور الدعم الواسع للرأي العام الاسرائيلي بالتوصل الى اتفاق، فلاحت لنتنياهو فرصة جسر الفجوات امام قيادة حماس، التي اعربت عن استعدادها لتليين موقفها من اجل التوصل الى صفقة. وبتوجيه من رئيس الحكومة قام كوهين ومنسق المفاوضات دافيد ميدان، بصياغة الاتفاق الذي تم بموجبه اطلاق سراح 1027 اسيرا فلسطينيا بينهم 450 قاتلا مدانا.

لقد تعلقت الفجوة بين الجانبين بمسألة اطلاق سراح حوالي 125 قاتلا “ثقيلا”. لكنه تم في نهاية الأمر التوصل الى اتفاق، ولم يتم اطلاق سراح عدد من الاسرى الذين طالبت بهم حماس، وتم طرد اكثر من 200 من القتلة المحررين من شرقي القدس والضفة الغربية الى قطاع غزة ودول اخرى. وقد عاد الكثير من المطرودين الى نشاطهم الارهابي من بعيد، لكن واحدا فقط، من الذين بقوا في الضفة، ادين حتى اليوم بقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي، عشية عيد الفصح العبري قبل عامين. وحتى الان لم يتم تفنيد تقييم الشاباك بأنه يستطيع “استيعاب التهديد” الكامن في اطلاق سراح هؤلاء.

تقاسم العمل

طريقة العمل التي صيغت ايام ديختر وديسكين – الاعتقالات الليلة (قسم منها في مناطق A الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة)، والتحقيقات والاعتقالات والمحاكمة – تواصل العمل عليها بنجاعة في ايام كوهين. ماكينة الاحباط، “جزازة العشب” حسب تسميتها الفظة، اثبتت نفسها. لكن صورة الشاباك كجسم يستطيع عمل كل شيء، ويستطيع منع كل عملية او على الاقل كشف منفذيها بسرعة الضوء، مني بضربة في قضية اختطاف وقتل الفتية الثلاثة في غوش عتصيون في حزيران 2014.

لقد احتاج الشاباك في حينه الى ثلاثة اسابيع على الأقل، حتى تم كشف الجثث، واكثر من شهرين حتى تم الوصول الى الخاطفين من رجال حماس وقتلهم. لقد تلقت الشرطة غالبية النيران التي وجهتها وسائل الاعلام، بسبب العلاج الفاضح لمركز الطوارئ للمحادثة الهاتفية التي اجراها احد المخطوفين مع المركز. لكن جهاز الشاباك لم يكن بريئا من الاخطاء في القضية. بعد فترة قصيرة من العثور على الجثث، اندلعت الحرب في غزة، وفي نهايتها جاءت حرب اجهزة الاستخبارات: تبادل الاتهامات بين الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية. واتضح لاحقا بأن جهاز الشاباك كان اقرب الى فهم الاستعدادات العسكرية لحماس، رغم ان شعبة الاستخبارات العسكرية بقيت متمسكة بموقفها القائل بأن حماس جُرت الى المواجهة بسبب سلسلة من اساءة الفهم في الجانبين، وهو الخطر الذي ثبت هذا الاسبوع مرة اخرى في التسخين المتجدد على حدود القطاع.

في الصيف الأخير بعد القتل في دوما، كان الشاباك هدفا لغالبية الانتقادات. وتم الادعاء ضده بأن العجز الذي اظهره امام المتعصبين في اليمين المتطرف هو الذي سمح لهم بالتقدم من احراق المساجد والأديرة الى قتل عائلة فلسطينية خلال نومها. وادعى كتاب اعمدة في الصحف بأن كوهين لا يستطيع، وربما لم يرغب، بحل قضية القتل. لكن كوهين والشاباك اجتازوا الاختبار بكرامة. وقد تم استثمار جهود جبارة في التحقيق واعتقال مشبوه بالقتل وتقديم لائحة اتهام ضده، ولكن ليس قبل ممارسة وسائل التحقيق الاستثنائية ضده (التعذيب) – والتي تم لأول مرة استخدامها ضد مشبوه يهودي. وتدريجيا تم تحقيق تقدم في حل ملفات الاحراق والاعتداءات الاخرى وتم القيام بخطوات صارمة – اعتقالات، اوامر اعتقال اداري واوامر ابعاد – ضد عشرات النشطاء، رجال “مجموعة التمرد” من تلال السامرة، التي وقفت وراء غالبية عمليات الارهاب اليهودي.

ولكن قبل حل قضية دوما، اندلعت الانتفاضة الجديدة، التي كانت ابرز ميزاتها العمل غير المنظم وغير المخطط للمخربين الشبان. واحتاج الجيش والشاباك الى وقت طويل حتى تمت صياغة خطة عمل جديدة، ولكن في الاشهر الأخيرة بات يمكن رؤية الانخفاض الملموس في عدد العمليات والمصابين، حتى اذا لم يكن من المؤكد ان هذه ليست فترة هدنة مؤقتة.

يجب نسب قسم من التغيير للتحسن الذي طرأ على عملية التعقب التي اتبعتها شعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك على الشبكات الاجتماعية الفلسطينية، التي يترك الكثير من المخربين فيها دلائل مبكرة على نيتهم تنفيذ عمليات. المركب المكمل هو التحسن الذي طرأ على عمل اجهزة الامن في السلطة الفلسطينية. في الجيش الاسرائيلي يصفون تقسيم العمل لإحباط العمليات كانتقال من نسبة 90% من العمل الاسرائيلي و10% من العمل الفلسطيني، الى 40% من العمل الفلسطيني و60% من العمل الاسرائيلي حاليا. كوهين، ايضا، كبقية قادة الجيش يعرف قيمة التنسيق الامني، كما قال للوزراء – وكما يبدو رغم تذمر بعضهم – خلال جلسة الوداع هذا الاسبوع.

لقد حافظ كوهين طوال فترة خدمته على علاقات عمل جيدة مع اقرانه الفلسطينيين. في ربيع 2014، بعد قيام الشاباك بكشف شبكة واسعة لحماس في الضفة، عملت في تخطيط العمليات ضد الاسرائيليين والاعداد الاولى للانقلاب على السلطة، كان رئيس الشاباك هو الذي تم ارساله لعرض النتائج على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكما يبدو فان الادلة التي عرضها كوهين، ومن بينها الشريط الذي تم التقاطه خلال التحقيق مع احد المعتقلين والذي شن هجوما شديدا على الرئيس عباس، كانت مقنعة، وكما يبدو اقنعت عباس بانتهاج سلوك متشدد ضد حماس اثناء الحرب التي اندلعت في القطاع بعد شهرين.

كمين الاسمنت

لم يعترض كوهين خلال الاشهر الأخيرة على الخط الذي قاده وزير الامن موشيه يعلون ورئيس الاركان غادي ايزنكوت، الذي صد مطالب بعض السياسيين بفرض العقاب الجماعي في الضفة والغاء الكثير من تصاريح العمل في اسرائيل. ورغم ذلك، فان اجهزة الامن المختلفة تتحدث عن تقييمات متشابهة جدا: الهدوء النسبي لا يزال يخضع لتهديد ادوات التفجير على شاكلة عملية منفردة – عملية ارهاب يهودي كبيرة، حادث خطير في الحرم القدسي، او هجوم ارهابي فلسطيني كثير الضحايا. وحين يضاف الى هذه المعادلة الصراع على وراثة عباس، في ضوء وهنه الظاهر، ليس مفاجئا ان التوقعات لا تزال متشائمة جدا، وبالتأكيد حين تغيب أي ذرة افق سياسي في الصورة.

نهاية الأسبوع الأخير لكوهين في منصبه تقف في محور التصعيد في قطاع غزة. يوم الاربعاء، الذي كان كثير الاحداث، كان اكثر يوم عاصف منذ انتهاء الحرب الأخيرة. عملية “الجرف الصامد” في اواخر آب 2014، والتهديدات التي تطلقها حماس الان واضحة جدا: التنظيم يدعي ان إسرائيل تخرق التفاهمات التي تم التوصل اليها في نهاية الحرب، والتي تسمح لها بالقيام بعمل هندسي غربي الجدار بعمق مئة متر فقط داخل الاراضي الفلسطينية. وتهدد حماس ايضا بالرد بعمليات تفجير قالت ان مواقعها ستفاجئ اسرائيل.

