المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مسؤولون يحملون “حماس” وشركة الكهرباء بغزة مسؤولية وفاة الأطفال حرقا

خضر الزعنون

عبر مسؤولون في قطاع غزة، عن غضبهم وسخطهم لجريمة حرق الأطفال من عائلة أبو هندي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بسبب اشتعال شمعة للإنارة إثر انقطاع التيار الكهربائي، محملين حركة “حماس” التي تسيطر على القطاع وشركة الكهرباء بغزة، المسؤولية.

ولقي ثلاثة أطفال أشقاء من عائلة أبو هندي مصرعهم بحريق شب بسبب اشتعال شمعة أتت على منزلهم بالكامل في مخيم الشاطئ، وهم: يسرى ورهف وناصر محمد أبو هندي، أعمارهم ما بين سنة وثلاث سنوات.

ووصف النائب عن حركة “فتح” في غزة، فيصل أبو شهلا، هذه الحادثة بالشنيعة والصعبة، محملا “حماس” المسؤولية الكاملة عن حياة الأطفال، الذين لقوا مصرعهم حرقا منتصف ليلة الجمعة.

وقال في حديث لـ”وفا”: “هذه للأسف ليست الحالة الأولى، غزة التي تصدر الوطنية والثقافة والعلم حولوها (حماس) لمصدرة للمنتحرين، والآن نرى أطفالنا وأبناءنا بمناظر تقشعر له الأبدان”، مضيفا “ليست الحالة الأولى وهذه مسؤولية من يدير غزة”.

وتساءل أبو شهلا باستهجان: “أيعقل أن يموت الناس بسبب شمعة ولا يستطيع أحد أن يطفئ هذا الحريق؟ إنه أمر صعب”.

وانتقد تمسك “حماس” بزمام الأمور في غزة، قائلا: “التمسك بالوضع والسيطرة على قطاع غزة، لا أفهم ما الهدف منه؟ وماذا يحقق منه؟ وماذا حقق للشعب وماذا حقق للقضية؟ يجب أن ينتهي الانقسام لا أن يدار”.

وتابع: “حركة حماس متمسكة بسيطرتها ولا أدري لماذا؟ في غزة كانت موجودة عندنا الكهرباء 24 ساعة، كان عندنا معبر وكل هذه الأمور، لماذا لا نترك لقيادتنا السياسية شعبنا وقضيتنا الوطنية ومشروعنا الوطني، ولا نترك شعبنا يصل إلى الموت حرقا أو منتحرا؟ يجب على الضمائر أن تصحو وأن يكون لدينا الحس الوطني والإنساني الذي يتصدى لمثل هذا الوضع”.

واستهجن أبو شهلا الاستعمال الإعلامي المغلوط وخلط وقلب الحقائق وتوجيهها لأهداف صغيرة فصائلية، بعيدا عن الحس الوطني والمصلحة الوطنية العليا، مشددا على أن هذا أمر مرفوض.

وحيا أبو شهلا، القيادة والرئيس محمود عباس الذي أصدر تعليماته بتبني هذه الأسرة (أسرة أبو هندي التي حرق أطفالها) ومتابعته لوضعهم.

من جهته، حمل أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، محمود الزق، حركة “حماس” وشركة الكهرباء المسؤولية عن حادثة حرق الأطفال في مخيم الشاطئ، واعتبرها كارثة جديدة في القطاع.

واعتبر الزق، في حديث لـ”وفا”، أن “هذه الحادثة هي جريمة كاملة الأركان ارتكبت ضد أطفال أبرياء، وليست هي الأولى بالمناسبة إنما العديد من تلك الجرائم ارتكبت بحق أطفال وعائلات وأحرقت بيوتهم، وهذه مرتبطة بهذا الأداء السيئ والبشع جدا لشركة كهرباء غزة (تديرها حماس)، بهروبها من الحل السليم لأزمة الكهرباء في قطاع غزة”.

