المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مؤتمر باريس مهد لعقد مؤتمر دولي ينفذ القرارات الدولية

رسالة حركية لمفوضية الاقاليم الخارجية لحركة فتح

قد تختلف الاراء حول فرص نجاح المبادرة الفرنسية ومدى اصرار فرنسا على استمرار طرحها ، ومدى اصرارها ايضا على مواجهة الصلف الاسرائيلي حيث اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي في غير مره وغير مكان ان اسرائيل ترفض التعامل مع المبادرة الفرنسية ، وعلى الرغم من نجاح فرنسا في عقد المؤتمر الذي حضرته اطراف دولية عدا طرفي الصراع ، نستطيع ان نقول:
ان هذه المبادرة لا يستطيع احد ضمان نجاحها ةمع ذلك فلا بد ان نرى مالها وما عليها فلها انها اعادت رفع القضية الفلسطينية من الرفوف الجانبية في أروقة العمل الدولي الى الطاولة ، ولها ايضا انها عززت فضح الموقف الاسرائيلي الرافض للسلام اما ما عليها فإنها ما زالت تخضع للمساومة من اطراف متعددة على رأسها الولايات المتحدة واسرائيل ، الامر الذي يهدد نجاحها وهذا يتطلب موقفا فلسطينيا باتجاهين.
الاول تحديد فلسطيني واضح لما هو مطلوب من هذه المبادرة سياسا دون لبس في مواجهة الابتزاز الاسرائيلي ومطالبة فرنسا مرة اخرى اعادة الربط بين عدم نجاح المبادرة ، ورفض اسرائيل لها واعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية.
الاتجاه الثاني عدم الارتكان للعامل الخارجي فقط في الحفاظ على المسالة الفلسطينية على سلم اولويات الاجندة الدولية، بل تتبنى موقف نضالي ميداني بضع المنظومة الدولية امام واجباتها كي تحمل مسؤولية انهاء الاحتلال .

جاءت المبادرة الفرنسية لتظهر الادراك الفرنسي لضرورة حل الصراع ، الذي يترتب عليه استمرار تنامي الارهاب في المنطقة والعالم ، وزيادة التوتر الذي يضع عراقيل ويلحق الاضرار بمصالح الدول واستقرار مصالحها تلك ، وجاءت أيضا لتظهر الضيق الفرنسي من ممارسات اسرائيل ومواقفها الرافضة للسلام ، وهو ما عبر عنه وزير خارجية فرنسا السابق لورين فابيوس الذي اثار غضب اسرائيل حين ربط بين المبادرة الفرنسية وبين تأييد فرنسا لاعتراف مجلس الامن بالدولة الفلسطينية ان لم تقبل اسرائيل بالمبادرة .
المبادرة اعتبرت ان حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع ويجب المحافظة عليه ، واكدت رغبة الدول المشاركة في المساعدة العملية من اجل تثبيت هذا الحل وترسيخه ، وشددت على اعتماد رؤية واضحة حول كيفية عودة مفاوضات السلام وفق الشرعية الدولية ، وايضاح نشاطات ودور كل دولة تريد المشاركة في المؤتمر ، وتحديد تواريخ محددة .

كما اقترحت المبادرة تشكيل طواقم عمل ولجان تشرف على ادارتها الدول المشاركة في المبادرة ، طاقم مقترحات ، طاقم لدول المنطقة التي تضع مقترحات لتقصير الوقت في المفاوضات، طاقم للحفاظ على حل الدولتين ، طاقم اقتصادي ، طاقم امني ، طاقم يعزز التعاون في المنطقة.
وأكدت ان هذا المؤتمر سيمهد لعقد مؤتمر دولي في الخريف القادم لاستكمال الجهود لتحقيق السلام.
واعتبرت المبادرة ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو لب صراع المنطقة ، وهو السبب في عدم حدوث الاستقرار وعدم وجود الامن في المنطقة ، وهو المسبب للصراعات والتوتر والعنف ، وان التقدم باتجاه حل للصراع أمر عاجل وهام .