الجيش الاسرائيلي ينفي ويدعي ان الجرافات التي تعمل في البحث عن الانفاق لم تخرج من منطقة الحزام الامني المتفق عليها. ويوم الاربعاء، ليلا، بدأت مصر بالتوسط بين الطرفين في محالة لتحقيق الهدوء. ويوم الخميس صباحا اعلن الجيش عن اكتشاف نفق اخر، هو الثاني خلال شهر، بالقرب من السياج الحدودي. وعلى الرغم من ذلك، يسود الانطباع بأن حماس، مثل إسرائيل، تفضل الامتناع عن مواجهة شاملة حاليا. وحسب الاستخبارات الاسرائيلية فانه من المفضل التعامل بحذر وبتشكك الان. واول من يعترفون بذلك هم رجال الاستخبارات انفسهم الذين فوتوا عدة تحولات طرأت على موقف حماس عشية وخلال الحرب الأخيرة قبل عامين.

عمل اجهزة الاستخبارات في الكشف عن الانفاق يتم بالتعاون مع الشاباك والاستخبارات العسكرية (كما يتم التعامل بينهما في بلورة صورة لنشاط داعش في سيناء). رئيس الحكومة اعلن قبل اسبوعين بأن اسرائيل وجدت حلا تكنولوجيا سيسمح بكشف وتدمير الانفاق، لكنه من الواضح ان اختيار المواقع التي يجري فيها الحفر، في اعماق الارض، ترتبط ايضا بجودة الاستخبارات طالما لم يتم بناء العائق على امتداد الحدود.

لقد بقيت الانفاق تشكل المشروع الأساسي لحماس التي تستثمر مبالغ ضخمة في بنائها وتستعين بمواد البناء التي يتم تحويلها من الضفة واسرائيل. قبل اكثر من سنة كشف الشاباك، بشكل متأخر، ثغرة في منظومة الأمن. فقد اتضح ان تجارا فلسطينيين من القدس والضفة، يقومون بمساعدة تجار يهود من النقب، بتهريب مواد يمكن استخدامها بشكل مزدوج، عبر معبر كرم ابو سالم، فتستعين بها حماس لترميم الانفاق وصناعة السلاح. وبناء عليه اصبح التوجه الاسرائيلي اكثر تشككا. احدى تعابير هذا التوجه تكمن في قرار وقف تزويد الاسمنت للقطاع، بعد ان ثبت بأن حماس تستخدمه لبناء الانفاق. ولكن، من الواضح في المقابل، بأن تشديد الضائقة الاقتصادية في غزة، الى جانب الكثير من التشويش في الامور التي كان يفترض ان تتم بدون مصاعب – تزويد الماء والكهرباء وشبكة مجاري سليمة – تزيد فقط من مخاطر الحرب.

رغم التصعيد ستناقش القيادة السياسية والجهاز الامني مسألة تقديم تسهيلات اقتصادية مختلفة، ترتبط بتحسين البنى التحتية المدنية في القطاع. وسيطرح مجددا اقتراح يسرائيل كاتس بإنشاء ميناء على جزيرة اصطناعية امام شواطئ غزة. موقف الجيش كما سبق ونشر عنه، ايجابي. ومع ذلك فان فرص دفع هذا المشروع بشكل ملموس في الظروف السياسية الحالية ضئيلة جدا.

انذار يئير جولان الحقيقي

يكتب امير اورن، في “هآرتس” ان الناطق العسكري الاسرائيلي اعلن هذا الاسبوع الحرب على المواطن “شائعة” – الموجة الشريرة للأخبار الكاذبة او المدعمة بالحقيقة، التي تطغى على البلاد احيانا. وها هي شائعة يمكن نشرها، وفي الوقت ذاته، نفيها تماما، على انه لا اساس لها: الخطاب المؤثر – وخلال دقائق التغيير في الاختلاف – الذي القاه نائب رئيس الاركان يئير جولان مساء ذكرى الكارثة في تل يتسحاق، لم يتم كتابته من قبل منافسه الاساسي على منصب رئيس الاركان القادم، الجنرال افيف كوخابي.

لقد اوضح رئيس الاركان غادي ايزنكوت، مؤخرا، ان “احدا منا ليس نباتيا”، وذلك لئلا يخطئ احد في تفسير اعتدال ومواقف القيادة العامة الموزونة في ايار 2016 على انها ارتداع عن تسريع نهاية العدو من كل البشر. انه غادي الذي سيربض مع النمر في نهاية العالم فقط. جولان يدعي انه “يجب ان تكون في الجيش اسطورة من الشجاعة والجرأة، اسطورة قتالية، حتى لو حتم الأمر تقديم الضحايا ثمنا لذلك”. ولكن بالنسبة لايزنكوت، جولان ورفاقهما، لا تعتبر الاخلاق مسألة تسلب القوة العسكرية، وانما تضاعفها. في غرفتهم الحربية، تعتبر الرأفة ضيفا مرغوبا فيه، واذا كانت مسألة نشر فكرة، على خلفية الضجيج الخارجي، تحتم اظهار الشجاعة المدنية الى حد التضحية بالترقية، فليكن. لقد فعل ايزنكوت ذلك قبل ست سنوات في صراعه ضد قصف ايران وتعيين يوآب غلانط لمنصب رئيس الأركان. والان يفعل ذلك جولان في “تشخيص دلائل على وجود خطوات لدينا تثير الاشمئزاز كتلك التي وقعت في اوروبا”.

جولان لم يخترع ولم يزيف: نهاية خطابه تكمن في تفكيره في البداية، وليس في “التوضيح بأنه لم تكن لديه أي نية للمقارنة بين الجيش ودولة اسرائيل والاحداث التي وقعت في المانيا”. من يختار قول ما قاله، كيفما قاله ومتى واين قاله، ليس مشبوها بعدم فهم قوة الكلمات والتحليل المطلوب. لقد قال ما قصد قوله، وجيد انه قال ذلك وان الامور يتردد صداها بين يوم ذكرى الكارثة ويوم ذكرى الجنود والاستقلال.

ليس من الدقيق القول بأن جولان ينتمي الى نوع معين من قيادة الجيش – انه النوع كله، ولا يوجد غيره. انه يهاجم في الاماكن التي يتخوف من يسعون للحفاظ على انفسهم، من لمسها. لدى جولان: من يتجرأ – يصيغ الامور.

في دعوته الى اجراء حساب قومي مع النفس، يكمن الافتراض بوجود نفس اسرائيلية معنية باجراء الحساب. حسب ردود الفعل الغاضبة في اليمين، فقد كان محقا بشكل جزئي. حين اعرب عن شكه “بمسؤولية القيادة وقدرة المجتمع” تحدث ليس فقط كقارئ للصحف ومشاهد للتلفزيون ومتعقب لمواقع الانترنت وقلق من تصريحات القيادة السياسية والغوغاء الهائجين. اذا كان الضابط الكبير، الذي يشارك في كل اجراءات القرارات الامنية ويشغل منصب رئيس الاركان في غيابه، يشعر من الداخل بأن هذا هو الوضع، فهذا يعني انه لا توجد في الاعماق اسرار ايجابية من شأنها ان تزيل هذا الانطباع السلبي الصعب.

ما الذي قاله جولان في الواقع، بحكم اهميته وتجربته وتعليمه؟ انه لا توجد صلة بين طبيعة الانسان ومنشأه وقوميته ودينه وطائفته، وانه لا تتمتع اي امة او مجتمع بالحصانة امام اندلاع الشر في داخلها وازاء غيرها، وان الفارق الكمي بين القتل بالجملة والمذبحة يرتبط في الأساس بالجهاز الرسمي والعسكري الذي اعد لتفعيل القوة القاتلة فقط بواسطة دستور منضبط واخلاقي.