وبين أن المطلوب بكل بساطة، هو أن الكهرباء سلعة “المطلوب توفير المال لشراء هذه السلعة والطرف الإسرائيلي جاهز، وهناك موافقة خطية منه بأن يعطينا (يزود غزة بـ) 120 ميجاواط إضافية لقطاع غزة، وهذا الأمر يتطلب مالا من شركة الكهرباء في غزة يفترض أن تجبيه هنا في القطاع، وهذا جوهر المشكلة بأن الجباية في قطاع غزة هي جباية عرجاء وظالمة فقط تنطبق على المواطن العادي، أما ما يتعلق بحماس سواء أكانوا موظفين أو أفرادا أو مؤسسات أو وزارات فلا، فمثلا وزارة الأوقاف ومساجدها بالكامل لا توجد فيها ساعة تحسب استهلاك الكهرباء للمساجد، رغم أنها أغنى وزارة موجودة هنا في قطاع غزة”.

وعبر الزق عن اعتقاده أن استهلاك الكهرباء دون دفع ثمنه وتوفير المال لتحسينها في غزة هو جوهر المشكلة، قائلا: “على الجميع أن يدرك بأن سرقة الكهرباء ليست حراما شرعا على المواطن فحسب، إنما أيضا حرام على كافة المؤسسات التي لا تدفع كهرباء وتحديدا المؤسسات الرسمية والحزبية، هذه هي حقيقة الأمر”.

وتابع الزق: “في نهاية الأمر بكل بساطة اعتبر أن شركة الكهرباء قد خرجت عن ميثاقها الأساسي وهو الاستقلالية المالية، وشركة كهرباء غزة تسمح باستهلاك الكهرباء دون أن تطالب بدفع ثمنه، تحديدا من المؤسسات الحزبية والحكومية لحركة حماس هنا في قطاع غزة”.

وحول اتهام “حماس” لحكومة الوفاق بالمسؤولية عن انقطاع التيار الكهربائي، قال الزق: “كل طفل في قطاع غزة يفهم هذه الحقائق ويدرك هذا الأمر، أتمنى على الجميع أن يدرك بأن شعبنا لم يعد غافلا عن حقائق الواقع هنا في غزة، وأي محاولة لتصدير الأزمة هنا وهناك هي محاولات ستبوء بالفشل في هذه اللحظة، لأن شعبنا تعلم كثيرا خلال هذه الفترة البائسة من حكم حماس في قطاع غزة”.

بدوره، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، إن “هذه مأساة أسبابها مركبة من الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة المنكوبة، إلى الحصار الذي يشتد على غزة الجريحة، إلى أزمة الكهرباء المفتعلة التي يتحمل وزرها كل من يتجاهل نداءاتنا بإنهاء الأزمة والتجاوب مع الحلول المطروحة التي قدمتها اللجنة الوطنية لبحث أزمة الكهرباء”.

وتابع شهاب، “رحم الله الأطفال الضحايا وغفر لنا جميعا تقصيرنا، نسأل الله أن يلهمنا جميعا الصبر وحسن العزاء، وأن يمنحنا القدرة على حسن التدبير لرفع الأذى والظلم عن شعبنا وحماية جبهته الداخلية وتعزيز صموده”.

ولقيت حادثة مصرع الأطفال الثلاثة في مخيم الشاطئ حرقا، استنكارا واسعا، وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة -على ما يبدو- في ظل الأزمات المتلاحقة في القطاع، التي أبرزها مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي لأكثر من 18 ساعة، وتأثيرها على كافة القطاعات الحيوية والخدماتية في غزة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 24 مواطنا غالبيتهم أطفال ذهبوا ضحية حوادث اشتعال الشموع التي يستخدمها المواطنون للإنارة، الأمر الذي يحتاج كما يرى مواطنون ومسؤولون إلى وقفة جادة تنهي هذه المآسي.

Exit mobile version