المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

“تقرير شامل”..رأي (فتح-حماس-مصر) بمبادرة السيسي لتوحيد الصف الفلسطيني :هل ستلم الشمل الفلسطيني بعد سنوات عجاف ؟

أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي دعا خلالها الفلسطينيين للتوحد وإتمام المصالحة الفلسطينية، التكهنات حول مدى جدية هذه الدعوة حيث ترك باب الأسئلة مفتوحاً أمام المحللين والمتابعين والمراقبين إلى أي مدى قد تصل هذه الدعوة.

كلمة الرئيس المصري لاقت ترحيباً فلسطينياً واسعاً بجميع أطيافه بدءاً من الرئيس محمود عباس وترحيب حركة فتح وليس انتهاء بحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال الرئيس السيسي، في كلمته بافتتاح مشروعات للطاقة الكهربائية في محافظة أسيوط، إن هناك مبادرتين عربية وأخرى فرنسية من أجل حل القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه اذا تحقق السلام في المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط للأفضل، مشددا على أن بلاده مستعدة لبذل كل الجهود التي تساهم في حل القضية الفلسطينية.

ودعا الفلسطينيين إلى توحيد الفصائل المختلفة، وتحقيق مصالحة حقيقية، مؤكدا استعداد مصر للقيام بهذا الدور من أجل حل هذه القضية التي طال انتظارها.

حرص مصر

حركة فتح من جهتها رحبت بتصريحات السيسي المتعلقة بتحقيق المصالحة الفلسطينية، حيث أكد فيصل أبو شهلا، القيادي في فتح على أن مبادرة السيسي تسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطيني.

وقال أبو شهلا في تصريحات خاصة لـ”دنيا الوطن” إن مبادرة السيسي أكدت على حرص مصر على انجاز المصالحة الفلسطينية، مشيداً بدور مصر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية.

وأضاف ” مصر هي المفوضة من الدول العربية ومن جامعة الدول العربية لملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، فالآن مصر توسع دورها سعياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتقوم بما لها علاقات ووزن عربي وإقليمي لإنهاء هذا الصراع”.

لم ترتق لمبادرة

أما حركة حماس فترى أن تصريحات السيسي في هذا السياق لم يرتقِ إلى مبادرة، بحسب القيادي فيها يوسف رزقة، معتبراً هذه التصريحات بدعوات للأطراف الفلسطينية للتقدم في ملف المصالحة الفلسطينية.

وأوضح رزقة خلال حديثه لـ”دنيا الوطن” أن الوضع الفلسطيني فيما يتعلق بملف المصالحة لا يحتاج إلى مفاوضات جديدة لأن الأطراف الفلسطينية بحثت جميع القضايا المتعلقة بملفات المصالحة واتفقت فيما بينها وأجرت توقيعات واضحة سواء توقيع القاهرة أو الشاطئ وما تحتاجه الأطراف الفلسطينية هي تنفيذ أمين ودقيق لما تم الاتفاق عليه.

ويرى بأن الظروف التي تحيط بالواقع الفلسطيني هي من تعوق تنفيذ عملية المصالحة، بسبب تدخل أطراف كالجانب الإسرائيلي، “وبالتالي تحولت مسألة المصالحة من إيجاد حل إلى إدارة أزمة”، مطالباً الفلسطينيين أن يخلصوا ملف المصالحة من التدخلات الخارجية.

وتابع ” لا بأس أن يتعاونوا مع الجانب المصري في رعاية المصالحة بحكم أن مصر جرى فيها توقيع القاهرة وبحكم أن مصر ترعى الملف الفلسطيني منذ زمن”، منوهاً إلى أن تصريحات السيسي الاخيرة لا تحمل أفكاراً جديدة تحث الأطراف على أن المصلحة الفلسطينية والبيئة الإقليمية والعربية تقتضي من الفلسطينيين الإسراع في عملية المصالحة، حد قوله.

أولوية مصرية

من جهته، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، وزير الخارجية السابق السفير محمد العرابي عن عدة خطوات سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل التحرك بشأن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الملف الفلسطيني أولوية من أولويات السياسية الخارجية المصرية.

وأكد العرابي لـ”دنيا الوطن” أن تحركات مصرية بقيادة السيسي من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية الفترة المقبلة ” محط اهتمام مصري بالدرجة الأولى”.

وجدد تأكيده على أن السيسي سيحرك ملف المصالحة الفلسطينية أيضاً ويخوض فيه بالقريب العاجل، مستدركاً بالقول “لكن هذا يحتاج أيضاً إلى إرادة فلسطينية لتحقيق ذلك”.