بعد حرب 1948 قال دافيد بن غوريون خلال جلسة للحكومة انه “لا يمكننا ادارة جيش اذا لم يتم فرض الانضباط، وهذه مسألة حياة لأن الجيش بدون انضباط يعتبر غوغاء”. من واجب رئيس الاركان فرض الانضباط داخل الجيش – وهذه هي احدى رسائل ايزنكوت الذي اعتاد القول بأن الجيش “هو تنظيم غير ديموقراطي يخضع للسيادة الديموقراطية للقيادة السياسية”، ما يعني، يخضع للانضباط الذي تفرضه الحكومة. ولكن اذا كانت الحكومة تمضي وراء الغوغاء، فهذا يعني ان يصبح الغوغاء هم قادة رئيس الاركان ونائبه وبقية خلايا سلسلة القيادة.

من العجب تقريبا، انه في احد اصعب العقود بالنسبة للجيش الإسرائيلي، في سنوات الثمانينيات حين وقعت حرب لبنان والانتفاضة، تجند للخدمة الدائمة وبقي في الجيش ضباط موهوبين ومخلصين مثل جولان وكوخابي، غال هيرش وسامي ترجمان، وعشرات من معاصريهم. وكان جولان غير اعتادي حتى في هذه المجموعة، لأنه أصر على التعبير عن رأيه، بشكل صارخ أو بتلميحات لا يوجد ما هو اثخن منها.

قبل 12 عاما عندما كان عميدا وقائدا للكتيبة 91 في الجليل، كتب في مجلة داخلية لسلاح المشاة والمظليين فكرة مستمدة من كتاب جان جاك سرفان شرايبر “ملازم في الجزائر”. القصة تحدث في افريقيا الشمالية، لكن الافكار تتجه نحو الضفة الغربية. لقد كتب جولان عن “الجنود الذين يحاولون بشكل يائس تحليل الواقع حولهم، القتل غير المبرر، المهام المنطقية وغير المنطقية: العثور على امل في واقع مسبب لليأس وعديم الفائدة، ونهايته غير واضحة للعين”. مواضيع الكتاب “معروفة جيدا، خبزنا القانوني: التعامل مع الجمهور المدني، مع المستوطنين، توضيح السياسة، دور الاعلام، القدرة على قيادة التغيير من الأسفل، العلاقة بين الامن الفعلي ومشاعر الامن الكاذبة.. انها متشابهة ولكن مختلفة. ربما نتعلم شيئا عن انفسنا”.

واضاف جولان الذي كان قائدا للواء في لبنان والضفة (وبعد سنة قائدا لفصيل في الضفة): “يوجد للحرب المدمرة طابع تصعيدي – قمع الاسس المعتدلة في المعسكرين، دينامية الرد التي تلعب الى ايدي المتمردين، الاستخدام الساخر للارهاب القاتل من جانب المتمردين والاستخدام الذي لا يقل سخرية للارهاب من قبل حكومة تقوم بتفعيل قوة وحشية ضد الجمهور البريء”. غياب السياسة “ينطوي على تأثير مدمر على الجيش، لأنه لا يوجد فراغ، يتطور التكافل، ويسمح الجيش لرغبات المستوطنين بالتغلب، وفي ظل عدم توفر أي سياسة اخرى، يمتص الجيش رغباتهم ويحولها الى رغباته”. وطبعا، كل هذا يحدث في الجزائر، والا أين. والمستوطنين المشار اليهم هم الفرنسيون، وإلا من.

مستعرض الكتاب جولان يلسع ايضا “وسائل الاعلام التي تخلق نوعا من مسح الدماغ يصبح القارئ في نهايته هو الضحية”. كما يلسع “عجز الجهاز القضائي الذي يجد صعوبة في التعود على الواقع العنيف”، يعتقل ويسرح، و”الوهم الكامن في مشاعر الأمن الكاذبة”. والاهم من كل القيادة، يقتبس جولان، كمقدمة لخطاب تل يتسحاق: “فعلا، لا يوجد انسان شرير في جوهره، وفظ بشكل طبيعي، ومتوحش او صاحب آراء مسبقة. توجد اوضاع تحث الحيوان الكامن في الانسان وهناك من ينمون ارواحهم. الناس الذين يختارون ادارة حياة المدنيين في بلادهم، هم الذين يتحملون المسؤولية عن الاوضاع التي يخلقونها”.

عندما انهى قيادته لفصيل الضفة، وفي نهاية ولايته كقائد للجبهة الداخلية، وصف جولان نفسه بأنه “رجل متشائم يفعل كل شيء بتفاؤل كبير”. وهذا يشبه القائد العسكري، رئيس الأركان مثلا، الذي يقدر بأنه لن تقع الحرب، لكنه يستعد لها كأنها على وشك الاندلاع. لقد نسب جولان تشاؤمه الى التهديدات وامكانية تحققها، بينما نسب التفاؤل الى “معرفته لنفسه، معرفة رجاله وثقته بهم”. لكن هذا كله في داخل الجيش. لقد دعا القائد الاعلى الى “ان يكون رجل حقيقة، وان يحافظ على مستوى اخلاقي عالي – على الشفافية والصدق والنزاهة في قيمه وفي حياته المهنية؛ يحذر عليه الغرق في بحر الدسيسة، في كل انواع “المؤامرات”، وعليه الاستثمار بالمستقبل مقابل ارباح صغيرة، ان لم تكن بائسة ومثيرة للسخرية، في الحاضر”. ووعظ الضباط في الوحدات التابعة لإمرته، بأن “يجيدوا الاختيار” في حياتهم العائلية، لأن “الجبهة المستقرة في البيت ليست مجرد مسألة حظ في اختيار الزوجة. لا تتطلع الى الاستقرار العائلي اذا لم تستطع كبح نفسك حتى عندما تهتز الحياة الزوجية وتكون الاغراءات كبيرة”.

ما يمكن لجولان قوله لمرؤوسيه، يمنع عليه قوله للقيادة المدنية المسؤولة عنه. قبل يوم من تجرؤه على دفع القيادة السياسية لإسرائيل الى الدفاع الاخلاقي، نشر مفوض شكاوى الجنود، الجنرال احتياط يتسحاق بريك، رسالة في موضوع “ايمان القادة والجنود بعدالة الطريق”. وتذمر من “عدم تمتع الجنود بما يكفي من الاعتراف بمصداقية قضيتنا، وحق شعب اسرائيل بالعيش في دولته بسلام وهدوء”. بريك الذي حارب بامتياز في حرب الأيام الستة وفي حرب يوم الغفران، لم يكلف نفسه الاشارة الى الدولة التي يقصدها، مع المناطق او بدونها، وما هو “الوطن” الذي لا يوجد في الجيش ما يكفي من “المحبة العميقة” له. عدالة الطريق القديمة والغامضة للجنرال المخضرم تتنكر للحقائق التي هاجمها نائب رئيس الاركان بشجاعة. أي طريق؟ الى أين؟ وهل تبرر الطريق نهج الذين يمشون عليها؟

وزير الامن موشيه يعلون، الداعم الدائم لجولان منذ خدمتهما المشتركة في سلاح المظليين، ومن منحه منصب نيابة رئيس الاركان، سيواصل الدفاع عنه، اذا استطاع. ولكن جولان يعرف انه الى ان يتم تحديد هوية رئيس الاركان القادم، بعد عامين، يمكن ان تتغير منظومة القوى السياسية في غير صالحه. عدم مبالاته ازاء النتائج الشخصية لخطابه تستحق الثناء بشكل لا يقل عن مضمونه.

المستقبل يبدو مخيفا

يكتب كوبي نيف، في “هآرتس” ان صحيفة “يسرائيل هيوم”، نشرت في 15 نيسان، استطلاعا للرأي اجرته بين الشباب (اليهودي فقط) طلاب صفوف الحادي والثاني عشر. العنوان الذي استخرجته الصحيفة من الاستطلاع، والذي حظي بغالبية الانتباه، هو “60% من الشبان يؤيدون اليمين”، وقد فرح محلل الصحيفة بوعاز بيسموط ولخص الاستطلاع بمقالة “هناك من يعتمد عليه” (13.4.2016).

لكن هذا الاستطلاع ونتائجه، كما نشرت، يرسم عمليا صورة سيئة ومخيفة بشأن مستقبل اسرائيل، اكثر بكثير من حقيقة ان 60% من الشبان اليهود يعتبرون انفسهم من انصار اليمين.

