المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“نكبة في المخيم”…الصور شاهدة

ضحى سعيد

يحلم سكان مخيم عايدة للاجئين، شمال بيت لحم، كغيرهم من سكان المخيمات الفلسطينية، بالعودة، ولا تزال مفاتيح البيوت التي هجروا منها تورث من جيل إلى آخر، وللتأكيد على حق العودة رفع قبل عدة أعوام أبناء المخيم واللجان الشعبية في المحافظة مفتاح “العودة” الضخم على بوابة المدخل الشمالي للمخيم، وكتب عليه “مش للبيع”.

أقامت المخيم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” لايواء اللاجئين الفلسطينيين من اكثر من 43 قرية ومدينة مدمرة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في عامي 1948 و1967 بشكل مؤقت “كلها يومين وراح ترجعوا”، جملة قيلت للمهجرين يومها.

من أصحاب الأرض والحكاية إلى لاجئين في المخيمات يتحملون قساوة ومرارة الحياة فيها، يحيي الفلسطينيون اليوم الخامس عشر من أيار في مختلف أماكن تواجدهم، الذكرى 68 للنكبة، حين ارتكبت العصابات الصهيونية بحقهم ابشع المجازر والقتل والنهب، وتسببت بطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.

هذا العام وضمن فعاليات احياء الذكرى، اقامت جمعية الرواد للثقافة والفنون في مخيم عايدة معرضا فوتوغرافيا بعنوان “نكبة في المخيم” تعرض فيه صورا تروي معاناة اللاجئين الفلسطينين واصرارهم على العودة، وتفاصيل للحياة اليومية في ظل ما يتعرض له شعبنا من ممارسات الاحتلال.

مدير جمعية الرواد للثقافة والفنون في مخيم عايدة عبد الفتاح ابو سرور، قال: “نكبة في المخيم” يعكس واقع الفلسطيني، الفلسطيني اللاجئ والمقاوم والمصر على الحياة من خلال تفاصيل الحياة اليومية للحفاظ على الذاكرة والرواية الفلسطينيتين، ليشكل حالة الهام لكل من يرى هذه الصور، لا سيما الأطفال، لنقول لهم ان الحياة يجب ان تستمر من اجل فلسطين.

واوضح ابو سرور ان “المعرض يحتوي على صور ومشاهد من ذكريات النكبة الأليمة، وصور تاريخية للاماكن والاشخاص ومشاهد للحياة قبل النكبة وبعدها، وصور للمعاناة المستمرة بفعل ممارسات الاحتلال، اضافة الى مناظر طبيعية تظهر جمال الطبيعة في فلسطين التقطها اطفال وشباب المخيمات في بيت لحم في مناطق مختلفة بهدف تسليط الضوء على حياة الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها للحفاظ على الرواية ونقلها للاجيال القادمة، في الوقت الذي اصبح اي فلسطيني معرضا ان يصبح لاجئا بفعل الاحتلال الذي يهدم البيوت، ويستمر في بناء جدار الضم والتوسع العنصري وسياسات التطهير العرقي”.

وشدد ابو سرور على ان المخيمات الفلسطينية “شاهدة على كم الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا عبر سنوات الاحتلال الطويلة، لكننا بحاجة وفي كل مناسبة لانعاش الذاكرة وتعميق روح الانتماء وتعزيز ثقافة الحياة والامل لا ثقافة الأرقام، فالفلسطيني في وطنه رواية وتاريخ وحقيقية ليس رقما”.

وبين ان مخيم عايدة واحد من 59 مخيما اقيم بعد النكبة يعيش فيه حوالي 6 آلاف نسمة بمساحة اقل من 40 دونما، بلا ملاعب او حدائق، محاط شرقا وشمالا بالجدار العنصري الذي يخنقه وبابراج وكاميرات المراقبة، ولا يمر يوم دون ان يجتاح الاحتلال المخيم ويعتقل احد ابنائه، عدا عن ان ثلثي سكان المخيم تحت سن 24 عاما، وهو ما يخلق تحديا كبيرا للشباب للاستمرار والتعلم والعمل لقلة الفرص والامكانيات، إضافة الى الواقع الصعب للمخيم صحيا واجتماعيا وخدماتيا ايضا.

وتابع: ما زلنا نراهن على الذاكرة التي يجب ان تبقى حية ونعول كثيرا على كبار السن في المخيم الذين يتحدثون عن تفاصيل حياتهم في مدنهم وقراهم قبل ان يهجروا منها، وعن الجرائم التي ارتكبت بحقهم، وإلى جانبهم مفاتيح العودة يورثونها لابنائهم وأحفادهم، في الوقت الذي يستمر الاحتلال بفرض سياسات الامر الواقع لنهب الارض وقلب الحقائق وتزويرها.

واكد ابو سرور الدور الذي تلعبه المؤسسات الثقافية والاجتماعية في المخيم “لحكاية تاريخنا والمحافظة عليه، وتصوير معاناتنا الجماعية والفردية التي تنعكس على مختلف مراحل ومناحي الحياة، وبالتالي الفن والمسرح والصورة وسائل لتحقيق ذلك، فالفن يخلق حالة خاصة للتعبير عن الواقع والامال بطرق مختلفة، كما انه فرصة للتوعية بالحقوق وايصال الرسائل الى جانب ضرورة الاهتمام والتركيز وتعلم فن التوثيق لجمع التاريخ والحفاظ عليه، فمن الصعب اليوم الاعتماد على الرواية الشفوية فقط، والصورة هي جزء من التوثيق الذي اصبح شاهدا على الجريمة”.

Exit mobile version