المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الرباعية … تراجع وانحياز واضح ضد القضية الفلسطينية

جاء تقرير اللجنة الرباعية لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مخيبا لآمال الجانب الفلسطيني وشكل مفاجأة للمحللين والمتابعين والعارفين بحيثيات الصراع ولكنه جاء منسجما تماما مع الموقف الإسرائيلي حتى ان المواكبة الإعلامية الإسرائيلية أخذت طابعا يوحي برضاء إسرائيل التام بعدما كانت أعربت عن مخاوفها الأمر الذي دفعها للتحرك دبلوماسيا على جبهات الدول التي تشكل الرباعية للتقليل من حدة الموقف إلى أن جاء التقرير منسجما مع الموقف الإسرائيلي .فإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه شيء اعتاد عليه الإسرائيليون طالما انه يبقى في الإطار الإعلامي حتى انه بات لا يشكل ضغطا على إسرائيل. وفي المقابل فان إسرائيل حققت مكاسب تتعلق بمطالبة الرباعية بوقف “العنف” الفلسطيني تجاه الإسرائيليين.
وهكذا ففي الوقت الذي كان العالم ينتظر تقرير الرباعية لكسر الجمود الحاصل في عملية السلام وإصدار تقرير يحمل فيه الجانب الإسرائيلي بالتهرب من عملية السلام نتيجة سياسات إسرائيل التي أضرت بالفلسطينيين ووقفت عائقا أمام التقدم في عملية السلام جاء التقرير مخالفا لكل التوقعات. وقد خلا التقرير من المجيء على جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية .
التقرير لم يرقى الى الدور المطلوب من اللجنة الرباعية في تحريك عملية السلام والبحث عن المعيقات والإشارة إليها وتحميل جهات القصور المسئولية عن ذلك، بل اقتصر التقرير على مطالبة خجولة بوقف الاستيطان الإسرائيلي وهي عبارة تكررت في وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية حتى باتت لا تشكل اي رادع لإسرائيل طالما لم تتبعها ضغوطات ومواقف حازمة. كما طالب التقرير الجانب الفلسطيني بالتخلي عن العنف تجاه الإسرائيليين دون التمييز في أهدافه ودون البحث عن أسبابه ليجدوا الإجابة واضحة وصريحة بأنه نتاج استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واستمرار سياسة الاستيطان.
تقرير الرباعية كان بمثابة طوق نجاة لإسرائيل وساهم بشكل مباشر في تخفيف الضغوط عنها بل انه تركها دون تحميلها مسئولية فشل عملية السلام وكأنه أشار إلى تقاسم المسئولية مناصفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهكذا تم إخراج الفصل من مضمونه بعدم تحميل إسرائيل أية مسئولية فبما وصلت إليه عملية السلام من تعقيدات.
بلا شك ان الرباعية جرى تهميشها مبكرا على يد التفرد الأمريكي وان الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما تحاول ان تستحوذ بشكل كامل على كل الجهود السياسية المرتبطة بالعملية التفاوضية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أنها لم تكن لتسمح لأية جهة أن تدخل على خطها حتى داخل الرباعية وهكذا كان التقرير الصادر بفعل الضغوطات الأمريكية وتغييب الأطراف الأخرى عن دائرة التأثير حتى جاء التقرير منحازا لإسرائيل
القيادة الفلسطينية استقبلت التقرير بنوع من الاستياء الشديد واعتبرت انه يشكل خروجا فاضحا عن القانون الدولي والشرعية الدولية ذات العلاقة، مؤكدة رفضها الحازم للمقاربات التي تضمنتها توصيات التقرير واكد أمين سر تنفيذية منظمة التحرير د.صائب عريقات إن تقرير اللجنة الرباعية لا يلبي توقعات الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، حيث يساوي البيان بين شعب تحت الاحتلال والمحتل.
ومن المفترض ان تبدأ القيادة الفلسطينية بالرد على الرباعية والبحث عن خيارات تضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي بشكل كامل ونبدأ بالخطوة الأولى بقطع كافة الاتصالات مع اللجنة الرباعية وعدم التعامل معها وتذكير المجتمع الدولي بما يعنيه القانون الدولي والحفاظ على شرعية الأمم المتحدة والتي تعتبر إحدى الجهات الممثلة باللجنة الرباعية . فإذا كانت قرارات الأمم المتحدة تجير لصالح القوى النافذة في السياسة الدولية واعني الولايات المتحدة فان ذلك يفقد المنظمة الدولية دورها وتصبح عاجزة عن تنفيذ قراراتها.

خاص- مركز الإعلام

Exit mobile version