ولنبدأ بحقيقة ان الاستطلاع اجري بين الشبان اليهود فقط. صحيح ان الصحيفة تشير الى هذه الحقيقة، في تفسيرها للاستطلاع، ولكن هذا لا يجعل الأمر جيدا. فلماذا اليهود فقط؟ هل اصبح العرب الذين يشكلون نسبة 20% مجرد هواء؟ واذا تم الفصل، فليتفضلوا باجراء استطلاع حول اليهود وآخر حول العرب. لكن لا. الاستطلاع هو فقط لليهود. وماذا عن العرب؟ ما الذي تقوله عمليا “يسرائيل هيوم”، الصحيفة الاكثر قراءة في اسرائيل؟ انها تقول شيئا واحدا – ان العرب ليسوا مواطنين حقيقيين، وانما اشباه مواطنين.

والدليل نجده في العنوان الفرعي، حيث تكتب الصحيفة بشكل واضح: “تعرفوا على شبابنا”. شبابنا. من هم “شبابنا”؟ او من هم “نحن” ومن “لسنا نحن”؟ نحن تعني اليهود، وفقط اليهود. إسرائيل هي دولة لليهود فقط. نقطة. هذا هو ما تقوله “يسرائيل هيوم” لقرائها.

بعد ذلك في وصف النتائج نفسها، يتضح ان حوالي 50% من الشبيبة يعتقدون بأنه يجب ان لا يتمثل العرب في الكنيست. حتى بيسموط فكر وكتب ان هذا “ضوء احمر”. ولكن، هالو بيسموط، اذا كانت صحيفتك تعتقد ان العرب يجب ان لا يتمثلوا في استطلاع حول “شبيبتنا”، فلماذا يجب ان يفكر “شبابنا” بأن العرب يجب ان يتمثلوا في الكنيست؟

في الولايات المتحدة، حيث يعيش شلدون ادلسون (ممول الصحيفة) كان يمكن لصحيفة الكوكس كلان فقط ان تنشر استطلاعا للشبيبة يشمل المسيحيين البيض فقط، تحت عنوان “تعرفوا على شبابنا”. في إسرائيل تفعل ذلك صحيفة قائد الدولة، الديموقراطية، طبعا.

وفي موضوع الـ60% اليمينيين – هذا ليس صحيحا. هذا العنوان هو تجميل للنتائج الحقيقية. لقد سئل الشبان في الاستطلاع: “كيف تعرف مواقفك السياسية؟” وهم اجابوا “يمين – 59%، وسط – 23%، ويسار – 13%، ولا يحددون موقف – 5%”. حسب ذلك يعتبر استنتاج “يسرائيل هيوم” بأن 60% من الشبان يمينيين، صحيح ظاهرا، ولكن في الواقع الاسرائيلي، فان “اليمين (يسرائيل بيتينو، البيت اليهودي والليكود) هو يمين متطرف، و”الوسط” (لبيد وكحلون) هو اليمين. وهذا يعني عمليا ان 82% من الشبان ينتمون الى اليمين. واذا اضفنا اليهم من لا موقف لهم، والذين يمضون دائما مع الغالبية، وبعض الذين يتظاهرون بأنهم “يسار” (هرتسوغ وتسيبي ليفني مثلا) الذين يعتبرون يمين معتدل، فان النتيجة الحقيقية للاستطلاع هي ان 90% من الشبان هم يمين، وبالكاد 10% هم يسار.

60% من الشبان هم يمين متطرف وليسوا يمين. والحقيقة الواضحة هي ان الاستطلاع يتضمن تنسيقا احصائيا واضحا ودقيقا بين نسبة من يعرفون انفسهم “يمين” – 60%، وبين نسبة الذين قالوا انه يجب عدم تقديم المساعدة الطبية للمخرب الجريح – 60%، واولئك الذين يعتقدون بأنه يجب عدم محاكمة الجندي الذي قتل المخرب بعد اصابته – 60%. هذا ليس يمينا، بل يمين متطرف. 60% من الشبان هم يمين متطرف، و30% مجرد يمين، ومعا – 90% من الشبان هم يمين.

لكن “شبيبتنا” ليست مجرد يمين متطرف. انهم ايضا محافظون الى حد القلق، يفتقدون الى التفكر المستقل ويرددون ما يسمعوه من الاهالي والمعلمين ووسائل الاعلام.

لقد وجه اليهم في اطار الاستطلاع السؤال (المتحيز والمضلل الذي يمكن الاجابة عليه فقط بـ “نعم” او “لا”): “هل توافق على ان الجيش الاسرائيلي هو الاكثر اخلاقية في العالم؟” – 80% من الشبان اليهود “شباننا” قالوا “نعم”.

ومن اين يعرفون ذلك بمثل هذا الوضوح؟ على أي اساس يقولون ذلك.

كيف نعرف من هو اسرع المتسابقين لمسافة 100 متر في العالم؟ نجري مسابقة دولية، اولمبياد، نقيس ونحدد، وهناك الكثير من الطرق. وكيف نعرف من هي بطلة العالم في كرة القدم؟ تلك التي تفوز في المونديال. ولكن كيف نعرف من هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم؟ وكيف نعرف ان هذا الجيش هو جيشنا؟

فدورية جولاني لم تفز في مسابقة دولية، لنقل انها جرت هذا العام في نيرنبرغ في المانيا، مثلا، في موضوع الاخلاق لأسلحة المشاة، لأنها قتلت اقل ما يمكن من دمى الاطفال خلال هجوم على عمارة اسكانية مأهولة. لقب “الجيش الاكثر اخلاقية في العالم” هو مجرد مقولة حمقاء وصفيقة لا أساس لها. وها هم 85% من شبابنا يكررونها كما الببغاوات، وبيسموط يصفر متأثرا.

ولن نتحدث عن الجهل. منذ سنوات يفاجئ المحاضرون في الجامعات والكليات عندما يصادفون الطلاب الجدد، المتخرجين من جهاز التعليم الاسرائيلي، بأنهم “لا يعرفون شيئا”. ظاهرا يسمع ذلك كتذمر معتاد من قبل الجيل البالغ ازاء الجيل الشاب، الذي يبدو بالنسبة لهم دائما كجيل يتدنى، ولكن ها هو استطلاع “يسرائيل هيوم” يأتي ويثبت ان هذا الشباب “لا يعرف شيء”.

في الرد على سؤال: “اذكر اسماء اربعة كتاب اسرائيليين”، نجح 21% فقط (واحد من بين كل خمسة شبان) بذكر اسماء اربعة كتاب، بينما لم ينجح 10% (واحد من كل عشرة شبان) حتى بذكر اسم كاتب واحد، و30% (واحد من بين كل ثلاثة شبان) عرفوا اسماء كاتبين.

واذا قلتم حسنا، من يقرأ الكتب اليوم، وهذا ليس مسألة رهيبة، وما شابه، فها هي اجوبتهم في موضوعين كان يفترض ان يبرزوا فيهما – سيما ان 85% منهم قالوا انهم يحبون اسرائيل، و89% قالوا انهم يرون مستقبلهم في اسرائيل – معرفة البلاد والسياسة الإسرائيلية.

في الرد على سؤال: “اذكر اسماء خمس بلدات في الجليل”، نجح 14% فقط (واحد من كل سبعة) بذكر اسماء خمس بلدات، و32% (واحد من كل ثلاثة) لم يعرفوا حتى اسم بلدة واحدة، وكان من بين اسماء البلدات التي قالوا انها في الجليل، مدن كريات جات، بئر السبع ومتسفيه رامون (كلها في الجنوب – المترجم). كما طلب من الشبان احصاء “اسماء خمسة وزراء في الحكومة اليوم”، فنجح بذلك 15% فقط (واحد من كل سبعة)، بينما لم يعرف 21% (واحد من كل خمسة) اسم حتى وزير واحد في الحكومة الحالية.

وما هو جواب وزير التعليم على هذا الانغلاق الصعب وضيق الافق الذي يظهر في هذا الاستطلاع؟ بعد خمسة ايام من نشر الاستطلاع في “يسرائيل هيوم”، نشرت “هآرتس” بأن “بينت يبلور خطة واسعة لتعزيز الهوية اليهودية لدى الطلاب”، ما يعني – تعميق الانغلاق وتضييق الافق، الى حد الانفصال عن الثقافة الإنسانية وعن الإنسانية عامة.

