المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الغزيون يتجهون للحوم المجمدة لارتفاع اسعار اللحوم الطازجة

أمجد عرفات – يتهافت المواطنون في غزة على المجمدات بأنواعها في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الطازجة من لحوم وأسماك ودواجن وغيرها من الأصناف الغذائية الطازجة التي تتميز بمظهرها المتناسق وطراوة أنجستها ،.

واعتاد المختار محمد السموني في كل عام من شهر رمضان أن يذبح عجل فدية عن روح والديه، ولكن بعد ارتفاع سعر الكيلو من لحم العجل من 35 شيكل إلى 55 شيكل في هذا العام، عجز عن تغطية مصاريف الوليمة الذي اعتاد عليها، مما اضطره إلى استبداله برأسين من الخروف المجمد.

ونظرا لغلاء أسعار اللحوم والدجاج بشكل خاص، اضطر حسن عرفات أن يلغي ما اعتاد عليه من اقامة وليمة في كل يوم خميس من رمضان.

أما فادي شعفوط صاحب إحدى سلسلة مطاعم شاورما شعفوط الشهيرة، يبين أن ارتفاع سعر كيلو الدجاج الطازج إلى 16 شيكل وزيادة الضريبة الحكومية في غزة على مطاعم الشاورما مع بداية شهر رمضان بنسبة 5% عما كانت عليه سابقا، انعكس بشكل سلبي عليه وعلى باقي المطاعم، مما اضطرت هذه المطاعم إلى القيام برفع سعر ساندويش الشاورما من ثمانية إلى عشرة شواكل، فضلا عن ارتفاع أسعار الوجبات الأخرى بقيمة 2 شيكل لكل صنف من أصناف المأكولات، الأمر الذي أدى إلى عزوف الناس عن الشاورما خلال هذا الشهر، مما دفعه لإغلاق فروعه الثلاثة والاكتفاء بفرع واحد من مطاعمه لكي يتمكن من تحقيق التوازن بين المدخلات والمصروفات وتغطية أجور العمال.

اما عرفات العجلة صاحب أكبر مذبح للحبش في غزة، حيث يضم مذبحه ما يزيد عن 200 عامل، فيوضح بأن المذبح كان بالعادة يدخل إليه أكثر من 2000 رأس حبش يومياً ليتم ذبحه، ولكن مع الارتفاع الكبير في سعره تزامناَ مع حلول شهر رمضان، انخفض الطلب عليه، فأصبح هذا العدد من الحبش يدخل إلى المذبح في الأسبوع الواحد بدلا من اليوم الواحد، مما دفعه إلى الاكتفاء بخمسين عاملاَ فقط وتجميد عمل الآخرين.

وأوضح المهندس محمد جحا الذي يمتلك ما يقارب 15 مزرعة لتربية الدواجن والحبش، بأن الغلاء في أسعار الدجاج والحبش جاء بقرار من حكومة غزة، وذلك لأن الحكومة تمتلك عدد كبير من المزارع، فتقوم برفع الأسعار بالشكل الذي ترغب فيه، ولا يستطيع التجار العاديين التقيد في الأسعار السابقة طالما كل من يحيط به أصبح يبيع بسعر أعلى.

وأشار إلى أن الكثير من أصحاب المزارع أصبحوا يتخوفون من الحملة الشعبية التي تدعو للامتناع عن شراء الدجاج والتي أطلقها بعض الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.

على الرغم من التبعات السلبية التي أحدثها ارتفاع الأسعار إلا أن هناك بعض الأفراد يرونها بأنها انعكست عليهم بشكل إيجابي، مثل السيد محمد لبد صاحب أكبر شركة لتجارة واستيراد المجمدات في غزة، والذي أكد بأن ارتفاع أسعار اللحوم الطازجة انعكس على شركته وعلى زبائنه من تجار الجملة بشكل إيجابي، وذلك لأن الطلب على المجمدات خصوصا في شهر رمضان ارتفع عن غيره من الأيام، وذلك لعجز الناس عن شراء اللحوم الطازجة من جهة وميلهم للأطعمة الشهية بكل أنواعها والتي تمثلها اللحوم في المقام الأول من جهة أخرى.

ويبين الخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور معين رجب أن المستهلك يبحث لاشباع حاجاته عن أمرين مهمين وهما الجودة والسعر، فإذا كانت المجمدات في حالة جيدة وقابلة للإستخدام، فإن المستهلك لن يمانع في الاتجاه نحوه كبديل عن اللحوم الطازجة في ظل عدم مقدرته على تغطية مصاريف أسرته وخاصة عند أصحاب الدخل المنخفض، والذين يمثلون النسبة الأكبر من سكان قطاع غزة، أو إنه سيظل على متمسكا في تناوله اللحوم الطازجة مع تقليل شراء الكمية المعتاد عليها وخاصة عن المستهلكين الذين لا يرغبون إلا بالطازج.

Exit mobile version