ورأت ان حل الدولتين هو الممكن عمليا وهو الوحيد القادر على حل الصراع ، وهو الذي يعطي اجابات ويلبي طموحات عند الطرفين ، كما انه يضمن الامن، وبينت المبادرة ان الاستيطان يهدد بناء الدولتين ويجعل الامور اكثر صعوبة وطالبت المجتمع الدولي للمساعدة ، بكل ثقل من اجل عودة المفاوضات والتوصل لاتفاق نهائي تكون مرجعيته واسسه القرارات الدولية ، وان يستخدم المجتمع الدولي ثقله في هذا الصراع ، واقترحت سلسله من الفعاليات الدولية وعلى رأسها تحديد الخطوط العريضة لحل الملفات النهائية مثل الحدود والامن واللاجئين والقدس والمستوطنات والمياه ، ودعت المجتمع الدولي للتمسك باستمرار طرح الحلول ومواصلة المحاولة من اجل اعادة الثقة وفتح الافاق وخلق المناخ لمفاوضات سلام مستقبلية .
وشددت على جدول زمني واضح وصارم يحدد موعد انتهاء المفاوضات وطالبت دول العالم بالضغط في هذا الاتجاه .
اسرائيل أعلنت رفضها القاطع للمبادرة على لسان رئيس حكومتها نتنياهو ، مدعيا ان السلام يجب ان يكون عبر المفاوضات مباشرة بلا أية شروط ، وهو يحاول القيام بجولة في بعض الدول للتأثير على موقفها من المبادرة ومن الدعوات لعقد مؤتمر الخريف على الاسس التي حددتها المبادرة وشكلت لجان العمل والطواقم لاستكمال الجهود ، فقد قرر زيارة موسكو لشكرها على عدم المشاركة بوزير خارجيتها حيث اكتفت بارسال نائبه ، وليسمعها كلامه الممجوج وادعاءاته المكشوفة التي لن تنطلي على القيادة الروسية .

فلسطينيا تم الترحيب بالمبادرة وبفكرة انعقاد المؤتمر من حيث المبدأ ومن حيث المضمون ، ذلك ان الجمود الذي وضعت اسرائيل فيه النشاط السياسي والدبلوماسي ، واليأس الذي حاولت ان تخلقه لدى الاطراف ، برفضها وصلفها ومماطلتها ، قد أخذ يتبدد الان امام الارادة الدولية التي حددت بوضوح ان التوتر والعنف في المنطقة ناتج عن استمرار الصراع ، وعن عدم تنفيذ حل الدولتين ، وحسم القضايا النهائية على اساس الشرعية الدولية .

امين سر اللجنة التنفيذية د.صائب عريقات رأى ان المؤتمر قرر اعادة فلسطين الى الزخم السياسي من جديد ، واعادتها الى الخارطة الدولية التي تقوم الدول الكبرى برسمها الان ، فلا سلام ولا امن في المنطقة دون حل القضية ، واقامة دولة فلسطين والاعتراف بها . وقال ان المحافظة على هذا الزخم الدولي تتطلب ازالة اسباب الانقسام فهناك فرصة يوفرها الاخوة في مصر وفي قطر للوصول الى حكومة وحدة وطنية ، والذهاب لصناديق الاقتراع بأسرع ما يمكن .
وما حدث في باريس هو تطور استراتيجي نوعي حيث أكد المؤتمرون ان لا انتصار على الارهاب لن يتم الا بإقامة دولة فلسطين .
وجاء البيان الختامي للمؤتمر مؤكدا على مبادىء المبادرة حيث أكد البيان على حل الدولتين وبين ان التهديد الذي يهدد هذا الحل هو الاستيطان وعنف الاحتلال الذي يجب وقفه ، كما اكد البيان عدم قبول الدول لاستمرار الوضع الحالي الذي يسعى له نتنياهو دائما .
كما استخدام البيان عبارة الانهاء التام للاحتلال الاسرائيلي من المناطق المحتلة عام 1967 ، واكد على حل جميع القضايا النهائية بما فيها القدس والمستوطنات واللاجئين والاسرى والمياه على اساس القرارات الدولية .

بعض الفصائل عارضت المبادرة لشكوكها بامكانات التنفيذ ومعارضتها للعودة الى المفاوضات ، وان كانت هذه المرة تحت سقف زمني محدد ومرجعية واضحة واشراف دولي وليس امريكي فقط .

المراقبون السياسيون في الساحة الفلسطينية قالوا ان مؤتمر باريس قد اعاد القضية الفلسطينية للواجهة واكد على حل الدولتين وأكد ذلك على اهمية عقد المؤتمر الدولي في الخريف المقبل .
ورأوا أن اسرائيل قد فشلت في مساعيها لافشال المؤتمر ، وان الولايات المتحدة قد اضطرت للمشاركة لان غيابها سيعني غياب دورها عن هذا الملف الذي حاولت احتكاره لما يزيد عن ثلاثة وعشرون عاما مضت .

ورأوا كذلك ان المؤتمر قد كشف زيف الادعاءات الاسرائيلية وحدد شكل الحل النهائي وصمم آلية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعمل على توحيد موقف دولي يعمل على حل القضية الفلسطينية كشرط لا بد منه لمحاربة الارهاب .

اما عربيا فقد كانت المشاركة في المؤتمر مؤكدة على الموقف العربي لانهاء الصراع على اساس القرارات الدولية ، وتطبيق تلك القرارات لتحقيق حقوق الفلسطينية المشروعة ، في الدولة والعودة والاستقلال .
واكد المسؤولون العرب على تمسكهم بمبادرتهم العربية التي أعلنت في قمة بيروت عام 2002 كما هي ولا يجوز لنتنياهو ان يتحدث عن تعديلات ، ليصل الى ما يصبوا اليه دون أن يعيد الحق الى أصحابه ، يريد ان يحصل على المكافأة دون ان يقدم أي استحقاقات؟؟!

Exit mobile version