ماذا نقول؟ المستقبل يبدو مخيفا. مخيف جدا.

المرحوم دغان: للأسف انفلات وتخريب

يكتب حاييم شاين، في “يسرائيل هيوم” انه يستدل من برنامج “عوفداه” الذي تم بثه مساء الخميس، ولدهشة الجميع، ان رئيس الموساد المرحوم مئير دغان، ادار قنال اتصالات سرية مع مسؤولين في جهاز المخابرات الامريكي، كان هدفه الوحيد احباط مخططات العمل العسكري التي سعت الى مواجهة المخاطر الملموسة التي تهدد امن الدولة. وتمت ادارة هذا القنال من دون معرفة رئيس الحكومة او وزير الأمن. ويدرك كل واع انه من اجل المس بتطبيق القرار، كان يجب على دغان تسليم معلومات بشأنه لجهات لا تملك الصلاحية. ومن اجل ازالة الشكوك، لو كان رئيس المخابرات الامريكي قد اجرى اتصالات سرية مع جهات اجنبية، هدفها احباط قرارات عسكرية، بدون أي صلاحية، لما بقي في منصبه لمدة ربع ساعة، وكان سيقدم الى القضاء بتهمة المتاجرة بأسرار الدولة.

باستثناء الانفلات الأمني، وهي الطف كلمة كان بمقدوري اختيارها من اجل وصف هذا العمل، يعتبر ما فعله دغان تخريبا بالغ الخطورة، ظاهرا. تخريب يذكر بالمحاولات التي جرت عشية قصف المفاعل النووي العراقي، من قبل ساسة اسرائيليين لم يفهموا معنى الخطر الكامن في نشاط المفاعل.

الديموقراطية الاسرائيلية هشة، واذا لم ندافع عنها فإنها لن تحمينا. في الديموقراطية توجد حكومة منتخبة، يفترض فيها اتخاذ قرارات وتحمل المسؤولية عن النتائج. موظف الجمهور، مهما كانت رتبته، الذي يعمل ضد قرارات الحكومة المنتخبة او يحاول احباطها، يهدد الديموقراطية ويمس بنظم السلطة الأساسية.

تصريحات نائب رئيس الاركان في مراسم ذكرى الكارثة، تعكس هي ايضا عدم التعمق والفهم لجوهر المنصب والمهام. كل من يقارن الاحداث والاجراءات التي تحدث (ربما) اليوم في اسرائيل مع تلك التي حدثت في المانيا خلال فترة الحرب العالمية، لم يتعلم استيعاب معنى نظرية العرق النازي، ويسلح كارهي اسرائيل بسلاح حاد وخطير. منذ الآن وصاعدا كل عمل سيقوم به الجيش لاجتثاث الارهاب سيتم فحصه والحكم عليه في ضوء تصريحات نائب رئيس الاركان.

هناك خط رفيع يفصل بين الديموقراطية الحرة والانفلات الفوضوي. من المناسب جدا ان نستوعب كلنا بأن فترة اللجوء في المهجر انتهت، وانه توجد دولة، ويفترض بموظفي الجمهور فيها العمل حسب المبادئ المتعارف عليها في الديموقراطية الصحيحة.

هدف ذاتي

يكتب درور ايدر، في “يسرائيل هيوم” انه في يوم ذكرى الكارثة والبطولة، انشغل اليهود في الحروب الداخلية، وفرحت بنات فلسطين. لقد قرأت خطاب الجنرال يئير جولان. وباستثناء فقرة واحدة تبقى تصريحاته ذات مغزى، ونواياه الاصلية، كما عبر عنها في الاعتذار المتأخر، كانت مفهومة ضمنا. نائب رئيس الأركان لا يمكنه التحدث امام الجمهور دون ان يعرف بأنه سيكون لتصريحاته صدى ابعد من المكان والوقت الذي قيلت فيه. في سفر “اخلاقيات الآباء” علمنا الحاخام ابطاليون: “ايها الحكماء، احذروا في كلماتكم”! وشرح بأن الطلاب الذين سيأتون بعدهم سيتجرعون الماء المسموم ويموتون.

في تفسيره لـ”المشناه” شرح “الرامبام” هذه المقولة قائلا: “احذروا من تصريحاتكم بين الجموع، وألا تنطوي اقوالكم على ما يحتمل تفسيره بشكل آخر، لأنه اذا تواجد هناك أناس كفار، فسيفسرون اقوالكم حسب معتقداتهم.. وسيعتقدون بأن هذا هو معتقدكم”! وبالفعل، بعد خطاب نائب رئيس الأركان، بدأ اعداؤنا ينشرون في العالم بأن “الجنرال الاسرائيلي يئير جولان قارن بين اسرائيل والمانيا النازية”، والحجر التي القيت في البئر لن ينجح الف حكيم بإخراجها.

الأمر الخطير هو قلة معرفة شخص في هذا المنصب، لقوة كلماته. المجتمع الاسرائيلي غني بالمشاكل والحمد لله؛ لماذا كانت اول مقارنة خطرت في ذهن جولان حين نظر الى الجانب الصعب للواقع الإسرائيلي، هي المانيا، وخاصة في يوم الكارثة؟

وبعد ذلك جاء الرد الانعكاسي لليسار. بالمناسبة لم نسمع دفاعا مماثلا عن العقيد عوفر فاينتر واوامره الحربية، وليس صدفة. المفارقة هي ان بعض “المؤيدين لجولان” الاكثر زعيقا في اليوم الأخير، يرون في الجيش فعلا جيشا شريرا وبالفلسطينيين المساكين “ضحايا الضحايا”. ولكن ماذا بالنسبة للقسم العقلاني في اليسار – اليس لديكم أي انتقاد لهذه المقارنة الخطيرة للجنرال؟ قبل عدة ايام فقط يبدو انه ساد الاجماع حول مقارنة مشابهة في حزب العمال البريطاني، فماذا نقول لهم الآن؟

الحقيقة هي ان تصريحات جولان هي الثمار الفجة لحوار انكار الكارثة منذ سنوات الخمسينيات وصاعدا. المقارنة بين ما فعلته النازية لنا وما نفعله نحن، ظاهرا، لعرب المنطقة، ينبع من نشاط الانكار الفكري والدعائي طويل السنوات. انظروا من ينشر هذه الدعاية بيننا وفي العالم – في الغالب يجري الحديث عن الذين يحاربون وجود اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. ومن دون انتباه لذلك، وفر جولان شرعية لهذا الحوار الدنس. ليس من المعقول ان جنرالا في القيادة العامة للجيش لا يفهم الأبعاد الخطيرة لهذه الأفكار.

وتزداد الامور خطورة حين تخرج من فم المسؤول عن جنود الجيش، الذين يتحملون ضمان الوعد “ليس بعد”. أي محفزات ستكون لدى الجندي للمحاربة، حين يسمع مثل هذه المقارنة الكاذبة؟ انا لا اوافق على ان ما قاله جولان لم يتم فهمه. اقرأوه مرة تلو اخرى، وستجدون المقارنة الرهيبة قائمة، وليس مهما أي جزء من تاريخ المانيا يقصد. إسرائيل 2016 لا تشبه في أي شيء المانيا تلك. نقطة.

الجنرال يئير جولان محارب يتمتع بالكثير من الحقوق، لكن تصريحاته ولّدت عملية دعائية في خضم معركة قاسية تقودها اسرائيل في العالم دفاعا عن عدالتها وحقها. الحلبة الأساسية في ساحة الحرب العصرية انتقلت منذ زمن الى الوعي العام، وهناك حقق نائب رئيس الأركان هدفا ذاتيا.

نهائي حاليا: لن ننسحب من الجولان

يكتب يوسي بيلين، في “يسرائيل هيوم” ان اتفاق المتفاوضين حول مستقبل سوريا في اجتماع جنيف ركز، في الاساس، على الاجماع بأن على اسرائيل اعادة هضبة الجولان الى سورية. وكما يبدو فان هذا الاتفاق أغضب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لم يقلق منذ زمن على مستقبل الجولان، على الاقل منذ بدأ “ربيع الشعوب” الرهيب في سورية. فسارع الى عقد جلسة الحكومة الاسبوعية في 17 نيسان في هضبة الجولان وأعلن من هناك “اسرائيل لن تنسحب أبدا من هضبة الجولان”.

