المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

د. ماهر البردي المتخصص: داعش تنظيم فكري متجذر لا تردعه الآلة

كشف الأكاديمي والباحث في “مجال الإرهاب والانحرافات الفكرية” الدكتور “ماهر البردي” حقيقة داعش ومن يقف خلف هذا التنظيم الإجرامي المرعب والخلفية الإستراتيجية لها ؟

وتساءل بداية :
• هل داعش امتداد للقاعدة ؟ وهل وظفت من قبل قوى إقليمية ودولية؟ هل للصحوة دور في ولادة داعش؟ هل لجماعة الإخوان وفلسفتهم الفكرية تأثير عل هذا التنظيم ؟ وهل لقادتهم رؤية سياسية تختلف عن أفرادهم العاديين؟

بداية أجاب البردي فقال :
إن المتأمل للفكر الذي تتبناه الجماعات المتطرفة ومنها جماعة داعش منذ نشأتها وتفكيرها وجل اهتمامها يركز على كلمة “الخلافة” و”الجهاد” معتمدين على هذين المصطلحين في تجنيد العديد من أبناء العالم الإسلامي.

وعندما نتعمق في دهاليز التاريخ ونتتبع سيرة هذه الجماعات المتطرفة أمثال القاعدة وداعش وبوكو حرام وجماعة التكفير والهجرة نجد تأثرها بأفكار سيد قطب والمودودي وحسن البنا ، تلك الأفكار التي كانت نشأت على فكرة الخلافة وهذا ما نجده في شهادة أبو مصعب أحد قيادات داعش ومنظريها حيث يقول : “إن الجماعات الجهادية انبثقت معظمها من رحم الصحوة الإسلامية وفكر الإخوان المسلمين وأبو الأعلى المودودي في باكستان”، بل إن المؤسس لجماعة الإخوان حسن البنا كان يحلم أن يكون خليفة على المسلمين ولذلك نجد أن هذا المصطلح له عمل السحر في نفوس الشباب وهو الدافع والمحفز والسبب في تجنيد آلاف الشباب المسلم غير الناضج حيث إن قضية الجهاد والخلافة تستثير مشاعره وعواطفه بل إنها الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه.
وذكر البردي أن هذا الفكر تغلغل منذ عقود في جسد الأمة الإسلامية إبان فترة الصحوة من خلال منظري هذا الفكر أمثال أبي قتادة الفلسطيني وأبي محمد المقدسي صاحب كتاب “ملة إبراهيم” وأيضًا فارس آل شويل وعبد الله عزام مرورًا بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم من دعاة الفتنة والتحريض.
ولذلك نجد أن استخدام مصطلح الخلافة والجهاد كان حاضرًا في كل مكان وزمان بهدف إغراء شباب الأمة الإسلامية للانضمام لهذه الجماعات الإرهابية وليس الهدف منها عبادة الله كما قال تعالى : “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله” ولأن السبب انتفى هنا كان لا بد أن تنشأ داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية على وضع مبررات لما تقوم به من أفعال في بلاد الإسلام.

وبالعودة إلى أحد الأسئلة المطروحة :

• هل وظّف داعش من قبل قوى إقليمية ودولية؟
• أجاب البردي : نعم هي قوى دولية عملت على زعزعة استقرار العالم العربي، ولو بصورة ليست مباشرة وواضحة وهذا ديدن السياسات الدولية في توظيف واستغلال الظروف وما يقع بأيديهم من أجل تحقيق مصالحهم.
• وحول فكر قادتها قال البردي إن أي تنظيم من التنظيمات الإرهابية يكون له هدف وبرنامج سياسي سري قد لا يطلع عليه سوى عدد بسيط لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ويختلف هذا الهدف عن الهدف المعلن الذي تعرفه بقية العناصر من التنظيم، ولو أخذنا داعش مثلًا نجد أبو بكر البغدادي والحلقة الصغيرة التي حوله هم من يعرفون الأهداف السرية فقط، أما بقية العناصر والأفراد فلهم معرفة الهدف العام فقط تحت فكرة الجهاد والخلافة وأيضًا لجمع الأموال لتحقيق الهدف السري الذي قد يكون بعيدًا كل البعد عن الهدف العام الذي تعرفه بقية أفراد التنظيم .
• واختتم البردي حديثه قائلًا : في النهاية نكاد نصل إلى أن تنظيم داعش ورث الفكر التكفيري المتطرف من التنظيمات والجماعات التي سبقته ، “فالقضية قضية فكر وعلاج الفكر لا يكون إلا بالفكر” ولا يمكن أن تعالجه الآلة العسكرية مهما بلغت قوتها إضافة إلى أن الوقاية مطلب أساسي من مثل هذه الأفكار مستقبلًا .

Exit mobile version