يجب استغلالها

وعن مبادرة السيسي للمصالحة، يقول الإعلامي المصري أشرف أبو الهول: إن السيسي قد طرح مبادرة للمصالحة، وتقدم بدعم الاطراف الفلسطينية وعليهم أن يستغلوها ويحاولوا أن يتجاوبوا معها”، لافتاً إلى أن هناك ترحيبات كبيرة من قبل الفصائل الفلسطينية.

وأضاف أبو الهول في حديثه لـ”دنيا الوطن”: هناك تصريحات إيجابية من فتح وحماس والفصائل الفلسطينية بشكل عام، لكن لا بد أن يصبح هذا الترحيب سكة عمل بمعنى أن مثل هذه المصالحة ليست بحاجة إلى اجتماعات جديدة او تفاصيل وبنود ولكن بحاجة إلى اتفاق على آلية للتنفيذ وأن تصفو النوايا”.

وتوقع أن تكون مبادرة السيسي قريبة من التنفيذ لأسباب عديدة أولها أن السلطة وصلت إلى حالة من اليأس وتشعر أن كل الاتفاقيات السابقة لم تطبق، بالإضافة إلى أن حماس كان بالسابق من يدفعها لعد تنفيذ الاتفاقيات أما الآن فوضعها المادي صعب جداً خصوصاً وأن دول كثيرة قلّصت دعمها المادي كإيران وسوريا وحزب الله، الأمر الذي يدفع بها إلى مبادرة السيسي، على حد اعتقاده.

واستمر الإعلامي المصري قائلاً: بدأت حماس تبتعد عن جماعة الإخوان المسلمين وتعمل كفصيل فلسطين داخلي وهذا ما يدفعها إلى المبادرة، ولكن هذا أمر ليس بالسهل هناك مازالت الكثير من المجهودات المطلوبة ومسائل لا بد من حسمها”، مشدداً على ضرورة أن تكون النوايا صادقة لدى حركتي فتح وحماس لإنجاز هذا الملف.

وإن كانت هذه المبادرة ستسحب البساط من قطر بخصوص المصالحة، بيّن أن الدوحة لم تطرح مبادرة ولكن طرحت مكاناً للاجتماع، مؤكداً على أن مصر المصالحة لن تتم إلا عبر جمهورية مصر.

وعقدت حركتي فتح وحماس اجتماعين منفصلين خلال الأشهر الماضية في العاصمة القطرية الدوحة، تم خلالهما مناقشة العديد من الملفات الشائكة، توصلا إلى تصورات عملية، لكن أحداث حرق أطفال عائلة الهندي أعادت هذه اللقاءات إلى نقطة الصفر بعد تحميل كل منهما الأخرى.

يدعم المصالحة

وفي ذات الإطار، أوضح المحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن السيسي سيدعم المصالحة وسيبذل كل ما في وسع مصر وصولاً للمصالحة ” حيث أنه ربط عملية التسوية بالمصالحة الفلسطينية”، لافتاً إلى أنه لم يقدم مبادرة خالصة.

وقال لـ”دنيا الوطن”: السيسي أكد أنه سيدعم المبادرة الفرنسية والعربية وجهود أخرى، ومصر لن تقود عملية التسوية وبالتالي سيدعم ما هو موجود ولكن مصر لن تقود هذه العملية”، مشيراً إلى أن مصر وحدها لن تقود ملف المصالحة الفلسطينية.

وأضاف عوض ” مصر رعت مصالحة قبل سنتين ولم تحققها والمصالحة عبارة عن مصالحات متعددة مصالحات إقليمية ودولية”، مؤكداً أن قرار المصالحة ليست قرار فلسطيني فقط.

وأشار المحلل السياسي إلى أن المصالحة الفلسطينية تحتاج إلى أكثر من مصر وهي مضطرة أن تشرك أطراف أخرى في المنطقة وغير المنطقة لإنجاح هذا الملف، لافتاً إلى أن مصر تريد أن تبحث مع كل الأطراف بشأن المصالحة.

وكان القيادي في حركة حماس أحمد يوسف قال بأن أن المبادرة المصرية تأتي استكمالاً لدور الدبلوماسية القطرية، والدور التركي، والمبادرة السويسرية، قائلاً “القطريون والأتراك والجهات التي دخلت على خط المصالحة تشعر بالسعادة والارتياح لأخذ مصر دورها من جديد في القضية الفلسطينية، هم تقدموا عندما تعطل دور مصر بسبب إنشغالاتها الداخلية”.

Exit mobile version