هذه الاقوال سببت الانتقاد في العالم العربي، والولايات المتحدة استنكرت، والمانيا انتقدت، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي التقى مع نتنياهو وكان من المفروض أن نسمع منه مقولة حاسمة حول مستقبل الجولان، لم يقل أي شيء عن ذلك في نهاية المحادثات.

بعد اسبوع من حرب الايام الستة بالذات، في 19 حزيران 1967، اجتمعت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ليفي اشكول وبمشاركة مناحيم بيغن واتفقت على تبني قرار يقضي بالاستعداد لإجراء المفاوضات السلمية مع مصر وسوريا على اساس الحدود الدولية. لقد كان هذا هو “القرار السري” الذي نشر بعد ذلك ببضع سنوات.

وفيما يتعلق بسورية حدد القرار ما يلي: “اسرائيل تقترح التوصل الى اتفاق سلام مع سورية على اساس الحدود الدولية واحتياجات اسرائيل الامنية. اتفاق السلام يتطلب: 1- نزع السلاح من الهضبة السورية التي يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي. 2- التعهد الطلق بعدم منع تدفق المياه من منابع نهر الاردن الى اسرائيل. 3- حتى يتم توقيع السلام مع سورية تواصل اسرائيل السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها الآن”.

قرار الجامعة العربية في الخرطوم، بعد اكثر من شهرين آنذاك، عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التفاوض معها أو التوصل الى سلام، دفع الحكومة الى التحديد بأنها لن تطرح أي اقتراح حاليا، ولكن، من جهة ثانية، لم يكن ذلك يعني المطالبة بضم سيناء أو الهضبة. وبشكل فعلي تم بناء مستوطنات في هضبة الجولان وفي سيناء ايضا. وكان موقف الحزب الحاكم فيما يتعلق بكل المناطق التي احتلت في الحرب هو الاستعداد للتوصل الى حل اقليمي.

الديكتاتور السوري حافظ الاسد، خلافا للملك الاردني حسين، لم يظهر أي دلائل على اهتمامه بالسلام معنا. وكان الجدل يتم في طرف واحد. فقد قال اليمين إنه “لن يتم التنازل عن أي شبر”، فيما قال اليسار انه يجب التوصل الى “تسوية اقليمية”، وفي هذه الأثناء ضمت الحكومة المشتركة القدس الشرقية، وواصلت بناء المستوطنات في المناطق التي احتلتها، والتي اصبحت اكبر منها بثلاثة اضعاف!

اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر قطع الخطوة، وفي لحظة الحقيقة، فهم رئيس الحكومة منذ 1977، مناحيم بيغن، بأنه اذا كان يريد السلام مع مصر فان عليه التراجع عن وعوده بالاقامة شخصيا في سيناء، والتنازل عنها حتى الشبر الاخير، وازالة المستوطنات بما في ذلك المدينة الجديدة والجميلة يميت، وكذلك الانسحاب من ثلاثة مواقع عسكرية لسلاح الجو- بل حتى نزع السلاح من منطقة سيادية اسرائيلية على طول الحدود مع مصر. وبهذا تجاوز بيغن حزب “المعراخ” من اليسار.

لكن اتفاق السلام مع مصر الذي كان يفترض أن يتم على مراحل، خلال ثلاث سنوات، تم استغلاله من اجل ضم هضبة الجولان. لقد اعتقد وبحق أن مصر لن تتجرأ على تحطيم الآليات مع اسرائيل قبل انسحاب الاخيرة الكامل من سيناء وأن العالم سينتقد اسرائيل، لكنه لن يعاقبها بشكل شديد.

القانون يخص تلك الحقبة

في 14 كانون الاول 1981 عقد بيغن جلسة للحكومة في بيته واقترح اتخاذ قرار حكومي بفرض “القانون الاداري والقضائي للدولة” على هضبة الجولان التي تم ضم خارطتها الى القانون. ولم يفهم الوزراء ما هي الحاجة الى سن ذلك القانون، وبالإضافة الى ذلك قرر الوزير يتسحاق بيرمان، الذي عارض مبادرة رئيس الحكومة بشدة، الامتناع عن التصويت، وتم اتخاذ القرار في الحكومة بدون معارضة.

في اليوم ذاته طلب من لجنة القانون والدستور التابعة للكنيست الموافقة على القانون وطرحه للتصويت في القراءات الثلاث، فتم ذلك، كما لو ان المقصود خطوة طوارئ يمنع تأخيرها. ووصل بيغن الى الهيئة العامة للكنيست على كرسي متحرك (اذ أجريت له عملية في قدمه) وحصل على اذن خاص بالقاء خطاب من مقعده.

في حينه تواجد رئيس المعارضة شمعون بيرس في الولايات المتحدة ولم يعرف حزب “المعراخ” ماذا سيفعل، وقرر عدم المشاركة في نقاش لم يكن هناك ما يبرر طرحه بهذا الشكل العاجل. لكنه لم ينجح فعليا بجسر الفجوة بين مؤيدي الضم والمعارضين له في صفوفه، وفي نهاية الأمر دعم ثمانية من اعضاء “المعراخ” مشروع القانون الذي تم تمريره بأغلبية ساحقة.

هل كان ذلك القرار نهائي؟ ليس بالضرورة. موشيه آرنس الذي كان في حينه رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست قال اثناء النقاش: “توجد الكثير من الاحداث التاريخية التي تم خلالها اجراء مفاوضات ونقل اقليم ما الى هذه السيادة او تلك. وحقيقة أنه لم يتم ادارة الاقليم من قبل سلطة عسكرية، وانما من قبل سلطة مدنية، لم تمنع المفاوضات. اذا جاء اليوم واصبح هناك من يمكن الحديث معه في سورية فأنا على يقين أن هذه الخطوة لن تمنع المفاوضات مع الحكومة التي ستكون قائمة في حينه”. هذه الاقوال اصبحت منذ ذلك الحين تشكل دليلا على ان القانون يخص تلك الحقبة ولن يمنع الانسحاب مستقبلا.

بعد مرور أقل من 12 سنة على ذلك، اعلن رئيس حزب العمل اسحق رابين بأن المجنون فقط هو الذي سينسحب من الجولان. ولكن بعد انتخابه لرئاسة الحكومة فهم أنه قد يكون هو نفسه هذا المجنون، ولذلك اقترح أن يتم اتخاذ هذا القرار فقط بواسطة استفتاء عام. لقد منح رابين وزير الخارجية الامريكي وورن كريستوفر “ضمانا” مفاده إنه اذا تمت تلبية احتياجات اسرائيل الامنية فإنها ستنسحب من الجولان.

بيرس الذي اصبح رئيسا للحكومة بعد قتل رابين، حاول التوصل الى سلام مع سورية على هذا الاساس لكنه لم ينجح. كما ان بنيامين نتنياهو حاول التوصل الى سلام مع حافظ الاسد مقابل انسحاب من الجولان (ليس معروفا حجمه). وكان ايهود باراك على استعداد للتنازل عن هضبة الجولان وفق شروط لم يتفق عليها الطرفان.

التصريح الاخير لنتنياهو بأنه لن يتم الانسحاب “ابداً” من الهضبة لن يمنع أي حكومة، بما في ذلك حكومته، من التوصل الى اتفاق مع سورية والانسحاب من الجولان (في حال عادت سورية الى ما كانت عليه – وهي فرصة ليست كبيرة) اذا قرر صناع القرارات بأن هذه هي المصلحة القومية الحقيقية لإسرائيل من الناحيتين الامنية والسياسية.

وبالنسبة لي – لو كانت حكومة اسرائيل اجتمعت في ساحة ديزنغوف لتعلن بأن تل ابيب ستبقى في يد اسرائيل، لكنت قد انتقلت للسكن في بيتح تكفا.

من القرية ذاتها

يكتب ناحوم برنياع، في “يديعوت احرونوت” انه لا حاجة لأن تكون طبيبا نفسيا. وبالتأكيد لا حاجة لأن تكون طبيبا نفسيا للأولاد، كي تتكهن بما يشعر به نتنياهو في ضوء المنافسة الانتخابية في الولايات المتحدة. عميقا في قلبه يرغب نتنياهو بأن يكون هو دونالد ترامب – السباحة في مليارات الدولارات وامتلاك عقارات لرياضة الغولف في أرجاء العالم، ورؤية اسمه على أبراج سكنية فاخرة وفنادق فاخرة ومنتجات الأزياء، وتعزيز رجولته بمجموعة من عارضات الأزياء البارزات، وبشكل خاص، أن يقول ما يخطر بباله، متى شاء وأينما شاء.

في الفانتازيا كان يريد ان يصبح دونالد ترامب، ولكن كرئيس لحكومة اسرائيل يجب عليه أن يفضل وصول هيلاري كلينتون الى البيت الابيض. كلينتون متوقعة: نتنياهو يعرفها جيدا. نتنياهو متوقع: وكلينتون تعرفه جيدا. واللعبة بينهما كلعبة كرة الطاولة بين فينوس وسيرينا وليامز: يوجد توتر، ولا توجد مفاجآت.

ترامب غير متوقع، وهذا جزء من التفسير لانجذاب الكثير من الامريكيين اليه. ولماذا تقشعر ابدان الكثير من الامريكيين امام امكانية سيطرة هذا الشخص على الدولة. ترامب يلعب حسب شروط مختلفة.

“إنهما متشابهان جدا”، قال لي أحد الامريكيين المختص بشكل كبير في دراسة السيرة الذاتية للاثنين. قلت له إنني ليست متأكدا من أنه على حق، لكن المقارنة ملفتة. المسألة الاولى التي خطرت ببالي هامشية، لكنها بارزة على الأرض: الشعر. كلاهما يبديان حساسية كبيرة لنقص الشعر في رأسيهما. أحدهما يواجه هذه المشكلة بمساعدة باروكة شقراء تحلق فوق رأسه، تكاد لا تلامسه، مثل الكيباه المذهبة التي تُعطى للزوار في احتفالات الطهور. والثاني يقوم بصبغ شعره بلون بنفسجي. وفي حال استضاف ترامب نتنياهو في الغرفة البيضوية سيجدان موضوعا جيدا لحوار قصير.

اللقاء الاول سيكون رائعا. وسيتبادلان الحديث كصديقين من نفس القرية. كرفيقين. أمريكا نتنياهو هي نفس امريكا التي تقضي عطلتها في فنادق ترامب، وهي امريكا ذاتها التي تعقد معه الصفقات. وعندما يصلان الى المواضيع المطروحة على جدول الاعمال، سيتحدث نتنياهو عن ايران وسيوافق ترامب على اقواله ويضيف هنا وهناك، نتنياهو سيتحدث عن الارهاب الاسلامي وترامب سيوافق ويضيف “أنا أريد بدء المفاوضات بينكم وبين الفلسطينيين. أنا عبقري في المفاوضات”، وسيقول نتنياهو “ممتاز، أنا اؤيدك. أنا ايضا ممتاز في المفاوضات”.

المشكلة ستظهر في اللقاء الثاني، عندما يتبين أنه يوجد حوار ولكن ليس مفاوضات، وكل شيء مجرد اقوال. سيتذكر نتنياهو أن اللقاء الاول بينه وبين اوباما ايضا كان ممتازا: الكيمياء تدفقت مثل المياه.

ترامب في التاسعة والستين من العمر، وهو أكبر من كلينتون بسنة واحدة، وأكبر من نتنياهو بسنتين. سيرته المهنية مثل سيرة نتنياهو السياسية، عرفت الصعود والهبوط الصعب. رغم أن ترامب ورث امواله الاساسية من والده، إلا انه يمكنه القول وبصدق إن ما يوجد لديه حققه بيديه. نتنياهو يمكنه قول شيء مشابه عن نفسه رغم أن ماله السياسي الاساسي حققه على ميراث أخيه.

يصعب نسب مواقف منظمة لترامب. على مدى السنين تبرع بالأموال وقدم خدمات وانشأ علاقات مع السياسيين من اليمين ومن اليسار، من الليبراليين والمحافظين، من الجمهوريين والديمقراطيين، وهيلاري كلينتون كانت من بينهم. في الامور الداخلية الحساسة عرض مواقف مختلفة ومتناقضة وبناء على ما يخدم مصالحه في ذلك الوقت. وسائل الاعلام الامريكية تبذل الجهود في الاشهر الاخيرة في محاولة لوصف مواقف يمكن تسميتها باسم ترامب، لكن النتائج محدودة.

يبدو في هذه الحالة أن الشيء الاساسي يكمن في شكل الحديث. لدى ترامب يوجد الكثير من هذه الأشكال. تصريحاته اثناء الحملة الانتخابية أوجدت معايير جديدة في فن الاهانة السياسية. فقد أهان بكلمات قاسية، متدنية، جميع الاوساط التي يحتاجها الجمهوريون في تشرين الثاني: المكسيكيون، اللاتين والنساء والسود. وفي السياق أهان المؤسسة الحزبية التي يفترض أن تتجند من اجله وكذلك عدد من الدول الاجنبية الحليفة. الالقاب التي وصف بها خصومه كانت أقل انخفاضا من الاعشاب. فقد نعت ماركو روبيو بـ”الصغير” بسبب حجم جسمه. وقال عن جيف بوش انه “طاقة منخفضة”، ونعت تيد كروز بـ”الكذاب” وهيلاري كلينتون بـ”المخادعة”، “المستنزفة”، “من تمت خيانتها”، و”التي لا تملك الكفاءات”. وقال رأيه السلبي في جمال كارلي فيورينا وهيلاري كلينتون وهايدي كروز، زوجة منافسه الرئيسي، وربط بين الاسئلة الصعبة التي وجهتها اليه مذيعة التلفزيون ميغين كيلي وبين دورتها الشهرية. كما سخر من الذوق السليم، واللباقة السياسية، والحقيقة. المهم ان هذا يلتصق.

نتنياهو لم ينزل الى هذه المستويات. هو يستطيع اهانة الاشخاص، لا سيما من يعملون من اجله، لكن الكلمات البذيئة ليست جزءً من أدوات صندوقه السياسي.

ترامب شتم وأهان، وخلافا لجميع التقديرات فقد نجح. يتبين أنه كان يعرف عن المصوتين الجمهوريين أكثر مما يعرف المستشارون الاستراتيجيون والباحثون والمحللون. هذه هي النقطة الاساسية الاولى التي تربط بين ترامب ونتنياهو: القدرة على فهم الضائقة والمخاوف والكراهية في اوساط الناخبين وتوفير الاعداء لهم حتى يخرجوا ضدهم، وتوفير شخصية يستطيعون الالتفاف حولها. ترامب وصل الى ذلك بشعوره الغريزي، بالمشاعر الحادة للنجم. اما نتنياهو فقد وصل الى ذلك عن طريق التحليل العميق لاستطلاعات الرأي.

الضائقة ليست ضائقتهما: بل حياة الآخرين. ورغم ذلك فقد تميزا بالعزف عليها واستخدامها بشكل ساخر ومخادع.

ترامب شخص مغامر، كما قال لي، هذا الاسبوع، أحد مستشاريه السابقين. ولهذا وجد نفسه اربع مرات على شفا الافلاس. نتنياهو متخوف بشكل دائم. لكنهما يفهمان، كل بطريقته، أن جمهورهما بحاجة الى حقن تحفيز مشابهة. لقد وعدهم ترامب باقامة جدار من المحيط الى المحيط، والغاء العولمة بشكل فعلي، وقصف ايران حتى اساسها، وتعذيب الاسرى واغلاق ابواب امريكا امام المسلمين كلهم، وزيادة ميزانية الامن وتقليصها. أما نتنياهو فقد هددهم بالقنبلة الايرانية والسيطرة المعادية لعرب اسرائيل. والسؤال حول ما الذي سيفعلانه بهذه التصريحات التفجيرية بعد الانتخابات، لا يقلقهما. فالناخبين لن يسارعوا الى مطالبتهما بتسديد الدين. وسينشغلون جدا في احتفالات الانتصار.

وهذه هي نقطة التشابه الثانية بينهما: الفجوة بين الاقوال والافعال. لم يسبق لترامب شغل أي وظيفة رسمية، ولم يتم اختباره في اتخاذ القرارات على المستوى القومي أو الدولي. ولكن ما فعله حتى الآن يظهر أن الاقوال بالنسبة له شيء والافعال شيء آخر. التصريحات حماسية، والافعال مدروسة. وهو مثل نتنياهو لا يسارع نحو الخيط الرفيع.

نصف عزاء

غالبية المثقفين المحافظين يحتقرون ترامب. هناك من قام بتمزيق أو احراق بطاقاتهم الانتخابية بعد فوزه في انديانا في هذا الاسبوع وادراكهم بأنه لم يعد هناك ما يوقفه. وسيركزون على دعم مرشحين محليين أو يبقون في بيوتهم أو يصوتون لكلينتون التي يكرهونها.

عدد قليل منهم سيؤيده، ومن بينهم مستشار استراتيجي معروف، التقيت به قبل بضعة ايام. تأييده لترامب ولد بسبب الاشتياق لرونالد ريغان الذي كان رئيسا بين 1981 – 1989. قال لي ان ترامب مثل ريغان لن يهتم بالتفاصيل. سيحدد السياسة وسيذهب للعب الغولف. والقرارات التي سيتخذها لن تكون خاضعة للمفاوضات. هذه الطريقة في القيادة تسمى: إما طريقتي وإما الذهاب الى البيت.

ما الذي سيفعله ترامب عندما يبدأ نتنياهو في مجادلته؟ سألت.

سيقطع الاتصال معه. أجاب.

نتنياهو لن يحب سياسة الولايات المتحدة الخارجية التي تركز على المصلحة الامريكية الفورية وتدير ظهرها لكل العالم. لم يحب ذلك لدى اوباما ولن يحب ذلك لدى ترامب. سيفضل سياسة كلينتون التي تقع على يمين ترامب واوباما.

هذا صحيح، قال لي المؤيد لترامب. ولكن لدي نصف عزاء من اجلك: خلال ولايته لا يجب أن تقلقوا من قرارات الجهات الدولية. ترامب سيستخدم الفيتو ضد جميع قرارات مجلس الامن. هذا سيسبب له سعادة كبيرة بدون علاقة باسرائيل. كما أن الاخلال بحقوق الانسان الذي أقلق ادارة اوباما لن يقلقه. لقد قال ترامب هذا الاسبوع في مقابلة مع “ديلي ميل” البريطانية إنه يؤيد البناء في المستوطنات. من جهة لم يتحدث احد من المرشحين الامريكيين بهذا الشكل على مدى خمسين سنة. ومن جهة ثانية ليست لديه فكرة عما يتحدث.

الاكثر حكمة

بعد انتصار ترامب الحاسم في انديانا هذا الاسبوع، بعث برسالة مصالحة لرئيس الحزب الجمهوري راينس فرايبوس: “في البداية كان لديك 17 “أنانيا” لمعالجتهم، والآن لديك واحد فقط”. “الأنانية” هي النقطة الثالثة التي تربط بين نتنياهو وترامب. بالنسبة لهما، الكل صفر بعدهما. إنهما الاكثر حكمة والاكثر كفاءة والاكثر نجاحا، هما وأبنائهما. العالم يدور من حولهما. واذا تم انتخاب ترامب للرئاسة فسيتداخل سلوكه النرجسي مع توقعات الجمهور.

الامريكيون ينتخبون كل اربع سنوات عائلة مالكة. عائلة ترامب كلها، بما في ذلك الابنة افانكا التي تهودت، تلائم الموضة. وضع نتنياهو اكثر تعقيدا: الرئيسان اللذان عملا معه، كلينتون واوباما، وقبلهما بوش الأب، اعتبروه وقحا. يأتي زعيم دولة صغيرة تعتمد على الطاولة الامريكية، ويتجرأ على تعليم الرئيس الامريكي ما هو الجيد بالنسبة له، ويستخدم الكونغرس ضده ويحرض الرأي العام عليه.

الخطأ الاكبر كان الخطاب في الكونغرس ضد الاتفاق مع ايران. كل مؤيد لإسرائيل في واشنطن، بما في ذلك رؤساء اللوبي اليهودي، يفهم هذا اليوم. الخطاب الذي تم التحضير له من وراء ظهر اوباما ومن وراء ظهر اللوبي، لم يمنع الاتفاق مع ايران، لكنه أضر بدعم الحزبين لإسرائيل. والثمن تدفعه اسرائيل الآن في المعركة اللانهائية حول المساعدات الامنية للسنوات العشر القادمة. فليقل المختصون ما يقولونه حول تفاصيل الاتفاق، لكن هناك أمرين واضحين. الاول، عشية الاتفاق مع ايران كان اوباما على استعداد لإعطاء الكثير، لكن نتنياهو راهن على تفجير الاتفاق في الكونغرس، ورفض. الثاني، اذا انتظر ترامب أو كلينتون فسيحصل على ما هو أقل.

حذاء غولدا

“إنها تريد أن تصبح غولدا مئير”، قال نائب الرئيس جو بايدن عن هيلاري كلينتون. وهو لم يقصد الثناء. كلينتون تعتبر كتاجدة. وكما لم تعتبر النساء الاسرائيليات انتخاب غولدا انجازا في الصراع من اجل المساواة الجندرية، هكذا النساء الامريكيات ايضا لا يعتبرن انتخاب هيلاري كلينتون انجازا في صراعهن – لا سيما النساء الشابات. يبدو أن السقف الزجاجي للبيت الابيض لا يعنيهن، وربما أدركن أن انتخاب رئيس اسود لم يساعد في الصراع من اجل المساواة. بل العكس، أعاد العنصرية من جديد.

ويمكن أنهن مللن من كلينتون. فمنذ 25 سنة تتواجد هيلاري وبيل على الساحة القومية. وقد حملا على اكتافهما طوال هذه السنوات الكثير من الفضائح، الحصول هلى اموال من جهات مكروهة، الاشتباه بالفساد، الاشتباه بالمخالفات الامنية، الاسراف. التسوية. عندما نافست كلينتون اوباما قبل ثماني سنوات كانت تعتبر شخصية مخترقة. لكن الامر لم يعد كذلك.

خسارتها في انديانا هذا الاسبوع لن تمنعها من التعيين. لكنها ستجعلها تنزف امام ترامب. لقد كتب جابوتنسكي ذات مرة سطرا انتقاميا ضد مباي: “سندفع لك مرة اخرى يا قابيل بأرواح شبابك”. بارني ساندرس هو يهودي ناشط، ومن اولئك الذين يمسكون بالناس بالقوة من ازرار قمصانهم، نجح بعمل ذلك. لقد سيطر على أرواح الشباب والشابات. وسيصوتون له بتلهف وتأييد حتى موعد المؤتمر في فيلادلفيا. اذا صوتوا لكلينتون في الانتخابات العامة فسيكون ذلك فقط لأنهم يحتقرون ترامب أكثر.

اذا تم انتخاب كلينتون للرئاسة فستسعى الى فتح صفحة جديدة مع نتنياهو. هذا ما يفعله السياسيون المهنيون: فتح صفحات. وسيتعاون نتنياهو. بعد ذلك سيبدأ سوء الفهم. ستسعى كلينتون الى الابتعاد عن سرير المريض الذي يعرضه عليها الصراع. لقد كانت هناك في السابق وهربت. كتاب ممتاز صدر مؤخرا حول علاقة كلينتون واوباما للمؤلف مارك لاندلر، مراسل “نيويورك تايمز″ في البيت الابيض، يصف المحادثات بين كلينتون ونتنياهو بأنها تجربة بائسة. لقد وقعت كلينتون في فخ مثلث برمودا، بين ضغط البيت الابيض وألاعيب نتنياهو ومطامحها السياسية. خلال أحد النقاشات الماراثونية حول تجميد البناء في المستوطنات شعرت بالضغط الى درجة جعلتها تضرب جبينها بالهاتف.

الرئيسة كلينتون ستحافظ على جبينها من اجل فرص اخرى.

Exit mobile version